وردية بطرس
الاختصاصي في الغدد الصماء الدكتور مروان حماتي: ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الوزن تشكل الركائز الأساسية لأي خطة علاجية لمرض السكري
يمكن أن يتسبب العلاج بالأنسولين وهو علاج شائع لمرض السكري في زيادة الوزن مما يتسبب في الانزعاج للبعض والتأثير على الحالة النفسية مما يعطي نتائج غير مرضية للعلاج، وعلى الرغم من ذلك يمكن للأشخاص الذين يتناولون الأنسولين التحكم بوزنهم باتباع نظام غذائي معين واستراتيجيات لنمط حياة صحي... فالأنسولين هو هرمون ينظم مستويات الجلوكوز في الدم يعمل الهرمون من خلال مساعدة خلايا الجسم على امتصاص الجلوكوز ،وقد يتسبب في زيادة الوزن عندما تمتص الخلايا الكثير من الجلوكوز ويحولها الجسم الى دهون. وزيادة الوزن من الأعراض الشائعة لمرض السكري والحالات الطبية الأخرى المرتبطة بالأنسولين، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري فان المصابين بداء السكري من النوع الأول لديهم مخاطر أكبر للاصابة بوزن زائد أو سمنة.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية 90 في المئة من مرضى السكري من النوع الثاني اما يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، وقد يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من زيادة الوزن كأثر جانبي للعلاج بالأنسولين، على الرغم من أن الأنسولين يساعد في تنظيم مستويات الجلوكوز الا أنه يعزز أيضا تخزين الدهون في الجسم. ويمكن أن يساعد تقليل وزن الجسم الزائد الأشخاص في ادارة أعراض مرض السكري وحتى عكس مقدمات السكري ومقاومة الأنسولين.
وهناك أيضاً بعض الحالات التي لا يستجيب فيها الجسم لعمل الأنسولين كما ينبغي، فيما يعرف بمقاومة الأنسولين، مما يزيد من افراز الأنسولين كاستجابة لتناول الطعام، ولكن لا تستطيع الخلايا التعامل مع سكر الدم بسبب انخفاض حساسيتها للأنسولين فتظل مستويات السكر مرتفعة، وهو عامل خطر للاصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني. وتعود علاقة مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن أيضاً الى عدم استهلالك الخلايا للجلوكوز الزائد في الدم، فيحفز ارتفاع الأنسولين تخزين السكر الزائد على شكل دهون مما يعمل على زيادة الوزن، لذا ينصح باتباع بعض التغييرات في نمط الحياة، والنظام الغذائي لمنع الأنسولين من تخزين الدهون، ولزيادة حساسية الأنسولين وتقليل مستوياته في حالة مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.
الدكتور مروان حماتي والسيطرة على مرض السكري
بداية يعتبر الاختصاصي في الغدد الصماء الدكتور مروان حماتي ان الحفاظ على الوزن ضمن الحدود الموصّى بها يعد أمراً مهماً للغاية للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني ويقول:
بالنسبة للمرضى الذين يعالجون بالأنسولين قد يكون هذا الأمر أكثر صعوبة، ويحتاج الى اتباع خطط واستراتيجيات محددة لمساعدتهم على التحكم بأوزانهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض السكري الذي يصادف 14 تشرين الثاني (نوفمبر) فان ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الوزن تشكل الركائز الأساسية لأي خطة علاجية لمرض السكري من النوع الثاني، بالنسبة لبعض الأشخاص تعد هذه الخطوات كافية لادارة مرض السكري لديهم، ولكن في بعض الحالات، يكون العلاج بالأنسولين من بين الخيارات الاضافية ضمن خطة العلاج، الا أن هناك آثاراً جانبية محتملة للعلاج بالأنسولين تشمل زيادة الوزن.
ويتابع:
يمكن أن يشكل ذلك عبئاً بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون الى السيطرة على كل من مرض السكري وزيادة الوزن. وقد يُصابون بالاحباط عندما يشعرون أن العلاج هو جزء من المشكلة الأمر الذي قد يؤثر سلباً على رغبتهم في الالتزام ببرنامج العلاج المحدد له، الا أنه يتم عادة اللجوء الى خيار العلاج بالأنسولين عندما تكون العلاجات الأخرى ممنوعة أو غير فعّالة بشكل كاف للسيطرة على نسبة السكر في الدم، وهو أمر بالغ الأهمية. كما أن هناك أنواعاً مختلفة من الأنسولين يرتبط بعضها بزيادة الوزن، الا أن الزيادة في الوزن تشير بطريقة ما الى فعالية عمل الأنسولين، حيث يستخدم جسم المريض السكر والدهون والبروتين بشكل أكثر فعالية ويصبح قادراً على تخزين العناصر الغذائية. لهذا نحتاج الى تعديل الكمية المستهلكة من الطعام ونوعه لتجنب زيادة الوزن أو البدء في فقدان الوزن. ومع ذلك فان الأنسولين ليس بالضرورة العامل الوحيد في زيادة الوزن.
الأعراض الشائعة
وعن الأعراض الشائعة لمرض السكري يقول:
ان التبول المتكرر والعطش ربما يكونان من الأعراض الشائعة لمرض السكري، والتي يمكن أن تؤدي الى الجفاف ان لم تتم السيطرة عليها. وعندما يتمكن المريض من ادارة مرض السكري بشكل جيد، فان الجسم تكون لديه فرصة أفضل لاعادة الترطيب، الأمر الذي يمكن أن يظهر على شكل زيادة معتدلة في الوزن. كما أن الأدوية التي يتم تناولها لعلاج حالات أخرى مرتبطة بمرض السكري قد تؤدي في بعض الأحيان الى زيادة في الوزن.
ثلاث استراتيجيات للتحكم بوزن المريض خلال فترة العلاج بالأنسولين
وعن توصيات باتباع ثلاث استراتيجيات لمساعدة الأفراد على ادارة وزن المريض خلال فترة العلاج بالأنسولين يقول:
الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام على أن الاستراتيجية الأساسية والأكثر أهمية بالنسبة للأفراد الذين يعالجون بالأنسولين ويعانون من زيادة الوزن تتمثل في تعديل النظام الغذائي المتّبع وممارسة التمارين الرياضية. وينبغي على المرضى التحدث الى أطبائهم واختصاصيي التغذية وطلب المشورة منهم حول النظام الغذائي الأفضل بالنسبة لهم والذي يأخذ تأثيرات الأنسولين في الاعتبار. وينبغي عليهم أيضاً الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية كل يوم، مع الأخذ بالحسبان أنه في بعض الأحيان يجب تعديل جرعة الأنسولين وخفضها عادة عند ممارسة الرياضة.
وعن تعديل جرعة الأنسولين يقول:
أحذّر المرضى من القيام بتعديل جرعة الأنسولين أو توقيتها دون استشارة الطبيب بغية استيعاب تناول المزيد من السعرات الحرارية حيث يمكن أن يؤدي ذلك الى اكتساب المزيد من الوزن. ومع ذلك من الجيد ضبط الأنسولين ذاتياً بغرض ضبط الجرعة، ولكن من المهم أن يكون الطبيب على علم بكل خطوة يقوم بها المريض مع الحرص على اتباع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة بانتظام.
مراجعة جميع الأدوية
وعن التحكم بزيادة الوزن يشرح:
أنصح المرضى غير القادرين على التحكم بزيادة الوزن عن طريق الحد من تناول السعرات الحرارية وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية، بمحاولة مراجعة نوع الأنسولين الذي يتم تناوله من خلال استشارة طبيب المتخصص حيث أن نظائر الأنسولين أو الأنسولين البشري المعدّل قد يساعد في تقليل زيادة الوزن الا أن بعض الأدوية الموصوفة لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني قد تؤدي الى خسارة الوزن كميزة جانبية. ويمكن للمريض استشارة الطبيب المتخصص بشأن امكانية اعتماد أي من هذه الأدوية، اضافة الى كيفية تعديل جرعة الأنسولين في حال تم استخدام تلك الأدوية. ومن الضروري أيضاً القيام بالشيء نفسه اذا كان المريض يتناول أدوية أخرى لمرض السكري جنباً الى جنب مع جرعات الأنسولين، حيث ينبغي معرفة ما اذا كانت زيادة الوزن واحدة من الآثار الجانبية لتلك الأدوية. وعلى المريض التحدث الى الطبيب فيما اذا كان هناك دواء آخر مناسب لحالته.
المناقشة مع الطبيب المتخصص
وعن مناقشة أدق التفاصيل مع الطبيب المتخصص يقول:
ان أفضل شيء يمكن أن يفعله المريض هو طرح الأسئلة ومناقشة التفاصيل مع طبيبه للتأكد من فهم واستيعاب جميع الأسباب التي يمكن أن تؤدي الى زيادة الوزن، اضافة الى معرفة الأدوية التي لها تأثيرات جانبية وبدائلها المناسبة فضلاً على التكاليف المرتبطة بها... وينبغي على المريض اجراء اختبار فحص انخفاض هرمون الغدة الدرقية اختبار دم يُسمى
"TSH"
والذي عادة ما يكون جزءاً من الفحوصات الروتينية لمرضى السكري الا أن ادارة مرض السكري تمثل تحدياً حقيقاً، ويجب التأكد من أن خطة العلاج الخاصة تتناسب مع حالة المريض ومتطلباته الصحية، لذا فان التحدث الى الطبيب ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين يعد خطوة مهمة للغاية لاجراء التعديلات اللازمة التي تضمن عمل الخطة العلاجية بشكل جيد. فمن المؤكد أن اعتماد نمط حياة صحي من خلال اتباع نظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعد المرضى على تقليل حاجتهم للأدوية، ما يعني بالنتيجة انخفاض تكلفة العلاج وتقليل الآثار الجانبية والشعور العام بجودة حياة أفضل.