تفاصيل الخبر

الربو التحسّسي من أكثر أنواع الربو شيوعاً وينجم عن عوامل بيئية

03/05/2023
الربو التحسّسي من أكثر أنواع الربو شيوعاً وينجم عن عوامل بيئية

الربو التحسّسي يؤدي الى تضيق مجرى الهواء

 

بقلم وردية بطرس

 

اختصاصي أمراض الحساسية والمناعة الدكتور "رونالد بورسيل": كيفية تعامل الأفراد مع أكثر أشكال الربو شيوعاً للتمتع بجودة حياة أفضل

 

الربو التحسّسي هو أحد أكثر أنواع مرض الربو المزمن شيوعاً، ولكن قد لا يدرك الكثير من مرضى الربو أنهم مصابون بالربو التحسّسي تحديداً. قالربو التحسّسي هو حالة تتضيق فيها الممرات الهوائية في الرئة عند تحفيزها بسبب أحد مسببات الحساسية، ويمكن أن يكون مزعجاً في حياة الشخص، ولذلك يجب أن يعرف كيفية الوقاية من الربو التحسّسي. وتعتبر مسببات الحساسية مثل الغبار وجراثيم العفن ووبر الحيوانات الأليفة من مسببات الحساسية الشائعة وعندما يستنشق الشخص مادة مسببة للحساسية، فانها تتسبب في انقباض المسالك الهوائية، ما يؤدي الى الاصابة بالربو التحسّسي.

ويمكن أن يعاني كل من الأطفال والبالبغين من هذا النوع من الربو بصرف النظر عن هذا، يعاني بعض الأشخاص أيضاً من أعراض الربو استجابة لبعض الأطعمة أو التمارين. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تم تشخيص اصابة 235 مليون شخص بالربو في جميع أنحاء العالم في العام 2016، ويعتبر ارتفاع تلوث الهواء قوة دافعة قوية وراء هذه الأرقام.

 وتنشأ نوبات هذا النوع من الربو جراء قيام جهاز المناعة بابداء رد فعل غير طبيعي عند استنشاق المريض لاحدى مثيرات الحساسيتة مما يؤدي لتضيق المجاري التنفسية وبالتالي ظهور أعراض نوبة الربو التحسّسي. فمثيرات الحساسية المحفزة لهذه الحالة عديدة وغالباً ما تتواجد بوفرة في البيئة المحيطة والهواء الذي نتنفسه، لكن قد تختلف محفزات الربو التحسّسي من شخص لآخر، فما قد يحفز ظهور نوبة الربو التحسّسي لدى الشخص قد لا يكون له تأثير على غيره من مرضى الربو التحسّسي.

ونظراً لانتشار مثيرات الحساسية في البيئة المحيطة، على مريض الربو التحسّسي أن يحاول تحديد محفزات نوبات الربو لديه بدقة، ليتمكن من تلافي نوبات الربو مستقبلاً، كما من الممكن لاستعمال بعض الأدوية أن يساعد على احتواء الحالة،  بينما قد تنشأ نوبات الأنواع الأخرى من الربو جراء تعرّض المريض لمحفزات عادية تؤدي لرد فعل في الجهاز التنفسي لا علاقة لجهاز المناعة به، يلعب جهاز المناعة دوراً رئيساً في نشأة نوبات الربو التحسّسي. فعند دخول مثيرات الحساسية للجسم، يبدي جهاز المناعة رد فعل يؤدي لالتهاب المجاري التنفسية وانقباض العضلات المحيطة بها، بالاضافة لتحفيز تراكم بلغم سميك في المجاري التنفسية، مما يؤدي لتضيق المجاري التنفسية واعاقة التنفس. وعلى الرغم من أن محفزات نوبات الربو التحسّسي قد تكون واضحة، الا أن سبب الاصابة بالربو التحسّسي لا يزال غير واضح، لكن يعتقد أن العوامل الآتثية قد ترفع فرص الاصابة به: الجينات الوراثية. الاصابة بمشكلات صحية تحسّسية مثل الأكزيما، والحساسية الغذائية، وبالتالي الربو التحسّسي هو حالة شائعة جداً يعاني منها الكثير من الناس طوال حياتهم، على الرغم من عدم وجود علاج لهذا النوع من الربو، فانه يمكن السيطرة عليه من خلال فهم مسبباته، وتعلّم كيفية تجنبها، لذا على الشخص اخبار طبيبه عند الشعور بأي أعراض محتملة للربو حتى اذا كان يعتقد أنها مجرد حساسية موسمية لكي يتنسة له بدء خطى علاج تتعامل مع المشكلة مباشرة.

الدكتور "رونالد بورسيل": علاجات الربو التحسّسية المتوفرة اليوم وخصوصاً الأدوية وأجهزة الاستنشاق فعّالة للغاية

 

الدكتور "رونالد بورسيل" والربو التحسّسي أكثر أنواع الربو شيوعاً

 

وعن الربو التحسّسي يشرح اختصاصي أمراض الحساسية والمناعة في "كيلفلاند كلينك" الدكتور "رونالد بورسيل":

قد يعاني الأفراد الذين يصابون بالعطس وصفير أو أزيز في الصدر وضيق التنفس في أن واحد من الربو التحسّسي، والذي يمكن أن يؤثر في جودة حياتهم اليومية، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها ادارة هذه الحالة التحسّسية. وتقدّر هيئات مثل منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 260 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الربو، ورغم أن الاختبارات والفحوصات والتشخيصات تختلف من بلد الى آخر. ان الربو التحسّسي هو أكثر أنواع الربو شيوعاً وينجم بشكل رئيسي عن عوامل بيئية.

 

أعراض الحساسية مع الربو

 

وعن أعراض الحساسية مع الربو يقول:

عندما تجتمع أعراض الحساسية مع الربو، فان هذه الحالة تُعرف باسم الربو التحسّسي، والتي تؤدي الى تضيق مجرى الهواء كلما استنشق الفرد مادة مسببة للحساسية. وفي حين أن الكثير من مسببات الحساسية يمكن أن تؤدي الى الربو التحسّسي، الا أنها تشترك في شيء واحد وهو أن جميعها موجود في البيئة المحيطة بنا، وليس في الطعام أو الأدوية،  الا أن عوامل الحساسية البيئية يمكن أن تشمل وبر الحيوانات الأليفة (خلايا الجلد الميتة) وعث الغبار والصراصير والعفن وحبوب اللقاح. وعندما تكون حبوب اللقاح أو العفن المسببات التي تقف وراء هذا النوع من الحساسية، فان هذه الحالة تحدث فقط بشكل موسمي. أما اذا تسبب الحيوانات الأليفة أو عث الغبار الموجود على الفراش في اثارة الحساسية، فقد تستمر الأعراض بالظهور على مدار العام.

ومن المرجح أن تظهر على الشخص الذي يعاني من الربو التحسّسي أعراض التهاب الأنف التحسّسي وأعراض الرئة في الوقت نفسه. ويؤثر التهاب الأنف التحسّسي أو حمى القش على الأنف والجيوب الأنفية وقد يسبب أعراضاً تشمل العطس والاحتقان وحكة الأنف والعينين. من ناحية أخرلا يؤثر الربو بشكل رئيسي على الرئتين وقد يسبب أعراضاً تشمل السعال أو الأزيز (صفير في الصدر) أو ضيق التنفس أو سرعة التنفس.

 

وعن أعراض الربو التحسّسي عند الأطفال يقول:

يمكن أن تكون أعراض الربو التحسّسي عند الأطفال أكثر دقة. فقد يخبر الأطفال والديهم بانهم متعبون للغاية ولا يمكنهم اللعب، ولكن يجب على الآباء التحقق من وجود بعض الأعراض مثل الأزيز أو السعال أو أي صعوبات في التنفس.

للحماية من اعراض الربو التحسسي

 

الفحوصات  والتوصيات

 

 وعن أهمية اجراء الفحوصات يقول:

يمكن أن يساعد اجراء فحص او اختبار للحساسية في تحديد مسببات الحساسية، ويمكن أن تساعد الاختبارات الاضافية في تأكيد اصابة الشخص بالربو من عدمها. وبمجرد تشخيص الاصابة بالربو التحسّسي، فان تحديد مسبباته وتجنبها سيساعد في السيطرة على الأعراض.

 

 

ولتقليل مسببات الحساسية في المنزل يوصي الدكتور "بورسيل" بما يلي قائلاً:

 استخدام مرشح جسيمات الهواء عالي الكفاءة

(HEPA)

لتقليل المحفزات المحمولة جواً. الحد من التعرّض للحيوانات الأليفة أو تجنبها اذا لزم الأمر. استخدام أغطية خاصة لتجنّب عث الغبار على الفراش والتأكد من بقاء مستويات الرطوبة الداخلية عند نسبة 35 في المئة لتقليل التعرّض لعث الغبار. فالتخلص من بقايا الطعام التي يمكن أن تجذب الصراصير أو حفظها في أواني محكمة الاغلاق، وتنظيف أرضيات وأسطح المطبخ بانتظام. تغيير الملابس والاستحمام عند الدخول الى المنزل اذا كان الفرد لديه حساسية من حبوب اللقاح، اضافية الى اغلاق الأبواب والنوافذ عند وجود كميات كبيرة من حبوب اللقاح. التحقق من وجود أي آثار أو أشكال للعفن والتخلص منها، والتي يمكن أن تتطور وتنتشر في المساحات الداخلية في حال وجود أي مصدر غير مرغوب فيه للرطوبة مثل السباكة المتسربة.

 

علاجات الربو التحسّسية

 

وعن علاجات الربو التحسّسية يقول:

ان الخبر السار هو أن علاجات الربو التحسّسية المتوفرة اليوم وخصوصاً الأدوية وأجهزة الاستنشاق فعّالة للغاية، كما أنها سهلة الاستخدام نسبياً وآثارها الجانبية قليلة. في حالة وجود أعراض شديدة لا تستجيب معها الأدوية أو في الحالات التي لا يمكن فيها تجنّب المحفزات، فان برنامج العلاج الذي يشتمل على حقن الحساسية (العلاج المناعي للحساسية) يمكن أن يكون فعّالاً للغاية، حيث تساعد هذه الحقن في بناء مناعة ضد مسببات الحساسية مثل وبر القطط والكلاب وعث الغبار وجراثيم العفن وحبوب اللقاح من الأشجار أو النباتات أو الأعشاب الضارة. ويمكن لهذه الحقن أن تخفف من الربو التحسّسي والتهاب الأنف والتهاب الملتحمة في العين. في حين أن حقن الحساسية مناسبة بشكل عام للبالغين والأطفال فوق سن الخامسة، الا أنها ليست مناسبة للجميع. على سبيل المثال الأشخاص المصابون بأمراض شديدة في القلب، أو الذين يحتاجون الى تناول أدوية مثل حاصرات "بيتا" لخفض ضغط الدم، ليسوا مؤهلين جيدين لاعطائهم هذا النوع من الحقن.

وختم:

لذا يجب ألا يستسلم الافراد ويتركوا الربو التحسّسي يفسد جودة حياتهم، بل يجب العمل مع مقدمي الرعاية الصحية لادارة الحالة بحيث لا تحد أبدأ من الأنشطة التي يحبونها. وسيساعد العمل مع الطبيب المتخصص على ايجاد خطة علاج مناسبة.