تفاصيل الخبر

الطلاق بائن بين حزب الله و"التيار" وحالة واحدة يمكن ان ترمم ما انقطع

15/03/2023
الطلاق بائن بين حزب الله و"التيار" وحالة واحدة يمكن ان ترمم ما انقطع

النائب جبران  باسيل  والسيد حسن نصر الله في لقاء سابق

 

يؤكد اكثر من مطلع على الموقف الشيعي من الانتخابات الرئاسية، ان مجرد اعلان " الثنائي الشيعي" بركنيه الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن ان مرشحهما الرئاسي هو رئيس تيار " المردة" سليمان فرنجية، وتمسكهما بهذا الترشيح على رغم معارضة رئيس " التيار الوطني الحر" جبران باسيل،  فان " تفاهم مار مخايل" انتهى من دون اعلان رسمي على نهايته لان لا السيد نصر الله راغب في الاعلان عن النهاية، ولا النائب باسيل قادر على ذلك. لكن في الواقع، فان " التفاهم" ببنوده ومفاعيله صار  "خارج الخدمة" بعدما عمّر من شباط( فبراير) 2006 حتى اليوم. ولعل الدخول في تفاصيل نهاية هذا التفاهم اصبحت معروفة، لكن الثابت ان الاستحقاق الرئاسي هو الذي عجل هذه النهاية او بالاحرى اخرجها الى العلن، والنقطة الحاسمة كانت بعد اللقاء الليلي الطويل بين السيد نصر الله والنائب باسيل حيث كانت بداية الفراق السياسي، ثم كان اللقاء في مقر " التيار الوطني الحر" في سن الفيل مع وفد الحزب وباسيل" الشعرة التي قصمت ظهر البعير"، كما ورد في القول المأثور. ومحور الخلاف كان تبني ترشيح فرنجية ورفض باسيل ذلك،  وتسريبه مضمون الحوار مع " السيد" في الاعلام. ويؤكد مطلعون على العلاقة بين الطرفين ان " التفاهم" الذي كان ممكنا مع العماد ميشال عون قبل ان ينتخب رئيسا للجمهورية، بات صعبا مع النائب باسيل الذي ابتعد كثيرا عن " الحزب" فيما يقول باسيل ان مواقف "الحزب" ابعدته عنه.

ماذا عن المستقبل؟

يلتقي اكثر من مصدر على القول ان الخلاف بين الطرفين بات على اكثر من موضوع واستحقاق وان كان اللقاء على المواضيع الاستراتيجية ما زال متيسرا، والبحث جار حاليا من قبل حزب الله على ان يكون التعاون المستقبلي قائما " على القطعة"، اي حسب المسألة المطروحة اي حسب المسألة المطروحة داخلية كانت او خارجية بحيث لا يسعى الطرفان بانهما مقيدان بالتطابق في المواقف من كل القضايا. وفي المعلومات ان هذا التوجه الذي يريده حزب الله من دون ان تعرف بعد ردة فعل النائب باسيل عليه، علما ان رئيس " التيار " يشعر بمرارة كبيرة من موقف " الحزب " منه، وهو الذي ضحى بالكثير في سبيل بقاء " التفاهم" على حاله، الى درجة انه فرضت عليه عقوبات من الادارة الاميركية لا تزال تداعياتها مستمرة حتى الساعة بسبب علاقته مع " الحزب" وليس لاتهامه بــ " الفساد" كما اوحى الاميركيون بذلك، ولا تزال محاضر اجتماعه مع السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا الدليل الثابت على هذا الامر. ويقول قريبون من باسيل ان انتهاء عهد الرئيس ميشال عون جعله في موقع سياسي مختلف عما كان خلال وجود عمه في قصر بعبدا، لكنه لم يتوقع ان يشترك " الحزب" في التأثير على هذا الموقع، لكنه فوجىء بهذا الموقف الذي صار يتدحرج نزولا حتى حصلت القطيعة. باختصار يقول باسيل امام زواره انه دفع ثمن حلفه مع حزب الله، وما حصل في الانتخابات النيابية في ايار (مايو) الماضي من اتفاق في بعض الدوائر الانتخابية لم يرتكز على اسس " تفاهم مار مخايل" التي اهتزت، بل على مصلحة الطرفين. فـــ " التيار" يعرف   ان عدم تحالفه مع حزب الله في لائحة واحدة في عدد من المناطق سيحجب عنه الفوز بهذا المقعد او ذاك، كما في جبيل مثلا وبعلبك والبقاع الغربي. كذلك فان " الحزب" يدرك ان تصويت جماعته لغير مرشح " التيار" سيؤدي الى فوز مرشح " القوات اللبنانية" في هذه الدائرة او تلك، ولعل الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه " الحزب" هو عدم دعم مرشح " التيار" في دائرة بعلبك- الهرمل كما كان يحصل في السابق، ما ادى الى فوز مرشح " القوات اللبنانية" النائب انطوان حبشي. وقيل يومها ان " الحزب" تعمد عدم ضخ كمية معقولة من اصواته الى مرشح "التيار" لسببين، الاول تأمين فوز المرشحين السنيين على لائحته بعد تخوف من حصول خروقــــــات لاسيما من ناخبي عرسال والبلدات السنية الاخرى، والثاني ايصــال رسالــــة الى " التيار" بان لا قدرة له وحده على وصول مرشحيه الى ساحة النجمة من دون دعم الحزب عدديا ولوجستياً.

هل يؤمن باسيل النصاب لجلسة انتخاب فرنجية؟

ويرى متابعون ان العلاقة بين " الثنائي الشيعي" و" التيار الوطني الحر" يمكن ان ترمم في حالتين، الاولى صعبة التحقيق، فيما الثانية تبدو ممكنة. الحالة الاولى هي في ان يبدل باسيل موقفه ويدعم ترشيح فرنجية بعدما يقطع الامل من امكانية التفاهم على ما يعرف بــ " الخيار الثالث" لاسيما وان " الثنائي" عندما جاهر بدعم فرنجية فعل ذلك ليقينه بان لا عودة الى الوراء وان دعم زعيم "المردة" لا تراجع عنه ولا بد من توفير كل المعطيات لتحقيقه لانه بعد الاعلان عن دعم  هذا الترشيح صار لزاما على " الثنائي" ان يخوض غمار تجربة " تحد وجودي" يبنى عليه الكثير في سياق مسار مواجهات ممتدة مع الذين يجاهرون الان بانهم وضعوا نصب اعينهم مهمة " تحرير" الرئاسة الاولى من " القبضة الشيعة" وتحديدا من حزب الله لاسيما وان ثمة عاملين سلبيين يلعبان ضد مصلحة هذا " الثنائي" وهما تجربة رئاسة العماد ميشال عون المدعومة من الحزب والهجمة القوية التي تعرض لها والتي انتهت بافقاده اكثرية مربحة كانت له في المجلس السابق اتكل عليها ليؤمن تحصين نفسه من جهة ولكي يمضي قدما في منازلة الخصوم. الا ان المتابعين يعقتدون ان باسيل ليس في وارد تبديل موقفه من ترشيح فرنجية حفاظا على مصداقيته تجاه قاعدته بعدما " عبأها " ضد فرنجية في اطلالته الاعلامية الدورية وابلغ موقفه هذا الى السيد نصر الله شخصيا والى الوفد الذي انتدبه لاحقا الى سن الفيل- وعليه تبقى الحالة الثانية التي يمكن ان تكون سببا في " ترميم" العلاقة بين " التيار" و" الحزب" وهي الاتفاق مع باسيل على اعادة تقييم العلاقة بشكل ايجابي شرط ان يساعد في تأمين النصاب لجلسة يمكن ان ينتخب فيها فرنجية اذا ما توفر له 65 صوتا نيابيا، ذلك ان امكانية تحقيق نصاب الـــ 86 نائبا سيبقى صعبا جدا اذا لم يحضر نواب " تكتل لبنان القوي" من دون ان ينتخبوا فرنجية بل لتأمين اكتمال النصاب،علما ان محيط فرنجية يتحدث ان هناك خمسة الى ستة اصوات قد " تزمط" لصالح المرشح الزغارتاوي من " تكتل لبنان القوي" غالبيتها من غير الحزبيين، في اشارة الى صوتين ارمنيين وثلاثة من " التكتل" من غير " التياريين". ويقول العاملون على هذا الخط انه في حال وصلت الامور الى خواتيهما بالنسبة الى حظوظ فرنجية، فـــان تجاوب باسيل في تأمين النصــــــاب يشكل مدخلا لاعادة وصل ما انقطـــــع مع " الحزب" ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون من ضمنها التفاهم على الدور المستقبلي لباسيل في عهد فرنجية اذا ما وصل الى قصر بعبدا وذلك من خلال " ضمانات" تعطى لباسيل بان تكون له " مكانته" في عهد فرنجية باعتبار انه الزعيم المسيحي الاقوى ورئيس اكبر تكتل مسيحي في مجلس النواب، والتسليم بامتداد زعامته من الجنوب الى الشمال مرورا بالبقاع والجبل.  ويرى المطلعون انه في حالة تجاوب باسيل مع تأمين النصاب لجلسة ينتخب فيها فرنجية يمكن ان تعود المياه الى مجاريها  مع باسيل، كما كانت عليه مع عمه الرئيس ميشال عون. فهل يفعل باسيل؟ يجيب المتابعون في السياسة لا عداوة دائمة ولا صداقة مستدامة، وكل شيء قابل للتبدل خصوصا عندما تكون المصلحة هي الدافع!.