تفاصيل الخبر

العلاقة بين "حزب الله" وباسيل إلى الثلاّجة!

14/12/2022
العلاقة بين "حزب الله" وباسيل إلى الثلاّجة!

الرئيس السابق ميشال عون والسيد حسن نصرالله.. من زمن اتفاق مار مخايل

 

بقلم علي الحسيني

 

 

في لحظة سياسيّة حاسمة، ومُنعطف إنتخابي أساسي خطير، تسلّلت الخلافات إلى قلب العلاقة التي تجمع "حزب الله" و"التيّار الوطني الحر" وذلك من بوّابة الإنتخابات الرئاسية بعدما رفض "الحزب" تزكيّة النائب جُبران باسيل لهذا المنصب، ليصبّ الأخير غضبه على تحالف عمره من عُمر "مار مخايل" وليُصيب حليفه بـ"صدقيته" وبمجموعة إتهامات استدعت ردّاً من "الحزب" من عيار "لقد التبست على باسيل الأمور" ولم يعد يُميّز الخطأ من الصواب.

حزب الله يتبنّى فرنجية وباسيل يصف حارة حريك

فجّرت جلسة مجلس الوزراء التي كان دعا إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي، الخلاف بين "حزب الله" الذي قام بتأمين النصاب القانوني لانعقاد الجلسة، والنائب باسيل الذي وصف الجلسة بالإنقلاب على الدستور و"طعنة وزارية" من حليفه الأساسي أي "الحزب". ولم ينم باسيل يوم الجلسة على "الطعنة"، ليستفيق في اليوم التالي لبنان على مؤتمر صحافي وصف خلاله باسيل الجلسة بأنها غير شرعية لأنها  تناقض العيش المشترك، ومصوّباً ضد التحالف مع "حزب الله" بالقول، بأن قيمة ولا قيامة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية.

وأضاف باسيل: إن الشراكة عندما تنكسر تصبح عرجاء، وإذا كان أحد يظن أنه يضغط علينا في الموضوع الرئاسي، نقول له إنه لن يجدي ذلك، وهذا الأمر يؤدي إلى تصلب أكثر. وقال: مشكلتنا مع الصادقين الذين نكثوا بالاتفاق والوعد والضمانة، وهذه ليست المرة الأولى، أقله في الفترة الأخيرة، من انتخاب المنتشرين والانتخابات بحد ذاتها إلى الحكومة.وليختم بالقول: مش ماشي الحال أبداً، ويجب البدء جدياً باللامركزية الموسعة.

وما لم يقله باسيل للحزب قاله أنصاره، حين طالبوا بشكل واضح بفك الارتباط، لعدم جدوى استمراريته بعد تصرف" حزب الله" الذين وضعوه في خانة "الغدر"، ووصفه آخرون بـ"طعنة وزارية". وفي كلام للنائب غسّان عطالله، فقد اعتبر أن "حزب الله" وعد" بأنه لن يشارك بالجلسة الحكومية وشارك بها، قائلا: "الذي حدث هو شيء خارج عن الدستور، مُشيراً إلى أنه إذا اعتقد "حزب الله" أن هذا النوع من الجلسات قد يضغط على التيار للذهاب بالأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية فهو أمر مُحزن وقواعد التيار لا تتغير بالضغط.

"حزب الله" يرد على باسيل: تصرف غير لائق

تعليقاً على المؤتمر الصحافي الذي عقده باسيل وعلى التصريحات الصادرة عن أوساط التيار أصدرت العلاقات الإعلامية في "حزب الله "بياناً جاء فيه: إنَّ الجميع في لبنان يعلم طريقة "حزب الله" في مقاربة المسائل التي يختلف فيها مع الأصدقاء والحلفاء وهي حرصه على مناقشة الأمور معهم من خلال اللقاءات الخاصّة والمباشرة ولأننا لا نريد أن ندخل في سجال مع أي من أصدقائنا رغم أن الكثير مما ورد في كلام الوزير باسيل يحتاج الى نقاش.

وأوضح البيان، أن "حزب الله "لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد. وختم البيان: إن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها.

"حزب الله".. إنّما للصبر حدود

في السياق، تؤكد مصادر مُقربة من "حزب الله"، أن "الحزب" غضّ الطرف طيلة السنوات الماضية عن جميع مُمارسات باسيل وقياديين في تيّاره إلى أن وصلت الأمور إلى مرحلة صار يُريد فيها فرض خياراته السياسية على "حزب الله "وعلى شخص السيّد حسن نصرالله، وكما أننا لا نُريد نكء الجراح من خلال تناول مسألة التعيينات العسكرية والأمنية ووظائف الدولة، وصولاً الى السياسة الخارجية وتقديم أوراق إعتماد للأميركيين من خلال وصفه لسلاح "المقاومة" على أنه "سبب إفقار الناس وعدم قدرته على مواجهة الأميركيين حتّى ولو تحصّن في الضاحية الجنوبية.

واعتبرت المصادر أن الخلافات وقبلها الإختلافات بين "الحزب" وباسيل ليست مُستجدة ولا هي وليدة المؤتمر الصحافي الأخير الذي عقده رئيس "البرتقالي" والذي وصل فيه إلى "أدنى" مستويات اللياقة  التي يُفترض التعاطي بها بين الحلفاء والتي أصاب من خلالها  صدقية" حزب الله "المشهود لها ليس لدى الحلفاء فحسب، إنما لدى الخصوم والأعداء. كما أن باسيل لا ينفّك عن تربيح "الحزب" جميل بأنه وقف في وجه العقوبات الأميركية كي لا يطعنه في الظهر، لكن الحقيقة أن باسيل قبض أثمان موقفه هذا بطرق هو يعلمها تماماً وما زالت تفوح منها روائح الفساد والسرقات والمحسوبيات وتهريب الأموال إلى الخارج، بالإضافة إلى ابتزاز "الحزب" بهدف تسليفه أصوات داخل مجلسي الوزراء والنوّاب.

وتختم المصادر: يبدو أن "حزب الله" لن يُقابل موقف باسيل بموقف مُماثل، بل سيُحافظ على أدنى مستويات العلاقة معه باعتبار أن هذا الأمر يندر ضمن آداب "الحزب" في كيفيّة تعاطيه مع الحلفاء وقد سبق للسيّد نصرالله أن أوضح هذا الجزء في لقاء سابق. لكن ما هو مؤكد  أن التعاطي مع باسيل، سيكون على القطعة والتسليف الوزاري وقبله النيابي في كافّة الدوائر بالإضافة إلى التسليف السياسي القائم اليوم، جميعهم سيخضعون لنقاشات مُشددة داخل أروقة "الحزب" قبل أن يُفرج عن القرارات النهائية بعد الإنتخابات الرئاسية.

العلاقة إلى الثلاّجة!

المؤكد أن العلاقة بين "حزب الله" و"التيّار الوطني الحر" قد دخلت في مرحلة حرجة، أو رُبّما وُضعت في الثلاّجة إلى حين إعادة تقييم الأمور بينهما لا سيّما من قبل "الحزب" الذي يبدو أنه قد حلّ باسيل من أي ارتباط أو تحالف. والأكيد أن مُحاولة باسيل أيضاح بعض مواقفه خلال اللقاء الذي تعمّده باسيل والذي جمعه مع النائبين حسن فضل الله وعلي عمّار، لن يتبعها "الحزب" بخطوات مُماثلة إنمّا هناك تشديد منه على أن إتفاق "مار مخايل" يحتاج إلى إعادة تقييم وترميم على ثوابت وقواعد، تُعطي كُل طرف حريّة التحرّك ضمن ضوابط مُعينة، لا تؤدي إلى اهتزاز الثوابت الأساسية.