تفاصيل الخبر

زيارة "لودريان" استطلاعية لرسم خارطة طريق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي

22/06/2023
زيارة "لودريان" استطلاعية لرسم خارطة طريق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي

الموفد الفرنسي "جان ايف لودريان " خلال اللقاء الرئيس نبيه بري

 

خطفت زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي" جان إيف لودريان " لبيروت التي بدأها يوم الأربعاء الماضي، الأضواء وانشغل  الوسط السياسي اللبناني  بها وسط ترقب لما سيحمله من طروحات . وقد  استهل " جولته بزيارة  رئيس مجلس النواب نبيه بري  الذي قال إنه أقام حواراً صريحاً وإيجابياً جيداً مع "لودريان"،بالتزامن مع تأكيد مصادر مقربة من بري ان أجواء المحادثات التي استمرت لساعة كانت إيجابية تمّ خلالها  تبادل الآراء والنقاش الصريح ، في وقت اكدت هذه المصادر ان بري   لن يدعو  الى جلسة   بانتظار  نتائج الحراك الخارجي الجاري حالياً ، بعدما سبق ان اكد امام بعثة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الاوروبي برئاسة النائبة" إيزابيل سانتوس" والوفد النيابي المرافق،انه لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية ، مشيراً الى أنه كان قد دعا مرتين الى الحوار من أجل التوافق ورفضت هاتين الدعوتين ، قائلاً : بعدها ذهبنا الى 12 جلسة إنتخاب والنتيجة هي هي ،  معتبراً ان إنتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هي المدخل لإنجاز الإتفاق مع صندوق النقد الدولي.

  واستكمل" لودريان" يوم الخميس الماضي على القيادات السياسية والمرجعيات الروحية  بزيارة  حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي  ، حيث اكد خلال اللقاء أنّ "الهدف من زيارته الأولى للبنان استطلاع الوضع سعيًا للمساعدة في إيجاد الحلول للأزمة التي يمر بها لبنان، والبحث مع مختلف الجهات في كيفية انجاز الحل المنشود"، فيما شدد ميقاتي على أنّ "المدخل إلى الحل يكمن في انتخاب رئيس جديد"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة أنجزت المشاريع الاصلاحية المطلوبة ووقعت الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي، وإن اقرار هذه المشاريع في مجلس النواب يعطي دفعًا للحلول الاقتصادية والاجتماعية المرجوة".

ومن السراي انتقل" لودريان"  الى مقر البطريركية المارونية في بكركي والتقى البطريرك بشارة الراعي ،ويقول من هناك : سأتواصل مع كل الفرقاء اللبنانيين للخروج من الأزمة وسأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات توفّر الأمل لإخراج لبنان من أزمته ولا أحمل أي طرح لكنني سأستمع الى الجميع والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين.

 اضاف: هي زيارة اولى ستلحقها زيارة اخرى الى لبنان للخروج من المأزق والحل يأتي من اللبنانيين وفرنسا ستبقى حاضرة دائما.

 وزار" لودريان" بعدها  رئيسَ حزب "القوات اللبنانية "سمير جعجع  الذي اعلن  بعد اللقاء ان موضوع الرئاسة بحاجة إلى 128 نائبا ولا يتطلب تدخلا دوليا، و"لودريان" يسعى لإيجاد الحلول وهو مُرحّب به مثل أي موفدٍ أجنبي آخر، لكنّ المسألة الرئاسية مرتبطة بالداخل والنواب والكتل في البرلمان، موضحاً  ان جولة الموفد الفرنسي إستطلاعية وقد طرح أسئلة عن مختلف الأمور وليس لديه أي مقترح لطرحه، وقال :  الحوار ضروري ونحن على جهوزية للإتفاق على مرشح ولكن ليس وفق الطريقة القائمة حالياً خصوصاً وسط تمسك محور "الممانعة" بترشيح  سليمان فرنجية ولم ينقطع التواصل والحوار أبداً مع المسؤولين الفرنسيين في الماضي و"لودريان" لم يأتِ لإقناعنا بفرنجية أو غيره .

 كما اجتمع "لودريان " مع رؤساء الكتل ونواب مستقلين في قصر الصنوبر  على مائدة غداء.

وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة ان"  لودريان" لا يحمل مبادرة محددة بل تأتي  جولته ضمن خريطة طريق لإنهاء الأزمة الرئاسية عر لاستمزاج آراء القوى السياسية ومناقشة كل الخيارات والاقتراحات  ليكون الصورة الكاملة عن المواقف والخيارات  ويضع كل المعطيات امام الرئيس الفرنسي" ايمانويل ماكرون" الذي يناقشها بدوره مع الجانب السعودي وبعدها  يضعها في عهدة اللقاء الخماسي  المعني بلبنان والذي يضم الى جانب فرنسا كلا من الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر ليبنى على الشيء مقتضاه،  وترسم صورة الحل عر تسوية مقبولة من الجميع  طالما  ان كل فريق يضع فيتو على مرشح الفريق الاخر  ولا يستطيع لوحده ان يؤمن فوزه مرشحه وبالتالي فالتعويل سيكون على التدخل رالخارجي في ظل عناد الداخل وتمسكه بمواقفه ، على ان لا  تقتصر سلة الحل على رئاسة الجمهورية  بل تتعداها الى الحكومة  والمناصب الإدارية والعسكرية الرفيعة بدءاً من قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان ،  ولذلك وصفت صحيفة "لوموند الفرنسية" مهمة" لودريان" بـ "المستحيلة" بسبب ما وصفته بعدم  مسؤولية الطبقة السياسية اللبنانية  وفسادها.

 وكانت الهيئة السياسية للتيار" الوطني الحر " قد رأت أن الجلسة الأخيرة لإنتخاب رئيس الجمهورية إنجلت عن معادلة واضحة تقضي بأن تتواصل الدعوات لجلسات إنتخاب لإنتاج رئيس عبر التصويت أو يقتنع الفريق الداعم لفرنجية أن طريق الوصول مسدود وبالتالي تنتقل القوى النيابية الى مرحلة جديدة لإنتاج رئيس بالتوافق على الإسم وعلى الخطوط العريضة لبرنامج العهد وسبل تأمين النجاح له.

 كما ان السفيرة الأميركية "دوروثي شيا "في احتفال امس  أقامته السفارة في البيال لمناسبة العيد الوطني:  "أننا نعلم جميعًا الإجراءات التي يجب اتخاذها، وأولاً وقبل كل شيء، يجب على البرلمان أداء واجبه السيادي من خلال التوصل إلى توافق، والحفاظ على النصاب القانوني وانتخاب الرئيس الذي يمكنه العمل مع حكومة ذات صلاحيات لتنفيذ إصلاحات تعيد اقتصاد البلاد إلى مساره لصالح جميع اللبنانيين. ونتطلع إلى الشراكة مع الرئيس المستقبلي، وهو شخص نعتمد عليه في وضع مصالح البلد أولًا، شخص غير فاسد أو خاضع للنفوذ الخارجي".