تفاصيل الخبر

جعجع " المتمسك" بترشيح معوض لا يمانع من الانتقال الى الخطة " ب" اذا توافرت " ضمانات" نجاحها

18/01/2023
جعجع " المتمسك" بترشيح معوض لا يمانع من الانتقال الى الخطة " ب" اذا توافرت " ضمانات" نجاحها

الدكتور سمير  جعجع مع النائب ميشال  معوض

 

لم يكن مستغربا ان تصر " القوات اللبنانية" على الاستمرار في دعم ترشيح النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية ويقترع له نوابها في كل جلسة من جلسات الانتخاب التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، مع علم " القوات" ورئيسها الدكتور سمير جعجع انه لن يكون من السهل تأمين اكثرية موصوفة من الاصوات النيابية لضمان فوز معوض بالرئاسة. ولعل هذا الاصرار " القواتي" على دعم معوض له ما يبرره في صفوف قيادة معراب التي ترى في المرشح الزغرتاوي مواصفات تنطبق على تلك التي حددها " الحكيم" في اكثر من مناسبة، اضافة الى انه سليل زعامة زغرتاوية وشمالية افرزت رئيسا للجمهورية هو الرئيس الشهيد رينه معوض الذي قضى نتيجة مواقفه السيادية في الوقت الذي اجمع عليه النواب بعد مؤتمر الطائف الذي قيل يومها انه " فصّل" البدلة الرئاسية للرئيس الشهيد بحياكة اميركية وسعودية وموافقة سورية وغطاء بطريركيا وفرته تلك الزيارة السريعة التي قام بها الرئيس الراحل حسين الحسيني، وكان رئيسا لمجلس النواب آنذاك، الى روما واللقاء الذي جمعه مع البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير الذي وافق على مضض على اتفاق الطائف "لانقاذ" لبنان من ما كان اسوأ على حد ما ورد في مذكرات البطريرك الراحل. و" القوات" لم تؤيد معوض بالصدفة بل كان تأييدها له عن سابق تصور وتصميم اذ وضعت هذا الترشيح في مواجهة ترشيح الزعيم الزغرتاوي الاخر رئيس تيار " المردة" سليمان فرنجية لتعطي المواجهة بين الزعيمين الزغرتاويين ابعادا اضافية تتجاوز الاعتبارات السياسية الى الحسابات الشخصية والمناطقية لان وضع معوض في مقابل فرنجية يجعل هامش المناورة يضيق مارونيا اضافة الى مواصفات متشابهة على الصعيد الشخصي، فكما ان فرنجية هو حفيد رئيس سابق للجمهورية هو الرئيس الراحل سليمان فرنجية، وسليل زعامة شمالية واسعة، كذلك فان معوض هو ابن رئيس جمهورية سابقة ومن بيت سياسي- عريق وله في الوجدان الشعبي والسياسي الشمالي الحضور المميز ايضا.

 

لكن السؤال الذي يطرحه المراقبون هو الى اي مدى سوف تستمر " القوات اللبنانية" في دعم النائب معوض الذي لم يتمكن حتى الان من تأمين عدد مقترعين يتجاوز الـــ 40 صوتا؟ تسارع مصادر " القوات اللبنانية" الى القول بان دعمها لمعوض " ليس مناورة" لكنها سوف تتعامل مع هذه المسألة الحساسة بواقعية سياسية اي ان موقفها لا يعني عدم وجود " خطة ب" لديها لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، لكن آوان اعتماد هذه الخطة لم يحن بعد. وتضيف المصادر نفسها ان " القوات" اتفقت مع " الحلفاء" عندما طرحوا الاستحقاق الرئاسي قيد البحث، على ضرورة خوضه بمرشح واحد على رغم ان لكل من هؤلاء " الحلفاء" مرشحين آخرين كانوا يفضلون السير باحد منهم. الا ان التوافق على اسم معوض جمع الكل تحت لافتة واحدة، والقاعدة كانت بالاتفاق مع معوض نفسه على السير به " مرشحا نهائيا" الى حين انتخابه من خلال تأمين 65 صوتا له، لكن اذا استمرت المراوحة بالبقاء على رقم لا يتجاوز الـــ 40 صوتا فهذا يعني اعدام اي فرصة لانتخاب رئيس جديد وهذا ما يرفضه كل افرقاء المعارضة ومعوض منهم. وفي رأي مصادر متابعة للاستحقاق ان لــ " القوات اللبنانية" الحصة الكبرى في طرح اسم معوض للاسباب التي وردت آنفا وذلك انطلاقا من حسابات شمالية بالنسبة الى جعجع، اضافة الى رغبة اميركية ليست سرا على احد نظرا لما يجمع معوض من علاقات مميزة مع مسؤولين في الادارة الاميركية ورثها عن والده ووالدته، علما ان الدعم الاميركي لآل معوض، ليس فقط في السياسة، بل هو ايضا دعم اجتماعي واقتصادي  متعدد الوجوه، خصوصا وان السفارة الاميركية في بيروت ترعى دائما المشاريع التي تقوم بها " مؤسسة رينه معوض" وتوفر لها التمويل المناسب من خلال وكالة USAID   الاميركية الممولة من الحكومة الاميركية.

 

" الخطة ب" موجودة.... لكن ليس الان

ولا تخفي مصادر " القوات" وجود " هجمة" سياسية من خصومها للايحاء بان المعارضة في صدد التخلي عن معوض فتتسارع الى نفيه لافتة الى ان " الهجمة" نفسها كانت قد بدأت منذ اللحظة الاولى لتصوير معوض على انه " مرشح خرافي" وان الكل سيتخلى عنه بخطة احتدام المعركة. وقد يكون زاد من حجم الحديث عن هذا " التخلي" الحركة السياسية التي قام بها معوض وبعض المرشحين المفترضين، اضافة الى تصريحات صدرت من معراب اوحت بامكانية " تغيير"  ترشيح معوض بالاتفاق معه، ومنها تصريحات للنائب وائل بو فاعور، الذي يتولى مهمة التواصل بين جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الا ان " القوات" سارعت الى اصدار بيان يؤكد تمسكها بمرشحها. وهذا التمسك يقابله فتح النقاش مع معوض وغيره من الحلفاء في " نهائية" ترشيح المعارضة له، في مقابل وضع استراتيجية الحصول على امرين: الاول الضغط لاجراء الانتخابات في الداخل والخارج ودرس الافكار المطروحة لذلك، وتأمين الاصوات الكفيلة بايصال مرشحها الى الرئاسة. ويضيف المطلعون بان " القوات" تتداول مع حلفائها والمرشح معوض، كيفية مقاربة المرحلة المقبلة لكسر المراوحة، ذلك ان لا فائدة من اختيار مرشح ثاني يحصل على عدد الاصوات نفسه الذي حصل عليه معوض حتى الان، ما يعني استبدال مرشح بآخر من دون اي سبب منطقي والاستمرار في الشغور الرئاسي، في حين ان اي مرشح يمكن ان يحصل على الاصوات الكافية لانتخابه اضافة الى المواصفات التي تضعها المعارضة، يفتح المجال امام تشاور بين مكونات المعارضة ومرشحها من اجل " خطة ب" واقعية بالتفاهم مع كل اطياف المعارضة. وبالتالي فان " القوات" التي تعلن تمسكها بترشيح معوض قد تجد نفسها امام خيار البحث عن البديل... بالتفاهم مع معوض نفسه الذي يقول بعض القريبين منه بانه " منزعج" من تراجع "حماسة" بعض النواب في وضع اسمه في صندوقة الاقتراع اما مباشرة او من خلال التغييب عن الجلسة الامر الذي جعل عدد الاوراق التي تحمل اسمه يتضاءل من جلسة الى اخرى!.