تفاصيل الخبر

إشعال الجبهة الجنوبية.. لمصلحة من؟

12/04/2023
إشعال الجبهة الجنوبية.. لمصلحة من؟

صواريخ القليلة

 

بقلم علي الحسيني

 

كادت أن تشتعل الجبهة الحدودية مع إسرائيل، لولا أن الدول المعنية باستقرار الأمن في المنطقة، سارعت لإخماد الصواريخ المجهولة "المعلومة" التي إنطلقت من سهل القليلة في صور باتجاه إسرائيل كرسائل ردّ على ما يحصل من إرتكابات عنصرية بحق الفلسطينيين في ومسجد الأقصى. والأبرز أن الردّ من لبنان، جاء كرسالة واضحة من محور "المُمانعة" إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو"، بأن إسرائيل لن تكون بعد اليوم محصّنة عن المحاسبة على ما ترتكبه سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان وأن الشعب الفلسطيني ليس معزولا، وأنه في حال أقدمت إسرائيل على رد تصعيدي آخر، سيكون لذلك التصعيد ردود أفعال أكبر بكثير، ستعاني منها على أكثر من صعيد وأبعد من حدود.

إسرائيل تتجنّب مواجهة "حزب الله"

بعد وقت قليل على إنطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، سارعت الأخيرة إلى إتهام حركة "حماس" بالوقوف وراء العملية مُستبعدة "حزب الله" هن أجندتها الأمر الذي فسّره البعض، بأنه ناجم عن تكتيك حرب إسرائيلي يقوم على تجنّب الدخول في مواجهة غير محسوبة النتائج مع "حزب الله" منعاً لحصول المزيد من الإرباك الداخلي خصوصاً في ظل اشتداد الأزمات بين الحكومة الإسرائيلية واليمين المُتطرّف. والقرار هذا  كشف عنه مسؤول إسرائيلي في حكومة" نتنياهو" لموقع "واللا" العبري أنه عند مناقشة الرد على وابل الصواريخ التي أُطلقت من لبنان يوم الخميس الماضي، خلص الوزراء الإسرائيليون إلى أن تل أبيب ليست لديها أي مصلحة في الانجرار إلى حرب في لبنان من شأنها المخاطرة بالتحول إلى صراع إقليمي.

وبحسب الموقع، فإن الاضطرابات الداخلية في إسرائيل بشأن خطة الإصلاح القضائي للحكومة أدت إلى زعزعة استقرار اقتصاد الدولة والمكانة العسكرية والدولية، مما كان عاملاً رئيسيًا في صنع القرار. وكان "الكابينت" الإسرائيلي عُقد مساء الخميس الماضي لمدة ساعتين لبحث الرد على الهجمات الصاروخية من لبنان وغزة، وبعد عدة ساعات نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات على مواقع لحركة "حماس" في غزة.

نصرالله يلتقي هنيّة

تزامناً مع التصعيد الصاروخي والرد الإسرائيلي داخل فلسطين وفي بعض النقاط في الداخل اللبناني، التقى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مسؤول المكتب السياسية لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة حيث جرى إستعراض الوضع في المنطقة لاسيّما التطورات في فلسطين ومجريات الأحداث في المسجد الأقصى، ‏والمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بحسب بيان مكتب العلاقات الإعلامية لحزب الله. وفي السياق، توقف مراسل الشؤون العربية في القناة "13" الإسرائيلية،" حيزي سيمنتوف"، عند اللقاء، واعتبر أنّ أهميته تكمن في تنسيق المواقف بين حماس وحزب الله، وأن الهدف منه بث الوحدة في محور المقاومة، سوريا وإيران وحماس وحزب الله، وأيضاً لتنسيق المواقف بشكل وثيق جداً بين نصر الله وهنيّة.

كما توقفت القناة "13" عند الصورة المشتركة للقاء، التي يبدو فيها "الجميع مبتسمون"، وأشارت إلى أنّ الصورة لا تظهر أن "نصرالله يعيش في مخبأ"، معتبرةً أيضاً أنّ الرسائل منها هي القول "نحن معاً"، وهو ما فهمه الجميع، بحسب محلل الشؤون العربية" آفي يسسخاروف."
 وتعليقاً على الصورة المشتركة لنصرالله مع وفد قيادة حماس، اعتبرت القناة "12" أن نصرالله، بهذه الصورة، وضع إصبعاً في عين الإسرائيليين ، موضحةً أنّ هذه الصورة تساوي أكثر من ألف كلمة، وتشرح قصة الأسبوع الأخير الذي فتحت فيه جبهة من لبنان.

إستنفار محور "المقاومة"!

مع تصاعد وتيرة إطلاق الصواريخ ووسط المشاورات السريعة التي أجرتها الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ القرارات المُناسبة والتي ترافقت مع ردّ على مواقع تابعة لـ"حماس"، جرى الحديث عن إستنفار عام لكافة محور "المُقاومة" من إيران واليمن إلى العراق ومروراً بسوريا ولبنان ووصولاً إلى فلسطين، من هنا تُشير مصادر سياسية بارزة إلى أن "إسرائيل تعقّلت إلى حد ما في عملية الردّ بحيث لم ترد توسيعها، خشية الردود الصاروخية التي كانت ستنهال عليها في توقيت واحد، ولذلك تعمّدت الحكومة الإسرائيلية إلى تجنيب "حزب الله" عن دائرة الإستهداف حتّى أنها وللمرة الأولى، تستبعد إيران عن مسرح الصواريخ وهذه إشارة واضحة بأن إسرائيل قامت بعملية حساب سريعة، ارتأت بعدها عدم الدخول في مواجهة غير محسومة النتائج.

هل يُمكن القول بأن الرد الإسرائيلي قد انتهى إلى هذا الحد؟، تُجيب المصادر نفسها: لا يبدو أن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد ولو أن حكومة نتنياهو تعتبر نفسها أنها ما زالت تمتلك حقّ الرد وذلك من باب جعل محور "المُقاومة" يعيش القلق وخصوصاً "الحزب" تماماً كما الحالة التي جعل نصرالله الإسرائيليون يعيشونها عندما جرى استهداف أحد كوادر حزبه في دمشق حيث حّر وقتها إسرائيل بأن الرد سيكون في الزمان والتوقيت المُناسبين.

الموقف اللبناني

وتجنّباً لمزيد من التصعيد، فقد أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن التحقيقات الأولية التي قام بها الجيش اللبناني كشفت أن من قام بإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل، ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، مُضيفاً: أن ما يُقال عن غياب وعجز الحكومة فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، يندرج في إطار الحملات الإعلامية والاستهداف المجاني، فمنذ اللحظة الأولى لبدء الأحداث في الجنوب، قمنا بالاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين، ومع الجهات الدولية الفاعلة بعيدا عن الأضواء، لأن هذه المسائل لا تعالج بالصخب الإعلامي أو بالتصريحات.

وأردف ميقاتي قائلا: لقد تبين من التحقيقات الأولية التي قام بها الجيش أن من قام بإطلاق الصواريخ، ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، وإن الأمر كان عبارة عن ردة فعل على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، مُعتبراً أن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمر مرفوض، وقدمنا شكوى جديدة بهذا الصدد إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي.