تفاصيل الخبر

هل ينجح لقاء "مستقلون من أجل لبنان" في كسر  تفرد الأحزاب بالقرار المسيحي؟

01/06/2023
هل ينجح لقاء "مستقلون من أجل لبنان" في كسر  تفرد الأحزاب بالقرار المسيحي؟

أعضاء اللقاء  عند البطريرك بشارة الراعي

 

كانت االبيئة المسيحية  تنعم بميزة التنوع الحزبي والسياسي عكس البيئة الإسلامية التي سيطرت فيها الأحادية او الثنائية الحزبية على القرار السياسي ، حيث ان الساحة الشيعية محكومة من "الثنائي الشيعي" (حركة امل وحزب الله) ،فيما  كانت الأحادية  الحريرية  تسيطر الى حد ما على الساحة السنية ، لكن مع اعتكاف سعد الحريري الرسمي في السنة الماضية تبعثرت هذه الساحة وتفرقت ايدي سبأ ،  واصبح الشارع السني  بلا رأس يديره ، بينما الساحة الدرزية لا تزال محكومة بالاحادية الجنبلاطية اقله على مستوى النيابة والوزارات ، لكن ما حصل ان الساحة المسيحية باتت شبه محكومة من ثنائي يضم كتلتين كبيرتين هما " لبنان القوي" بقيادة التيار الوطني الحر و"الجمهورية القوية" بقيادة القوات اللبنانية   ، وحزب الكتائب لا يزال على الهامش رغم امتلاكه 4 نواب  وحاله كحال حزب الاحرار الذي يتمثل بنائب واحد   وكذلك تيار" المردة "الذي لم يستطع الفوز في انتخابات 2022  الا  بنائبين وان ضم الى كتلته نواب اخرون،ما يشير الى ان القرار المسيحي بات اسير قوتين كبيرتين هم القوات والوطني الحر  ولا يمكن مرور أي قرار وطني الا بمشاركة احداهما  ، واكبر مثال  الفراغ الرئاسي و تشكيل الحكومات  وكل القرارات الأخرى حتى انه لا يمكن عقد جلسة تشريعية او حتى حكومية بدون مشاركة مسيحية وازنة تستطيع ان تؤمنها واحدة من الكتلتين المذكورتين انفاً  واكبر دليل هو تعطل النشاط التشريعي والحكومي  حالياً  بسبب مقاطعتهما والا فالميثاقية ليست بخير.

 وإزاء هذا الواقع  الذي يشتكي منه  الكثيرون ، اتفقت شخصيات عديدة  في الشهر الماضي على خارطة طريق انقاذية  ضمن "لقاء مستقلّون من أجل لبنان"  ، وهو لقاء شخصيات ونخب مستقلّة غير مستتبعة لا تعمل لأي سياسي أو زعيم معيّن ولا تنتمي لأي محور داخلي أو خارجي، تحاول تعميم ثقافة المستقلّين من خلال التعبير عن رأيهم وتعمل فقط من أجل لبنان ومن أجل المجتمع، خصوصًا مع تطور الأمور في المنطقة حيث لا بد من احتضان هذا التطور في لبنان لأنه سينسحب على الداخل .

وهذا المولود السياسي الجديد  يضم وزراء  ونواب سابقون ومثقفون وأصحاب رأي،  ومنهم : عبدالله فرحات وماريو عون، وفادي عبود، جورج قرداحي، وليد خوري، سيزار معلوف، سامر سعادة، بشارة الأسمر، جوان حبيش، رافي مادايان، ميلاد السبعلي، ايوب الحسيني، ايلي يشوعي، زياد شويري، جوزف مخايل، عيسى نحاس، روي عيسى الخوري، رودي الجميل، بول خليفة، أيوب الحسيني، أمين إدمون رزق، ناجي غانم، جان أبوجودة، أمين أبو جودة، ملحم الكك، موسى فتوش، بول عبجي، أوغست باخوس، نقولا نقولا، جوزف أبو مراد، ندى عويجان، جوزف مارون، كميل الفرد شمعون، ميشال قليموس، بشير المر، نبيل ناصيف، يوسف الهراوي، ونارا جورج حاوي.

وقام أعضاء اللقاء بزيارات لمعظم المرجعيات السياسية والروحية للتعريف عن انفسهم ، واعلنوا بعد لقائهم البطريرك الماروني بسارة الراعي  مواقفهم من مجمل القضايا المطروحة ، واعلنوا ان استحقاق رئاسة الجمهورية هو استحقاق وطني وليس مسيحيًا فقط ويقارب من خلال الحوار مع جميع المكوّنات والأطراف والنخب السياسية، رافضين تفرّد الأحزاب بالقرار المسيحي وتغييبهم لرأي النخب المستقلة والمجتمع المدني ولا سيّما أن الإنتخابات النيابية الأخيرة دلّت أن نصف المسيحيين لا يؤيدون الأحزاب المسيحية المهيمنة.

كما شددوا على معارضة كل أشكال التحالفات الحزبية المصلحية على الساحة المسيحية والتي أسفرت بعد عام 2016 إلى فشل ذريع لأنها انطلقت من فكرة المحاصصة وليس الإنقاذ الوطني والإصلاح، علمًا أنّها ادّعت تمثيل الأغلبية المسيحية وألغت أصوات المستقلين وقادة الرأي وممثّلي المجتمع المدني، رافضين كل دعوات التقسيم وننادي بمبدأ اللامركزية الإدارية الموسعة ونتمسك بالوحدة الوطنية ونؤيد ما جاء في الإرشاد الرسولي حول ضرورة اندماج المسيحيين في النسيج الوطني وفي المحيط العربي الإسلامي – المسيحي.

ودعا اللقاء إلى تعاون النخب والتعبيرات المستقلة مع بكركي بهدف المساهمة في خل أزمة الرئاسة واصلاح النظام واعادة بناء الدولة، والى  اختيار رئيس للجمهورية لديه رؤية استراتيجية وقدرة للتعاون مع كافة الأطراف المحلية والعربية والدولية ومحاط بفريق عمل إصلاحي سياسي – مهني قادر على مواجهة الإنهيار وتحديث الدولة والمؤسسات على غرار الفريق الرئاسي الشهابي الأسبق الذي ضمّ فيما ضم الياس سركيس وفؤاد بطرس وحسن عواضة وفيليب تقلا وادمون نعيم ورشيد كرامي.

كما دعا اللقاء الحكومة اللبنانية للاسراع في وضع خطة مشتركة مع الحكومة السورية وبالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية من أجل اعادة النازحين السوريين الى بلدهم وذلك لما يشكّله هذا الملف من خطر وجودي على مستقبل لبنان ومستقبل مواطنيه من كافة الطوائف ولا سيّما المسيحيين منهم.. فهل ينجح هذا اللقاء في كسر الهيمنة الحزبية على القرار المسيحي ويفرض التنوع على شاكلة الوطن ؟ الأيام المقبلة وحدها الكفيلة بتظهير الصورة.