تفاصيل الخبر

هذا ما دار بين بري والسفيرة الاميركية: لم نسم في باريس اي اسم.... ولا اعتراض على فرنجية

01/03/2023
هذا ما دار بين بري والسفيرة الاميركية: لم نسم في باريس اي اسم.... ولا اعتراض على فرنجية

السفيرة  الأميركية "دوروثي شيا " عند الرئيس نبيه بري

 

انشغلت الاوساط السياسية طوال الاسبوع الماضي بكلام نسب الى السفيرة الاميركية في بيروت "دوروثي شيا "قالته امام رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارة قامت بها الى عين التينة وخلاصته انها لم تعترض على اسم رئيس تيار " المردة" سليمان فرنجية في معرض الحديث مع رئيس المجلس عن الاستحقاق الرئاسي- وما جعل هذا الكلام مدار نقاش في المحافل السياسية انه تزامن مع عودة السفيرة "شيا "من باريس حيث شاركت مع نظيرتها الفرنسية "آن غرييو" في الاجتماع الخماسي الذي ضم ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة الاميركية ومصر وقطر والسعودية. وفيما لم يعد سرا ان الرئيس بري يدعم  ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية شأنه في ذلك شأن حزب الله، بدا من خلال الحوار الذي دار بين بري و"شيا "ان رئيس المجلس لا يزال على موقفه خلافا لما قيل انه في صدد درس " المخطط ب" اذ سأل بري السفيرة الاميركية:" ما صحة المعلومات التي تقول ان واشنطن تعترض على ترشيح فرنجية"، فردت السفيرة :" نحن لم نسم احدا ونترك هذا الامر لخيارات النواب وليس لدينا اي مرشح نعمل على تزكيته". واستطرد بري: " لكن ما هو موقفكم من فرنجية"، فاجابت: " لا نعترض عليه، وماذا لو اصبح رئيسا". عند هذا الحد انتهى النقاش بين بري والسفيرة "شيا "على اساس ان يبقى مضمون هذا الحوار بين جدران عين التينة، لكن ايام قليلة مرت وتسرب بعض المضمون، ولعله الشق الاهم فيه. ويقول متابعون ان الرئيس بري لا يخفي دعمه لفرنجية، فهو قال ذلك قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، ويكرر القول بعد انتهاء الولاية لانه يرى فيه مرشحا طبيعيا يتمتع بالمواصفات المطلوبة والقادر على التواصل مع مختلف الافرقاء وتشهد عليه مسيرته السياسية التي ورثها من جده الرئيس سليمان فرنجية، اضافة ان سلوكه طريق التسامح بعد استشهاد افراد اسرته، فضلا عن ان فرنجية، في رأي بري، لم يقصر في تلاقيه مع جهات عدة لا تؤيد انتخابه اليوم مثل " القوات اللبنانية" و" التيار الوطني الحر"،  علما انه سبق ان تعاون مع الرئيس ميشال عون وكان في الامكان ان يحل مكانه في انتخابات العام 2016 حين كان قريبا جدا من الوصول الى قصر بعبدا. ويبدي الرئيس بري ارتياحه للاسلوب الذي يعتمده فرنجية في حملته الانتخابية بطريقة مدروسة على المستويين المحلي والخارجي. اكثر من ذلك يؤكد بري ان " كتلة التنمية والتحرير" ستقترع لسليمان فرنجية عندما يعلن ترشحه رسميا، لافتا ان علاقته بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "جيدة".

 

الدول الخمس في باريس لم تسم اي مرشح

 وتقول مصادر قريبة من الرئيس بري ان الموقف الذي سمعه من السفيرة "شيا "يختصر عمليا رأيي واشنطن وباريس من الاستحقاق، وسبق ان سمعها مسؤولون حكوميون من" شيا "و"غرييو" مرارا اذ اكدتا على ان ليس لحكومتيهما مرشحون للرئاسة اللبنانية وليستا في وارد الدخول في لعبة الاسماء ومفاضلة اي منها، وان ما تريدانه واشنطن وباريس هو انتخاب الرئيس فقط. ويتزامن كلام السفيريتين مع قناعة لدى حكومتيهما بان اي رئيس سينتخب لن يكون معاديا لهما كي تتخذا سلفا موقفا سلبيا من اي من المتداولة اسماؤهم. وهذا الكلام الذي سمعه بري وغيره من المسؤولين اللبنانيين "دحض" كل ما قيل ان الدول الخمس التي شاركت في اجتماع باريس تفضل مرشحا معينا، والبعض قال ان مرشح هذه الدول هو قائد الجيش العماد جوزف عون. وتعود مصادر بري بالذاكرة الى ما قاله رئيس المجلس خلال استقباله الوفد الديبلوماسي  الذي مثل الدول الخمس المشاركة في اجتماع باريس واستمع منهم الى نتائج الاجتماع، ثم قال لهم: " نريد مساعدتكم على ما نتفق عليه في لبنان وليس على ما تفرضونه علينا... لسنا في وارد القبول باي اسم يفرض على اللبنانيين من الخارج". هذا الموقف اراده  بري ردا على ما اشيع في اكثر من جهة، عن خيارات يصير التحضير لها في الخارج في انتظار اوان الزام الافرقاء اللبنانيين بها. ولم يكتف بري في ذلك اللقاء في التعبير عن رأيه بما يشاع عن دعم الخارج هذا المرشح او ذاك، بل حدد المواصفات التي يراها للرئيس العتيد، اولها ان يكون قادرا على التحدث مع الافرقاء جميعا في كل الطوائف والتواصل معهم وثانيها ان يكون قادرا على التحدث مع حزب الله كي يجلس الجميع الى طاولة الحوار والخوض في كل الملفات، وثالثها ان يكون قادرا على التحدث مع سوريا خصوصا في ملفين نحتاج اليهما في الحوار معها هما النزوح السوري وترسيم الحدود، ورابعها تطبيقه اتفاق الطائف. واضاف : " اعطوني اسما يملك المواصفات هذه امشي به فورا ". ولم يكتف بري بتحديد المواصفات التي يلتقي اكثر من طرف على اعتبار انها تنطبق على فرنجية فحسب، بل المح بشكل او بآخر الى " صعوبة" انتخاب قائد الجيش لافتا الى آلية لانتخابه تحتاج الى وقت وشروط لتعديل الدستور، واجواء مجلس النواب لا توحي بامكانية الوصول الى هذا المبتغى بسهولة. وتجمع مصادر مطلعة على موقف بري انه فقد الامل في امكانية حدوث خرق جدي في الجلسات الانتخابية الـــ 11 التي دعا اليها منذ 29 ايلول ( سبتمبر) الماضي وحتى 19 كانون الثاني( يناير) 2023، وهو ممتعض من مسارها وهو مقتنع بالتالي ان  لا قدرة لفريق على فرض مرشحه على الاخر، ولا احد منهما يملك كلا النصابين الملزمين للوصول الى الانتخاب: 86 حضوراً و 86 او 65 انتخابا. بذلك لم تعد ثمة جدوى من الدعوة الى جلسة ثانية عشرة او اكثر لانتخاب الرئيس ما دام الافرقاء لا يتزحزحون عن تصويتهم السابق، ولا يريدون التوافق على اي اسم، ولا التحاور كذلك في آلية التفاهم السياسي لاخراج الاستحقاق من مأزقه. تاليا يحاط انتخاب الرئيس بالاذان الصم. ذلك ما يحمل رئيس المجلس على عدم التفكير في تحديد موعد لجلسة مقبلة قبل تأكده من انها ستفضي الى المتوخى منها.

 

و تؤكد مصادر معنية ان ما قالته السفيرة الاميركية للرئيس بري  قالته لشخصيات التقتها او زارتها في السفارة في عوكر، وبين هذه الشخصيات من يطمح الى دخول قصر بعبدا، لكن الجواب الاميركي ظل نفسه من دون تبديل مع تسجيل انزعاج السفيرة شيا من جهات قريبة من بلادها وتدور في فلكها، تعمد الى الترويج عن ان واشنطن حسمت موقفها تجاه اسم الرئيس العتيد وان المسألة مسألة وقت ليس اكثر. " مثل هذا الكلام مزعج وغير مقبول" تقول السفيرة شيا، وتضيف: لن يفيد مطلقيه ومروجيه في شيء"!.