كشفت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ 12 التي جرت يوم الأربعاء الماضي ان لا إمكانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 تشرين الأول ( أكتوبر ) من العام الماضي الا بسلوك طريق الحوار بين القوى السياسية والتوافق على انجاز هذا الاستحقاق الذي ينعكس شغوره سلباً على مؤسسات الدولة وعلى حياة المواطنين اليومية. وقد اثبتت الجلسات الـ 12 التي جرت منذ 29 أيلول(سبتمبر) الماضي حتى اليوم انه لا يمكن انتخاب رئيس في ظل مجلس نواب لا أكثرية فيه لاي فريق وبإمكان أي طرف ان يعطل النصاب ساعة يشاء وبالتالي فالقوى السياسية محكومة بالتوافق على اسم يحظى برضا الغالبية العظمى حتى يكون الرئيس الـ 14 العتيد للبنان منذ الاستقلال .
فقد فشل مجلس النواب اللبناني للمرة الـ 12 في انتخاب رئيس جديد للجمهورية رغم الشغور الرئاسي الذي سيدخل شهره التاسع في أواخر الجاري ، ولم يستطع أي مرشح الحصول في الجولة الأولى على أكثرية الثلثين أي 86 نائباً بعدما عقد المجلس النواب جلسة برئاسة الرئيس نبيه بري وحضور كامل النواب البالغ عددهم 128 نائباً ، وجرت عملية الاقتراع في الجولة الأولى ، وبعد فرز الأصوات نال أزعور 59 صوتاً عائدة لكتل "القوات" ، "الكتائب" ، "التجدد"، "اللقاء الديمقرطي" 12 من "الوطني الحر" على اغلب تقدير وبعض نواب التغيير والمستقلين ،ونال فرنجية 51 صوتاً عائدة لنواب" الثنائي الشيعي" والحلفاء و"التوافق الوطني" ، و"التكتل الوطني" وبعض النواب الأرمن والمستقلين ، ونال الوزير السابق زياد بارود 7 أصوات تعود للنواب أسامة سعد، الياس جراده، حليمة القعقور، سينتيا زرازير، شربل مسعد، وعبد الرحمن البزري وغيرهم من التغييريين، و"لبنان الجديد " 8 أصوات هيي لتكتل" الاعتدال الوطني" ، وصوت واحد لقائد الجيش العماد جوزف عون ، ووجدت ورقة بيضاء وأخرى ملغاة باسم جهاد العرب ( ويحكى هنا ان النائب الذي اقترع باسم العرب هو النائب إبراهيم كنعان الذي سبق ان سمّى في تصريح ازعور بـ" جهاد ازعور العرب" على اعتبار ان العرب رجل اعمال مقرب من الرئيس سعد الحريري ومتهم بالفساد كحال الوزير ازعور الذي يطاله كتاب" الابراء المستحيل" الذي نظمّه كنعان باسم نواب " الوطني الحر" ورفعه الى الجهات المعنية).
وسجلت اشكالية على فرز الاوراق حيث بلغ عددها 127 لا 128 وطالب نواب باعادة الفرز، الا ان بري رفض ذلك، وحسم ان الورقة الضائعة هي لصالح بارود، الا ان الأمين العام لمجلس النواب أبلغ النواب من مختلف الكتل ان الصوت الضائع هو مغلف فارغ من أي ورقة.
وبعد ان انسحب نواب "امل "و"" وبعض حلفائهما من الجلسة بعد الدورة الاولى، أعلن بري رفع الجلسة بفعل فقدان النصاب.
ومع انتهاء الجلسة قال الرئيس بري في بيان : "بعد جلسة اليوم كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ ولنعترف جميعاً بأن الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وإنتهاج سياسة الإنكار لن نصل الى النتيجة المرجوة ، التي يتطلع اليها اللبنانيون والأشقاء العرب والاصدقاء في كل أنحاء العالم ، الذين ينتظرون منا أداءً وسلوكاً يليق بلبنان وبمستوى التحديات والمخاطر التي تهدده وأن بداية البدايات لذلك هو الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهوريه وذلك لن يتحقق الا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار ... ثم الحوار ...ثم الحوار . نعم حوارٌ بدون شروط لا يلغي حق أحدٍ بالترشح" .
وأضاف : "حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤيا مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق دون إقصاء أو عزل أو تحد أو تخوين . حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة" .
وختم : "آن الاوان لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق فهل نحن فاعلون ؟".