تفاصيل الخبر

العلاقة السعودية ـ الإيرانية في الميزان اليمني ـ اللبناني

17/01/2023
العلاقة السعودية ـ الإيرانية في الميزان اليمني ـ اللبناني

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ..امن السعودية أولوية

 

بقلم علي الحسيني

 

تشير مُعظم التحليلات السياسية والإستراتيجية في المنطقة، إلى أن مرحلة من إعادة بناء الثقة بين المملكة العربيّة السعودية وإيران، قد بدأت الأخيرة العمل عليها وذلك كخطوة أولية من شأنها أن تُعيد ولو جزءاً من العلاقات المفقودة  بين الطرفين منذ سنوات طويلة. وقد كان لافتاً بهذا الخصوص، التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من بيروت الأسبوع الماضي والذي اعتبر فيه أن "السعودية غير مستعدّة حتى الآن لتطبيع العلاقات بإيران، وأننا أجرينا حتى الآن 5 جولات من الحوار مع السعودية في بغداد، ونحن مستعدون لإعادة العلاقات إلى حالتها، معتبراً أن المفاوضات التي تجريها طهران مع الرياض في بغداد جيدة، وتسجّل تقدماً".

هل بدأ ذوبان الجليد؟

بعد اللقاءات والمُشاورات التي كانت جرت بين إيران والسعودية برعاية عراقية في بغداد، وما رافقها من تصريحات وُصفت بالإيجابيّة، ذهبت التحليلات السياسية إلى حدّ الإعتبار بأن ما يجري يقود حتماً إلى بدء ذوبان جليد العلاقات بين الجهتين كخطوة أولية على طريق عودة تطبيع العلاقات الثنائية، لكن مع الأخذ بعين الإعتبار بأن المُشاورات هذه وعلى الرغم من أهميتها على صعيد البلدين والمنطقة، لن تصل في القريب العاجل إلى مستوى بناء تحالف وثيق بين الرياض وطهران، لكنها حتماً ستُرخي نوعاً من الإستقرار السياسي في المنطقة، وتحديداً في كُل من اليمن ولبنان حيث المواجهات العسكرية في الأولى على أوجّها، والخلافات السياسية في الثاني، وصلت إلى حد الإنقسام السياسي في المفلّين الرئاسي والحكومي.

إذاً، هي زحمة صراع قائمة منذ قترة طويلة بين قُطبي السياسة في المنطقة الإسلامية إيران والمملكة العربيّة السعودية، وبطبيعة الحال فقد كان لهذا الصراع إنعكاسات عديدة على الوضع العام في لبنان لدرجة توقّفت فيه الحياة السياسية بأكملها، بفعل تعطيل تأليف الحكومة، ومن ثمّ تعطيل الإستحقاق الرئاسي. وهنا تعود بعض المصادر إلى الفترة التي رافقت موعد الإنتخابات النيابية في لبنان حيث تجلّى فيها هذا الصراع بأوضح صوره بعد نزول سفيري البلدين إلى أرض المعركة الإنتخابية وقيامهما بحملة تجيشش طائفية وسياسية، أفضت إلى عبور السياسة الإيرانية بثقلها إلى مجلس النوّاب وبعدها الحكومة.

المصلحة المُشتركة في إستعادة العلاقات

بحسب مصادر سياسية، فإن إيران ليست وحدها الجهة التي قد تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة لا سيّما السياسية والإقتصادية، فأيضاص للملكة مصلحة مُماثلة للنهوض إقتصادياً بعد التراجع الذي لحق بها من خلال جائحة "كورونا" والحرب في اليمن التي وإن طالت فإن السعودية لن تصل الى النجاح الكامل في رؤيتها 2030 من حيث جذب الإستثمارات وتثبيت مكانتها كدولة فاعلة، في المنطقة. وتُشير المصادر إلى إلى أن السعودية تعتزم من خلال رؤية 2030 تدشين إصلاحات كبيرة في الاقتصاد والدفاع والسياحة والطاقة المتجددة.

أمّا من الجهة الإيرانية، فإن مصلحة إيران باستعادة العلاقة مع المملكة، لا تقل أهمية عن مصلحة الأخيرة، فإيران أيضاً لديها مصلحة كبيرة في تعزيز علاقاتها التجارية في محيطها الإقليمي، وتبدو السعودية صاحبة أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط حيث انها شريكا تجاريا مرحبا به للاقتصاد الإيراني المنهك. لذلك، فإن مجموعة آراء تُشير إلى أنه يتعين على إيران بذل الجهد الأكبر على الصعيد الدبلوماسي فيما يتعلق بالصراع في اليمن وذلك من خلال دعم علني لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في اليمن.

بين السعودية و"حزب الله"

بحسب مصادر مُطلعة، فإن العلاقة بين "حزب الله" والسعودية تتسم بالتوتر الدائم لسبب أساسي وهو تباين المرجعية الدينية والسياسية بين الطرفين، وقد ظلت هذه العلاقة على مدى سنوات تضبط على إيقاع ما يحدث بين طهران والرياض باعتبار أن "الحزب" في نظر السعوديين ليس سوى أداة إيرانية للسيطرة على لبنان وسوريا واليمن والبحرين. والجميع يعلم أن أكثر مراحل التوتر بين الجهتين حصلت في تموز(يوليو) العام 2006 يوم وصفت الرياض عملية خطف الجندييْن الإسرائيليين "بالمغامرة غير المحسوبة".  ثم بعدها عرفت العلاقة بينهما بعض الانفراجات إلى أن أخذت منحى مُعاكساً وصل إلى حد القطيعة مع بدء الأزمة السورية وما تلاها من تطورات في اليمن، وصولا إلى استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض.

 وسبق ان أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله رفضه للمبادرة السعودية لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي التي طرحتها خلال القمة العربية في بيروت في 27 اذار(مارس) ما العام 2002 ، حيث اعتبر يومها أن إسرائيل لا تملك أي شرعية وليست دولة قانون ولا يستطيع أحد أن يعطيها الشرعية، ولا يستطيع أي ملك أو أمير أو رئيس أو حاكم أو مرجع ديني أو سياسي أن يتخلى عن ذرة رمل واحدة من أرض فلسطين للصهاينة.

كما لا بد من التذكير، بأن المملكة كانت اتهمت خلال الفترة الماضية "حزب الله"، بوقوفه وراء تعطيل مؤسسات الدولة في لبنان وبأنه من يمنع تأليف الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، بالإضافة إلى اتهامات مواقف سابقة تتهم "الحزب" بالوقوف وراء تهريب المُخدرات الى السعودية ودول المنطقة.