تفاصيل الخبر

سوريا تستعيد مقعدها في جامعة الدول العربية

10/05/2023
سوريا تستعيد مقعدها في جامعة الدول العربية

الجامعة العربية.. ماذا بعد عودة سوريا؟

 

بقلم علي الحسيني

 

في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2011، إتخذ وزراء الخارجية العرب خلال إجتماع طارئ، قراراً قضى بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لحين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية والتي وافقت عليها الحكومة السورية يومها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية. واليوم وبعد 12 عاماً على هذا القرار، إتخذت جامعة الدول العربية قراراً باستعادة سوريا عضويتها واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة بالإضافة إلى إستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من 7 أيار(مايو)  2023.

إمتناع عربي وحذر لبناني

على الرغم من الإجماع العربي على عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة وصدور قرار عن 18 دولة عربية بالإنفتاح على دمشق، ظلّت قطر على موقفها المعارض لهذه الخطوة وسط تأكيد منها بأنها تسعى دائما لدعم ما يحقق الإجماع العربي وأنها لن تكون عائقاً في سبيل ذلك لكن الموقف الرسمي لدولة قطر من التطبيع مع النظام السوري قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق. وبحسب بيان عن مسؤولي قطري، فإن قطر تتطلع دولة إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار، وأن يكون هذا الإجماع دافعا للنظام السوري لمعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري وتحسين علاقاته مع محيطه العربي بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

أمّا على الصعيد اللبناني، فقد اختلفت المواقف بين مُرحّب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وبين من يرى فيها على أنها خطوة في غير محلّها، يبدو أنه على الجميع أن يعتاد على وجود سوريا من الآن وصاعداً ضمن اجتماعات التي تُعنى بها الجامعة العربية بغض النظر ما إذا كان سيحضر الرئيس السوري بشار الأسد  القٌمّة التي ستُعقد في جدة ، مع تخوّف كبير لدى شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يرون بهذه العودة، ربّما العودة في إفساح المجال أمام إحتلال سياسي سوري للبنان خصوصاً في ظلّ التسريبات التي تتحدث عن أن إثارة أزمة ملف النازحين خلال الأيّأم الماضية، جاء ليُسهّل طريق بعبدا أمام رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، إنطلاقاً أنه الوحيد القادر على التحاور مع السوريين بالإضافة إلى طرح مجموعة ملفّات أساسية على رأسها موضوع الإستراتيجية الدفاعية.

لقاء للمعارضة السوريّة تحت جناح العرب

في موازاة عودة سوريا إلى ما يُسمّى بـ"الحضن" العربي، برزت مسألة أُخرى وهي صدور قرار عن الوزراء العرب بدعوة جميع اطراف المعارضة السورية الى الاجتماع في مقر الجامعة العربية خلال ثلاثة ايام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سورية على ان ينظر المجلس في نتائج اعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية. وفي حين فسّر البعض الدعوة هذه، بأنها خطوة عربية للتقارب مع المُعارضة السورية لمواجهة النظام السوري في المُستقبل، فإن البعض الأخر اعتبرها أنها بمثابة حُفظ ماء الوجه من الدول العربية حتّى لا يُظن بأنها تخلّت عن المُعارضة السورية بمُجرّد عودة سوريا بنظامها الحالي الذي يُمثله الأسد.

مواقف سياسية لبنانية

من جهته، علّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على قرار الجامعة العربية بإعادة عضوية سوريا اليها قائلا: وإن تأخر هذا القرار لسنوات لكنه خطوة بالإتجاه الصحيح وبإتجاه العودة الى الصواب العربي، الذي لا يمكن ان يستقيم الا بوحدة الصف والكلمة، لافتاً إلى أنه بعودة سوريا الى العرب وعودة العرب اليها بارقة امل لقيامة جديدة للعمل العربي المشترك.

وبدوره اعتبر رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن هناك موضوعاً حساساً قيد التداول، وهو موضوع اللاجئ السوري والمقيم السوري، فلا بد من مرجعية مركزية، ولقد فهمت من دولة الرئيس نبيه بري أن المرجعية ستكون الحكومة والجهاز المكلف من قبلها هو الأمن العام، ومن الضروري أن يكون هناك مرجع واحد يتعاطى في هذا الامر لكي لا ندخل في ملاحقات من هنا وهناك ومزايدات، ولا بد لهذا الملف ان يعالج بكل هدوء ودون عصبية ومزايدات، هناك مهجر قسراً وهناك من لم يهجر، وهناك مقيم منذ عشرات السنين يذهب ويأتي الى سوريا، لكنه مقيم والإقتصاد اللبناني حتى في هذه الازمة الخانقة يعتمد عليه .

ورداً على سؤال حول موضوع عودة سوريا الى الجامعة العربية أجاب جنبلاط: يعني حلو "الإنشاء العربي لكن سوريا عادت عاد "النظام ماشي الحال،  عادت سوريا، عاد النظام السوري الى الحضن، لكن بدّي اعرف وينوي هيدا الحضن"؟. وفي تغريدة له، سأل جنبلاط: وهل سألوا الشعب السوري اذا كان يرغب في العودة الى الحضن العربي طبعا لا.الجامعة العربية شبيهة بسفينة "تايتنيك" تحمٍل هذا الشعب الى غرق محتوم وقد أعطي النظام شرعية التصرف واللذين نجوا من التعذيب او السجون او التهجير فان الحضن الحنون كفيل بشطبهم ومتى بربكم استشرتم الشعوب.

أمّا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع"، فقد صرّح بأنه إذا كان للباطل جولة، ولو ورقية - نظرية، فسيكون للحق ألف جولة وجولة، ولكن حقيقية.  وشدد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية لمساعدة سوريا، في الخروج من أزمتها، وضرورة الحوار المباشر مع حكومة النظام السوري للتوصل إلى حل شامل للأزمة السورية.

الإمارات والدور الأبرز

المؤكّد، أن دولة الإمارات العربية المُتحدة، قامت بجهد جبّار وعمل متواصل، أدّى في نهاية المطاف إلى عودة سوريا للجامعة العربية وذلك من خلال عمليات تواصل جرت في السرّ والعلن، كان هدفها تقريب وجهات النظر العربية تمهيداً لهذه العودة. ومن هذا المُنطلق، كان لافتاً الإتصال الذي أجراه الرئيس السوري بشار الأسد برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، بعد إعلان قرار عودة دمشق للجامعة العربية حيث أعرب الأسد عن تقدير سوريا للدور الذي تقوم به الإمارات من أجل لمّ الشمل وتحسين العلاقات العربية، بما يعزز التعاون العربي المشترك ويخدم مصالح الدول والشعوب العربية"، وفقا للرئاسة السورية.