بقلم وردية بطرس
اختصاصية أمراض صدرية وأمراض الحساسية الدكتورة غادة عيد: من أعراضه السعال الشديد واحتقان في الأنف والبلغم وألم في العضلات والمفاصل
الالتهاب الرئوي هو مرض تسببه عدوى تصيب الرئتين او احداهما، ويمكن ان ينتج عن البكتيريا او الفطريات او الفيروسات، وتؤدي العدوى الى حدوث التهاب في الحويصلات الهوائية في الرئة، وقد يرافق ذلك تجمع للسوائل والقيح في هذه الحويصلات. وتقوم الرئتان أثناء التنفس بأخذ الأوكسجين من الهواء ونقله الى الدم الذي يوزعه الى أعضاء الانسان وخلايا جسمه، فالأوكسجين ضروري لحياتنا ولا نستطيع العيش من دونه لأكثر من ثوان، ولذلك فان اصابة الرئتين بالمرض ينعكس بشكل كبير وسلبي على صحة الجسم.
ويمكن ان يحدث الالتهاب الرئوي نتيجة العدوى بالبكتيريا والفيروسات والفطريات، كما يوجد نوع يطلق عليه اسم التهاب المستفشيات الرئوي ويحدث للمرضى الذين يدخلون المستشفى بهدف العلاج لمرض آخر ثم يصابون بالالتهاب الرئوي وهو في المستشفى، وتكون بكتيريا التهاب المستشفيات الرئوي عادة من النوع المقاوم للعلاجات.
وهناك بعض العوامل التي تضعف مناعة الجهاز التنفسي فيصاب الأشخاص بالالتهاب الرئوي أكثر من غيرهم. ومن العوامل التدخين ومرض نقص المناعة، وسوء التغذية، الاصابة السابقة او الحالية بمرض السل، تناول العقاقير المنقصة لمناعة الجسم، المسببات التي تؤدي الى الهزال العام كالسهر وعدم الراحة والاجهاد العام.
وهناك انواع عديدة من العدوى يمكنها التسبب بمرض الالتهاب الرئوي، وتشمل العدوى بمختلف أنواع البكتيريا او الفيروسات او الطفيليات او حتى الفطريات، ويكون بعضها شديد الانتشار في حين ان البعض الآخر نادر الحدوث كالتهاب الرئة بسبب الطفيليات والفطريات.
ويتراوح مرض الالتهاب الرئوي من الاصابة الخفيفة الى الاصابة الشديدة الخطورة، وقد يكون خفيفاً الى حد عدم الحاجة الى زيارة الطبيب وهذا الشكل سريع الشفاء، او شديداً الى درجة التوعك لمدة اسبوعين او ثلاثة أسابيع ثم تبدأ مرحلة الشفاء، او شديد الحدة الى درجة مميتة. ومن المهم معرفته ان سبب تفاوت شدة الالتهاب الرئوي تعتمد على نوع الميكروب والصحة العامة لمصاب وهما أهم عوامل تحديد شدة الالتهاب. وبصفة عامة تتسبب بعض أنواع البكتيريا في حالات أشد حدة من الفيروسات او الميكوبلازما او الكلاميديا.
ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، ولكنه ينتشر أساساً في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويمكن توقيه بتدخلات بسيطة وعلاجه بأدوية ورعاية صحية زهيدة التكلفة.
ويوصى الأشخاص المسنون فوق سن الـ 65 عاماً، ولاسبما المدخنون منهم ، او الذين يعانون من مشاكل في القلب او في الرئتين، بفحص امكانية تلقي لقاح ضد الالتهاب الرئوي،وهذا اللقاح لا يمنع نشوء الالتهاب الرئوي دائماً، لكنه يخفف من وطأة الالتهاب الرئوي حين التعرض له.بالاضافة الى ذلك ومن أجل تقليل خطر واحتمالات الاصابة بمض الالتهاب الرئوي، يمكن الامتناع عن العيش مع أشخاص يعانون من أمراض مثل النزلة الوافدة، نزلة البرد، الحصبة او الحماق (جدري الماء). فمرض الالتهاب الرئوي قد ينشأ بعد التعرض للاصابة بأحد هذه الأمراض. ولذا فان غسل اليدين جيداً وباستمرار، وقد يمنع انتشار الفيروسات والجراثيم قد تسبب الالتهاب الرئوي.
الدكتورة غادة عيد وأسباب حدوث الالتهاب الرئوي
فهل من عوامل تزيد من نسبة حدوث الالتهاب الرئوي؟ وماذا عن الأعراض والتشخيص؟ وما هو العلاج؟
بداية تعتبر اختصاصية أمراض صدرية وانعاش وأمراض الحساسية الدكتورة غادة عيد أن الالتهاب الرئوي قسمين وتشرح:
عادة تحدث الالتهابات في الجهاز التنفسي الذي يدعى الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة والرئة)، والجهاز التنفسي السفلي (القصبة الهوائية والرئتين). و80 في المئة من نسبة حالات الالتهاب تبدأ بالجهاز التنفسي العلوي اي الأنف والحنجرة والرئة حيث يُصاب الشخص بالرشح، والاحتقان في الأنف، ويشعر المريض بألم في الحنجرة، وألم في جسمه كله، وألم في العضلات، كما يُصاب بارتفاع الحرارة، والنسبة الأعلى للمسببات هي الفيروسات "فيروس أدينو"، وهناك 50 نوعاً من فيروس "أدينو" والرشح. وهذه المسببات الثلاث تؤدي لحدوث الالتهاب في الجهاز التنفسي العلوي، وهذه الفيروسات تتطلب العلاجات، فاذا كان الشخص يعاني من السعال وارتفاع الحرارة فيُنصح بتناول الدواء وفيتامين "س".
أعراض الالتهاب الرئوي
* وماذا عن الأعراض؟
- الأعراض هي: السعال، ألم في الرأس، والاحتقان في الأنف، والبلغم، وارتفاع درجة الحرارة، وألم في العضلات والمفاصل. بالنسبة للسعال فيكون جافاً من ثم يعاني المصاب من البلغم.
* وكيف يتم التشخيص؟
- يتم التشخيص عبر الفحص السريري للمريض، لأن الفحص العيادي يساعد على تشخيص الحالة. وأيضاً السماعة تساعد على كشف الحالة لمعرفة عما اذا كان هناك التهاباً بالرئة انه "البرونشيت" فقط. ومن خلال استعمال السماعة نقدر أن نعرف ما اذا كان المريض يحتاج لفحص الأشعة. واذا استمر المريض بالسعال لأربعة أو خمسة أيام واستمرت الحرارة مرتفعة فعندها ندرك أن الشخص مصاب بالتهاب الرئة، وبالتالي يجب اخضاع المريض لفحص الصورة، وفحص الدم للكشف عن الحالة عما اذا كانت اصابة بفيروس أو بكتيريا، كما يساعدنا فحص الدم لمعرفة ما اذا كان هناك التهاباً ونأخذ عينة من الدم لكشف البكتيريا وننصحه بأخذ المضادات الحيوية وشرب السوائل من أجل تخفيض الحرارة.
الميكروب لا يتجاوب مع المضادات الحيوية
* وهل تنصحين بتناول المضادات الحيوية؟
- لا نعطي المريض المضادات الحيوية لأنه في هذه الحالة لا تنفعه لأنها تسبب له ردة فعل، حيث ان الميكروب لا يتجاوب مع المضادات الحيوية اذا تناولها المريض دون ان تكون هناك حاجة وضرورة لذلك. وعندما تظهر الأعراض مثل السعال، والاحتقان في الأنف، و "البلغم" والشعور بالألم في الصدر، عندها لا تكون هناك حاجة ان يأخذ المضادات الحيوية. وننصح دائماً عند ظهور أعراض الرشح وارتفاع الحرارة والسعال بضرورة شرب السوائل لأن الجسم يُصاب بالجفاف أثناء الاصابة بالرشح والالتهاب، وبالتالي فان السوائل تساعد في ترطيب الجسم، وطبعاً يُستحسن شرب الماء لتخفيض الحرارة، ولكن اذا استمرت الأعراض لأكثر من أربعة او خمسة أيام ولم تنخفض الحرارة، وتحوّل لون "البلغم" من أصفر الى أخضر، فعندها نسمي الحالة ب "الالتهاب الرئوي". وفي هذه الحالة لا بد ان يستشير المريض طبيبه ليخضعه للفحص للتأكد ما اذا كان التهاباً في الرئة ام أنها مسألة التهاب التشعبات الهوائية.
الطرق الوقائية
* ماذا عن الطرق الوقائية؟
- الوقاية أمر مهم وضروري ليس فقط بما يتعلق بالتهاب الرئة بل بكل المشاكل والأمراض. وعندما يتقيد الشخص بالنصائح والارشادات الصحية يكون بحالة أفضل، ويجنّب نفسه الاصابة بالأمراض. وننصح الأشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفاً بالوقاية دائماً لأنهم أكثر عرضة للاصابة بالمرض، والأطفال ما دون الخامسة من عمرهم، والمسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. وعلى الأمهات التنبه لأمر ألا وهو عندما يرسلون أطفالهن الى دور الحضانة يجب ان يتنبهن عما اذا كان أحد الأطفال مصاباً بالرشح فتنتقل العدوى للأطفال الآخرين عبر لمس أغراض الطفل المصاب بالرشح وأيضاً من خلال الرذاذ، والأمر نفسه ينطبق على الكبار، فعندما يستعمل الكبار أغراض شخص مصاب بالتهاب رئوي او الرشح فستنتقل العدوى اليهم، لهذا من الضروري غسل اليدين لأنها من أحسن الطرق الوقائية لمنع التقاط العدوى والجراثيم والفيروسات. وننصح دائماً بأن يغسل الشخص يديه بعدما يعطس لكي لا تنتقل العدوى الى الأشخاص الآخرين المحيطين به من خلال استعمال أغراض الآخرين او العكس. كما يجب ان يغسل الأطفال أيديهم بعد اللعب واستعمال الألعاب الى ما هنالك.
وتتابع:
بالنسبة لفترة الشتاء فعندما يقضي الناس أوقاتاً طويلة داخل البيوت والنوافذ مغلقة تنتقل العدوى بشكل أسرع بينهم، ولهذا يجب ان يقوم الناس بتهوئة منازلهم خلال فصل الشتاء لكي يدخل الهواء وأشعة الشمس. وعلى الأشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفاً او يكونون مصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والربو التقيّد بالنصائح والارشادات الوقائية حفاظاً على صحتهم. كما يجب أن يأخذ المسنون والأطفال ما دون الخامسة من عمرهم اللقاح لأنه يحميهم ولو بنسبة معينة.