تفاصيل الخبر

فرنجية يفتح باب التسوية ويعتبر الجلسة حافزاً للحوار وازعور يدعو الى التلاقي

15/06/2023
فرنجية يفتح باب التسوية ويعتبر الجلسة حافزاً للحوار وازعور يدعو الى التلاقي

الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية خلال القاء كلمته في ذكرى مجزرة اهدن

 

لم تحمل جلسة  انتخاب رئيس  الجمهورية في 14 الجاري أي جديد سوى مفاجأة حصول رئيس تيار " المردة" سليمان فرنجية على 51 صوتاً خلافاً لكل التوقعات التي كانت ترى انه لن ينال اكثر من 45 صوتاً ، مقابل حصول منافسه الوزير السابق جهاد ازعور على 59 صوتاً فقط رغم تقاطع معظم الكتل على التصويت له  وبالتالي اسقط في يد المعارضة التي تتخوف من تكرار تجربة النائب السابق ميشال معوض خلال الجلسات الـ 11 السابقة.

وهذه النتيجة التي اثلجت صدر الموالاة ستدفع بالاخيرة الى التمسك اكثر بفرنجية  وستعمل على استمالة النواب الـ 18 الذين صوتوا خارج الاصفاف هنا او هناك  لاسيما تكتل "الاعتدال الوطني" الذي صوّت باسم" لبنان الجديد".

 وعلى أي حال فقد غرد فرنجيه  بعد الجلسة عبر حسابه على "تويتر" ، وكتب : كل الشكر للنواب الذين انتخبوني وللرئيس نبيه بري وثقتهم أمانة، كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع".

وسبق ان فتح فرنجية باب التسوية لانتخاب رئيس توافقي  تحت شعار" لاغالب ولا مغلوب" خلال كلمته في الذكرى الـ45 لمجزرة اهدن ، وأشار الى "الرئيس الرّاحل سليمان فرنجيّة كان مؤمناً بوحدة لبنان وعروبته. في 13 حزيران(يونيو) جاؤوا وكنا نيامًا أما اليوم فنحن واعون وما حدث في 13 حزيران(يونيو) لن يكون في 14 حزيران( يونيو)".

واعتبر فرنجية ان "الناس تفرض وجودنا على مساحة لبنان ولا احد يزايد علينا بمسيحيتنا ووطنيتنا. أتى الوقت لكي نُريح المسيحيين ونقول لهم أنّ الشريك في الوطن لم يأتِ لإلغائنا. المشكلة في أي مسيحي منفتح يأخذ المسيحيين على لبنان لا الكونتون. المشكلة ليست في" حزب الله "بل مع أي مسيحي منفتح يمكن أن يأخذ لبنان إلى الاعتدال"، وقال:"اسمي كان مطروحاً للرئاسة في 2005 و2018 وكل نائب يمكنه اختيار من يعتبر أنه يحقق نظرته للبنان المستقبلي. اتفاق التيار والقوات كان لتقاسم الحصص على حساب الجمهورية. بعدما تقاطعوا منذ سنوات اليوم يتقاطعون مجدّداً عليّ وعندما يتفقوا يتفقوا على السلبيّة والإلغاء و"من جرّب المجرّب كان عقلوا مخرّب".

وتابع: "لا أخجل أنني أنتمي إلى مشروع سياسي ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على الجميع في حال كنت رئيساً"، لافتاً الى ان "في الـ2016 كان محور "الممانعة" ضدّي و"حزب الله" دعم الرئيس السابق ميشال عون للرئاسة و "القوات" حينها تحالفت مع مرشح "الحزب" ضدّ سليمان فرنجية، ولم أفرض نفسي على أحد ولا مشكلة لدينا من الإتفاق على مرشح وطني وجامع".

وتوجه  فرنجية الى "التيار الوطني الحر" قائلاً: "تريدون مرشح من خارج المنظومة ومرشحكم ابن المنظومة ووزير مالية الابراء المستحيل.  "التيار الوطني الحر" طرح إسم زياد بارود وهو شخص "مرتب ونعنوع" ومن ثمّ عاد وطرح إسم جهاد أزعور الذي ينتمي إلى المنظومة التي يقول "التيار" إنه لا يريد رئيساً منها، وقال متوجها بكلامه لـ"القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع: "أنتم ضدّ مرشّح الممانعة و"حقكن" ولكن أريد التذكير أنّه في الـ2016 كانت الممانعة ضدّي وكان "حزب الله" يدعم الرئيس عون وحينها "القوات" تحالفت مع مرشّح "حزب الله" عليّ فالمشكلة ليست "حزب الله" إنّما المشكلة مع أي رئيس منفتح سيأخذ اللبنانيين نحو لبنان وليس نحو الكانتونات".

ولقسم من التغيريين قال فرنجية: "ما تبريركم للشباب كونكم تتقاطعون اليوم مع من عملتم عليهم وعلى فسادهم ثورة. ما تفسيركم أنكم تلاقيتم مع باسيل على إسم المرشّح وبعضكم جاء كردّة فعل وليس كفعل واتفاق "التيار" و"القوات" كان لتقاسم الحصص على حساب الجمهورية".

ورأى فرنجية ان "علاقتنا ممتازة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي"، مشيرا الى ان "فرنسا تعرف لبنان وتُحاول إيجاد حلّ يشبه لبنان والمبادرة الفرنسيّة مبادرة براغماتية"، وقال :"من الصعب إنتاج رئيس في هذا الجو وذاهبون نحو "خنادق سياسية".

وتابع: " انا ماروني ومسيحي وعربي على "راس السطح". أنا ملتزم بالإصلاحات وبإتفاق الطائف وبمبدأ "اللامركزية الإدارية" وفي قاموسي "لا تعطيل في الحياة السياسية" والرئيس القوي لا يقول "ما خلونا".

وختم:  "لليوم ندعو الى حوار شامل او الى أي حوار ثنائي يؤدي الى الحوار الكامل. تريدون حوار وطني مستعدون من دون قيد او شرط لحل المشكلة وعدم اقصاء احد. اذا وصلت سأكون رئيسا لكل لبنان لمن معي ولمن هو ضدي".

 

ازعور والدعوة الى التلاقي

  في المقابل  اصدر الوزير أزعور  بياناًبعد جلسة 14 الجاري   تقدم فيه  "بالشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم من خلال تصويتهم لي في  الدورة الأولى من جلسة اليوم. وأتمنى أن يكون المشهد الجديد حافزاً على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، من خلال احترام ما عبّرت عنه غالبية النواب"، وقال:"ألفت الانتباه إلى أنني حالياً في اجازة من صندوق النقد الدولي وتخليت موقتاً عن مهامي كمدير لدائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والمواقف التي أدلي بها شخصية ولا تعبّر بالضرورة عن راي صندوق النقد الدولي".

 وسبق ان توجّه أزعور، بالشّكر إلى "الأحزاب والكتل السّياسيّة والنّواب المستقلّين والتّغييريّين، الّذين التقوا على تسميتي مرشّحًا وسطيًّا جامعًا لمنصب رئاسة الجمهورية، في مرحلة هي من الأكثر دقّةً وصعوبةً في تاريخ وطننا الحبيب"، مبيّنًا أنّه "لا تخفى على اللّبنانيّين واللّبنانيّات حدّة الانقسامات السّياسيّة اللّبنانيّة عمومًا، ولا تلك المتعلّقة باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهوريّة خصوصًا"، وقال:"أنّني لا أريد لترشيحي أن يكون تقاطع الحدّ الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السّياسيّة المختلفة، بل تلاقي الحدّ الأقصى بين أحلام اللّبنانيّين واللّبنانيّات بوطن نستحقّه جميعًا، سيّدًا حرًّا مستقلًا مزدهرًا. وطن نستطيع فيه أن نستعيد تألّق التّجربة اللّبنانيّة المهدّدة بالاندثار، بمعناها وصورتها ومؤسّساتها وعناوين نجاحها كافّة".

وأشار أزعور إلى "أنّني لست سليل عائلة سياسيّة عريقة، مع الاحترام الكامل لهذا المكوّن من مكوّنات نسيج حياتنا السّياسيّة. ولا أنا ابن تجربة حزبيّة، مع الاحترام الكامل للأحزاب اللّبنانيّة من دون استثناء. ولست بطل طائفة في مواجهة طائفة أو طوائف أخرى"، موضحاً"أنّني ابن هذه التّجربة اللّبنانيّة الّتي سمح زمن ازدهارها لأسرتي أن تستثمر في تعليمي، وسمحت لي تقاليدها المنحازة إلى أولويّة التّحصيل العلمي بأن آخذ الخيارات الّتي أخذتها، وسمح لي تراثها الثّقافي المتعدّد بأن أكتسب ما يلزم من مواصفات الانفتاح والتّلاقي".

كما شدّد على أنّ "جهاد أزعور ليس تحدّيًا لأحد. التّحدّي الوحيد لنا جميعًا هو تحدي استعادة هذه التّجربة، بكلّ ما تحتاج إليه من إصلاحات، لكي تتوافر للأجيال المقبلة الشّروط الّتي توافرت لي، بدل أن ننتهي بأجيال يائسة تحملها إلى دول الغرب والشّرق إحدى أخطر موجات الهجرة في تاريخ لبنان الحديث"، وقال: "ترشيحي هو دعوة إلى الوحدة وكسر الاصطفافات، والبحث عن الجوامع المشتركة، في سبيل الخروج من الأزمة وتوظيف كلّ ما أوتينا جميعًا من خبرة ومخيّلة وإرادة للعودة إلى طريق التّقدّم".

وجزم  ازعور أنّ "أمام هذا المشهد، لا خيار أمامنا سوى وضع ما يفرّق بيننا جانبًا، والتّعالي على الاصطفافات والاعتبارات الضيّقة، والاتحاد على هدف واحد مشترك هو إنقاذ بلادنا. إنّ اللّبنانيّين الّذين قدّموا شهادات العرق والدّمّ، ولا يزالون، وخصوصًا جيل الشّباب منهم، يستحقّون أن تسعى قياداتهم إلى تحصين وحدة البلد بمشروع إنقاذ جامع عابر للطّوائف والاصطفافات"، وقال: "صحيح أنّ مشاكل لبنان ليست سهلة الحلّ، لكنّها قابلة للمعالجة. طوال تجربتي الإنسانيّة والعمليّة، تعلّمت أنّ المشاكل المعقّدة لا تحلّ نفسها بنفسها، ولا تختفي بالتّجاهل أو التّمنّي. وفي الوقت نفسه، رأيت بنفسي القدرة الهائلة على التّعافي والنّموّ حين تتوافر الاستراتيجيّات الصّحيحة، وإرادة التّغيير الصّادقة والارتكاز على العمل المشترك:". وأفاد بـ"أنّني قرأت وسمعت وتابعت الكثير من الكلام على مخاوف البعض من مشاريع عزلٍ تتحضّر".

وتوجّه ازعور إلى اللّبنانيّين واللّبنانيّات، سائلًا: "ألا ترون معي أنّنا ونحن نتلهّى بخطابات الانقسام والتّخويف بعضنا من بعض، بات بلدنا برمّته معزولًا عن كلّ مسارات التّصالح والتّقارب والتّحديث الحاصلة في المنطقة؟ كلّنا معزولون معاً عن العالم، وكلّنا معنيّون بفكّ عزلة بلدنا ما أمكن"، وقال: "أنّني أريد صادقًا، أن يكون ترشيحي من النّواب مُلهمًا للأمل لا سببًا للخوف، ومساهمةً في الحلّ وليس عنصرًا يضاف إلى عناصر الأزمة والاستعصاء. وإنّني إذ أنتمي إلى مدرسة الحوار والتّلاقي، وعائلة اعتمدت الحوار نهجًا، والإيمان بلبنان الواحد المتنوّع عقيدةً، والتّضحية في سبيل نهوض لبنان الرّسالة شرفًا، أنطلق من هنا بيد ممدودة ليشمل الحوار جميع المكوّنات والقوى السّياسيّة الشّريكة في الوطن؛ على قاعدة التّلاقي لتحقيق إجماع وطني يحتاجه لبنان أكثر من أيّ وقت مضى".

وأعلن أزعور "أنّني هنا في مهمّة بسيطة وكبيرة في آن واحد، هي الخروج في أسرع ما أمكن من الوضع الشّاذ الّذي نحن فيه، والتّأسيس لمستقبل مزدهر يعود فيه لبنان مصدر إشعاع وريادة، بفضل قدرات أبنائه وشبابه العلميّة والثّقافيّة. لدينا تاريخ غنيّ، من المرونة والابتكار والتّسامح، وهذا ما يجب علينا الاستثمار فيه لصناعة مستقبلنا معًا"، معتبراًأنّ "روح لبنان ونبضه هما شعبه، الّذي عبّر في كلّ مناسبة عن توقه إلى التّماسك والوحدة والفرح بهويّتنا اللّبنانيّة المشتركة الّتي تتجاوز أي انتماء إقليمي أو ديني أو سياسي. لكنّ ترجمة هذا الطّموح إلى واقع، تحتاج إلى مجموعة مقوّمات، في مقدّمها الاستقلال التّام عن أيّ تدخّلات خارجيّة، وحماية الأرض والسّيادة الكاملة، وإعادة الاعتبار للدّولة ومؤسّساتها، والتزام الدستور، وتحصين وثيقة الوفاق الوطني من خلال تطبيقها كاملةً بكلّ مندرجاتها، لكونها المساحة المشتركة الفضلى والقاعدة الحقيقيّة للعيش معًا". وذكر "أنّني كذلك سأعمل بالتّعاون مع الجميع، على إعادة وصل ما انقطع مع محيطنا العربي ومع دول العالم الأخرى"، وقال: "أنّني ملتزم قيادة هذا التّغيير، ولا يمكنني فعل ذلك بمفردي. أحتاج إلى أن يكون كلّ لبنانيّة ولبنانيّ جزءًا من هذه المغامرة، لنعمل يدًا بيد من أجل استعادة مجد لبنان وضمان مستقبل مزدهر لنا جميعًا. وإن حالفني الحظّ، سأسعى إلى أن أكون جسر العبور نحو المستقبل، والتّصالح، وضمانة العيش الواحد المبني على الثّقة والتّعاون والانفتاح". ورأى أنّ "معًا، يمكننا تغيير واقعنا الرّاهن المقرون بالفشل والمحفوف بخطر الانهيار والتّفكك. معًا، يمكننا إعادة بناء لبنان المفخرة والمعجزة".