تفاصيل الخبر

مركز تشخيص وجراحة الصرع في  مستشفى الجامعة الاميركية من أهم المراكز في المنطقة

26/10/2022
مركز تشخيص وجراحة الصرع في  مستشفى الجامعة الاميركية من أهم المراكز في المنطقة

نموذج عن نوبة الصرع

 

بقلم وردية بطرس

 

 رئيس قسم جراحة الدماغ والأعصاب في مستشفى الجامعة الأميركية الدكتور مروان نجار: اليوم وبفضل التعاون بين الأطباء والتقنيين في المستشفى نتمكن من استئصال البؤرة لتوقيف نوبات الصرع

 

جراحة الصرع هي اجراء لازالة منطقة في الدماغ حيث تحدث نوبات الصرع. وتكون جراحة الصرع أكثر فعالية عندما تكون النوبات دائمة الحدوث في موضع واحد في الدماغ. ولا تعد جراحة الصرع المرحلة العلاجية الأولى، ولكنها تؤخذ في الاعتبار بعد فشل نوعين على الأقل من الأدوية المضادة لنوبات الصرع في السيطرة على تلك النوبات. ومن الضروري اجراء عدد من الفحوص السابقة للجراحة لتحديد ما اذا كان المريض مؤهلاً للخضوع لجراحة الصرع أم لا، ولتحديد الطريقة التي سيتم بها الاجراء.

وقد تكون جراحة الصرع خياراً مطروحاً في حال عدم قدرة الأدوية على التحكم في نوبات الصرع وهي الحالة المعروفة باسم السرع المتعنّد طبياً أو الصرع المقاوم للأدوية. وتهدف جراحة الصرع الى وقف النوبات أو تقليل حدتها مع استخدام الأدوية أو دون استخدامها. وقد يؤدي تعذّر السيطرة على الصرع بشكل صحيح الى عدد من المضاعفات والمخاطر الصحية.

 

الدكتور مروان نجار وجراحة الصرع

 

وفي مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت تُجرى عملية جراحية لاستئصال البؤرة لتوقيف نوبات الصرع ولنعرف أكثر عن هذه العملية وأهمية التطور العلمي الذي يساعد في معالجة المرضى المصابين بالصرع تحدثت "الأفكار" مع رئيس قسم جراحة الدماغ والأعصاب في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور مروان نجار:

 

* بأي حالة يستدعي الأمر جراحة للمريض المصاب بالصرع؟

- عادة نقسم مرضى الصرع الى مجموعتين: مرضى يتجاوبون مع العلاج والدواء وهؤلاء يشكلون تقريباً من 60 الى 65 في المئة من المرضى المصابين بالصرع، حيث نعطيهم علاج دوائي ويسير الأمر بشكل جيد وتتوقف الحالة طالما يأخذون الدواء. وهناك مجموعة تأخذ الدواء لمدة أربع سنوات من ثم يمكن أن نوقف اعطاء الدواء لهم لاحقاً ويشفون من الصرع وربما هذه المجموعة تشكّل 10 في المئة. أما بقية المرضى فطالما يتناولون الدواء فلا مشلكة حيث نخضعهم لفحص تكون المشكلة لديهم خفيفة أو ليس لديهم مشكلة رئيسية أو هناك مشكلة خُلقية معينة وهؤلاء يتجاوبون جيداً مع الدواء. وهناك مجموعة ثانية وهي تقريباً تشكّل حوالي 35 في المئة من المرضى المصابين بالصرع وهؤلاء لا يتجاوبون بشكل جيد مع الدواء نسميه الصرع المتعند حيث يتناولون الدواء ويصبح وضعهم جيداً ولكن لفترة من ثم تتكرر نوبات الصرع فيصف لهم الطبيب دواءً ثانياص او ربما دواءً ثالثاً ولكن على الرغم من تناولهم الأدوية فهم لا يتجاوبون معها. وبهذه الحالة ماذا نقدر أن نفعل لا سيما أن المريض يُصاب بالنوبات على الرغم من تناوله الدواء فلا يقدر أن يعيش حياته بشكل طبيعي لأن الذي يُصاب بالنوبات فلا يقدر أن يقود سيارة ولا يقدر أن يكون لوحده بل يجب أن يكون أحدهم بجانبه، عدا عن تأثير ذلك عليه ووظائفه الحياتية. كما أنه بالنسبة للطفل فان تكرار نوبات الصرع تؤثر على نمو الدماغ والتحصيل العلمي الى ما هنالك...

ويتابع:

واجبنا أن نرى غير وصف الأدوية: هل هناك طريقة ثانية نعالج فيها المصابين بالصرع وهل هناك بؤرة صرعية ممكن استئصالها او ازالة البؤرة الصرعية للتخلص من حالة الصرع أم لا، وبهذه الحالة المرضى الذين لا يتجاوبون مع الدواء سنرى عما اذا كان هناك علاجات عدا عن الأدوية التي يتناولها المريض ولكن لا يتجاوب معها، فاذا كان هناك حلول جراحية وهل لديهم بؤرة صرعية وبهذه الحالة نجري بعض الفحوصات منها

Epilepsy Protocol MRI"

"وأيضاً ما يُسمى بتخطيط الفيديو لمدة 24 أو 48 ساعة لنرى أين هي البؤرة التي ممكن أن تسبب النوبات ولنرى اذا أمكن استئصالها جراحياً أم لا. وهؤلاء المرضى يشكلون من 35 الى 40 في المئة  الذين لا يتجاوبون مع الدواء وجزء كبير منهم ممكن أن يحتاج لجراحة الصرع.

الدكتور مروان نجار: نسبة نجاح  العملية 80 في المئة بفضل التقنيات الحديثة والأدوات التي نستخدمها

تحديد مكان البؤرة لاستئصالها

 

* ومتى بدأتم باجراء هذه العملية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت؟

- نجري جراحة الصرع في المستشفى منذ وقت طويل ولكن ما حصل جديداً أنه بعدما نقوم بتشخيص حالة المريض ولم يتجاوب مع الدواء ونكون قد أجرينا له الفحوصات وفحص الرنين المغناطيسي

MRI"

"، وكان كل شيء طبيعياً، نسأل هنا اذاً أين هي البؤرة؟ ففي الماضي كنا نقول أن المريض بحاجة للجراحة ،ولكن ليس بوسعنا القيام بشيء لأننا لا نعرف أين البؤرة حيث لا يظهر شيئاً في الصورة. أما الآن فاختلف الأمر، ففي السنوات الثلاث الأخيرة أصبحت لدينا تقنيات عدة تحدد مكان البؤرة رغم أنه من خلال فحص الرنين المغناطيسي لم يظهر شيئاً لهذا نستخدم

Symmetric MRI"

"،  وهو مثل جهاز كمبيوتر يدرس الرنين المغناطيسي بدقة ويبحث عن أي شيء غير طبيعي. ونجري للمريض صورة أخرى حيث نعطيه مثل مادة نووية لكي تبحث عن مكان البؤرة. وأيضاً لدينا عملية والتي تنفرد بها مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ليس في لبنان بل في منطقة الشرق الأوسط وهي عملية تُجرى على مرحلتين،  فنحن نكون مشتبهين بأن هناك بؤرة في مكان معين الا أننا غير متأكدين لأنها عبر التصوير الرنين المغناطيسي لا يظهر شيئاً وبالتالي لا نقدر أن ندخل الى المكان ما لم نكن متأكدين أين مكان البؤرة،  فنجري العملية الأولى حيث نزرع مجموعة من المجسّات فينقل المريض الى وحدة المراقبة لمدة ثلاثة أو اربعة أيام ونسجّل النوبة ونسجّل بالمجسّات من أين تأتي البؤرة بالظبط من ثم بعد ثلاثة أو أربعة أيام نجري له العملية الثانية التي نقوم بازالة البؤرة وتكون نسبة النجاح عالية تقريباً 70 و 80 في المئة لتوقيف نوبات الكهرباء. وهذه عملية نوعية جداً نقوم بها في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت من خلال اجراء عملية على مرحلتين لاستئصال البؤرة المخفية بمعنى أننا نعرف بأن المريض لديه بؤرة ولكن يلا ظهر مكانها بالتحديد. تاريخياً نسبة نجاح جراحة الصرع تتراوح ما بين 20 و 40 في المئة في العالم وفي أهم المراكز الطبية في أميركا. بينما اليوم في لبنان فنجري هذه العملية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ونسبة نجاحها هي 80 في المئة وذلك بفضل التقنيات الحديثة والأدوات التي نستخدمها. وطبعاً هذه العملية تساعد المرضى كثيراً.

 

التعاون بين الفريق الطبي والفريق التقني ساعد بتطور جراحة الصرع

 

* كما ذكرت بأنكم تستخدمون هذه التقنية الحديثة في السنوات الثلاث الأخيرة فكيف تتمكنون من اجراء مثل هذه العملية التي تُعتبر نادرة في البلد والمنطقة على الرغم من الانهيار الحاصل في البلد على جميع الصعد بما فيها القطاع الصحي والتجهيزات الطبية الى ما هنالك؟

- نتمكن بالقيام بذلك بفضل التعاون فيما بيننا كفريق طبي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وتحديداً في مركز

Comprehensive Epilepsy Program"

" في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت،وبالتالي التعاون بيننا كفريق طبي ومع الفريق التقني الذي يعمل معنا وأيضاً الاجتماع الاسبوعي الذي نجريه لندرس الحالات الصعبة لنقرر الخطة العلاجية واحتمال اجراء جراحة أم لا، فكل هذه الأمور تجعلنا أن نطور هذا المجال.

 

* الى أي مدى هناك تحديات كبيرة لتواكب مستشفى الجامعة الأميركية كل جديد والتطورات العلمية على الرغم من الظروف القاسية التي يعاني منها مختلف القطاعات في البلد؟

- التعاون القائم بين الأطباء والتقنيين يجعل المركز في تطور مستمر وفي مستشفى الجامعة الأميركية بحيث أنه من أهم مراكز التشخيص وجراحة الصرع في منطقة الشرق الأوسط، والتقنيات المستخدمة متطورة، وعلى الرغم من كل ذلك فالوضع الاقتصادي يؤثر سلباً خصوصاً على المرضى لأن هذه العمليات مكلفة، الا أن الأهل وبمساعدة الناس الخيّرين والأيادي البيضاء يتدبرون أمرهم لمعالجة أولادهم من الصرع. وطبعاً من خلال العملية الجراحية نتمكن من معالجتهم ليعيشوا حياتهم بشكل طبيعي.