تفاصيل الخبر

ترسيم الحدود البحرية انعكس " ارتياحا" دولياً للهدوء السائد في منطقة عمل " اليونيفيل" جنوبا

07/12/2022
ترسيم الحدود البحرية انعكس " ارتياحا" دولياً للهدوء السائد في منطقة عمل " اليونيفيل" جنوبا

امين عام الأمم المتحدة " أنطونيو غوتييريس"

 

المناخات الايجابية التي سادت بعد الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع نهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون، وبدء الحديث العملي عن الاستعدادات اللوجستية والتقنية التي تقوم بها شركة " توتال انرجي" الفرنسية لبدء التنقيب في " البلوك رقم 9" في المنطقة الاقتصادية الخالصة في جنوب لبنان، كل هذه العوامل ظهرت اثرها بوضوح في التقرير الذي قدمه الامين العام للامم المتحدة" انطونيو غوتييريس" الى مجلس الامن الدولي حول تطبيق القرار 1701  من الفترة الممتدة من 21 حزيران ( يونيو) الى 2 تشرين الثاني ( نوفمبر) الماضيين، والذي عكس " ارتياح" القوات الدولية العاملة في الجنوب ( اليونيفيل) للاجواء السائدة في منطقة الجنوب الليطاني، وذلك للمرة الاولى منذ زمن اذ غالبا ما كانت تقارير الامين العام تعكس دائما عدم ارتياح القيادة الدولية لعدم تطبيق القرار 1701 وفق مندرجاته كافة. لقد بدا واضحا ان سبب " الارتياح" الذي ظهر في التقرير، هو تمكن القوات الدولية من الوصول الى كل النقاط " على الخط الازرق" التي طالما شكت " اليونيفيل" من عدم قدرتها من الوصول اليها ما كان يعيق تحركها ويحول دون تمكينها من قيامها بدورها كاملا في المراقبة وتسيير الدوريات وفق ما كان يرد في تقارير سابقة. الا ان هذه " العقبات" يبدو انها خفت بعد 18 تشرين الاول ( اكتوبر) الماضي، وان كان التقرير اشار الى حصول 23  حادثة اعتراض حصلت في الجنوب في الفترة الممتدة من 21 حزيران ( يونيو) وحتى منتصف تشرين الأول(اكتوبر) الماضيين ، وهي تجاوزات تكاد لا تذكر اذا ما قورنت مع عدد العمليات التي تقوم بها " اليونيفيل" التي ناهزت حوالي 14 الف نشاط كل شهر كمعدل وسطي.

 

وكشفت مصادر دولية ان مسألة تحرك " اليونيفيل" كانت دائما محور نقاش في نيويورك، وكانت المقاربة جائما سلبية لجهة عدم قيام الدولة اللبنانية بما يفرضه القرار 1701 لجهة تسهيل عمل " اليونيفيل" وازالة الصعوبات من امامها، وبرز في مناقشة تقرير غوتييريس الاخير  ان القوات الدولية بذلت جهودا لتوضيح موقفها من هذه المسألة  والتمسك خصوصا بحرية الحركة، مع الاشارة الى ان وحدات الجيش العاملة في منطقة العمليات الدولية واكبت دوريات " اليونيفيل" في المناطق التي كانت تقع فيها " اشكالات" بين الجنود الدوليين واهالي البلدات الذين يصرون  على ان يواكب الجيش القوات الدولية في كل دورياتها. ووفق المصادر الدولية، فان قرار مجلس الامن واضح لجهة " حرية تحرك" القوات الدولية وبالتالي فان اعتراضها كان يشكل خرقا لهذا القرار، لكن قيادة " اليونيفيل" اعتبرت انه من الاسلم التنسيق مع الجيش اللبناني لاسيما في البلدات " الحساسة" التي كانت شهدت مناوشات في وقت سابق.

 

مستوعبات... وحقول تدريب

واذا كان" غوتييريس "سجل " ارتياحا" في تقريره لجهة التطورات الايجابية التي تحققت بعد الانفراج الذي حصل في مسألة ترسيم الحدود، الا انه في المقابل جدد تسجيل اعتراضات على بعض الممارسات التي تحصل على الحدود، ولاسيما منها نشر جمعية " اخضر بلا حدود" مستوعبات في بعض النقاط الحدودية لاسيما في نقاط دقيقة من " الخط الازرق"، والتي اصبح عددها نحو 17 مستوعبا ( بيوت جاهزة) نشرت في 16 موقعا. وكانت هذه البيوت قد اعاقت عمل " اليونيفيل" وتحرك دورياتها على " الخط الازرق"، الا ان اعادة توزيع بعض هذه المستوعبات اعاد القدرة لدوريات " اليونيفيل" للوصول الى الخط بعدما كان ذلك متعذرا في السابق. وتلفت المصادر الدولية الى انها لم " تقتنع" بالتبريرات التي قدمت من ان وضع هذه المستوعبات وتسجيل حركة داخلها وخارجها، فرصته الظروف التي اعلنت فيها قيادة المقاومة سلسلة اجراءات سبقت انجاز ملف الترسيم تحسبا لاي طارىء في ظل التهديدات الاسرائيلية المتتالية التي كانت توجه الى لبنان والتي انحسرت بشكل شبه كامل منذ التوصل الى اتفاق الترسيم ما يعني ان نقل الاجراءات كانت " احترازية" و" ضرورية" في آن فرضتها دقة الوضع على الحدود والحذر الذي ساد خلال المفاوضات حول ترسيم الحدود. وثمة مسألة اخرى اعترض عليها "غوتتيريس" في تقريره، كما تقوم المصادر الدولية، وهي استمرار وجود " حقول رماية" في منطقة جنوب الليطاني يظهر فيها شبان يحملون اسلحة رشاشة، كانت مروحيات دولية التقطت لهم صورا خلال تحليقها روتينيا  فوق القرى التي اقيمت فيها هذه الحقول. وتشكو القيادة الدولية من انها لفتت مرارا نظر المسؤولين اللبنانيين الى وجود  هذه الحقول، وقدمت لهم صورا فوتوغرافية ملونة تظهر شبانا مسلحين فيها، لكن الجانب اللبناني لم يقم باي خطوة لاقفال هذه الحقول ومنع استعمالها  لاي غرض كان.

وفي الوقت الذي اشار فيه تقرير" غوتييريس" الى تعرض مروحية للقوة الدولية لنيران مفرقعات نارية فوق احد  الحقول قرب بلدة دير عامص في القطاع الغربي كانت تحلق على ارتفاع منخفض، اغفل التقرير مسألة احتلال اسرائيل لبلدة الغجر وقيامه باشغال فيها مكتفيا بالموقف التقليدي الداعي الى مطالبة العدو بالانسحاب من الجزء اللبناني من البلدة، علما ان " اليونيفيل" لا تزال  تمنع وصول الجيش اللبناني الى تخوم بلدة الغجر بحجة الحؤول دون حصول اي احتكاك مع الاسرائيليين، ما ادى الى ابقاء الاحتلال الاسرائيلي قائما في الجزء اللبناني من البلدة. واللافت في هذا السياق ان لبنان غيب في كلماته في المحافل الدولية والاقليمية التي حصلت منذ اشهر وحتى الامس القريب، وضع بلدة الغجر بهدف الوصول بهدوء الى حل نهائي لها بعيدا عن المزيدات والتفسيرات.