برزت الخلافات بين أعضاء تكتل " لبنان القوي" الى العلن لاسيما ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي بعد تقاطع التيار" الوطني الحر" مع المعارضة لاسيما "القوات"و"الكتائب" بترشيح الوزير السابق جهاد ازعور ما يهدد وحدته وتماسكه ، خصوصا ً مع ارتفاع أصوات معارضة داخل التكتل لهذا الخيار ، خاصة بعدما طرح اسم امين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان ضمن لائحة البطريرك بشارة الراعي ، وتم تجاهله وعدم تأييده من قبل التيار ما ترك امتعاضا لدى العديد من رفاقه، ما دفع رئيس التيار جبران باسيل للاستعانة بالرئيس ميشال عون الذي حضر اجتماع التكتل في الأسبوع الماضي، واعلن دعمه لخيار باسيل الذي اعترف ضمناً بوجود تباينات ، لكنه حسم الامر بالقول ان لا أحد أكبر من المؤسسة، وعندما يخرج أحد عن قراراتها ويعتقد أنه أكبر منها، فهي ترد الشخص لحجمه وتريه أنها أكبر منه، معتبراً أن الديموقراطية تعني احترام التنوع والآراء، وتعني الالتزام بالقرار ووحدته.
كما اعلن المجلس السياسي في التيار بعد اجتماعه يوم الثلاثاء الماضي إنه بموجب دوره وصلاحيّاته في النظام الداخلي، يعلن تأييده الكامل للقرار الذي اتخذه رئيسه النائب جبران باسيل والهيئة السياسية في التيار، بالموافقة على الوزير أزعور كمرشح تم التقاطع عليه مع مجموعة من الكتل النيابية تمثل الأغلبية الساحقة بين المسيحيين وتحظى كذلك بحيثية وطنية كبيرة، ومؤكداً على وجوب ان يصوت نواب التيار له في الجلسة الانتخابية المدعو اليها في المجلس النيابي، وقال في بيان ان خيار التصويت للدكتور جهاد ازعور هو حتمي وبديهي لتأكيد رفض وصول المرشّح المفروض الذي لا يؤمل منه اصلاح او تغيير المنظومة المتحكّمة بالبلاد؛ وفي ظل قرار التيار منذ فترة بعدم اللجوء الى الورقة البيضاء كونها اصبحت تعبيراً عن عجز باتخاذ القرار المناسب، لا بل يتم تصويرها كعملٍ تعطيلي يؤدّي الى اطالة أمد الفراغ مع كل مساوئه .
واعتبر التيار ان التقاطع على هذا الترشيح قد استغرق وقته بسبب اصرار التيار على عدم تبني اي مرشّح مواجهة او تحدٍّ لأي طرف من اللبنانيين؛ مستندًا الى وجوب تغليب منطق التوافق والتلاقي، الذي كان احد الاسباب الأساسية في عدم ترشيح رئيس التيار لنفسه أو لأي من اعضائه وسحب اي ذرائع للتعطيل او التسبّب بالفراغ؛ وفي الوقت نفسه استند الى مبدأ طمأنة الجميع الى عدم وجود اي استهداف لأي مكوّن لبناني وعدم المس بعناصر قوّة لبنان، بل بالعكس اعطاء الدفع لعنصر القوّة الأساسي المتمثّل ببناء الدولة. من هنا ايضاً كان الحاح التيار ان يترافق الاتفاق على الاسم، بالاتفاق على المقاربة وعلى البرنامج الانقاذي الاصلاحي والسيادي الذي يوفّر للمرشّح فرص النجاح في الوصول الى الموقع وتنفيذ هذا البرنامج.
وعلى أي حال فالتكتل اليوم امام الامتحان ، وهناك أصوات داخله لا تزال ترفض خيار ازعور لاسيما النواب إبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وآلان عون وسيمون أبي رميا وأسعد ضرغام الذين يعتبرون ان ازعور جزء اً من منظومة الفساد الحاكمة وكان وزيرا للمالية في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لمدة ثلاث سنوات بدءا من العام 2005 واسمه وارد في كتاب " الابراء المستحيل" الذي نشره التيار الوطني الحر على الملأ وطلب على أساسه محاسبة المتورطين بالفساد ونهب المال العام.
ويضم التكتل 17 نائبا هم جبران باسيل، ابراهيم كنعان، الان عون، نقولا صحناوي، إدكار طرابلسي، جورج عطاالله، سليم عون، سيمون ابي رميا، سيزار أبي خليل، اسعد درغام، شربل مارون، سامر التوم، ندى البستاني، فريد البستاني، غسان عطالله، جيمي جبور، محمد يحي إضافة الى نواب حزب " الطاشناق الثلاثة وهم اغوب بقرادونيان، هاغوب ترزيان، وجورج بوشيكيان الذي خرج من التكتل ومن كتلة نواب الأرمن بعد حضوره جلسة مجلس الوزراء خلافاً لقرار التيار بالمقاطعة .
وهنا يقال ان نائبي " الطاشناق" لن يلتزما بقرار التكتل ومن المتوقع ان يصوتا لفرنجية كما حال النائب بوشكيان ، فيما النائب محمد يحي انضم الى كتلة "التوافق الوطني"التي تضم النواب فيصل كرامي وعدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى، وطه ناجي وهي ستصوت لفرنجية ايضاً ، كما انه يتوقع ان يقترع 5 من المعترضين بأوراق بيضاء ما يعني عملياً ان عدد الملتزمين بقرار التكتل لن يتعدى الـ 12 حتى ان النائب فريد البستاني اعلن صراحة انه مستقل ولديه رأي وإذا لم يُقنعنه أزعور ببرنامجه لن يصوت له.
وكانت الخلافات قد تفاقمت داخل التيار منذ سنوات بسبب اعتراض العديد من الاعضاء على ممارسات النائب باسيل وتفرده بالقرارات ، واستقال اخرون بدءا من النواب السابقون زياد أسود وحكمت ديب وماريو عون الى جانب العديد من الكودر الاسياسية .