من المتوقع ان ينصّب رئيس " اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي خلال مؤتمر الحزب الانتخابي العام في 25 الجاري بعدما استقال رئيسه النائب والوزير السابق وليد جنبلاط في أواخر أيار( مايو ) الماضي ، خاصة وان تيمور بك تقدم بطلب ترشيحه للرئاسة ما يؤكد هذا التوجه ليصبح الرئيس الثالث للحزب التقدمي بعد الرئيس الأول المؤسس المعلم كمال جنبلاط والذي خلفه بعد اغتياله في 16 اذار( مارس) عام 1977 ابنه وليد الذي اصبح الرئيس الثاني .
وقد كثرت التحليلات حول دوافع وليد بك في ان يتسلم نجله تيمور المسؤوليات في حياته وربط كثيرون القرار بتطورات المنطقة لاسيما ما يتعلق بعلاقته بسوريا بعد التطبيع الأخير بين سوريا والدول العربية حتى الخليجية منها ، الا ان الامر أساسا مرتبط بالتوريث السياسي المتعمد في معظم البيوتات السياسية اللبنانية ، خاصة وانه سبق لجنبلاط الاب ان تنازل لابنه تيمور عن النيابية منذ العام 2018 ، واعلن صراحة في ذكرى اغتيال والده عام 2017 تسليم الزعامة لتيمور في سياق مرحلة انتقالية، حيث وضع وليد بك كوفية تقليدية على أكتاف تيمور، معتبراً ان المستقبل هو للشباب وللجيل الجديد تماما كما فعل رئيس تيار" المردة" سليمان فرنجية وتنازل عن النيابة لابنه طوني وان كان لا يزال رئيسا لتيار" الـمردة" .
ويترقب الوسط السياسي ما سحمل مؤتمر الحزب الاشتراكي من متغيرات على مستوى الترشيحات وانتخاب الرئيس ونوابه وأعضاء مجلس القيادة و ما اذا كان سيؤشر الى اعتماد منجهية جديدة قائمة على الانفتاح على عنصر الشباب كما يريد تيمور ومحاولة لخروج الحزب من "شرنقته الدرزية" الى ما كان عليه زمن التأسيس وجمعه لكوادر من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق ام سيتكرر النمط التقليدي المتبع ولا يشهد الحزب أي تغيير متوقع.
فالحزب الذي تأسس الحزب في 5 كانون الثاني(يناير ) 1949 على يد كمال جنبلاط، وفريد جبران، وألبرت أديب وعبد الله العلايلي وفؤاد رزق وجورج حنا، وتزعمه جنبلاط الجد ،انضم إلى الحركة الوطنية اللبنانية زمن الحرب الاهلية عام 1975 ، ناهيك عن قيادته ثورتي 1952 و1958 ، وخاخض معارك شرسة ضد اليمين اللبناني بالتعاون والتنسيق مع المقاومة الفلسطينية وصولا الى حرب الجبل عام 1983 بعد تسلم وليد بك الراية بتاريخ 29 نيسان ( أبريل) 1977 اثر اغتيال والده في 16 اذار( مارس) 1977من العام نفسه، ومساهمته مع حليفه الرئيس نبيه بري في ثورة 6 شباط ( فبراير) 1984 ضد السلطة القائمة وحكم الرئيس امين الجميل . وبد الطائف عام 1989 عين وليد بك نائبا عن الشوف في مركز والده الشاغر عام 1991 ، وبعدها انتخب فبي الأعوام 1992 حتى انتخابات 2018 . كما عين وزيراً اكثر من مرة بدءاً من العام 1984 ، لينضم بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط(فبراير) 2005 الى" ثورة الأرز" وفريق 14 اذار ، وبعدها يخرج من عباءتها الى خط الوسط ويصبح بيضة القبان النيابية في اكثر من مفصل سياسي ليعود اليوم ويتقاطع مع معظم الأحزاب المسيحية عبردعم الوزير السابق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية .
فهل سيكون عهد تيمور واعداً ويعيد الحزب الى انفتاحه التأسيسي على مختلف الشرائح الوطنية ويعبر به حدود المناطق الدرزية الى مساحة التلاقي الوطني الكبير ام سيبقى كغيره من الأحزاب الطائفية والمذهبية بدون اي بعد وطني ؟!