تفاصيل الخبر

التعرّض لأشعة فوق البنفسجية الضارة السبب الرئيسي للاصابة بسرطان الجلد

21/12/2022
التعرّض لأشعة فوق البنفسجية الضارة السبب الرئيسي للاصابة بسرطان الجلد

علامات سرطان الجلد

 

بقلم وردية بطرس

 

الاختصاصية في الأمراض الجلدية الدكتورة "ميليسا بيليانج" ننصح باختيار أفضل مستحضرات الوقاية من الشمس واستخدامها بانتظام لأنها تقلّل الاصابة بسرطان الجلد

 

يُعتبر سرطان الجلد من الأمراض التي يزداد خطر الاصابة بها في فصل الصيف، نتيجة للاجهاد التأكسدي الذي يحدث للبشرة عند التعرّض للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس.   فسرطان الجلد هو تكاثر غير طبيعي لخلايا الجلد ينشأ ويتطور في معظم الحالات على وجه الجلد الذي يتعرّض كثيراً لأشعة الشمس، ومع ذلك يمكن لهذا النوع من السرطان الشائع أن يتطور أيضاً في مناطق من الجلد لا تتعرّض لأشعة الشمس كثيراً.

إذ تبدأ أشعة الشمس في العودة بقوة مع فصل الربيع لتبلغ ذروتها مع الصيف الأمر الذي يدفع خبراء الصحة للتحذير من التعرّض لها للوقاية من سرطان الجلد خصوصاً ذلك الذي يصيب الصباغات والذي يعد من أندر الأنواع وأسرعها انتشاراً في الجسم. واذا كان تغير نسيج الشامات يعد من العوامل المسببة لهذا النوع من السرطان الا أن التعرّض للأشعة فوق البنفسجية الضارة يعد السبب الرئيسي له، كما أن أفضل طريقة لمكافحته هو وقاية البشرة من أشعة الشمس الكثيفة والضارة في فصل الصيف والتي تكون ما بين الثانية عشرة ظهراً والرابعة عصراً. وفي حالة عدم امكانية تفادي هذه الساعات يُفضّل أن يأخذ الأشخاص الاحتياطات اللازمة عبر ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة، واستخدام الكريم الواقي من الشمس، والنظارات الشمسية، والقبعة لأن هذا النوع من السرطان قد يتسلل من أي مكان بما فيها فروة الرأس.

وبالنسبة لأنواع سرطان الجلد فهناك ثلاثة أنواع وهي: سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، والسرطان الجلدي. ووفقاً لمؤسسة سرطان الجلد الأميركية يتم علاج أكثر من 3.3 مليون شخص في الولايات المتحدة سنوياً لسرطان الخلايا القاعدية أو الحرشفية وأكثر من 73 ألف أميركي يُصابون بالسرطان الجلدي.

وينشأ سرطان الجلد ويتطور في المقام الأول في مناطق الجسم التي تتعرّض لأشعة الشمس بما في ذلك: الوجه، فروة الرأس، الشفتان، الأذنين، الرقبة، الصدر، اليدان، والذراعان. لكن يمكن أن يتطور أيضاً في المناطق من الجسم التي تتعرّض لأشعة الشمس بشكل نادر. يصيب سرطان الجلد الناس من مختلف الأعراق والأجناس من ذوي ألوان البشرة المختلفة بمن في ذلك ذوو البشرة الداكنة جداً، وعند ظهور سرطان من نوع الميلانوم لدى ذوي البشرة الداكنة فمن الممكن بأن يظهر على وجه الخصوص والتحديد في مناطق الجسم التي لا تتعرّض لأشعة الشمس عادة. وقد يظهر الورم السرطاني في الجلد فجأة أو قد يتطور تدريجياً، فشكل الورم وطبيعته يتعلقان بنوع السرطان.

 

 

الدكتورة "ميليسا بيليانج" واستخدام واقي الشمس بانتظام يقلّل من خطر الاصابة بسرطان الجلد

 

فالى أي مدى يساعد استخدام واقي الشمس بانتظام الأشخاص التعرّض للاصابة بمرض سرطان الجلد أقل من الذين لا يستخدمونه خصوصاً في فصل الصيف؟ بداية أوضحت الاختصاصية في الأمراض الجلدية في "كليفلاند كلينك" الدكتورة "ميليسا بيليانج" أن الأشخاص الذين يستخدمون واقي الشمس بانتظام هم أقل عرضة للاصابة بمرض سرطان الجلد ويتمتعون بنوعية بشرة أكثر نضارة وشباباً ، لكن مع وجود الكثير من أصناف وأنواع المنتجات في السوق، من المهم للغاية اختيار النوع أو المنتج الذي يعمل بشكل جيد وفعّال. فالاستخدام  اليومي لمنتجات الوقاية من الشمس التي تحتوي على عامل الحماية من الشمس بمقدار 30 درجة أو أعلى يمكن أن يقلل من خطر الاصابة بمرض سرطان الجلد، بالاضافة الى ذلك يمكن للأفراد تقليل خطر الاصابة بمرض الورم الميلاني، وهو النوع الأكثر خطورة من بين أنواع مرض سرطان الجلد، وذلك بنسبة 50 في المئة، بالاضافة الى تقليل مخاطر الاصابة بمرض سرطان الجلد الأكثر شيوعاً، والمعروف بمرض سرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 40 في المئة.

 

أضرار الأشعة فوق البنفسجية على الجلد

 

وعن أضرار الأشعة فوق البنفسجية على الجلد تشرح:

بعيداً عن احتمالية الاصابة بمرض السرطان، فان أشعة الشمس فوق البنفسجية تلحق أضراراً بالجلد وتسبب التجاعيد والبقع الداكنة والترهلات. ويمكن أن يساعد الاستخدام المنتظم لواقي الشمس في الحد من التأثيرات والوقاية منها. وأحد الاعتبارات المهمة التي يجب أخذها بالحسبان عند اختيار واقي الشمس هو ما اذا كان يحتوي على مرشحات فيزيائية أو كيميائية، أو مزيج من الاثنين معاً، حيث تعمل المكونات الفيزيائية الواقية من الشمس تماماً مثل الحاجز العاكس، لتقوم بنثر الأشعة فوق البنفسجية قبل أن تخترق البشرة. أما المرشحات الكيميائية فتعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وتحويلها الى حرارة قبل أن تلحق أضراراً بالبشرة.

وأضافت:

ان اختيار مستحضرات الوقاية من الشمس سواءً كانت فيزيائية أو كيميائية يعتمد على ما يفضله الشخص نفسه، حيث قد يفضل الأشخاص ذوو البشرة الحساسة منتجات الوقاية الفيزيائية لأنها تكون أقل تهيجاً لأنواع معينة من البشرة. بينما قد تخلّف واقيات الشمس الفيزيائية أحياناً بقعاً أو تصبغات بيضاء. وربما يضطر الشخص الى تجربة أنواع مختلفة حتى يجد ما يناسب بشرته على نحو أفضل.

 

المكونات الفيزيائية لواقي الشمس

 

وعن المكونات الفيزيائية لمنتجات الوقاية من الشمس تقول:

المكونات الفيزيائية والتي تُسمى أحياناً واقيات الشمس المعدنية ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك. وفي حال كان واقي الشمس يحتوي على مرشحات كيميائية فقد تشتمل المكونات النشطة للمنتج على مواد مثل "الأفوبينزون"، و"الهوموسالات"، و"الأوكتوكريلين"، و"الأوكتينوكسات"، و"الأوكتيسالات"، و"الأوكسي بنزون"، الا

أن هناك اعتباراً آخر يجب مراعاته عند اختيار واقي الشمس وهو تقييم مدى سلامة وفعالية مكونات المنتج، والتي لا يزال بعضها قيد التقييم من جانب هيئات مثل ادارة الغذاء والدواء الأميركية حيث تسعى ادارة الغطاء والدواء حالياً للحصول على مزيد من بيانات السلامة حول بعض مكونات مستحضرات الوقاية من الشمس قبل تصنيفها معترف بها عموماً على أنها آمنة وفعالة أو ما يُعرف اختصاراً بـ

"GRASE"

وهو عبارة عن مستوى أمان أكثر صرامة. وتشمل هذه المكونات "الأفوبنزون"، "الاينسوليزول"، الهوموسالات"، "الأوكتينوكسات"، "الأوكتيسالات"، "الأوكتوكريلين"، و "الأوكسي بنزون"، الا أن هذا لا يعني أن هذه المكونات غير آمنة أو أن الأفراد يجب أن يتجنبوا المستحضرات المصنّفة في مستويات مختلفة، وانما يعني فقط أن أدارة الغذاء والدواء تريد التأكد من أن لديها معلومات كافية حول هذه المكونات قبل أن تتمكن من تصنيفها معترف بها عموماً على أنها آمنة وفعالة، وبالنسبة للأشخاص الذين يفضلون توخي الحذر أكثر، فيمكنهم اختيار واقي شمس يحتوي على "أكسيد الزنك" أو "ثاني أكسيد التيتانيوم"، وكلاهما يحمل تصنيف

"GRASE"

 

 حماية واسعة الطيف

 

وعن الحماية من الشمس تقول:

أنصح أيضاً الأشخاص بفحص درجة عامل الحماية من الشمس

"SPF"

المذكورة على ملصق واقي الشمس. وبالنسبة للأيام التي تتواجد فيها في الخارج لفترات قصيرة جداً يمكن للشخص استخدام واقي شمس بحد أدنى 15 درجة من عامل الحماية من الشمس، ولكن اذا كان سيبقى في الخارج لأكثر من بضع دقائق فعليه اختيار واقي شمس بعامل حماية من الشمس 30 درجة على الأقل.

 

نوعان من الأشع فوق البنفسجية

 

وعن أنواع الأشعة فوق البنفسجية تشرح:

يجب النظر في نوع الحماية التي يوفرها واقي الشمس، حيث تتعرض بشرة الأشخاص الذين يمضون أوقاتاً في الخارج لنوعين من الأشعة فوق البنفسجية وهما "أ" و "ب"، ودرجة عامل الحماية من الشمس الى مستوى الحماية التي يوفرها واقي الشمس من الأشعة فوق البنفسجية من النوع "ب"، والتي تعد السبب الرئيسي وراء الاصابة بحروق الشمس،ولكن عامل الحماية من الشمس لا يشير الى مستوى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية من النوع "أ"، والتي يمكن أن تلحق أضراراً بالبشرة وقد تؤدي الى الاصابة بمرض سرطان الجلد... وأنصح باختيار واقي شمس يؤمّن حماية واسعة النطاق

"Broad Spectrum"

وذلك لضمان الحماية من الأشعة فوق البنفسجية من النوع "أ" حيث يعني هذا المصطلح أن المنتج يحمي من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها "أ" و "ب". كما أنه من المهم للغاية التحقق من تاريخ انتهاء صلاحية واقي الشمس، حيث أن مستوى الحماية الذي يوفره المستحضر ينخفض على مدار فترة من الزمن.

 

 

 نصائح حول كيفية استخدام واقي الشمس

 

وعن النصائح حول كيفية استخدام واقي الشمس تقول:

يجب وضع كمية كافية من واقي الشمس على البشرة لأن نقص الكمية المطلوبة يمكن أن يؤدي الى فقدان مستوى الحماية الذي تحتاجه البشرة. ويحتاج معظم البالغين الى 30 غراماً من واقي الشمس على الأقل، أو حوالي ثلاث ملاعق كبيرة للحصول على حماية كافية على الوجه والرقبة والذراعين والساقين. وتحتاج المكونات النشطة في واقي الشمس الى حوالي 30 دقيقة ليبدأ مفعولها، لذا يجب الانتظار بعض الوقت قبل الذهاب للخارج. وينبغي تكرار عملية وضع واقي الشمس كل ساعتين على الأقل. وحتى اذا كان واقي الشمس مقاوم للماء، يجب الحرص دائماً على اعادة وضعه بعد السباحة والتجفيف.

وختمت بالقول:

يجب أن يكون واقي الشمس جزءاً من روتين الشخص اليومي في أي وقت يخرج فيه خلال فترة النهار، لكن لا يتوقع من المستحضر أن يقي بشرته بشكل كامل من أشعة الشمس، حيث لا يوجد واقي شمس يمكنه حجب كل كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تتعرض لها. ويجب أن تشمل وسائل الحماية الجيدة من أشعة الشمس أيضاً البحث عن الظل، وارتداء قبعة واسعة الحواف ونظارات شمسية واختيار نوعية ملابس يمكن أن تقي وتحمي بشرة جسمه من الشمس. وأن يستمتع بأشعة الشمس ولكن عليه أن يكون ذكياً ويحرص دائماً على حساب الوقت الذي يمضيه أثناء التعرّض للشمس.