تفاصيل الخبر

حصول فاقدي السمع على المساعدة يرفع جودة حياتهم

04/10/2022
حصول فاقدي السمع على المساعدة يرفع جودة حياتهم

فقدان السمع مع مرور الوقت يتسبب في حالات نفسية سيئة للغاية للمرضى

 

بقلم وردية بطرس

 

المتخصصة في السمعيات الدكتورة "سارة سيدلوفسكي": فقدان السمع يحدث تدريجياً مع تقدّم السن وحدوثه فجأة أمر وارد

 

يعد فقدان السمع من المشكلات الصحية  التي من الصعب التعايش معها بالنسبة لأي انسان في أي عمر، ومن الممكن أن يحدث فقدان السمع أو الصم بشكل طبيعي مع التقدّم في السن، ومن الممكن أن يكون الصم ملازماً للطفل منذ ولادته... كما  يمكن أن يحدث فقدان السمع تدريجياً مع التقدم في السن، ولكن يمكن أّن يحدث فجأة في بعض الأحيان في أي سن ، وهو ما يتطلب دراية بأعراضه المبكرة. وعلى الرغم من أن هناك اعتقاداً بأن الشخص سيكون أول من يلاحظ تغييراً في جودة السمع لديه، لكن هذا ليس هو الحال دائما، إذ  تظهر الأبحاث أن الأشخاص يستغرقون 10 سنوات في المتوسط لاتخاذ اجراء بشأن فقدان السمع لديهم: فقد لا يلاحظون العلامات أو قد لا يعرفون ما يجب عليهم فعله حيال ذلك، أو قد يخشون الاعتراف بأن سمعهم ليس كما كان عليه. ويمكن أن يحدث فقدان السمع تدريجياً لذلك قد لا تلاحظه في البداية. وقد يجد الشخص صعوبة أكبر في سماع الأصوات الهادئة أو الترددات الأعلى، ولكن يمكنه تعويض ذلك عن طريق رفع التلفزيون أو مطالبة الأشخاص بتكرار ما يقولونه.

 

أسباب فقدان السمع والمضاعفات

 

أما أسباب فقدان السمع فهي: أولاً تضرر الأذن الداخلية الذي قد ينتج عن تقدّم السن والتعرّض للضوضاء الصاخبة تلف الشعيرات أو الخلايا العصبية في قوقعة الأذن والتي ترسل الاشارات الصوتية الى الدماغ. وفي حالة عدم وجود هذه الشعيرات أو الخلايا العصبية أو تعرّضها للضرر لا تنقل الاشارات الكهربائية بكفاءة ويحدث فقدان السمع. وقد تصبح الأصوات ذات النغمات العالية مكتومة بالنسبة للشخص. وقد يصبح من الصعب تمييز الكلمات وسماعها في ظل وجود الضوضاء الخلفية. ثانياً: تراكم تدريجي لشمع الأذن: يمكن للشمع سد قناة الأذن ومنع توصيل الموجات الصوتية. يمكن أن يساعد ازالة شمع الأذن على استعادة السمع. ثالثاً عدوى بالأذن أو نمو غير طبيعي للعظم أو الأورام: قد تتسبب أي من تلك الحالات في فقدان السمع عند حدوثها في الأذن الخارجية أو الوسطى. رابعاً طبلة الأذن: قد تتسبب الأصوات العالية المفاجئة والتغييرات المفاجئة في الضغط وثقب طبلة الأذن بأي جسم والعدوى في تمزق طبلة الأذن والتأثير سلباً على السمع.

ومن مضاعفات فقدان السمع هي حالات العزلة والاكتئاب التي يعاني منها المريض على فترات طويلة من حياته، ويعد كبار السن أكثر عرضة لحالات الاكتئاب الناتجة عن فقدان السمع لأنهم يعانون من حالة عدم التواصل مع الآخرين. ان فقدان السمع مع مرور الوقت يتسبب في حالات نفسية سيئة للغاية للمرضى بسبب الاحراج الذي يعانون منه أمام الآخرين وأمام زملائهم وأقاربهم، لذا من الضروري لمن يعاني من فقدان السمع أن يتابع مع طبيب نفسي حتى يمكنه من تقبّل حالته والتعايش معها حياة نفسية صحية.

 

المتخصصة في السمعيات الدكتورة "سارة سيدلوفسكي" وفقدان السمع تدريجياً مع التقدم في السن

وعن حدوث فقدان السمع تدريجياً تقول المتخصصة في السمعيات من منظومة الرعاية الصحية العالمية "كليفلاند كلينك" الدكتورة "سارة سيدلوفسكي" وهي تشغل أيضاً منصب رئيس الأكاديمية الأميركية لعلم السمعيات:

ان فقدان السمع يحدث عادة بشكل تدريجي مع التقدّم في السن، وقد لا يُتيح تشخيص الاصابة به والتعرّف عليه فوراً. وقبيل اليوم الدولي للمسنين في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، نتحدث عن معالجة فقدان السمع دون تأخير، لكي لا يكون المصاب به مضطراً الى تحمّله والتعايش معه من دون علاج، لأن القدرة على السمع تُبقي على الشعور بالثقة والقدرة على التواصل مع الآخرين. ان شيوع فقدان السمع بين المسنين يجب ألا يعني القبول به من هنا أهمية منافع العلاج. ان أجهزة السمع تساعد الشخص في الحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة وحتى اثرائها.

 الدكتورة "سارة سيدلوفسكي":  فوائد جهاز السمع تفوق التحديات المتصورة

الاصابة بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية

وعما يشعر به الشخص عندما يعاني ضعف السمع تقول:

اذا عانى المرء ضعف السمع سيبذل جهداً كبيراً للبقاء على اتصال بمحيطه، وسيتعيّن عليه ان يفكر في وضعية جلوسه أو فيمن يجلس بجانبه، وأن يركّز كثيراً حتى لا تفوته الأجزاء المهمة من المحادثة. ما قد يتسبب في تخلّيه عن الأنشطة التي يحبها لأنها لم تعد ممتعة، الأمر الذي قد يؤدي بدوره الى اصابته بالعزلة الاجتماعية أو حتى الاكتئاب. تجدر الاشارة الى أن منظمة الأمم المتحدة كانت قد أطلقت اليوم الدولي للمسنين في العام 1990 لتشجيع الدول على لفت الانتباه الى القوالب النمطية السلبية والمفاهيم السائدة خطأ حول الشيخوخة، ومواجهتها والتصدي لها لتمكين المسنين من تحقيق امكاناتهم.

 

حدوث فقدان السمع فجائي أمر وارد

وعن حدوث فقدان السمع بشكل فاجائي أمر وارد تشرح:

ان فقدان السمع يحدث بشكل تدريجي مع تقدم السن، على الرغم من أن حدوثه فجأة أمر وارد، الى أن ادراك حصوله لا يشبه ادراك فقدان البصر الذي يبدو فيه بوضوح أن الرؤية تسوء بتزايد ضبابية الأشياء، فقد يهيّأ للمصاب بفقدان السمع في أول الأمر ان الناس من حوله قد بدأوا يتمتمون أكثر. ويلاحظ المحيطون بالشخص المسنّ في أكثر الحالات اصابته بضعف السمع قبل أن يدرك هو نفسه هذا الأمر، نظراً لحاجتهم الى تكرار ما يقولون أو لادراكهم أن فهمهم يُساء من المستمع. لهذا أشجع المسنين على اجراء اختبار السمع مع أحد متخصصي السمعيات بمجرد أن يلاحظوا هم أو أحد أحبائهم أعراض ضعف السمع، أدعوهم الى البدء في اجراء اختبارات السمع احترازياً مرة كل بضع سنوات بعد سن الخمسين.

 

تقنيات المساعدة السمعية

وعن استخدام تقنيات المساعدة السمعية تشرح:

من الأسهل التأقلم مع تقنيات المساعدة السمعية عند البدء في استخدامها مبكراً، فالانتقال الى استخدام أدوات المساعدة السمعية يصبح أسهل عندما يكون ضعف السمع أكثر اعتدالاً، حيث يتطلب اعتياد الدماغ عندها على جودة الصوت المختلفة جهداً أقل، الا أن الناس غالباً ما يختارون عدم الحصول على المساعدة على الرغم من ادراكهم بأنهم مصابون بضعف السمع وذلك لأسباب متنوعة منها الشعور بوصمة العار، حيث يخشى المسنون حكم الناس عليهم لارتدائهم سماعة أذن. وأدعو الى التخلّص من هذه الوصمة. نجد اليوم كثيراً ممن يرتدون سماعة أذن في احدى الأذنين أو في كلتيهما لذلك نأمل أن يقلّل انتشار استخدامها من وصمة العار. فالشعور بعدم الراحة حيث قد يفترض الشخص المسنّ أن أداة المساعدة السمعية لن تكون مريحة، الى أنه الشعور بعدم الراحة في الممارسة العملية أمر نادر الحدوث.

وتتابع:

التكلفة: لا يغطي التأمين بالضرورة أدوات المساعدة السمعية. لكن لا ينبغي أن تكون التكلفة عائقاً. وهناك خيارات تقنية متنوعة متفاوتة الأسعار، ويمكن لمتخصصي السمعيات ايجاد الخيار الملائم لحالة الفرد ووضعه المالي.

 

فحوصات السمع

 وعن فحوصات السمع والعقبات تقول:

من العقبات التي تواجهنا هو أن فحوصات السمع ليست جزءاً من معظم زيارات الرعاية الأولية، بل ان بعض أطباء الرعاية الأولية لا يدركون ان فقدان السمع يمكن الوقاية منه وعلاجه. وقد يحتاج المسنّ الى احالة الى متخصص في السمعيات، لكن تظل مسائل مثل الوقت والنفقات الاضافية تمنع كثيراً من الأشخاص عن استشارة الطبيب. الى أن بامكان الأشخاص تجاوز تلك العقبات من خلال الاقرار بأن المنفعة المتأتية من حصولهم على مساعدة لعلاج فقدان السمع لا تعود عليهم وحدهم، وانما على المحيطين بهم أيضاً. فاذا لم يكن المرء قادراً على المشاركة بالكامل في محادثة، قد يؤثر ذلك على جودة علاقاته مع أفراد أسرته وأصدقائه.

 

أجهزة مساعدة متنوعة تناسب جميع مستويات فقدان السمع

وعن أدوات المساعدة السمعية الأفضل تقول:

ان ثمة مجموعة من حالات فقدان السمع تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وان لدى أطباء السمع في المقابل العديد من الخيارات للمساعدة. وتعدّ أدوات المساعدة السمعية الخيار الأفضل لمعظم الناس، ولم تُصمّم لاستعادة السمع الطبيعي وانما للمساعدة في تحسين السمع في بيئات مختلفة. واذا زاد انخفاض مستوى السمع بمرور الوقت، فقد تقلّ فاعلية تلك الأدوات وتصبح الأجهزة المزروعة مثل القوقعة الصناعية خياراً أفضل.

وتتابع:

ان خبراء السمعيات يقيسون التضخيم الصوتي المناسب الذي تتيحه أداة المساعدة السمعية، كما يقيسون مدى فهم الأشخاص للكلام باستخدام أدواتهم السمعية الجديدة، وذلك لتحديد أنسب الخيارات للمريض، فبمجرد امتلاك أداة سمعية لا يكفي، وانما ينبغي أن تكون الأداة مناسبة ومبرمجة بطريقة صحيحة. للمرء أذنان يصلانه بالعالم لذا فهما تستحقان الاستثمار فيهما، وعليه بالتالي ألا يتردّد في اتخاذ الاجراء المناسب للحفاظ على قدرته السمعية نظراً لأن المنافع تفوق بكثير التحديات المتصورة.

 

 فقدان السمع من المشكلات الصحية  التي من الصعب التعايش معها