بقلم وردية بطرس
اختصاصية أمراض النساء والتوليد الدكتورة "كارول كوغلان": نقص فيتامين "د" والسمنة من أسباب العقم في المنطقة والعالم
العقم مرض يصيب الجهاز التناسلي سواءً لدى الذكور أم الاناث، ويُعرف على أنه العجز عن تحقيق الحمل بعد مرور سنة أو أكثر على الزواج. كما أن التقدم في السن يقلل فرص المرأة للانجاب بسبب قلة عدد البويضات مع تقدم السن وقلة كفاءة البويضة للاخصاب. وبعض المشاكل الصحية تزيد خطر حدوث العقم، لذلك على الأزواج عدم التأخر في زيارة الطبيب عند محاولتهم لحدوث الحمل. ويتم العلاج على أساس السبب: اما عن طريق الأدوية أو الجراحة أو التلقيح داخل الرحم أو تقنية الانجاب المساعدة.
ولأنه معروف أن الخصوبة عند النساء تتناقص مع تقدم العمر، فان الأطباء يقيمون ويعالجون النساء اللواتي يبلغن من العمر 35 سنة فأكثر بعد 6 أشهر من الزواج. أما ضعف الخصوبة فهو متعلق بالعقم وهو عدم قدرة المرأة على الحمل أو اكمال الحمل لنهايته. فالحمل يحدث نتيجة خطوات عدة حيث لا بد أن يطلق أحد المبيضين في جسد المرأة بويضة واحدة جاهزة للاخصاب، ولا بد من اندماج الحيوانات المنوية للرجل مع البويضة لحدوث الاخصاب. وتمر البويضة المخصبة عبر قناة فالوب لتصل الى الرحم، وانبات البويضة داخل بطانة الرحم. ويحدث العقم نتيجة حدوث مشكلة في احدى هذه الخطوات.
جدير بالذكر أن العقم يؤثر على ملايين الأشخاص الذين هم في سن الانجاب في شتى أنحاء العالم، ويخلف آثاراً على أسرهم ومجتمعاتهم المحلية. وتشير التقديرات الى وجود عدد يتراوح بين 48 مليون زوج و 186 مليون فرد في العالم ممن يتعايشون مع مشكلة العقم. ومن الشائع جداً أن ينجم العقم الذي يصيب الجهاز التناسلي لدى الذكور عن مشاكل تتعلق بانعدام الحيامن أو تدني مستوياتها أو تشوه شكلها وتأثر معدل حركتها. وقد ينجم العقم الذي يصيب الجهاز التناسلي لدى الاناث مجموعة من العيوب التي تلحق بالمبيضين والرحم وقناتي فالوب وجهاز الغدد الصماء لديهن، ومن بين أمور أخرى. ويمكن أن يكون العقم أولياً أو ثانوياً، ويكون أولياً في الحالات التي لا يتحقق فيها الحمل أبداً لدى شخص ما، بينما يكون ثانوياً في الحالات التي يكون قد تحقق فيها مرة واحدة على الأقل في السابق.
وتشمل الرعاية المقدمة في مجال تحسين الخصوبة الوقاية من العقم وتشخيصه وعلاجه، وهي رعاية ما زالت اتاحتها بطريقة منصفة وعلى قدم المساواة تشكل تحدياً في معظم البلدان، وخصوصاً البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل ونادراً ما تحظى تلك الرعاية بالأولوية في حزم التغطية الصحية الشاملة على الصعيد الوطني.
الوزن المفرط والعقم
ويؤثر الوزن المفرط للجسم على العمليات التناسلية لكل من الرجال والنساء، مما قد يؤثر على حلم الكثير من البدناء في تكوين أسرة. وبالنسبة للمرأة ذات الوزن الزائد فانها ستعاني من خلل في هرمون "الاستروجين" و "البروجستيرون" وهذا يسبب اباضة غير طبيعية وفي فترات غير منتظمة، مما يزيد من فرص العقم، فضلاً عن الاصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وهي حالة تؤثر على مستويات الهرمون لدى المرأة... أما بالنسبة للرجل الذي لديه زيادة في الوزن فسينتج كميات قليلة من الحيوانات المنوية. كما أنه عند القيام بالحركات غير طبيعية فانه قد يزيد من درجة الحرارة حول الخصيتين مما قد تقتل الحيوانات المنوية.
الدكتورة "كارول كوغلان" والأبحاث حول العقم
فماذا عن الأبحاث التي تُجرى حول أسباب تزايد العقم في المنطقة والعالم؟ بداية تقول اختصاصية أمراض النساء والتوليد الدكتورة "كارول كوغلان" وهي المديرة الطبية لعيادة دبي وطبيبة فيها:
أن الأبحاث التي أجرتها عيادات "آرت" للخصوبة أظهرت أن للعقم أسباب كثيرة عالمياً، بما فيها تقدم عمر الأم، ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات، والانتباذ البطاني الرحمي، والأورام الليفية الرحمية، وعوامل ذكرية، ما يبرز أهمية طلب اجراء تحليل للسائل المنوي. أما العوامل الأخرى فقد تختلف من بلد الى آخر، فترتبط بالتفاوتات المناخية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الدينية... وما يثير الاهتمام أن العيادة أجرت دراسة متعمقة اظهرت أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك عوامل اضافية محصورة بها تساهم بشكل ملحوظ في زيادة معدلات العقم الموثقة. وسلطت الضوء على الحاجة الى انتهاج طرق استشارية وعلاجية تراعي المنطقة المحيطة وتضمينها في التقييم القياسي الحالي للأزواج المصابين بالعقم. (تجدر الاشارة الى ان عيادة "آرت" للخصوبة تختص بتقديم مجموعة شاملة من علاجات العقم، بما في ذلك تشخيص حالات العقم عند الذكور والاناث وعلاجها واجراء التحاليل بهدف اكتشاف الأسباب الجذرية للعقم وتقديم الدعم الاستشاري والخدمات الشاملة للأزواج المصابين بالعقم. ولا يقتصر عمل عيادات "آرت" على ذلك وحسب، بل يغطي الحفاظ على الخصوبة لأسباب اجتماعية وأخرى تتعلق بالأورام).
ارتفاع معدل العقم في المنطقة
وعن ارتفاع معدل العقم في المنطقة تقول الدكتورة "كوغلان":
نشهد في هذه الفترة ارتفاعاً مثيراً للقلق في حالات العقم الأولي والثانوي في منطقتنا بسبب العادات المتعلقة بنمط الحياة. تبلغ التقديرات العالمية للعقم حوالي 15 في المئة بينما تشير بياناتنا الخاصة الى بلوغ العقم نسبة 35 الى 40 في المئة تقريباً في المنطقة، لذا فاننا نهدف الى توفير خدمات دعم الحمل للأزواج الذين يحتاجون الى الدعم ليتمكنوا من الحمل وعلى تزويد هؤلاء الأزواج بأفضل رعاية.
أسباب العقم
وعن أسباب العقم تشرح:
أما عن الأسباب فيتزايد الاعتراف بأهمية الفيتامين "د" في التكاثر البشري. وبسبب عدم كفاية التعرض لأشعة الشمس المباشرة، يعد نقص فيتامين "د" أيضاً سبباً رئيسياً من أسباب العقم في المنطقة. ففي الواقع تعاني دول الشرق الأوسط من أعلى معدلات نقص الفيتامين "د"، والفترات الطويلة التي يمضيها سكان المنطقة في الأماكن المغلقة. ومن هنا تهدف تدابير عدة الى مواجهة هذه المشكلات، لعل أبرزها تناول مكملات الفيتامين "د"، وتشجيع الأشخاص على اعتناق نمط حياة يعج بالحركة في الأماكن المفتوحة.
وتتابع:
أما السمنة فيتزايد انتشارها على مستوى العالم حيث أبلغت مناطق الشرق الأوسط بشكل خاص عن معدلات سمنة مرتفعة جداً. ويعد نمط الحياة قليل الحركة، وقلة التمارين البدنية، والوحبات الغذائية عالية السعرات من العوامل الشائعة التي تساهم في زيادة انتشار السمنة، اضافة الى ذلك يبدو أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يرتبط بزيادة خطر الاصابة بالعقم بسبب الاضطرابات الهرمونية وخلل التبويض، وكذلك تم توثيق أن النساء البدينات اللواتي يخضعن لعمليات التلقيح الصناعي أكثر عرضة للاستجابة بصورة غير ملائمة لفرط التنبيه المبيضي وبالتالي التعرض الى معدلات اجهاض أعلى.
استحداث عيادات متخصصة في الصحة الانجابية
وعن أهمية استحداث عيادات متخصصة تقول:
تبين التقديرات الى أن العقم يطال بنسبة 15 في المئة من سكان العالم في سن الانجاب، ما يستدعي استحداث عيادات متخصصة تساعد في مجال الصحة الانجابية مثل عيادات "آرت" للخصوبة في هذه المنطقة. وفي الواقع عيادات "آرت" للخصوبة معترف بها دولياً على أنها عيادات رائدة وخبيرة في مجال التكنولوجيا الانجابية المساعدة والبحث والتطوير. وتنتشر عيادات مجموعة عيادات "آرت" للخصوبة في دبي، والعين (أبوظبي)، وعمان، والهند، وتسجل معدلات حمل موثقة بنسبة 71 في المئة ومعدلات ولادة بنسبة 55 في المئة، ما يسرع من وتيرة هذه المجموعة في أن تصبح رائدة عالمياً في الطب الانجابي. وتختص عيادة "آرت" للخصوبة بتقديم مجموعة شاملة من علاجات العقم، بما في ذلك تشخيص حالات العقم عند الذكور والاناث وعلاجها واجراء التحاليل بهدف اكتشاف الأسباب الجذرية للعقم وتقديم الدعم الاستشاري والخدمات الشاملة للأزواج المصابين بالعقم. ولا يقتصر عمل عيادات "آرت" على ذلك وحسب، بل يغطي الحفاظ على الخصوبة لأسباب اجتماعية وأخرى تتعلق بالأورام.
عوامل نمط الحياة
وعن تأثير نمط الحياة سلباً على نجاح العلاج تقول:
من المهم جداً أن يأخذ الأطباء في الاعتبار عوامل نمط الحياة التي يمكن أن تؤثر سلباً على نجاح العلاج، ولكن يمكن تعديلها لتعزيز معدلات الحمل وتحسين الصحة العامة والرفاهية لسكان الشرق الأوسط. وتعقد مجموعة "آرت" للخصوبة عدداً كبيراً من المؤتمرات والاجتماعات التعليمية لتثقيف الأطباء والمرضى حول الكثير من العوامل التي تساهم في زيادة معدلات الاصابة بالعقم الموثقة في هذه المنطقة. فبصفتهم مجموعة طبية يشعرون بأنها مسؤولون عن مشاركة معارفهم ونتائج أبحاثهم لزيادة وعي المجتمع بالمخاطر الصحية التي يتعرض لها والتي يمكن التصدي لها باتباع التدابير الصحيحة.
