تفاصيل الخبر

الملف الرئاسي في قمة" بايدن"- "ماكرون": افكار " متناثرة" لخيارات لا تحمل اي اسم

07/12/2022
الملف الرئاسي في قمة" بايدن"- "ماكرون": افكار " متناثرة" لخيارات لا تحمل اي اسم

الرئيسان الأميركي" جو بايدن" والفرنسي " ايمانويل  ماكرون " في القمة الاميركية – الفرنسية الاخيرة

 

اكدت التقارير التي وردت الى بيروت عن القمة الاميركية- الفرنسية التي انعقدت الاسبوع الماضي، ان الموضوع اللبناني حضر خلال المناقشات بين الرئيس الأميركي" جو بايدن "والرئيس الفرنسي" ايمانويل ماكرون" من زاويتين: الاولى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية والتي شرحها" ماكرون" باسهاب خلال اللقاء انطلاقا من المعلومات المتوافرة لديه من سفارته في بيروت، ومن الشخصيات اللبنانية  الذين يتواصل  معهم مباشرة او من خلال مستشاره السياسي الممسك بالملف اللبناني" باتريك دوريل"، اضافة الى مرحلة ما بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الذي لعبت واشنطن دورا اساسيا في تحقيقه من خلال الوسيط الأميركي" آموس هوكشتاين"، كما كان لفرنسا مشاركة مباشرة في عملية التسهيل من خلال دور شركة  " توتال انرجي"، ولهذا تبادل الرئيسان" بايدن" و"ماكرون" الشكر في المؤتمر الصحافي الذي عقداه معا بعد انتهاء المحادثات. اما الملف الثاني الذي تداول به الرئيسان  فكان الاستحقاق الرئاسي بعد دخول  الشغور الرئاسي الشهر الثاني من دون ان تلوح في الافق اي اشارات عن احتمال حصول خرق اساسي في هذا الملف. ووفق التقارير التي وردت الى بيروت، فان لبنان لم يكن من المواضيع الاساسية التي اثيرت لان التركيز كان على معالجة الازمات المترتبة عن الحرب الروسية- الاوكرانية، ونوع العلاقة مع الصين وتداعيات في ازمتي الطاقة والمناخ فضلا عن كل ما يتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما في الشقين التجاري والاقتصادي القائمة بين عدد من الشركات الفرنسية والاميركية.

 

وكانت القيادات اللبنانية تابعت وقائع القمة الاميركية- الفرنسية واختلفت الرهانات عليها، فثمة من اعتبر ان هذه القمة  سوف تنتج اتفاقا على اسم الرئيس العتيد للجمهورية من خلال اتفاق " العملاقين" على مقاربة واحدة للاستحقاق الرئاسي يتم تسويقه مع المملكة العربية السعودية وحزب الله ومرجعيات لبنانية، فيما اعتبر آخرون ان الوصول الى مثل هذه النتيجة امر صعب في ظل تعقيدات الداخل التي سبق ان " خيبت" امل الرئيس الفرنسي عندما طرح " خارطة طريق" على القيادات اللبنانية في الاول من ايلول ( سبتمبر) 2020 وسمع كلاما مشجعا، الا ان الواقع كان عكس ذلك..... وفي رأي هذه  الفئة من القيادات اللبنانية ان كل ما يمكن ان يحققه الرئيسان الاميركي والفرنسي يبقى في اطار الاقتراحات او في افضل الاحوال " التوصيات"، مع ما يعني ذلك من جهد لا بد ان يتكشف في اكثر من اتجاه لتحقيق نتائج  ايجابية تحتاج الى " نفس طويل" من الانتظار، وفي هذا السياق تفيد المعلومات الواردة من واشنطن وباريس معا، ان من بين النقاط التي اثيرت بمبادرة من" ماكرون"، مسألة دعوة القيادات اللبنانية الى اجتماع يتم خلاله درس مخارج للازمة الراهنة اذا بقيت الاوضاع على حالها من التعقيد اي ان "ماكرون "يرى انه لا يمكن اعتماد سياسة " الفرض" على اي فريق لشخصية الرئيس العتيد، بل يجب ان يكون ذلك بالتفاهم والتشاور والتنسيق تفاديا لاي ردة فعل تفشل اي  مسعى تحت اي عنوان كان، وتم استبعاد فكرة قيام جامعة الدول العربية باي مبادرة في هذا الاتجاه،  اذ ان الجامعة باتت محدودة القدرة على التأثير في اي ملف عربي نظرا للتشتت الذي  اصاب الدول العربية بفعل خياراتها المتناقضة لاسيما في الشق المتعلق بالعلاقات مع اسرائيل حيث فتحت كل دولة  " على حسابها" في هذه المسألة الحساسة متناسية مبادىء العمل العربي المشترك وغيرها من الشعارات والقرارات التي صدرت عن القمم العربية المتتالية.

 

وانطلاقا من تعثر اي تحرك عربي جماعي كان التركيز على التحرك الثلاثي الاميركي- السعودي- الفرنسي الذي اطلق قبل اشهر مبادرة الصندوق المشترك للصندوق للشؤون الانسانية، اضافة الى ما يتصل بازمة الطاقة والاستشفاء واعادة بناء ما دمره انفجار مرفأ بيروت. لذلك كان الاتجاه الى توسيع اطار الاهتمام الثلاثي الاميركي- السعودي- الفرنسي وصولا الى الاستحقاق الرئاسي على امل الوصول الى تفاهم الحد الادنى حول اسم او اسماء محدودة للرئيس العتيد بحيث يتم التسويق داخل لبنان وخارجه.  ولكن كل المعطيات تشير الى ان مثل هذه المحصلة لم تتحقق،  ذلك ان الافكار حول الاستحقاق الرئاسي كانت " متناثرة"  وان النقاش ظل في العناوين مع  بعض الاشارات الى اسم هذا المرشح او ذاك في سياق السرد للوقائع وليس الايحاء او التفضيل. لذلك تم تغييب اي اشارة الى الاستحقاق الرئاسي في الكلام المشترك الذي صدر عن الرئيسين" بايدن" و"ماكرون "واكتفيا بالاشارة الى ملف الترسيم البحري لاسيما لجهة احتمال تحسين الوضع الاقتصادي للدولة وتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة. وتقول مصادر متابعة ان نتائج القمة الاميركية- الفرنسية في الشق اللبناني منها قد لا تظهر في وقت قريب لان مثل هذا البحث له متابعة من جهة، وتوسيع لاطار التشاور من جهة ثانية ذلك ان التوافق على النظرة  الى لبنان بعينين اميركي وفرنسية لا يكفي، وان هناك عيونا وعقولا اخرى على يمينهما وشمالهما يجب ان تقول كلمتها. وان ثبت ان الخلافات بين" ماكرون" و"بايدن" ما زالت قائمة في بعض الملفات الدولية فان ذلك لن يسهل امرار الخطوات المسهلة للحل في لبنان فاي نفور اميركي- ايراني وفرنسي تظهر في شأن ما يجري في ايران يتساوى في نتائجه السلبية مع اي خلاف ايراني- سعودي وهي امور كافية ليبقى القديم على قدمه في لبنان، ومعه استمرار خلو سدة الرئاسة لوقت اطول ومزيد  من الاهتراء المالي والنقدي والاداري الى آخر المعزوفة السلبية ما لم يلملم اللبنانيون اطرافهم لتحقيق اي انجاز يكون صنع في لبنان.