تفاصيل الخبر

خطف المواطن السعودي لنسف تطبيع العلاقات مع دول الخليج ولضرب موسم السياحة!!

01/06/2023
خطف المواطن السعودي لنسف تطبيع العلاقات مع دول الخليج ولضرب موسم السياحة!!

السفير السعودي وليد البخاري خلال اللقاء مع الوزير بسام مولوي

 

 ما ان انفرجت حال العلاقات  المتردية بين لبنان ودول الخليج العربي ، وتبددت الغيوم التي كانت تعتريها ، وبدأت الدول الخليجية بالعودة التدريجية الى لبنان عبر إعادة السفراء لاسيما مملكة البحرين بعد قطيعة لسنوات ، وفتحت السوق الخليجية أبوابها للصادرات اللبنانية من جديد ، وسط امال اللبنانيين بموسم سياحي واعد ، حتى جاءت عملية خطف المواطن السعودي مشاري المطيري لتزل كالصاعقة على  رأس الجميع ، وكأن هناك يداً خفية تريد الا تعود العلاقات مع الاشقاء العرب الى طبيعتها  والا يتنفس لبنان من رئته السياحية وهو الغارق في الازمات المالية والاقتصادية حتى الثمالة  . فعملية الخطف هذه تطرح علامات استفهام حول هدفها وتوقيتها بالذات ، خاصة وان الخاطفين طالبوا بفدية مالية قدرها 400 الف دولار مع العلم ان المطيري ليس رجل اعمال غني  وهو مجرد موظف في الطيران السعودي في بيروت وبالتالي لا يملك هذا المبلغ ليتم خطفه .

  واذا كان الجيش اللبناني  نجح بتحرير المخطوف واعادته الى اهله سالماً فإن الحادثة تركت تساؤلات كثيرة لا بد من الإجابة عليها علماً بأنه سبق ان تعرض مواطن سعودي يدعى علي البشراوي  للخطف عام 2017 عندما  تمّ اختطافه في  تشرين الثاني(نوفمبر)  2017 بمنطقة العقيبة في الشمال بيروت بعدما  استدرجه مجهولون إلى خارج منزله في جوار أدما، وتلقت زوجته اتصالاً منهم يطلبون فدية لتمنع السعودية رعاياها عام 2021 من السفر إلى لبنان دون إذن مسبق من الجهات المعنية، نظراً للأحداث الأمنية التي يشهدها، داعية الموجودين هناك لأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن أماكن التجمعات لخطورتها على أمنهم وسلامتهم، كما طلبت منهم التواصل معها في حال حدوث أي طارئ. وفي 29 من الشهر ذاته، استدعت االسعودية  سفيرها في بيروتوليد البخاري للتشاور، وأمهلت السفير اللبناني 48 ساعة للمغادرة، مقررةً وقف جميع الواردات اللبنانية إلى السعودية؛ لحماية أمن المملكة وشعبها، ليعود السفير البخاري في  نيسان (7 أبريل) 2022 من العام الماضي  استجابةً لنداءات القوى الوطنية والسياسية المعتدلة في لبنان، والتزام الحكومة اللبنانية اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتعزيز التعاون مع السعودية ودول الخليج، ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ دول الخليج.

 وصحيح ان كل لبنان دان عملية الخطف وهنّأ الجيش على إنجازه ، لكن لا بد الضرب بيد من حديد على كل متورط  وسحق كل مجموعات  الخطف بهف الفدية والابتزاز وفرض هيبة الامن في كل لبنان  حتى تعود الأمور الى طبيعتها  ويطمئن السائح الى مصيره والمستثمر الى أمواله ، فرأس المال  جبان ولا يحب المخاطرة  عادة .

ومن الضروري فك اللغز كيف يتمكن 5 مسلحين من ارتداء لباس الجيش اللبناني الرسمي  ، ويقومون بمراقبة المطيري وخطفه ونقله الى البقاع والحدود اللبنانية السورية دون ان تكتشفهم اعين المخابرات على أنواعها  او يوقفهم أي حاجز عسكري،  حيث لا يمكن لزعيم المجموعة الخاطفة المدعو موسى جعفر  والمطلوب للقوى  الأمنية  ان تكون اذرعه طويلة لهذه الدرجة . 

ولعل ما صدر عن المرجعيات اللبنانية يكفل عدم قيام دول الخليج بردة فعل سلبية تجاه لبنان ، فرئيس المجلس  نبيه بري بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية كافة لتحرير المواطن السعودي، داعياً السلطات الأمنية الى  مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كل متورط  ، ورئيس حكومة تصريف الاعمال   نجيب ميقاتي جدّد  تأكيد الاصرار على ضبط الوضع الامني وعدم السماح بحصول اي تهديد يطال امن اللبنانيين والرعايا المتواجدين في لبنان، وقال ان عملية خطف احد المواطنين السعوديين مدانة بكل المعايير ونحن نهنئ الجيش على الجهد الكبير الذي  بذله للافراج عنه وتوقيف المتورطين في عملية الخطف، مبدياً حرصه على عودة جميع الاخوة العرب الى لبنان ومنع اي تهديد يطالهم اضافة الى منع استخدام الاراضي اللبنانية منطلقا لاي عمل يهدد امن الدول العربية وسلامتها. كما  دان عملية الخطف  وزراء ونواب ومرجعيات سياسية وحزبية  وروحية ، ناهيك عن النقابات على أنواعها  والهئيات الاقتصادية . 

من جهته، توجه السفير البخاري بالشكر الى قيادة الجيش و قوى الامن وشعبة المعلومات ، وقال ان الجهود التي قام بها الجيش جبّارة وأدّت الى تحرير المخطوف خلال أقلّ من 48 ساعة ووجّه بالشكر إلى وزير الداخليّة بسام مولوي وقائد الجيش العماد جوزف عون  على متابعتهما الحثيثة .

كما أكد سفير البخاري في تصاريح على مواقع التواصل الإجتماعي، أن "أمن المواطن السعودي أولوية قصوى وقيمة أصيلة لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها أو حتى التجادل حول أهميتها ومركزية قيمتها".

 

  المواطف السعودي المحرر مشاري المطيري