تفاصيل الخبر

النواب السنة يحاولون استجماع الصوت السني وتحييده عن فريقي النزاع بعد تشتته عقب اعتكاف الحريري

22/06/2023
النواب السنة يحاولون استجماع الصوت السني وتحييده عن فريقي النزاع بعد تشتته عقب اعتكاف الحريري

تكتل " الاعتدال الوطني"

 

كشفت الانتخابات  الرئاسية على مدى 12  جلسة منذ شهر 29 أيلول(سبتمبر) الماضي  ضياع الصوت السني وتشرزمه وتشتته الى معظم الكتل النيابية  وبالتالي عدم  تأثيره في  مجرى الحدث  الرئاسي مقابل  ثنائية  شيعية  تتمثل بحركة امل  وحزب الله مع احتكارهما نواب الشيعة الـ 27  دون منازع ، واحادية درزية  تتمثل باللقاء الديموقراطي الذي يحتكر 6 من النواب الدروز الثمانية ، فيما الاثنان الباقيان (مارك ضو وفراس حمدان)  محسوبان على قوى التغيير ، بينما الصوت المسيحي يتوزع على اكبر كتلتين هما" لبنان القوي" والجمهورية القوية"، ويأتي خلفهما حزب"الكتائب" وتيار" المردة " و"حركة الاستقلال " وحزب" الاحرار"، في وقت كان الصوت السني بنوابه الـ 27 وبحلفائه  يشكل  اكبر الكتل النيابية في دورات الانتخاب منذ العام 2000 حتى العام 2022  ووصل عدد نوابها الى 40 ، لكن في دورة 2018  لم يزد العدد عن 20 ، الا ان  دورة العام 2022  جرت  بدون مشاركة "تيار المستقبل" اثر اعلان رئيسه سعد الحريري في بداية السنة الماضية  تعليق  نشاطه السياسي وعدم الترشح للانتخابات البرلمانية أو دعم أحد، تاركًا  الفراغ الذي لم ينجح أحد بملئه، ما دفع بعض نواب المستقبلين من نواب وشخصيات فاعلة للترشح خلافاً لإرادة التيار ، لكن نتائج هذه الدورة كشفت ان الصوت السني تشتت الى اكثر من موقع ولم يعد متماسكا وفاعلاً كما كان زمن الحريرية السياسية ، وتوزع النواب السنة أيدي سبأ ، وانضم بعضهم الى كتل نيابية والبعض الاخر استجمع نفسه في كتل جديدة لاسيما نواب المستقبل القدماء وبعض حلفائهم  .

واذا دققنا في توزع النواب السنة الـ 27 نجد ان نائبا هو قاسم هاشم ضمن كتلة "التنمية والتحرير "، وان نائبين هما ينال الصلح و ملحم الحجيري في كتلة " الوفاء للمقاومة" ، والنائب بلال الحشيمي يتعاطف مع " الجمهورية القوية"، فيما أسس النائبان أسامة سعد وعبد الرحمن البزي مع حليفهما النائب شربل مسعد حالة تتعاطف مع التغييريين  المستقلين، والنائب بلال عبد الله عضو في " اللقاء الديموقراطي"، والنائبان اشرف ريفي وفؤاد مخزومي انضما الى كتلة "التجدد" مع النائبين ميشال معوض واديب عبد المسيح ،  بينما النواب فيصل كرامي وحسن مراد وعدنان طرابلسي  وطه ناجي ومحمد يحي اعلنوا  توافقهم ضمن كتلة " التوافق الوطني" ، فيما حاول الحريريون القدامى استجماع ما تبقى من الصوت السني والتمايز عن الكتل الأخرى ضمن تكتل " الاعتدال  الوطني " الذي ضم النواب وليد البعريني ومحمد سليمان وأحمد الخير وسجيع عطيه وعبد العزيز الصمد وأحمد رستم والنائب السابق هادي حبيش كأمين سر لهذا التكتل ، ليعودوا  ويشكلوا  "اللقاء النيابي المستقل" بالتعاون مع النواب  نبيل بدر وعماد الحوت وجميل عبود ، وقد اعلنوا في دورة الانتخاب الرئاسية الـ 12 حيادهم عن فريقي الموالاة والمعارضة وصوتوا بـ 8 أوراق تحمل عبارة  "لبنان الجديد"، فيما  انقسم باقي النواب السنة بين قوى التغيير المستقلة التي رفضت الانضمام الى تقاطع المعارضة حول اسم الوزير السابق جهاد ازعور، وارتضت تسمية الوزير السابق زياد بارود ومنهم   حليمة القعقور وتلك المتحالفة مع فريق المعارضة   ومنهم ياسين ياسين وإبراهيم منيمنة ووضاح الصادق ، الا ان النواب جهاد الصمد وعبد الكريم كبارة  وايهاب مطر  اختاروا  استقلاليتهم وصوّت الأول والثاني  لصالح رئيس تيار " المردة " سليمان فرنجية والثالث لصالح قائد الجيش العماد جوزف عون ويالتالي لا احد قادر على إعادة عقارب الساعة الى الوراء والنجاح في وراثة سعد الحريري الذي سيبقى حتى اشعار اخر الزعيم السني الأول ولو بلا نواب .