تفاصيل الخبر

السكتة الدماغية الصغرى انذار مبكر بضرورة الاعتناء بالصحة وتحسين نمط الحياة

01/11/2022
السكتة الدماغية الصغرى انذار مبكر بضرورة الاعتناء بالصحة وتحسين نمط الحياة

نموذج عن الإصابة بالسكتة الدماغية

 

بقلم وردية بطرس

 

اختصاصي الأعصاب الوعائية الدكتور زيشوان خواجة: ترتبط النوبات الاقفارية العابرة بارتفاع خطر الاصابة بسكتة دماغية كاملة  والعلاج المبكر ضروري

 

السكتة الدماغية العابرة أو الصغرى أو النوبة الاقفارية العابرة هي خلل مؤقت في ايصال الدم الى جزء واحد من الدماغ. وتحدث السكتة الدماغية العابرة عندما يعاني جزء من الدماغ من نقص مؤقت في تدفق الدم،  ويتسبب هذا في ظهور أعراض تشبه السكتة الدماغية تختفي في غضون 24 ساعة. وعلى عكس السكتة الدماغية الكبرى لا تسبب السكتة الدماغية الصغرى اعاقات دائمة في حد ذاتها، لكن نظراً لأن أعراض السكتة الدماغية الصغرى وأعراض السكتة الدماغية متطابقة تقريباً، ويجب أن يسعى الشخص للحصول على رعاية الطوارىء الفورية اذا واجهته أي أعراض. ويمكن أن تساعده معرفة علامات السكتة الدماغية الصغرى في الحصول على العلاج الذي يحتاجه في أقرب وقت ممكن. ويعاني حوالي 1 من كل 3 أشخاص من السكتة الدماغية الصغرى فيما بعد من سكتة دماغية كبرى، لذا فان العلاج المبكر ضروري. وغالباً ما يكون السبب الرئيسي للاصابة بهذه النوبة تراكم رواسب دهنية محتوية على الكوليسترول، والتي تُسمى لويحات تصلب الشرايين، في أحد الشرايين أو أفرعه التي تمد الدماغ بالأوكسجين والتغذية. ويمكن أن تقلل اللويحات من تدفق الدم في الشريان أو تؤدي الى الاصابة بجلطة، بالاضافة الى ذلك قد تحدث السكتة الدماغية العابرة نتيجة انتقال جلطة دموية الى أحد الشرايين التي تمد الدماغ بالدم من جزء آخر في الجسم، والذي عادة ما يكون القلب.

فهل يمكن منع حدوث سكتة دماغية صغرى أخرى؟ اذا تعرّض الشخص لسكتة دماغية صغرى فسيكون أكثر عرضة للاصابة بسكتة دماغية صغرى أخرى أو سكتة دماغية كاملة في المستقبل. ويمكن اتخاذ بعض الخطوات في حياة الشخص اليومية لتقليل خطر التعرّض ل "النوبة الاقفارية العابرة"، وتشمل هذه الخطوات: ممارسة الرياضة بانتظام، وعدم شرب كميات كبيرة من الكحول، والاقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي والبقاء في وزن مناسب.

 الدكتور  زيشوان خواجة : معالجة النوبة الاقفارية العابرة يمكن أن تقلل من مخاطر الاصابة بأمراض قلبية وعائية أخرى مستقبلاً

الدكتور  زيشوان خواجة  وأعراض النوبة الاقفارية العابرة

 

وعن أعراض النوبات الاقفارية العابرة يشرح اختصاصي الأعصاب الوعائية الدكتور  زيشوان خواجة :

ان الاصابة بالسكتات الدماغية الصغرى والمعروفة طبياً ب "النوبات الاقفارية العابرة"

"TIA" تؤدي الى ظهور أعراض مؤقتة فقط ولا تتسبب عادة بأي ضرر عصبي دائم، ولكن يجب أن يُنظر اليها على أنها انذار مبكر قبل حدوث سكتة دماغية كاملة. وفي حالة الاصابة بالنوبات الاقفارية العابرة ينقطع تدفق الدم الى الدماغ مؤقتاً، ما يؤدي الى ظهور مجموعة من الأعراض المفاجئة الشبيهة بالسكتة الدماغية والتي عادة ما تهدأ في غضون دقائق، على الرغم من أنها قد تستغرق ساعات في بعض الأحيان لتتلاشى تماماً.

ويتابع:

ان مصطلح سكتة دماغية صغرى يعتبر مضللاً بعض الشيء لأنه لا ينقل بصورة حقيقية خطورة الحالة. وقد تسبب النوبات الاقفارية العابرة أعراضاً مؤقتة ولكنها تشير الى ارتفاع خطر الاصابة بسكتة دماغية كاملة مستقبلاً، والتي قد تؤدي الى الاصابة باعاقة طويلة الأمد او حتى وفاة الشخص، لهذا يجب على أي شخص يعاني من "نوبة اقفارية عابرة" زيارة مركز طبي متخصص لاجراء تقييم طبي فوري والحصول على العلاج المناسب لعوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر الاصابة بالسكتة الدماغية.

 

عوامل الخطر

 

وعن عوامل الخطر الاصابة بالسكتة الدماغية بعد النوبة الاقفارية العابرة يقول الدكتور خواجة:

تشير التقديرات الى أن خطر اصابة الفرد بالسكتة الدماغية بعد النوبة الاقفارية العابرة يمكن أن يصل الى 5 في المئة في غضون 48 ساعة و 10 في المئة في غضون 90 يوماً. وتشترك النوبات الاقفارية العابرة والسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية في العديد من عوامل الخطر نفسها، لذا فان معالجة النوبة الاقفارية العابرة يمكن أن تقلل من مخاطر الاصابة بأمراض قلبية وعائية أخرى مستقبلاً. وتبين احصائيات المنظمة العالمية للسكتة الدماغية، الى أن واحداً من كل أربعة أشخاص بالغين فوق سن 25 عاماً سيُصاب بسكتة دماغية خلال حياته. بالاضافة الى ذلك سيُصاب 12.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بأول سكتة دماغية في حياتهم هذا العام وسيؤدي ذلك الى وفاة 6.5 مليون شخص.

 

فحوصات منتظمة

 

وعن أهمية اجراء فحوصات طبية منتظمة يقول:

من المهم أن يحرص جميع الأفراد وخصوصاً أولئك الذين أُصيبوا بالنوبة الاقفارية العابرة على اجراء فحوصات طبية منتظمة ليتسنّى تحديد المخاطر المرتفعة للسكتة الدماغية ومعالجتها في وقت مبكر الا أن العديد من المرضى لا يعانون من النوبة الاقفارية العابرة قبل السكتة الدماغية لذا فان معرفة عوامل الخطر والتحكّم فيها هي أفضل طريقة لمنع السكتات الدماغية. ومن بين عوامل الخطر المرتبطة بالاصابة بالسكتات الدماغية والتي يمكن تعديلها والتحكّم بها ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، ومرض السكري، والرجفان الأذيني، والسمنة، ونمط الحياة الخالي من النشاط، والتدخين، والافراط في شرب الكحول، وتعاطي المخدرات، وتوقف التنفس أثناء النوم. وبالاضافة الى معالجة هذه العوامل قد يتم وصف بعض الأدوية للمريض المعرّض لخطر الاصابة بالسكتة الدماغية لادارة المخاطر مثل خفض ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول أو تسييل الدم.

 

تشابه أعراض السكتة الدماغية والنوبة الاقفارية العابرة

 

وعن تشابه أعراض النوبة الاقفارية العابرة مع أعراض السكتة الدماغية يشرح:

تتشابه أعراض النوبة الاقفارية العابرة مع أعراض السكتة الدماغية، لذا من الضروري المبادرة بالحصول على العناية الطبية فوراً اذا ظهرت أية أعراض الا أنه أثناء حدوث الأعراض من المستحيل تحديد فيما اذا كان المريض يعاني من نوبة اقفارية عابرة أو سكتة دماغية. ولا يمكننا القول بانها نوبة اقفارية عابرة الى أن تهدأ الأعراض، وبكل تأكيد لا يمكن الانتظار حتى هدوء الأعراض أو تلاشيها لأننا نخاطر بفقدان حوالي مليوني خلية دماغية كل دقيقة. فالسكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة، وعند الاصابة بسكتة دماغية اقفارية ينقطع تدفق الدم الى الدماغ عادة بسبب الجلطة، ويمكن أن يؤدي ذلك الى موت خلايا الدماغ بشكل نهائي بعد بضع دقائق فقط، لذلك كل دقيقة تمر هي مهمة للغاية ويمكن أن تحدث فرقاً في انقاذ حياة المريض. وأنصح أي شخص يعاني من نوبة اقفارية عابرة أو أياً من أعراض السكتة الدماغية بالاتصال فوراً بخدمات الطوارىء واجراء الفحوصات الطبية اللازمة، الا أنه يمكن فهم أعراض السكتة الدماغية أو النوبة الاقفارية العابرة والاستدلال عليها والتصرف نتيجة لذلك بسرعة من خلال الاختصار

"BE FAST"

، حيث تشير هذه الأحرف الى: فقدان التوازن على نحو مفاجىء. فقدان الرؤية أو ضبابية وازدواجية الرؤية. تدلي أحد جانبي الوجه أو الشعور بالخدر. ضعف أو خدر في الذراع أو الساق عادة في جانب واحد في الجسم. تلعثم الكلام واضطرابه، صعوبة في نطق أو فهم الكلام. التصرف فوراً والاتصال بخدمات الطوارىء في حالة ظهور أحد الأعراض المذكورة أعلاه أو أكثر. الى أن وصف أدوية تفتيت الجلطات أو ازالة الجلطات عن طريق عمليات الأوعية الدموية يجب أن يتم على الفور لتقليل مخاطر الاصابة باعاقات طويلة الأمد. وقد يؤدي الانتظار وخصوصاً لمدة تزيد عن أربع ساعات ونصف من بداية ظهور الأعراض الى استبعاد استخدام أدوية تفتيت الجلطة وعلاجات أخرى. وأنصح المرضى بعدم تناول الأسبرين في محاولة لتسييل دمائهم أثناء انتظارهم لسيارة الاسعاف، ذلك لأن السكتة الدماغية قد تكون نتيجة نزيف في الدماغ وليس جلطة، وفي هذه الحالة قد يؤدي تجلط الدم الى تفاقم الوضع سوءاً.

 

ادارة مكثّفة مدى الحياة

 

وعن الوقاية من النوبة الاقفارية العابرة يقول:

اذا شُخّصت اصابة الشخص بنوبة اقفارية عابرة أو سكتة دماغية، فمن المهم للغاية أن يكون حريصاً كل الحرص على ادارة عوامل الخطر لديه. فالسكتة الدماغية يمكن الوقاية منها بدرجة كبيرة ولكنها لا تزال تشكل سبباً رئيساً للاعاقة والوفاة في جميع أنحاء العالم. ويجب على جميع الأفراد استشارة أطبائهم على نحو منتظم للتأكد من أنهم يتحكمون جيداً في جميع عوامل الخطر لديهم. ولا ينبغي أيضاً التقليل من أهمية اتباع نمط حياة صحي للوقاية من السكتة الدماغية.