تفاصيل الخبر

لا موعد بين نصرالله وباسيل في المدى المنظور طالما ان لائحة المرشحين لا تحمل اسم فرنجية

01/03/2023
لا موعد بين نصرالله وباسيل في المدى المنظور طالما ان لائحة المرشحين لا تحمل اسم فرنجية

السيد حسن نصر الله والنائب جبران باسيل في لقاء سابق

 

على رغم ان الجدل خفّ نسبيا بين " التيار الوطني الحر" وحزب الله عبر وسائل الاعلام، لكنه مستمر في اروقة كلا الحزبين وفي لقاءات القواعد الحزبية بعد ما وصلت العلاقة بينهما الى نقطة خطرة قد تحمل معطيات سلبية فيها لا رجوع الى المناخ الذي كان سائدا خلال الاعوام التي تلت اعلان " تفاهم مار مخايل"، الى حد ان بعض المطلعين على العلاقة بين الحزبين وصف الحالة الراهنة بـــ " الغيبوبة السياسية" ومنهم من قال ان " التفاهم" هو حاليا تحت تأثير مفعول اجهزة التنفس الاصطناعي، وكأن كل من " التيار " و" الحزب" ينتظر الاخر لرفع اجهزة التنفس وبالتالي اعلان الوفاة، لكن من الواضح ان ثمة من يعتبر لدى الطرفين انه لا بد من ترك ولو فسحة صغيرة علّ التطورات تكون ايجابية ويعود الوفاق بين الطرفين، وان كان هذا التوجه يبدو صعبا، لكن ثمة من يعتقد ان كلا من " التيار" والحزب يشعر بان الاخر لم يعد يريد لهذا " التفاهم" ان يستمر، وانه يفتش عن السبب لتبرير الخروج منه وتحميل المسؤولية للطرف الاخر. وهنا يبرز التناقض في مواقف الطرفين. ذلك ان " التيار الوطني الحر" يعتبر ان حزب الله بادر الى خطوات الانفصال من خلال " تجاوز الشراكة والميثاقية" من خلال مشاركته في جلسات الحكومة المستقيلة وتصريف الاعمال في غياب رئيس الجمهورية، ثم من خلال دعم ترشيح رئيس تيار " المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من دون مراعاة موقف " التيار" الرافض لهذا الترشيح والذي ابلغه رئيس " التيار" النائب جبران باسيل الى الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في اللقاء الذي جمع فيه " السيد" كل من باسيل وفرنجية. يومها قيل ان باسيل قدم لائحة مطالب لدعم فرنجية تجعل منه " شريكا"، لا بل " وصيا" على الرئيس العتيد من خلال حصوله على المراكز المسيحية الاساسية في الدولة، ولاسيما منها حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش ورئاسة مجلس القضاء الاعلى ومديرية المخابرات في الجيش، فضلا عن حصة وزارية وازنة. وتضيف المعلومات ان فرنجية قد فوجىء بمطالب باسيل وسارع الى اعلان رفضه لها على اساس انه لا يريد ان يكون " رئيس خيال صحرا" في قصر بعبدا. وتفرق حليفا الامس على خلاف سرعان ما ظهر في الاعلام من خلال اطلالات باسيل الدورية، الامر الذي اغضب " السيد" لان باسيل تجاوز مبدأ " المجالس بالامانات" وتطرق الى امور كان " السيد" يرغب في ان تبقى داخل الجدران وفي الغرف المقفلة. كذلك هناك مسائل عدة تباينت فيها مواقف الطرفين لاسيما في ادارة شؤون الدولة ومكافحة الفساد وغيرها من الخطوات الاصلاحية التي تولى " التيار" المطالبة بها وملاحقة تحقيقها في مجلس النواب ومجلس الوزراء...

 والسيد نصرالله مع الوزير السابق  سليمان فرنجية

اسباب انزعاج " السيد" من باسيل

في المقابل يعتبر " الحزب" انه بذل اقصى ما يستطيع للمحافظة على " التفاهم" بدليل حـــرص " السيد" على ان تبقى لــ " التيار" كتلة نيابية وازنة في الانتخابات النيابية حتى يبقى لاعبا اساسيا في كل الملفات الداخلية وابرزها الملف الرئاسي. ويقول مسؤول في " الحزب" ان القيادة لا تنكر وقوف " التيار" الى جانب الحزب في المسائل الاستراتيجية لاسيما تلك التي تمس المقاومة الى حد وضع رئيسه النائب باسيل على لائحة العقوبات الاميركية، لكن يرفض " الحزب" ان يتهم بعدم احترام بند " بناء الدولة" في وثيقة " التفاهم"، ويعتبر بالتالي ان تمايزه في مقاربة بعض الامور الداخلية هو امر طبيعي، لا بل حق مشروع لان الغاية من " التفاهم عدم ذوبان الجانبين بعضهما مع البعض الاخر او ان يكون اي تحرك سياسي ضمن وتيرة واهداف واحدة. وبلغت ذروة " انزعاج" الحزب من باسيل ما ورد في كلمته امام شباب " التيار" في حضور الرئيس العماد ميشال عون والتي حملت الكثير من الاشارات السلبية المباشرة لاسيما منها الرد المباشر على السيد نصر الله حين قال:" اللي بدو دولة واصلاح بالقوة يللي عندو، بدل ما يستعملها على الغرب يستعملها شوي على واحد مثل رياض سلامة". وفي هذا الاطار يلفت القريبون من “الحزب” إلى انّ باسيل حر في خياراته السياسية "ومن حقه ان يغادر التفاهم اذا شعر بأنه أصبح قاصراً عن تلبية تطلعاته، ولكن بمقدوره ان يحوّلها مُغادرة سَلِسة، بحيث يمكن أن نبقى أصدقاء ولو من موقع الاختلاف، وحتى ربما نتحالف موضعياً على القطعة اذا وُجدت تقاطعات حول هذه المسألة او تلك".ويُبدي هؤلاء اقتناعهم بأنّ السبب الأساسي لشكوى “التيار” لا يعود إلى المشاركة في الجلسات الحكومية ولا الى تشريع الضرورة "بل يرتبط بإصرار الحزب على دعم ترشيح فرنجية"، لافتين الى انه كان بالإمكان تنظيم الخلاف حول الاستحقاق الرئاسي وتدوير زواياه من دون تهديد أصل التفاهم، "تماماً كما حصل حين اختلف الحزب مع الرئيس نبيه بري حول ترشيح العماد ميشال عون إنما من غير أن ينعكس ذلك على جوهر التحالف بين الطرفين".وأبعد من الحيثيات السياسية للخلاف الراهن، تشير الاوساط القريبة من الحزب إلى انّ باسيل، "ومع احترام حقه الكامل في الاعتراض على خيار فرنجية، كان يجب أن لا يصوّب في خطابه الاخير على كلام السيّد نصرالله شخصياً، وذلك للمرة الثانية بعد التصويب السابق على صدقيته".وتوضح الاوساط انّ "السيد" كان من اشد المدافعين عن باسيل في نقاشات الغرف المغلقة داخل الحزب، "كثيراً ما وقف الى جانبه في مواجهة التحديات المفصلية، ولم يحصل قبلاً ان تعرّض له احد من القياديين بأي إساءة، بل لطالما ساد حرص على البحث في ايّ تباين بعيداً من الأضواء والضوضاء".وتلفت الاوساط المحيطة بالحزب الى انه "وبعد الإطار الاستراتيجي الذي رسَمه السيّد نصرالله حول طبيعة المواجهة مع واشنطن في هذه اللحظة وإطلاقه مُعادلة ردعية جديدة لحماية لبنان من مخاطر الفوضى والانهيار الشاملين، لم يكن مناسباً ان يختزل رئيس التيار كلّ الأزمة برياض سلامة وبموقف الحزب حياله، طبعاً من دون إغفال ضرورة محاسبة سلامة والمصارف على السياسات التي ساهمت في الانزلاق الى الهاوية".

 

هذا المشهد الذي يظهر ما آلت اليه العلاقة بين " التيار" و" الحزب" يوحي بان امكانية رأب الصداع لم تعد موجودة بدليل ما يفرضه باسيل كشرط لارسال لائحة الاسماء المقترحة منه كمرشحين مقبولين للرئاسة الاولى خصوصا ان رئيس " التيار" يسقط من هذه اللائحة اسم سليمان فرنجية وكذلك اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، وهو امر غير وارد لدى " الحزب" في ما خص فرنجية بالذات. لذلك سيكون من الصعب التفاهم في ما خص الاستحقاق الرئاسي، لكن " الحزب" لن يكون هو البادىء في الخروج من " تفاهم مار مخايل"، كما يتلافى الدخول في اي سجال مع رموز " التيار" الذين "زادوها"- كما يقول قيادي في " الحزب" ما يوحي بان ثمة حملة منظمة وبقرار مركزي للخروج من " التفاهم". ولعل الرد الذي يكتفي " الحزب" بابلاغه الى باسيل في عدم تحديد موعد له للقاء السيد نصر الله وتسليمه لائحة بالاسماء التي يقترحها للرئاسة الاولى وطالما ان اسم فرنجية ليس مدرجا في اللائحة. فلا موعد في المدى المنظور!