دخل الاستحقاق الرئاسي مرحلة حاسمة مع دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 14 الجاري، هي الـ 12 بعدما انعقدت الأولى في 29 أيلول / سيبتمبر من العام الماضي قبيل يومين فقط من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول / اكتوبر ،واشتدت حماوة المعركة بعد اعلان قوى المعارضة رسمياً ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مقابل تمسك الموالاة برئيس تيار " المردة " سليمان فرنجية ، وارتفع بالتالي منسوب المواجهة بينهما بإنتظار ان تعلن الكتل الباقية موقفها كي تتوضح الصورة اكثر.
وتكثفت الاتصالات والمشاورات في الفترة الفاصلة عن جلسة الانتخاب ، وواصل فريق الموالاة حشد التأييد لفرنجية ، وكذلك فريق المعارضة الذي يسعى لجمع اكبر عدد من النواب لصالح ازعور ، الا ان مراقبين يرون ان جلسة الانتخاب هذه ستكون كسابقاتها الـ 11 ولن تنتج رئيساً على اعتبار ان اياً من المرشحين لا يملك أكثرية الـ 65 صوتاً التي تخوله الفوز ، هذا اذا تأمن النصاب الدستوري وهو 86 نائباً، بسبب تردد حوالي 40 نائباً وعدم حسم خياراتهم ، حتى ان البعض يرى ان الأمور لن تختلف عن السابق وان نواب المعارضة وعددهم لا يتجاوز 48 نائبا يمثلون "القوات" و"الكتائب" و"التجدد " وبعض الحلفاء من تغييريين ومستقلين ، إضافة الى نواب من "الوطني الحر" يصل عددهم الى 12 ، سيصوتون لازعور كما سبق وصوتوا في الدورات السابقة ،ما عدا نواب" التيار"، للنائب ميشال معوض ، فيما يرجح ان تصوت الموالاة بورقة بيضاء مجددا ، وهي تنطلق من كتلة متراصة تضم اكثر من 35 نائباً تمثل "حركة امل " و"حزب الله" والتكتل "الوطني المستقل "والحلفاء ، وقد ينسحب نواب الموالاة من القاعة العامة في الجولة الثانية ويفقد النصاب آنذاك ويعمد رئيس المجلس نبيه بري الى رفع الجلسة وتعيين موعد جديد .
وفي هذا السياق تتجه كل الأنظار الى موقف الكتل المترددة التي لم تحسم امرها لاسيما كتلة " اللقاء الديمقراطي" التي ستجتمع بعد عودة رئيسها تيمور جنبلاط من الخارج برفقة والده النائب السابق وليد جنبلاط ، وكذلك كتلة " الاعتدال الوطني " التي تضم 10 نواب ، في وقت انقسم النواب التغييريون بين مؤيد لأزعور ورافض له . وتشير المعطيات الى ان كتلة "التوافق الوطني"التي تضم النواب فيصل كرامي وعدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى، وطه ناجي تتجه للتصويت لفرنجية ، فيما يحدد " اللقاء النيابي المستقل" الذي يضم النواب عماد الحوت وبلال الحشيمي ونبيل بدر ونعمة فرام وجميل عبود في تحديد موقفه يوم الاثنين المقبل ، إضافة الى ان نواب الأرمن من حزب" الطاشناق" وبعض نواب "الوطني الحر" لن يصوتوا لأزعور ، بينما يطرح النواب اسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد وبعض المستقلين والتغييريين الخيار الثالث والذهاب بإتجاه التوافق على اسم جديد يحظى برضا الأغلبية النيابية ولا يشكل تحدياً لأي فريق .