تفاصيل الخبر

ما بعد 14 حزيران ليس كما قبله

14/06/2023
ما بعد 14 حزيران ليس كما قبله

رئيس تيار" المردة" سليمان فرنجية..   الخيار الشيعي

 

بقلم علي الحسيني

 

دخل الإستحقاق الرئاسيّ، مُنعطفاً مُغايراً لما كان عليه قبل ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور على يد الأكثريّة المسيحيّة وتأييد بعض الكتل النيابية والنوّاب المُنفردين لا سيّما منهم بعض التغييرييّن. وبهذه الخطوة الجديدة يبدو أن "الثنائي الشيعي" لن يستكين ولن يرضى بأقلّ من تسوية يُحرز فيها المكاسب السياسية التي كان يأملها يوم عقد العزم على ترشيح رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية والذي ما زال يُصرّ عليه على الرغم من المُتغيّرات التي طرأت وتوعّد الأكثرية المسيحية بفوز إزعور بأكثر من 65 صوت في الجلسة التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي في الرابع عشر من الجاري.

حملات إقناع ورشاوى إنتخابية!

بدأت حملات إقناع النوّاب بالتصويت لمُرشّح مُحدّد بهدف ضمان فوزه دوناً عن الأخر، واللافت أن حملات الإقناع هذه لا تقف عند جهة واحدة إنّما تعددت فيها الجهات سواء من "الثنائي الشيعي" الذي يُروّج لفرنجية أو من البطريرك الماروني مار بشارة بُطرس الراعي الذي بدأ حملة تأييد واسعة لأزعور يُعاونه فيها حزب "القوّات اللبنانية" و"التيّار الوطني الحر". واللافت في هذه الحملات بحسب مصادر سياسية، أنها تقوم على وعود شبيهة بتلك التي يُطلقها المُرشحون للنيابة من قبيل تقديم خدمات عامّة ووظائف ودفع رشاوى. وهذا ما تعتمده اليوم جهات داعمة لمُرشحين مُحددين بحيث تعرض خدماتها ضمن وظائف في مؤسسات الدولة وصولاً إلى عمليات توزير في الحكومة المُقبلة.

أمّا بما يتعلّق بـ"التيّار الوطني الحر" وما يُسرّب عن خلافات داخلية على خلفيّة إصرار رئيس "التيّار" النائب جبران باسيل على تصويت نوّابه لأزعور، تُشير مصادر مُقربة من "البرتقالي" إلى وجود خلافات قويّة بين عدد من النوّاب وباسيل سببها المواقف الآحادية التي يتخذها باسيل وتفرّده بالقرارات المصيرية مع عدد من مُستشاري، كاشفة عن حركة  لقاءات سريّة بين نوّاب حاليين وسابقين وشخضيّات تمّ فصلها الهدف منها التشاور بإمكانية الدعوة إلى حركة تصحيحية لمسار "التيّار الوطني الحر" قد تكون أشبه بتحضير إنقلاب داخلي على باسيل بشكل يؤدي إلى تسلّم القيادة بطرق قانونية.

وتُشير المصادر إلى أن باسيل صار يتقصّد إحضار الرئيس السابق ميشال عون لمُعظم اللقاءات السياسية داخل "التيّار" مع نوّابه ووزرائه بالإضافة إلى بتفعيل انشطة عون وإطلاق مواقف سياسية بإسمه أوّلاً من أجل الحصول على تأييد أكبر داخل "التيّار" وثانياً من أجل التأثير بالقرارات التي يتخذها باعتبار أنها تنال موافقة الرئيس عون. ولذلك نجد كبار المؤسسين داخل "التيّار الوطني الحر" يلتزمون الصمت الكامل حيال القرارات التي يتفرّد بها باسيل لأنهم يُجلّون شخص الرئيس عون ويبتعدون عن توجيه الإنتقادات لباسيل للغرض نفسه، لكن الأمر هذا لن يدوم لأن ثمّة خطوات ستُتخذ عاجلاً ام آجلاً.

ماذا عن موقف الإشتراكي؟

أمّا عن موقف الحزب "التقدمي الإشتراكي" وقرار التصويت لأزعور، ثمّة من يرى أن هذا القرار نابع عن إتفاق بين رئيس "الإشتراكي" المُستقيل وليد جنبلاط والرئيس برّي على أن يُعلن جنبلاط دعم نوّابه لأزعور طالما أن الجلسة الإنتخابية لن تؤدي إلى إنتخاب رئيس في ظل وجود نوايا لتعطيل الجلسة في الدورة الثانية. من هنّا يرى هذا البعض أن برّي وجنبلاط إتفقا على  السيناريو هذا طالما سيُصار إلى تعطيل الجلسة وأيضاً لأسباب تتعلّق بعدم وجود نيّة لدى جنبلاط بالخروج عن القرار السعودي وأيضاً عدم الخروج عن الإجماع المسيحي.

من جهته، كان أعلن عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة أن قرار تصويت اللقاء الديمقراطي للوزير السابق جهاد أزعور أسهل وأسرع قرار في انتخابات الرئاسة لانه مبني على تجربة بدأت بصعوبة وهي تجربة العماد ميشال عون وليست مبنية على شيء طارئ، فعندما تبيّن أن هناك أكثر من فيتو على ميشال معوض بحثنا عن إمكانات أخرى، وكنا أول من طرح اسم قائد الجيش جوزف عون وجهاد أزعور وغيرهم على حزب الله وفهمنا بعد مرور الوقت ان التفاهم معهم يتوقف عند مرشحهم سليمان فرنجية.

 أضاف حمادة: الصداقة مع فرنجية غير مرتبطة بالسياسة، وما رح نرجع بشار الأسد عقصر بعبدا، لافتاً إلى أن "الثنائي الشيعي" لا يملك خُطّة (ب) ولكن يستدرج تدخلات ومشاورات لتجلب لهم مسودة الخطة ب، وهذا هو التآمر على لبنان ووحدة أراضيه وسيادته ويمكن ان يكون يدفع لبنان لأمور غير مرغوب فيها ونحن لا نريد ان نصل الى مرحلة لك لبنانك ولي لبناني ولن نسمح ان نصل اليها أصلا.

حزب الله والموقف الثابت

بما يتعلّق بموقف "حزب الله" القائم على التنسيق الدائم مع حليفه حركة "أمل"، فيبدو أن هناك إصراراً على ترشيح الوزير فرنجية وإصراراً أكبر على إيصاله لموقع الرئاسة الأولى وسط إستعدادات مُتعددة الأوجه منه، لتحقيق هذا الهدف. وكان لافتاً في السياق، الموقف الذي أطلقه عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أنه يجب أن تكون المرحلة مرحلة إنقاذ وليس إنقلاب على التوازنات الداخلية الحساسة، مشيرًا إلى أن لبنان يحتاج إلى تقاطعات وطنية تنقذه من الإنهيار وتحصنه من الفتنة، وإلى تقاطعات تصب في المصلحة الوطنية لا في مصلحة أشخاص.

اضاف قاووق: للذين يُحَمِسون والذين يتحمّسون نقول، لا تخطئوا بالحسابات ولا تأخذكم الحماسة الزائدة إلى المزيد من الرهانات الخاسرة، معتبرًا أن الإصطفافات المستجدة في ملف الرئاسة أكدت هواجسنا الوطنية وفضحت النوايا المبيتة، ومسؤوليتنا الوطنية تفرض علينا تحصين الساحة وقطع الطريق على الفتنة. كما أن تبنّي حزب الله للحوار غير المشروط سواء على مستوى المشاركين أو المرشحين، وهو موقف جدي وليس مناورة سياسية أو إعلامية.