تفاصيل الخبر

المحليات الصناعية وارتباطها بمعدلات أعلى من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

20/04/2023
المحليات الصناعية وارتباطها بمعدلات أعلى من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

المحليات الصناعية بديل للسكر

 

بقلم وردية بطرس

 

الاختصاصي في أمراض القلب والأوعية الدموية الدكتور "ستانلي هازن": تظهر الأبحاث أهمية اجراء المزيد من الدراسات للتأكد من سلامة هذه المنتجات

 

توصلت دراسة علمية جديدة الى أن "الاريثريتول"،  المُحلي الشهير الخالي من السعرات الحرارية المستخدم في العديد من الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات ومنخفضة السعرات الحرارية، ارتبط بزيادة مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، حيث نظرت الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر" الطبية في المستويات المتداولة من "الاريثريتول" في عينات الدم لأكثر من 4000 شخص من اميركيين واوروبيين ، في الفترة من 2004 الى 2011 . وتبين في المجموعة الأولى المكونة  ان حوالي 1100 شخص ممن خضعوا لتقييم مخاطر القلب، نظر الباحثون في مستويات "الاريثريتول" في نتائج اختبارات الدم، ووجدوا أنه كلما زادت المادة في مجرى دم الشخص، زادت فرص تعرضه لأزمة قلبية كبرى مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، خلال فترة 3 سنوات.

وبناءً على هذه النتائج نظر الباحثون في مجموعات اضافية حوالي 2150 شخصاً في أميركا وأكثر من 800 شخص في المملكة المتحدة ووجدوا نتائج مماثلة. وبعد التأكد من أن ارتفاع مستويات "الاريثريتول" في الدم يؤدي الى زيادة خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، سعى الباحثون لاستكشاف ما اذا كان للمادة أي تأثير على وظيفة الصفائح الدموية، أو الآلية التي يتم من خلالها تجلّط الدم، وأكتشفوا أن "الاريثريتول" زاد من نشاط الصفائح الدموية ومن تخثّر الدم، سواءً في كل من الدم البشري الكامل والدم المأخوذ من الفئران. ووفقاً لكبير مؤلفي الدراسة الاختصاصي في طب القلب والأوعية الدموية الوقائي الدكتور "ستانلي هازن" أن اضافة "الاريثريتول" الى الدم من متطوعين أصحاء يغيّر بسرعة وظيفة الصفائح الدموية مما يجعلهم أكثر عرضة للتجلّط. وأشار الدكتور "هازن" الى أن جلطات الدم يمكن أن تسد الشرايين المؤدية الى القلب أو الدماع والتي يمكن أن تسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وهذا بالتالي ما يفسر العلاقة المحتملة بين "الاريثريتول" والتعرّض للسكتات القلبية الكبيرة.

 

"الاريثريتول" وآثاره الجانبية

 

 

ويُعتبر "الاريثريتول" بديلاً ممتازاً للتحلية، بسبب آثاره الجانبية المحدودة، ولأن الجسم لا يستطيع استقلابه جيداً، فانه يتم امتصاصه في مجرى الدم وافرازه عن طريق البول. وينتج البشر أيضاً "الاريثريتول" بشكل طبيعي ولكن بمستويات منخفضة، لكن عندما يقترن بـ "الاريثريتول" الغذائي، فمن الممكن أن يتراكم المركب في الجسم. تجدر الاشارة الى أنه يتم صنع "الاريثريتول" في خلايا كل شخص، تماماً مثل الكوليسترول، ومثل الأخير نرى أن "الاريثريتول" هو علامة خطر للاصابة بأمراض القلب.

وعلى الرغم من اكتشاف "الاريثريتول" للمرة الأولى في العام 1852، الا أنه أصبح سائداً في الامدادات الغذائية الأميركية في السنوات الأخيرة فقط، والذي يضيف الحلاوة الى أحدث المشروبات في السوق، ودقيق الشوفان، والسلع المخبوزة وغيرها من المنتجات. ويتم معالجة "الاريثريتول" من خلال تخمير الذرة، وهو ليس حلواً مثل قصب السكر، لكن الكثير من الناس يجدونه بديلاً مقبولاً للسكر الطبيعي.

وينتمي "الاريثريتول" الى فئة من المركبات تُسمى "كحول السكر" تُستخدم هذه المركبات تقليدياً كبدائل سكر منخفضة السعرات الحرارية. "الاريثريتول" هو كحول سكري فريد من نوعه ويوفر أقل كمية من السعرات الحرارية مع الحد الأدنى من اضطراب الجهاز الهضمي. يدعي البعض أن "الاريثريتول" يمكن أن يكون مفيداً للتحكم في الوزن وصحة الأسنان وصحة السكري. وهناك حاجة الى مزيد من الأدلة لاثبات هذه الادعاءات.

 

ارتباط "الاريثريتولّ بخطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

 

خلُص بحث جديد أجراه مستشفى "كليفلاند كلينك" الى أن "الاريثريتول"، وهو أحد أنواع المُحليات الصناعية الشهيرة، يرتبط بزيادة خطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وقد نُشرت نتائج البحث الجديد هذا الأسبوع في مجلة "نيتشر ميديسن"، حيث شملت الدراسة التي أجراها مجموعة من الباحثين في المستشفى أكثر من 4000 شخص في الولايات المتحدة وأوروبا ووجدت أن الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من "الاريثريتول" في الدم كانوا أكثر عرضة لخطر الاصابة لأزمات قلبية حادة مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية وحتى في بعض الأحيان الوفاة. وعمد الباحثون أيضاً الى فحص تأثيرات اضافة "الاريثريتول" الى الدم بشكل كامل أو الى الصفائح الدموية المعزولة، وهي عبارة عن مكونات خلوية تتجمع معاً لوقف النزيف وتؤدي الى تخثّر الدم. وأظهرت النتائج أن "الاريثريتول" يسهل عملية تنشيط الصفائح الدموية وتشكيل جلطات دموية. وأكدت الدراسات قبل السريرية أن تناول "الاريثريتول" يزيد من تشكل الجلطات في الدم.

 

الدكتور "ستانلي هازن" والآثار الجانبية ل "الاريثريتول" على المدى الطويل

 

وعن أهمية اجراء المزيد من الأبحاث حول آثار "الاريثريتول" على المدى الطويل يشر كبير الباحثين المشاركين في الدراسة ورئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية وعلوم التمثيل الغذائي في معهد "ليرنر" للأبحاث والرئيس المشارك لقسم أمراض القلب الوقائية في "كليفلاند كلينك" الدكتور "ستانلي هازن":

وتتزايد شعبية المحليات مثل "الاريثريتول" بوتيرة متسارعة في السنوات الأخيرة، ولكن هناك حاجة الى اجراء المزيد من الأبحاث المتعمقة حول آثارها طويلة المدى. وفي الواقع تتفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية بمرور الوقت، وتُعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم. ونحن بحاجة الى التأكد من أن الأطعمة التي نتناولها لا تشكل أسباباً خفية لأي أمراض محتملة.

 

بدائل شائعة للسكر في المنتجات

 

وعن بدائل للسكر في المنتجات يقول الدكتور "هازن":

تُعد المُحليات الصناعية مثل "الاريثريتول" بدائل شائعة للسكر في المنتجات منخفضة السعرات الحرارية ومنخفضة الكربوهيدرات والمنتجات المعتمد في حمية "الكيتو". وغالباً ما يُوصى بالمنتجات الخالية من السكر التي تحتوي على "الاريثريتول" للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي ويبحثون عن خيارات للمساعدة في ادارة معدلات السكر أو السعرات الحراية التي يتناولونها. ويُعتبر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات أيضاً أكثر عرضة للاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ويتابع:

يتمتع "الاريثريتول" بمذاق حلو مثل السكر بنسبة 70 في المئة ويتم انتاجه من خلال تخمير الذرة، وبعد تناوله يتم استقلاب "الاريثريتول" بشكل سيء في الجسم. وبدلاً من ذلك تذهب مكوناته الى مجرى الدم ويخرج من الجسم عن طريق البول بشكل رئيسي. وينتج جسم الانسان كميات منخفضة من "الاريثريتول" بشكل طبيعي، لذلك فان أي استهلاك اضافي يمكن أن يتراكم في الجسم.

 

قياس المحليات الصناعية

 

وعن عملية قياس المحليات الصناعية يشرح:

تشكل هذه العملية أمراً ليس بالسهل، كما أن متطلبات الملصقات على المنتج محدودة وغالباً لا تُذكر المركبات الفردية. و "الاريثريتول" معترف به عموماً من قبل ادارة الغذاء والدواء الأميركية على أنه آمن ما يعني أنه لا تُوجد متطلبات لاجراء دراسات السلامة على المدى الطويل. وقد لاحظ الباحثون أهمية دراسات المتابعة لتأكيد النتائج التي توصلوا اليها في عموم السكان، ولكن كان للدراسة العديد من القيود، بما في ذلك أن دراسات الملاحظة السريرية تثبت عامل الارتباط وليس السببية.

 

اجراء المزيد من دراسات السلامة

 

وعن أهمية اجراء المزيد من دراسات السلامة يقول:

عندما تناول الأشخاص الذين شملتهم دراستنا مشروباً مُحلّى صناعياً بكمية من "الاريثريتول" الموجودة في العديد من الأطعمة المصنّعة، تم تسجيل مستويات مرتفعة بشكل ملحوظ من هذه المادة في الدم لأيام عدة، وهي مستويات أعلى بكثير من تلك التي لُوحظت لتعزيز مخاطر التخثر. ومن المهم اجراء مزيد من دراسات السلامة لفحص الآثار طويلة المدى للمحليات الصناعية بشكل عام، و "الاريثريتول" على وجه التحديد، والتأكد من مدى ارتباطها بمخاطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خصوصاً لدى الأشخاص المعرضين لخطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

وعن التوصيات يقول:

لقد أوصى الباحثون المشاركون في الدراسة الأشخاص بالتحدث الى الأطباء أو اختصاصيي التغذية المعتمدين لمعرفة المزيد حول خيارات الطعام الصحي والحصول على توصيات وفقاً للمتطلبات الشخصية للأفراد.