تفاصيل الخبر

هل  تعود طاولة الحوار الوطني وتساهم في انجاز الاستحقاق الرئاسي ؟

29/06/2023
هل  تعود طاولة الحوار الوطني وتساهم في انجاز الاستحقاق الرئاسي ؟

من مؤتمر الطائف

 

 من المتوقع ان يعود الموفد  الرئاسي الفرنسي" جان إيف لودريان "في منتصف شهر تموز (يوليو) الجاري ليستكمل مسعاه في انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي طال امد شغوره  ودخل شهره التاسع ، وسبق ان   أوضح بعد اختتام زيارته لبنان في الشهر الماضي انه سيسعى الى تسهيل حوار جامع بين اللبنانيين بغية التوصل إلى حل توافقي للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام، وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الأساسيّة للبنان ، ما يطرح السؤال عما اذا كانت طاولة الحوار الوطني ستعود مجدداً  وهي التي شكلت خشبة الخلاص للبنان وانقذته من ازماته في اكثر من محطة  منذ الحرب الاهلية عام 1975 حتى  اليوم  ، وكان له حكايات معها  ومحطات عديدة  وما اذا كانت ستعقد في لبنان او في فرنسا او السعودية او قطر جرياً على ما حصل سابقاً سواء في لبنان او هذه البلدان الثلاثة ؟!

 وقصة لبنان مع الحوار متقادمة العهد  وعقدت طاولة الحوار عند كل ازمة كان يمر بها البلد  بدءاً من الحوار الداخلي  ابان الحرب الاهلية  بالتزامن مع  مبادرة رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي تشكيل هيئة الحوار الوطني التي ضمت شخصيات تمثل مختلف القوى والتوجهات السياسية والاجتماعية في البلاد، بغية الوصول الى اتفاق علّه يشكّل مدخلاً صالحاً لحل الأزمة المتفاقمة، ولتتواصل هذه الحوارات في عهد الرئيس  امين الجميل لاسيما   لقاءات سباق الخيل ،   وبعدها  عقد مؤتمر  جنيف السويسرية  بين 31 تشرين الأول (أكتوبر) و4 تشرين الثاني(نوفمبر)  1983) برعاية سوريا والسعودية وبمشاركة الرئيس الجميل وممثلي  الأحزاب السياسية ، ومن بعده مؤتمر لوزان السويسرية بين 12 و 20 آذار(مارس)  1984 ، لينجح  مؤتمر الطائف السعودية  الذي عقد بين   30 ايلول (سبتمبر)  و24  تشرين الاول (أكتوبر)  1989   برعاية لجنة ثلاثية عربية مؤلفة من السعودية والجزائر والمغرب بإنجاز وثيقة الوفاق الوطني التي أصبحت دستور البلاد والتي  وضعت  بذلك حداً للحرب الاهلية  ، لكن الوضع انفجر من جديد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد طاولة الحوار الوطني في مجلس النواب  في اذار ( مارس) من العام   2006 وبعده عقد مؤتمر" سان كلو " في فرنسا في تموز ( يوليو) من العام 2007 ، ومن ثم عقد مؤتمر الدوحة عام 2008 والذي اقر فيه "اتفاق الدوحة"   في 21 أيار( مايو) من العام نفسه ،ونجح في وضع حد للشغور الرئاسي وتمّ بموجبه انتخاب  العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية  الذي دعا بدوره الى الحوار بدءاً من العام 2009  وصولاً الى العام 2012  يوم ولد" اعلان بعبدا"   لتنتهي جلسات الحوار عام 2014 ، ويعود الرئيس بري ويدعو الى جلسات حوارية عام 2015 بعد الفراغ الرئاسي ، ومن ثم بعد وصول العماد ميشال عون عام 2016 الى سدة الرئاسة  ترأس هذه الجلسات التي ناقشت كل الملفات المطروحة. 

فهل يتكرر السيناريو ذاته ونكون امام" طائف" جديد او "دوحة " جديد  او "سان كلو " جديد او "بعبد ا " جديد؟؟ الأيام  المقبلة وحدها كفيلة بتظهير الصورة .