تفاصيل الخبر

الاختصاصي في الأمراض العصبية الدكتور ناجي رياشي: العلاج المبكر للتصلب اللويحي يساعد بتخفيف الأعراض ويحد من نشاط وتطور الاعاقة

19/07/2023
الاختصاصي في الأمراض العصبية الدكتور ناجي رياشي: العلاج المبكر للتصلب اللويحي يساعد بتخفيف الأعراض ويحد من نشاط وتطور الاعاقة

نموذج عن الإصابة بالتصلب اللويحي

بقلم وردية بطرس

 

 

التصلب اللويحي هو مرض عصبي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، ويسبب تلفاً في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية والذي يُدعى "المايلين"، مما يؤدي الى تصلب في الخلايا وبالتالي توقف سير السيالات العصبية المتنقلة بين الدماغ وأعضاء الجسم. فالتصلب اللويحي يؤدي في كثير من الأحيان الى الانهاك، حيث يقوم جهاز المناعة في الجسم باتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب الذي وظيفته حمايتها، وهذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلباً على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، وفي النهاية قد تُصاب الأعصاب نفسها بالضرر وهو غير قابل للاصلاح. وتكون أعراض التصلب اللويحي مختلفة ومتنوعة حسب الأعصاب المصابة وشدة الاصابة، ففي الحالات الصعبة يفقد مرضى التصلب اللويحي القدرة على المشي أو التكلم، وأحياناً من الصعب تشخيص المرض في مراحله الأولى لأن الأعراض غالباً تظهر ثم تختفي وقد تختفي لأشهر عدة.

وقد يظهر مرض التصلب اللويحي في أي عمر، لكنه في العادة يبدأ بالتطور في عمر ما بين 20 و 40 عاماً، كما أن المرض يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.

اما بالنسبة للأسباب وعوامل خطر مرض التصلب اللويحي فأولاً هو مرض مناعة ذاتية حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة نفسه، وتؤدي هذه العملية الى اتلاف طبقة "الميالين" وهي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية في الدماغ والعمود الفقري وتقوم بحمايتها عند الاضرار بطبقة "الميالين" قد تصل الرسالة أو المعلومة التي يتم نقلها من خلال العصب بشكل أبطأ أو قد لا تصل اطلاقاً. ولا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق لاصابة شخص ما بمرض التصلب اللويحي دون آخر، لكن المعروف أن مزيجاً من العوامل الوراثية والالتهابات في فترة الطفولة يساعد في ذلك.

ونادراً ما يكون مرض التصلب اللويحي قاتلاً، ولكن المضاعفات قد تنشأ من مرض التصلب العصبي المتعدد الحاد مثل التهابات الصدر أو المثانة، أو صعوبات في البلع. والعمر المتوقع للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد أقل من المتوسط بحوالي 5 الى 10 سنوات.

 الدكتورناجي رياشي : الأشخاص بمتوسط العمر هم الأكثر عرضة للاصابة بالتصلب اللويحي

 

الاختصاصي في الأمراض العصبية الدكتور ناجي رياشي وأعراض التصلب اللويحي

فما هم الأكثر عرضة للاصابة بمرض التصلب اللويحي؟ وما هي الأعراض؟ وكيف يُعالج ؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الاختصاصي في الأمراض العصبية الدكتور ناجي رياشي ، وقال ان الأعراض هي ان يشعر المصاب بالتصلب اللويحي بالتنميل، وعدم الاتزان بالأطراف، والتعب، ومشاكل تؤثر على الذاكرة، ووجع، والرجفة، والتشنج. وفي البداية يحدث لدى المصاب التهاب عصبي بصري يتبعها ضعف اما باليدين أو القدمين أو طرف واحد في الجسم، والوجع الذي يشعر به هو ناتج عن التنميل. انه مرض مزمن تحدث فيه التهابات وتصبح المناعة ضعيفة مما يؤثر على المصاب به، ويزداد مع الوقت فتظهر الاعاقة وعندها تؤثر على نوعية حياة المريض. واليوم  هو منتشر في العالم ونسبة الاصابة به عالية حيث تصل تقريباً الى 2 مليون في العالم.

اصابة النساء بالمرض أكثر من الرجال

 

ومن هم الأكثر عرضة للاصابة بالتصلب اللويحي؟

ان الأشخاص بمتوسط العمر هم الأكثر عرضة للاصابة بالتصلب اللويحي، حيث يصيب المرض الأشخاص ما بين سن 20 و 39. كما أن نسبة اصابة النساء بهذا المرض أعلى من الرجال. أما في لبنان فيبلغ عدد المصابين بالتصلب اللويحي المسجلين بين 1300 و 1700 مريض، ولكن النسبة هي أعلى بكثير لأنه قد تكون هناك حالات لم يتم تشخيصها بعد أو انهم لا يخضعون للعلاج، بالتالي هناك حالات غير مسجلة ولهذا نعتبر أن العدد أعلى مما يُشار اليه.

 

الكشف المبكر

 

الى اي مدى يساعد الكشف المبكر لمرض التصلب اللويحي للحد من أعراضه والاعاقة؟

ان قياس نشاط المرض معقد نسبة الى تعدد العوارض والعلامات، حيث  يختلف نشاط المرض بين مصاب وآخر ، إذ  يكون نشاط المرض ظاهراً في بعض الفترات من خلال وجود علامات وعوارض، بينما يكون نشاط المرض كامناً او مستتراً في فترات زمنية أخرى ويتم الكشف عنه من خلال استخدام الفحص السريري وأجهزة طبية متخصصة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي.

اما أهمية الكشف المبكر للمرض، والتدخل المبكر الذي يحدّ من نشاط المرض وتطور الاعاقة، فكلما تأخر العلاج، كلما اشتدت العوارض والاعاقة، وتراكمت المضاعفات السلبية، لذا يشكل الوقت عاملاً مهماً وأساسياً في السيطرة على مرض التصلب اللويحي ونشاطه.  ولا يوجد علاج شاف من المرض بل تعتمد آلية العلاج على الأدوية التي تخفف عوارض المرض، وعلى الأدوية التي تعدّل مسار المرض.

 

العلاجات المتوفرة

 

ماذا عن العلاجات؟

لقد أجريت أبحاث على مرض المرضى المصابين بالتصلب اللويحي وتبين انه تحدث اعاقة عند الاصابة بهذا المرض مما يؤثر على المرض وعلى سلوكه. وأحياناً تكون هناك اعاقة فكرية او ذهنية. وبما يتعلق بالاعاقة فأحياناً يكون اول عارض يتعلق بالذاكرة او الفكر حيث لا يقدر المرض ان يعرف ماذا يحصل معه، وانه يجب عليه ان يطلب استشارة الطبيب للتحدث عن المشكلة لمعالجتها. والتصلب اللويحي يؤدي الى الاعاقة عند الأطفال بشكل خاص. وبالنسبة للمرض كما ذكرت قبل ان تصبح العلاجات متوافرة، كان المرض يودي بصاحبه به الى الاعاقة، وبالتالي كان على المريض اما ان يستعمل العصا للتنقل من مكان لآخر او انه كان يلازم فراشه. كما كان المريض يتعرض للنكسة بنسبة عالية مما يسبب له مشاكل عديدة بما يتعلق بنوعية الحياة. ولا يغيب عن البال بأن العلاج مكلف لمختلف المجتمعات وحتى في المجتمعات الأوروبية تكون الكلفة عالية خصوصاً عندما يتطور المرض. وهناك كلفة مباشرة وكلفة غير مباشرة والتي يجب اضافتها لهذا العامل حيث يهمنا كيف نتابع المرض وماذا سنعتمد من معايير لنتأكد عما اذا يتطور المرض ام لا.

 

الأضرار في الجهاز العصبي

 

وبالسؤال عن الأضرار الذي يسببه التصلب اللويحي للجهاز العصبي يقول:

ان مرض التصلب اللويحي متشعب ويصيب كل منطقة في جسم الانسان ومنها الجهاز العصبي، وبالتالي علينا ان نرى عما اذا كان المرض يتطور.و بالنسبة للأضرار التي يسببه المرض بالجهاز العصبي فاذا أخضعنا المريض لفحص

"MRI"

نتمكن من معرفة المناطق التي تتأثر من هذا المرض، حيث أحياناً تكون صامتة وأحياناً أخرى تكون ظاهرة. كما  ننظر الى الاعاقة التي يعاني منها المريض وعما اذا يحتاج لاستخدام العصا او الكرسي النقّال.

البيئة والعامل الجيني

وهل هناك عامل يتعلق بالبيئة والعامل الجيني؟

ان مرض التصلب اللويحي هو أكثر مرض يسبب اعاقة، وهناك معيار آخر هو المنطقة الجغرافية التي يسكن فيه الشخص، حيث كما كان معروفاً ان الناس الذين يقيمون في المناطق الباردة في العالم تكون نسبة الاصابة بالتصلب اللويحي لديهم أعلى من غيرهم، ولكن اليوم نرى ان المرض يظهر بصورة أكثر في المناطق غير الباردة،  اي في السابق كنا نرى ان هناك بلداناً ينتشر فيها المرض أكثر من بلد آخر، ومنذ عشرين سنة كنا نعتبر ان نسبة المرض متدنية، ولكن الملاحظ انه يزداد ، ولعامل البيئة او العامل الجيني تأثير في هذا الخصوص، فمثلاً اذا كان التوأمان لديهما الجينات نفسها وكان احدهما مصاباً بالتصلب اللويحي فان نسبة تعرض الآخر تكون 30 في المئة وبالتالي العامل الجيني مهم في هذا الخصوص. كما لاحظنا ان بعض البلدان شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة الاصابة بهذا المرض،  فمثلاً لاحظنا بعد الحرب بين الكويت والعراق  زادت نسبة الاصابة  وانتشرالمرض اكثر، ربما لأن الناس هناك تعرضوا لمواد كيماوية اي انهم تعرضوا للمواد نفسها ولهذا ظهر المرض في تلك البلدان بنسبة عالية.