تفاصيل الخبر

الإستحقاق الرئاسي اللبناني يتحوّل إلى بورصة سياسية

26/04/2023
الإستحقاق الرئاسي اللبناني يتحوّل إلى بورصة سياسية

الوزير السابق سليمان فرنجية والعماد جوزف عون ..البورصة الرئاسية

 

بقلم علي الحسيني

 

على الرغم من التسريبات المُتعلّقة باقتراب "الفرج" بما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسي في لبنان واقتراب موعد انتخاب رئيس في مُدّة لا تتعدّى ثلاثة أشهر، إلّا ان واقع الحال يُشير إلى ان هذا الإستحقاق قد تحّول إلى "بورصة" سياسية ترتفع فيه أسهم هذا الأسم أو ذاك بحسب الدوافع السياسية التي يطرحها كُلّ فريق أو بحسب عمليات الدفع الخارجية عبر طريق الضغط على الفريق اللبناني المُعارض لترشيح الوزير السابق رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية أو قائد الجيش جوزف عون، او حتّى النائب ميشال معوّض. أمّا الوقائع الملموسة حتّى الساعة، تؤكّد ان الخلاف الداخلي او الخارجي ُرتبطان بتسويّة لا بد أن تنال موافقة إيران والسعودية.

الدور الفرنسي.. إلى أين؟

ثمّة مؤشرات أو دلالات سياسية، تُشير أن وجود دفع فرنسي باتجاه إنتخاب فرنجية مع العلم أنه حتّى الساعة لم يصدر عن المعنيين الفرنسيين أي تصريح علني يُعطي هذا الإنطباع أو حتّى تلميحات تتعلّق بصفة الرئيس المُقبل. في المقابل، يوجد دعم اميركي ـ سعودي وحتّى قطري لقائد الجيش ليكون المرشّح الأبرز للرئاسة تماماً من دون ان يُعلن "حزب الله" او إيران أي موقف سلبي ضد قائد الجيش مُقابل وجود دعم واضح وصريح منهما للوزير السابق فرنجية، وهذا يعني أن العودة إلى كلام الرئيس نبيه بري هو بمثابة البوصلة لتحديد مسار الإستحقاق هذا وذلك بعد تأكيده أن لا رئيس للبنان إلّا من خلال التوافق، والتوافق هنا بالنسبة إلى برّي وحتّى حليفه الشيعي (حزب الله) يكون من خلال إنتخاب شخصية تكون قادرة على إقناع الجميع على حلول تتعلّق بالإستراتيجية الدفاعية وقادرة على التحاور مع الحكومة السوريّة بشأن ملف النازحين السوريين في لبنان، وهو يعني بالتأكيد مُرشحه فرنجية.

وبالعودة إلى الدور الفرنسي وما نتج عنه حتّى الساعة، فتُشير مصادر سياسية بارزة إلى أن الفرنسيين ما زالوا على موقفهم الداعم للتوافق السياسي بين المكوّنات السياسية اللبنانية ،لكن من دون ان يصلوا إلى مرحلة يتمّ فيها الضغط على "الثنائي الشيعي" لاختيار أي مُرشّح بديل عن فرنجية، بل العكس فإن الفرنسيين يتجنّبون هذا النوع من الضغط خصوصا على "حزب الله" تماشياً مع مصالحهم الإقتصادية والسياسية في لبنان وهم العارفون بأن هذه المصالح لا تتحقّق بوجود خلافات مع الطرف الشيعي.

روسيا على خطّ الإستحقاق الرئاسي!

أّما بالنسبة إلى الدور الروسي، فتكشف المصادر أنه نهاية االأسبوع الماضي، زار وفد روسي بلدة بنشعي حيث التقى فرنجية وبحث معه في الملف الرئاسي ، وقد أوضح الوفد لفرنجية أنه الشخصية الأوفر حظّاً وتأييداً لرئاسة الجمهورية والأكثر قُدرة على التواصل بين الداخل والخارج والبحث في مجموعة حلول سياسي لإرساء التهدئة السياسية والأمنية. وبحسب المصادر فإن الوفد بحث مع فرنجية نظرته للوضع الإقتصادي فأكد للوفد أنه تلقّى وعداً من الرئيس بري والأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله بعدم الوقوف وراء تعطيل أي ملف أو مشروع يؤدي إلى نهضة لبنان خصوصاً داخل مجلس النوّاب وعلى صعيد العلاقة مع الدول العربية.

وبحسب المصادر نفسها فإنه في الليلة ذاتها زار الوفد الروسي الضاحية الجنوبية والتقى رئيس المجلس التنفيذي في "الحزب" هاشم صفي الدين وبحث معه في الملف الرئاسي، واستوضح موقف "الحزب" مسألة انعكاس الاتفاق السعودي الايراني على الوضع السياسي اللبناني وكيف سينعكس مستقبلا على علاقته بالدول العربية وتحديدا السعودية وقدرته على مساندة فرنجية في حال وصوله الى الرئاسة. وتُضيف المصادر: يبدو المشهد اليوم أقرب إلى الإتفاق الدولي على أسم فرنجية ، لكن أيضاً مع عودة اسم قائد الجيش جوزف عون وذلك من بوابة الضغط الأميركي والسعودي، لكن بحسب التسريبات فان الروس مؤيدون لفرنجية وهم مثل البقية يبحثون في مصالحهم الخاصة التي يستطيع تقديمها أو التي يُمكنه تحقيقها.

موقف "حزب الله"

يرى البعض من اللبنانيين، أن المانع الأكبر لانتخاب رئيس، هو تشدّد "حزب الله" في موقفه الداعم لفرنجية وأخذ الإستحقاق الرئاسي رهينة لديه وعدم الإفراج عنه إلا بشروطه، وقد عبّر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" تعيم قاسم  منذ ايام عن موقف حزبه بالقول أن الصورة على حالها منذ ستة أشهر. مرشح رئاسي لديه عدد وازن من أصوات النواب هو الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح تبحث عنه كتلٌ تصنِّف نفسها في المعارضة ولم تصل إلى اتفاق عليه حتى الآن، من بين عددٍ من المرشحين ليس لأحدٍ منهم أصوات وازنة. وشدد قاسم على ان البلد أمام مرشحين: أحدهما جدّي والآخر هو الفراغ، وكل المؤشرات المحلية والتطورات الإقليمية لا تنبئ بتغيُّر المشهد. لنحسم خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة، بالحوار وتذليل العقبات لإنقاذ البلد، وعدم إضاعة الوقت سدًى بتحقيق النتيجة نفسها بعد طول انتظار.

وفي مواقف لرئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، فقد اعتبر أنه من الضرورة أن يسارع الجميع للاستفادة من المناخات الإيجابية الإقليمية التي حصلت، وعلى اللبنانيين أن يحسنوا استثمارها لمصلحة لبنان، وأن يصلوا إلى معالجات منطقية وواقعية للأزمات المتفاقمة، والتي بدأت بأزمة مالية في البنوك والنقد، وها هي اليوم أصبحت أزمة دستور وقضاء وثقافة وعيش مشترك وغيرها من الأزمات، والعلاج لها يكون من خلال أن نحسن الاستفادة من هذه المناخات، وأن نعلم أن تاريخ لبنان السياسي، مُشيراً إلى أن الأزمات والوقائع السياسية الموجودة، كلها أدلة كافية على أنه لا حل في لبنان إلا بأن يلتقي اللبنانيون لإيجاد الحل، وحينما يكون البعض منتظرا أن يعالج الأمر من الخارج، فلن يصل إلى حل، ولن تكون هناك معالجة.

الموقف السعودي على حاله

في معلومات نقلتها وسائل إعلامية حول الموقف السعودي، نُقل أن الموقف السعودي لا يزال على حاله من المواصفات التي يفترض أن يتمتع بها رئيس الجمهورية المقبل وأن يكون من خارج الإصطفافات. وقد جاء هذا الموقف بالتزامن مع زيارة فرنجية للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي حيث اعتبر أن التسويات في المنطقة تحصل وهذا سينعكس بشكل او بآخر على لبنان وأدعو كل السياسيين لقراءة الامور بأي اتجاه تسير.

أضاف فرنجية: ذهبت الى فرنسا التي تتشاور مع السعودية، وأجبت عن العديد من الاسئلة وانا لا أعرقل وأدعم أي حكومة تقوم بإصلاحات، ومن الامور غير الصحيحة في الاعلام هو الحديث عن الفيتو السعودي ومن ثم الفيتو الاميركي وهذا يضرب صدقية الكثير من وسائل الاعلام ، مؤكداً انه لم يكن لدينا اي عداء لاي دولة عربية ونحن لا نريد إلا الخير للسعودية، وعلى الجميع قراءة الامور بايجابية تريح البلد وان نذهب الى استحقاق دستوري ومن يفوز بحاجة لمشاركة الجميع.