تفاصيل الخبر

اصوات معوض تتراجع والمعارضة تبحث عن بديل لان امكانية تلاقيه مع باسيل غير واردة لدى الاثنين

14/12/2022
اصوات معوض تتراجع والمعارضة تبحث عن بديل لان امكانية تلاقيه مع باسيل غير واردة لدى الاثنين

النائب ميشال معوض

 

لا يختلف اثنان على ان جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية قد دخلت الروتين القاتل لاسيما وان المشهد نفسه يتكرر كل اسبوع وجلسة في اثر جلسة  في وقت لا تلوح فيه اي بارقة امل بقرب الوصول الى خواتيم سعيدة. ومع تكرار الاوراق البيضاء واسم النائب ميشال معوض الى جانب اسماء او عبارات رمزية اخرى مثل " لبنان الجديد" و " التوافق" و " من اجل لبنان" الخ.... تطرح الاوساط السياسية تساؤلات عن فائدة استمرار النائب معوض في ترشحه مع عدم تمكنه من الوصول الى الاكثرية المطلقة اي 65 نائبا، في وقت يبقى رئيس تيار " المردة"  سليمان فرنجيه المرشح غير المعلن  الذي لم يطرحه بعد اي فريق ولا هو طرح نفسه بشكل حاسم، فيما لا يزال رئيس " التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يتحفظ على اسم المرشح الذي يدعمه للموقع الرئاسي الاول مع استمرار تأكيده على عدم التصويت لفرنجية. وتلاحظ الاوساط نفسها ان باسيل الذي عارض علانية الاقتراع لفرنجية، لم يدل باي موقف واضح حيال ترشح معوض لا سلبا ولا ايجابا الى درجة ان ثمة من تحدث عن ان باسيل يمكن ان يصوت لمعوض بعد الخلاف الذي نشأ بينه وبين حزب الله على خلفية مشاركة وزيري الحزب في جلسة مجلس الوزراء، والاشكالات التي نشأت على اثر هذه الجلسة. وفيما سارع باسيل الى نفي مثل هذه " الشائعات" مؤكدا على ان موقفه من الاستحقاق الرئاسي لم يحدد بعد، لم يبد معوض اي حماسة لفتح " حوار مع باسيل يمكن ان يفضي الى حصوله على اصوات " تكتل لبنان القوي" التي اذا ما اضيفت الى الاصوات التي ينالها معوض في كل جلسة، يمكن ان يؤمن اكثرية الـــ 65 نائبا.

 

وفي هذا السياق، تقول مصادر قريبة من معوض ان لا امكانية لفتح اي حوار مع باسيل لانه يخوض معركة سيادية من دون تنازلات وهو لن يدخل في اي تسويات ولا يهمه الوصول الى بعبدا بقدر الحفاظ على المبادىء التي صوت الناس له على اساسها، واحدى اهم هذه المبادىء التي تحمل خلافا جوهريا مع " التيار" هو توصيف مشكلة سلاح حزب الله  لان معوض " صارم" في هذه المسألة حتى عندما تحالف مع " التيار" في انتخابات 2018 كان يعبر عن موقفه بشكل او بآخر، وهو يعلن من زمان ان " التيار" امن الغطاء السياسي المسيحي لسلاح الحزب لاسيما في عهد الرئيس ميشال عون.  وتضيف هذه المصادر ان معوض له رأيه في اداء " التيار" خلال عهد الرئيس عون وما قيل عن ممارسات اربكت العهد واوصلت البلاد الى ما وصلت اليه، اضافة الى ان – معوض لا يريد- في حال تأمنت ظروف انتخابه- ان يكون مكبلا بمطالب باسيل في الوزارات والتعيينات الادارية وغيرها من مطالب باسيل المعلنة وغير المعلنة. ولذلك يصر معوض على خوض معركة سياسية وسيادية واصلاحية، بينما لو حصل تقارب بينه وبين باسيل، فان رئيس " التيار" لا يمكنه ان يخرج من عباءة حزب الله.

 

تراجع اصوات معوض... وبحث عن بديل

في المقابل، فان مراجع سياسية دعت الى التوقف عند " مفارقة" سجلت في الجلسة التي عقدت يوم الخميس الماضي تتعلق بالرصيد الذي ناله النائب معوض والذي لم يتخط الـــ 40 صوتا من قوى المعارضة التي تؤيده ما اوحى بتراجعه بدلا من التقدم الى الامام، واذا كان من يؤيد معوض يبرر هذا التراجع بالغياب الدوري لعدد من النواب الذين يؤيدونه بصراحة، سواء من اولئك المستقلين، او ممن ينتمون الى كتل تمنحه اصواتها بشكل معلن، معطوفا على قرار المجلس الدستوري استبدال نائبين من المصوتين له، بآخرين معارضين له، فان هناك في قوى المعارضة من يعتبر ان خيار معوض قد " استنفد" وان الوقت قد حان عمليا للبحث عن " استراتيجية بديلة" يمكن ان تكون مجدية اكثر. يتذكر هؤلاء ان الخيار رسا على معوض في الدرجة الاولى باعتبار انه " قادر" اكثر من غيره على " توحيد" نواب المعارضة بكل اطيافها وتشعباتها، وتحديدا اكثر من المرشحين " الطبيعيين" للاحزاب الاساسية، على غرار رئيس حزب " القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي يكرر دائما ان قبوله بمعوض شكل " تنازلا" من جانبه، او حتى رئيس حزب " الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، الذي قد يصنف على انه " مرشح تحد" بدرجة كبيرة. ان الواقع اثبت ان ترشيح معوض لم يحقق الغايات المرجوة منه، كما يقول بعض المحسوبين على المعارضة نفسها، اذ ان " اقصى طموح" الرجل بات الوصول الى 50 صوتا يقول انها باتت في " الجيب" وهو ما لم يترجم بعد في اي جلسة، ما يجعله شديد البعد عن حاجز الـــ 65 صوتا المطلوب للفوز، والذي يدرك الجميع انه ليس كافيا، طالما انه لا يستطيع ضمان " حضور" 86 نائبا لجلسة تفضي الى انتخابه، وهو ما يتسبب بتعطيل النصاب. ولا ينفي هؤلاء وجــــود " تململ "داخل قوى المعارضة نفسها من التمسك بخيار معوض، وقد ترجم هذا الامر بوضوح في الجلسة الاخيرة، حيث لم " تطابق" حسابات الحقل حسابات البيدر كما يقال، اذ ان " الاحصاءات" بينت ان النواب الذين كانوا حاضرين في الجلسة، والذين يضعهم معوض ضمن " المؤيدين صراحة" له،  لم يقترعوا جميعهم لصالحه، في " رسالة ضمنية" قرأها البعض على انها اعتراض على المضي بخيار لم يعد ممكنا التعويل عليه، في وقت يتنامى فيه الحديث عن " تسوية" ما يتم التحضير لها في دول عربية واجنبية تمهيدا لطرحها على السياسيين اللبنانيين لــ " مباركتها" والعمل بموجبها!.

 

الا ان ثمة من يرى ان الوقت لم يحن بعد للتخلي عمليا عن خيار ميشال معوض لاسيما وان التباينات قائمة بين قوى المعارضة حول هذه المسألة بالذات، علما ان اي تغيير لاعتماد خيار جديد، لا بد ان يرتكز على معايير مختلفة عما سبق اقله من اجل " ضمان" التفاف كل النواب المستقلين حوله تفاديا لتكرار مشهد الانقسامات غير المجدية.  وتتحدث مصادر متابعة عن المبادرة التي اعلن فيها احد نواب بيروت نبيل بدر معطوفة الى اقتراحات اخرى متفرقة، يمكن ان تكون " اول الغيث" في سبيل توحيد المعارضة على خيار يكون مقبولا من الجميع، وما يشجع في هذا الاتجاه ان معوض نفسه كان ابدى استعدادا لدعم اي مرشح تتفق عليه المعارضة، بل هو مستعد لخوض معركته، كما قال. من هنا يدعو البعض احزاب المعارضة وكتلها الى البحث عن " تقاطعات" مع القوى المستقلة والتغييرية وتوحيد الموقف لاحداث الخرق المطلوب وعدم اضاعة الوقت لاسيما وان الاستحقاق الرئاسي لن ينجز من دون توافق بين القوى السياسية لتأمين حضور 86 نائبا وامكانية الحصول على 65 نائبا في الدورة الثانية- وما عدا ذلك فان المسرحية سوف تستمر ومعها اضاعة الوقت بالاوراق البيضاء وبالاقتراع لمرشح لم ينل بعد تأييد كل قوى المعارضة!.