تفاصيل الخبر

الانتشار الحالي للانفلونزا وسبل الوقاية منها

23/11/2022
الانتشار الحالي للانفلونزا وسبل الوقاية منها

من  عوارض الإصابة بالاونفلونزا

 

بقلم وردية بطرس

 

الاختصاصي في الأمراض المعدية الدكتور شريف مسعد: هناك ثلاثة أنواع من عائلات فيروسات الانفلونزا تصيب الناس وهي "أي بي سي "

فيروسات الانفلونزا تتغير من سنة الى أخرى ويؤثر بعضها بشكل كبير على كبار السن، في حين تستهدف أنواع أخرى الشباب والبالغين. مع العلم ان الاهتمام بفيروسات الانفلونزا تراجع كثيراً في فصل الشتاء الماضي بسبب انتشار وباء "كوفيد -19"، لكنها عادت مجدداً الى الواجهة في الشتاء الحالي.

الانفلونزا هي عدوى فيروسية في الرئتين والمسالك الهوائية بأحد فيروسات الانفلونزا. وهي تسبب الحمى، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والسعال، والصداع، وأوجاع العضلات وشعوراً عاماً بالمرض... وتعتبر الانفلونزا من الأمراض الفيروسية المعدية، وتنتقل العدوى عن طريق انتشار الفيروس في الهواء أثناء السعال أو العطس أو الاتصال مع افرازات الأنف والبلعوم التي تنشر قطرات اللعاب التي تحتوي على كمية كبيرة من الفيروسات. يهاجم الفيروس الجهاز التنفسي.

وهناك ثلاثة أنواع من فيروس الانفلونزا:" أي  . بي . سي"

إضافة الى  الكثير من السلالات الفرعية ضمن فيروسات

" أي . بي "، ولكنها جميعاً تسبّب مرضاً مماثلاً. تنجم الانفلونزا الموسمية الاعتيادية عن العددي من سلالات الانفلونزا المختلفة، ولكن لا يسبب النوع "سي "عدوى الانفلونزا النموذجية.

ويسبّب النوع " أي" معظم حالات الانفلونزا (أكثر من 70 في المئة من الحالات في الموسم العادي)، وتنجم معظم الحالات الأخرى من النوع "س" بتواتر أقل، وبشكل رئيسي عند الأطفال.

وتتغير سلالة فيروس الانفلونزا المسببة للفاشية بشكل طفيف دائماً، لذلك فان فيروس الانفلونزا في كل عام يختلف قليلاً عن العام السابق ويكون تغيّرها كافياً لأن تفقد اللقاحات السابقة فعاليتها غالباً.

 

لقاحات الانفلونزا

 

وتجدر الاشارة الى أن لقاحات الانفلونزا تحمي عادة ضد ثلاثة أو أربعة سلالات مختلفة من فيروس الانفلونزا. وتتغير سلالات الفيروس المسببة لفاشيات الانفلونزا بشكل سنوي، ولذلك يجري تطوير لقاحات مختلفة كل سنة لمواكبة التغيرات الحاصلة في الفيروس. يحاول الخبراء التنبؤ بسلالة الفيروس التي ستنتشر كل سنة بناء على سلالة الفيروس التي سادت خلال موسم الانفلونزا السابق، والسلالة التي تسبب المرض في أجزاء أخرى من العالم، عندما تتطابق البروتينات"اش"و " ان"الموجودة في اللقاح مع تلك الموجودة في سلالات الانفلونزا المسببة للوباء الحالي، فان اللقاح يخفض معدل الاصابة بالعدوى بنسبة تتراوح بين 70 – 90 في المئة عند البالغين الأصحاء.

ويكون اللقاح أقل قدرة على وقاية المسنين الذين يعيشون في مرافق الرعاية الطويلة الأجل، ولكن يقلّل من حدوث مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي والوفاة. وبما أن قوة الجهاز المناعي تتراجع مع التقدم في السن، فقد جرى تصميم جرعة عالية من لقاح الانفلونزا خصوصاً للأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً وأكثر. يمكن لهذا اللقاح ذو الجرعة العالية أن يحفز استجابة مناعية أقوى لدى كبار السن. وخلافاً للألم العرضي في موضع الحقن أو حدوث سيلان الأنف بالنسبة للقاح المستنشق، فان الآثار الجانبية للقاح نادرة.

ففي الولايات المتحدة يحدث التطعيم خلال فصل الخريف لكي تكون مستويات الأضداد في أعلى مستوياتها خلال أشهر الذروة للأنفلونزا: من تشرين الثاني ( نوفمبر) الى آذار (مارس( . وبالنسبة لمعظم الأشخاص يحتاج اللقاح الى حوالي أسبوعين حتى يوفر الحمية. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر الى 8 سنوات ويحصلون على لقاح الأنفلونزا للمرة الأولى، ينبغي اعطاؤهم جرعتين من اللقاح بفاصل 4 أسابيع على الأقل بينهما.

 

وكانت منظمة الصحة العالمية أشارت حديثاً الى ارتفاع في نشاط الانفلونزا في الكثير من البلدان، وان تدابير الصحة العامة التي اتخذت للحد من انتقال فيروس "كوفيد- 19" قلّلت أيضاً من نشاط فيروسات الانفلونزا. كما أوضحت المنظمة أنه أصبح بامكان هذه الفيروسات الانتقال بسهولة أكبر بعد ازالة تلك التدابير. وبدورها أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الى زيادة في نشاط الانفلونزا الموسمية.

 

الدكتور شريف مسعد وأعراض الانفلونزا

 

وعن أعراض الانفلونزا يقول الاختصاصي في الأمراض المعدية الدكتور شريف مسعد الذي يزاول جانباً من نشاطه المهني في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة:

تتسبّب بالانفلونزا مجموعة من سلالات فيروس الانفلونزا التي قد تكون خطرة، وتتغير بمرور الوقت ما يجعل الحصول على لقاح سنوي ضد هذا المرض أمراً مهماً بجانب الحرص على الوقاية منه في تدابير يومية مثل غسل اليدين.   فجميع سلالات فيروس الانفلونزا تشترك في الأعراض التي تسببها، الى أن الحمى والصداع والسعال هي الأعراض الأساسية الثلاثة لجميع هذه الفيروسات.

 

أنواع فيروسات الانفلونزا

 

وعن أنواع فيروسات الانفلونزا التي تصيب الناس يقول الدكتور مسعد:

هناك ثلاثة أنواع من عائلات فيروسات الانفلونزا تصيب الناس، وتُعرف باسم فيروسات الانفلونزا

"A, B, C"

وأكثرها خطورة وتفشياً العائلتان

"A, B"

فيما تسبب فيروسات العائلة

"C"

مرضاً خفيفاً في البشر والحيوانات، وهي أقرب الى نزلات البرد، ولا تستطيع اختبارات الانفلونزا الشائعة الكشف عنها.

وتعد فيروسات الانفلونزا الأكثر شيوعاً وتفشياً وهي سبب أوبئة الانفلونزا الموسمية فضلاً عن جوائح الانفلونزا العالمية. ويمكن لفيروسات الانفلونزا أن تؤثر في البشر والحيوانات على السواء، ومن ذلك جائحة الانفلونزا الاسبانية التي ضربت أوروبا في العام 1918، ووباء انفلونزا الخنازير

"H1N1"

 الذي ضرب مناطق حول العالم في العام 2009. (تجدر الاشارة الى أنه في العام 2009 تعرّف العلماء على سلالة معينة من انفلونزا الخنازير وهذا الفيروس هو مزيج من الفيروسات التي تأتي من الخنازير والطيور والبشر وتسبب المرض للإنسان) . وخلال موسم الانفلونزا في عامي 2009 – 2010 أدى فيروس "أتش 1 ان 1" الى اصابة الجهاز التنفسي البشري بعدوى كان يُشار اليها عادة باسم انفلونزا الخنازير. ونظراً الى أن الكثير من الأشخاص حول العالم أُصيبوا بالمرض فقد أعلنت منظمة الصحة العاملية عام 2009 أن انفلونزا "أتش 1 ان 1" أصبح وباءً. وفي آب (أغسطس) أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انتهاء هذا الوباء العالمي. وبعد انتهاء الوباء أصبح فيروس الانفلونزا "أتش 1 ان 1" أحد السلالات التي تسبب الانفلونزا الموسمية). وفي المقابل فان عائلة فيروسات الانفلونزا "ب" لا تؤثر سوى في البشر، ولا تنتشر الى حد الأوبئة. ومن المرجح أن تتسبب فيروسات "ب" في اصابة الأشخاص بالمرض في وقت لاحق من موسم في وقت لاحق من موسم الانفلونزا مقارنة بفيروسات النوع

"A".

 

 

اللقاحات تواكب طفرات الفيروس

 

وعن طفرات فيروس الانفلونزا وكيف اللقاحات تواكب طفرات الفيروس يشرح:

هناك نوعان من طفرات فيروس الانفلونزا: الأول هو "الانجراف المستضدي" المتمثل بالطرق الصغيرة التي يتحوّر فيروس الانفلونزا بها كل عام، ويعدّ هذا النوع من الطفرات سبب انتشار وباء الانفلونزا السنوي. أما الثاني فهو "التحوّل المستضدي"، ويتمثّل بـ "موجة مدّ" من طفرة فيروس الانفلونزا تشهد اصابة البشر بسلالات جديدة من الانفلونزا قادمة من الحيوانات لا سيما الخنازير والطيور،  وهذا ما حدث في العام 2009 مع فيروس انفلونزا الخنازير "اتش 1 ان 1"، الذي كان فيروساً جديداً تماماً على البشر، لذلك لم يكن أي شخص قد بنى أية مناعة ضده على الاطلاق.

 

وأضاف:

تراقب منظمة الصحة العالمية سنوياً التوجهات السائدة في تحوّر الفيروس لتحديد سلالات الانفلونزا الأكثر شيوعاً، ليتخذ كل بلد بعدها قراره بشأن الفيروسات التي يجب تضمينها في لقاحات الانفلونزا المرخصة التي يتيحها لسكانه. وتُصنع لقاحات الانفلونزا بعد هذه القرارات لحماية الأفراد مما يتوقع الخبراء أن يكون أكثر فيروسات الانفلونزا

"A, B"

أكثر انتشاراً في موسم الانفلونزا.

 

الوقاية

 

وعن أهمية الوقاية يقول:

ان اتباع أفضل ممارسات الوقاية، بالاضافة الى الحصول على التطعيم قد يكفل للأفراد البقاء بصحة جيدة في موسم الانفلونزا.  وكذلك العناية بنظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون، واذا لم يكن الصابون متاحاً فبالامكان استخدام معقم اليدين الكحولي. وايضاً  تجنّب الاقتراب من أشخاص تبدو عليهم آثار الاعياء خصوصاً اذا كانوا يعانون الحمى، وكذلك  تجنّب الاقتراب من المرضى  وعدم لمس العينين والأنف والفم، وتناول طعام مغذٍ، ومزاولة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من الراحة. كما  يمكن التفكير في تناول الفيتامينات المتعددة المكمّلة، وربما الفيتامين "د" المكمل دعماً للجهاز المناعي.