تفاصيل الخبر

تغييرات في النظام الغذائي يقلّل من أخطار الاصابة بسرطان البروستات

09/11/2022
تغييرات في النظام الغذائي يقلّل من أخطار الاصابة بسرطان البروستات

سرطان البروستات يصيب واحد من كل ستة رجال

 

بقلم وردية بطرس

 

الاختصاصي في المسالك البولية الدكتور "برادلي غيل":  ثمة تعديلات غذائية بسيطة قد تنعكس ايجاباً على صحة البروستات والصحة العامة

 

يعد سرطان البروستات ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال. وقد يكون اتباع نظام غذائي صحي يشمل الأطعمة والمكملات الغذائية الصحيحة مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والبندورة ومركبها الفعّال الليكوبين والثوم والفطر والفواكه مثل التوت البري وفيتامين "د" مفيداً لتقليل خطر الاصابة بسرطان البروستات أو لتحسين العلاج النتائج في مرضى سرطان البروستات. فعوامل مثل السمنة والنظام الغذائي بما في ذلك الأطعمة مثل الأطعمة السكرية ومنتجات الألبان والمكملات مثل حامض دهني وفيتامين "ه" وفيتامين "أ" والكالسيوم الزائد قد تزيد بشكل كبير من خطر الاصابة بسرطان البروستات. أيضاً يمكن أن يتداخل تناول المكملات العشوائية أثناء العلاج مع العلاج ويسبب آثاراً ضارة.

 

 

ويُصاب واحد من كل ستة رجال بسرطان البروستات. ويزيد خطر الاصابة مع التقدم في السن، وعلى الرغم من ذلك فانه يمكن الحد من هذا الخطر باتباع أسلوب حياة صحي ونظام غذائي متوازن.

وتظهر مقارنة بين البلدان أن تطور سرطان البروستات يعتمد الى جانب عوامل أخرى على الأسلوب الغذائي: ففي بلدان مثل اليابان أو الصين أو جنوب أوروبا، تظهر الأورام بشكل أقل جداً مما يحدث في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية. ويعتقد الباحثون أن الاختلاف يرجع جزئياً الى الأساليب الغذائية ، حيث يعتمد سكان اليابان والصين تقليدياً على المزيد من الأسماك والمأكولات البحرية ومنتجات الصويا. وأظهرت دراسة أجريت في مستشفى "كليفلاند كلينيك" في الولايات المتحدة الأميركية أن الجزيئات المرتبطة بالنظام الغذائي في الأمعاء مرتبطة بتطور سرطان البروستات العدواني وأن تغيير النظام الغذائي يمكن أن يقلّل بشكل كبير من هذه المخاطر. وبهذا الصدد توصي جمعية مرضى السرطان الألمانية بتجنب السمنة وممارسة الرياضة بانتظام والاعتدال في تناول اللحوم الحمراء ومنتجات اللحوم والكحول.

 

الوقاية من سرطان البروستات

 

ثمة طريقة أكيدة للوقاية من سرطان البروستات علماً بأن   نتائج الدراسات  تتعارض غالباً مع بعضها ولم تُصمم غالبية الدراسات لاثبات ما اذا كان هناك ما يقي بشكل قطعي من سرطان البروستات، وبالتالي فلم تظهر طرق واضحة للوقاية من سرطان البروستات. ويوصي الأطباء بأن يتخذ من لديهم خطورة متوسطة للاصابة بسرطان البروستات خطوات من شأنها أن تفيد الصحة العامة. وهناك بعض الأدلة على أن اختيار نظام غذائي صحي منخفض الدهون ومليء بالفاكهة والخضروات قد يسهم في تقليل خطر الاصابة بسرطان البروستات رغم اختلاط نتائج الأبحاث. واذا كان الشخص يرغب في تقليل خطر اصابته بسرطان البروستات فعليه أن يختار نظاماً غذائياً منخفض الدهون.

ولقد أشارت بعض الدراسات الى أن الرجال الذين تناولوا يومياً قدراً أكبر من غيرهم من الدهون كانوا أكثر عرضة لخطر الاصابة بسرطان البروستات، ولكن هذا لا يثبت أن زيادة الدهون تتسبب في سرطان البروستات. ولم تثبت دراسات أخرى هذا الارتباط،  ومع ذلك فان تقليل كمية الدهون التي تتناولها كل يوم له فوائد أخرى مؤكدة مثل مساعدته في التحكم في وزنه ودعم عمل القلب. ولتقليل كمية الدهون التي يتناولها كل يوم عليه أن يقلّل الأطعمة الغنية بالدهون التي يتناولها او أن يختار أصنافاً قليلة الدسم. فعلى سبيل المثال أن يقلّل كمية الدهون التي يضيفها الى الأطعمة عند الطهي، وأن يختار قطع اللحم التي تحتوي على قدر أقل من الشحوم ومشتقات الحليب منخفضة الدسم. وأيضاً أن يزيد كمية الفواكه والخضروات التي يتناولها كل يوم. فالفواكه والخضروات أطعمة غنية بالفيتامينات والمواد الغذائية التي يُعتقد أنها تقلّل من خطر الاصابة بسرطان البروستات، رغم أن الأبحاث لم تثبت أن أي عنصر غذائي بعينه يضمن الحد من هذا الخطر. ويمكنه أن يفكر في زيادة كمية الفواكه والخضروات التي تتناولها كل يوم باضافة حصة من الفاكهة أو الخضار الى كل وجبة.

وبحسب خبراء من منظومة الرعاية الصحية العالمية في " كليفلاند كلينيك" تشير الأبحاث الجارية الى أن اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يقلّل من خطر اصابة الرجال بسرطان البروستات.

 

الاختصاصي في المسالك البولية الدكتور "برادلي غيل" وارتباط بين الاصابة بسرطان البروستات وبعض الأغذية الحيوانية

 

يعتبر الاختصاصي في المسالك البولية الدكتور "برادلي غيل" ان منافع الأنظمة الغذائية النباتية باتت معروفة في مجالات صحية مختلفة ويقول:

على الرغم من أن تأثيرها في صحة البروستات يبقى أقل وضوحاً، تظهر الأبحاث الحديثة ارتباطاً محتملاً بين انخفاض خطر الاصابة بسرطان البروستات وتجنب بعض الأغذية الحيوانية. وهناك اعتقاد متزايد بأن مضادات الأكسدة والمركبات الطبيعية المضادة للالتهابات والتي تحتوي عليها الفواكه والخضراوات، تقلّل من أخطار الاصابة بسرطان البروستات وتضخّم البروستات الحميد.

 

وعن منافع النظام الغذائي النباتي للرجال يشرح:

هناك ثلاث دراسات حديثة أظهرت منافع النظام الغذائي النباتي للرجال، فقد وجدت دراسة نشرت هذا العام في المجلة الأميركية للتغذية السريرية أن تبني نظام غذائي نباتي قد يقلّل من خطر وفاة الرجل بسرطان البروستات بنسبة 19 في المئة. وربطت الدراسة نفسها نمط الغذاء هذا بانخفاض خطر الاصابة بسرطان البروستات أيضاً... ووجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "يورولوجي" في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي أن ادخال مزيد من الأغذية النباتية في النظام الغذائي يقلّل من فرص ارتفاع مستويات مستضد البروستات النوعي الذي قد تشير مستوياته المرتفعة الى الاصابة بسرطان البروستات. ولهذا يوصى باجراء اختبارات فحص هذا المستضدّ سنوياً ابتداء من سن يتراوح بين 45 و 50 عاماً اعتماداً على مدى عُرضة الفرد للخطر.

ويتابع:

كما أظهرت دراسة ثالثة نُشرت في مجلة "نيوترينتس" في تشرين الثاني (نوفمبر)  الماضي أن أنماط الغذء التي تركز على المزيد من الأطعمة النباتية والأسماك، وقليل من اللحوم الحمراء تساعد فيما يبدو على ابقاء تضخم البروستات تحت السيطرة... غير ان الأبحاث تظهر أن اتباع نظام غذائي أكثر خضرة يعود بمجموعة كاملة من الامتيازات الصحية الأخرى عدا عن تلك الخاصة بالبروستات، وتشمل تقليل أخطار الاصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الامساك وسرطان القولون، وفرط زيادة الوزن. الى أن هذه الدراسات لا تعني بالضرورة أن تناول الأطعمة الحيوانية يسبب مباشرة مشاكل في البروستات، وانما تشير الى وجود صلة محتملة بين تناول الأطعمة الحيوانية ومشاكل البروستات.

 

ارتباط بين استهلاك اللحوم وسرطان البروستات

 

وعن وجود علاقة بين استهلاك اللحوم وسرطان البروستات يقول:

تشير دلائل رئيسة الى وجود علاقة بينهما، لا سيما اللحوم المصنعة والمعالجة واللحوم الحمراء. كذلك رُبط بين استهلاك الحليب وزيادة خطر الاصابة بسرطان البروستات، على الرغم من المنافع الجمّة المعروفة عن هذا المنتج الحيواني. وفي حين أن الأدلة المتعلقة بالأغذية الحيوانية وعلاقتها بصحة البروستات تستحق الاهتمام، فانها تظل غير حاسمة. فالعوامل الغذائية الأخرى يجب أن تُؤخذ في الاعتبار أيضاً. ويمكن للأنظمة الغذائية المحتوية على نسبة عالية من السكر أن تسبب التهابات قد يؤدي الى حدوث تضخم سريع في البروستات، لذا يُوصى أيضاً بالحد من تناول الكربوهيدرات التي يجري تحويلها في الجسم الى سكر. ومن الضروري الاهتمام بصحة البروستات عبر التفكير في اتباع نظام غذائي منخفض السكر بتقليل تناول الكربوهيدرات، والالتزام بالأطعمة الجيدة والنظيفة والصحية مثل الفواكه والخضروات الطازجة اضافة الى المكسرات والحبوب الكاملة.

 

التغييرات الغذائية لصحة البروستات

 

وعن التغييرات الغذائية الموصى بها لصحة البروستات يقول:

أحذّر من اجراء تغييرات جذرية في النظام الغذائي مثل اتباع نظام غذائي صرف بالكامل، أو اتباع نظام غذائي شديد التقييد من دون استشارة مقدمي الرعاية الصحية المختصين. فهناك عناصر غذائية أساسية يحتاجها المرء في نظامه الغذائي من أجل الحفاظ على صحة جيدة، فاذا قام بتضييق النظام الغذائي أكثر مما ينبغي، فقد ينتهي به المطاف يعاني مشاكل صحية أخرى بسبب نقص المغذيات. وثمة تغييرات بسيطة في النظام الغذائي يمكن للرجل القيام بها على الفور لفائدة البروستات ولصحته العامة.

 

نصائح وقائية

 

ويقترح الدكتور "غيل" التقليل من تناول بعض الأطعمة قائلاً:

على الشخص أن يقلّل من المشروبات المحلاة بالسكر سواء الغازية أو العصائر أو الشاي  ،والوجبات السريعة مثل رقائق البطاطس، الأطعمة المقلية،  اللحوم الحمراء،  اللحوم المدخنة،  اللحوم المعالجة، وكثرة منتجات الألبان... لذا يجب البدء في اجراء تغييرات صغيرة أولاً بدلاً من القفز الى اصلاح جذري. وعلى المرء التفكير في التخلص من الأطعمة التي يعلم بوضوح أنها ليست جيدة، ويمكن بذلك أن يساعد البروستات ويدعم صحته العامة.