تفاصيل الخبر

تحرك المطران بو نجم مع القيادات المسيحية لم يحقق اهدافه وهو يتأرجح بين " تعليق" او " نهاية"....

26/04/2023
تحرك المطران بو نجم مع القيادات المسيحية لم يحقق اهدافه  وهو يتأرجح بين " تعليق" او " نهاية"....

المطران  انطوان بو نجم  خلال اللقاء مع النائب جبران باسيل

 

منذ النهاية غير الموفقة للخلوة الروحية التي عقدت في بيت عنيا في حريصا بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للنواب المسيحيين الذين حضر منهم 53 نائبا من اصل 64، غاب اسم راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان بو نجم عن واجهة الاحداث بعدما ملاء الساحة المسيحية حراكا على مدى اسابيع حين تنقل من موعد الى آخر مع رؤساء الاحزاب المسيحية حاملا ما وصف في حينه بمبادرة تحظى ببركة البطريرك الراعي لتقريب وجهات النظر بين هذه القيادات، رافقها حديث متنام عن لائحة باسماء مرشحين موارنة محتملين لرئاسة الجمهورية قارب عددهم من 11 مرشحا بينهم لاشخاص لم يكن هناك اي تفسير منطقي  لوجودهم في اللائحة التي لم تتردد بكركي في نفي وجودها على رغم ان كثيرين تحدثوا عنها، ومن بين هؤلاء شخصيات مارونية زارت بكركي وطلبت ادراج اسمائها في اللائحة وكان لها ما ارادت! فهل  انتهت مهمة المطران بو نجم ام علقت ام تنتظر فرصة اخرى للانطلاق من جديد؟

لا بد للاجابة على هذه الاسئلة من العودة الى ظروف ولادة هذه المبادرة التي لم تكن قطعا بطلب من البطريرك الراعي، كما قيل، بل اتت بمبادرة من المطران بو نجم نفسه التي عرضها على البطريرك والتي كان يطمح من خلالها راعي ابرشية انطلياس ان يستعيد  دورا لعبه المطران الراحل يوسف بشارة الذي كانت له اليد الطولى في ولادة ما عرف بــ " لقاء قرنة شهوان" الذي كان يجتمع بضيافة المطران الراحل في دار المطرانية  في قرنة شهوان البلدة المتنية المعروفة بجمالها وترتيب منازلها وشوارعها. وبدا ان المطران بو نجم اراد ان يستعيد دورا لعبه في ظروف سياسية مشابهة الى حد ما، المطران الراحل يوسف بشارة بتشجيع من فريق عمل احاطه في الاونة الاخيرة. وتقول المعلومات ان البطريرك الراعي سأله عن خارطة الطريق التي وضعها لمبادرته فابدى المطران بو نجم استعداده للقاء قادة الاحزاب السياسية بدءا بالمسيحيين منهم على ان ينتقل لاحقا، في حال نجح تحركه الى بقية الاحزاب وصولا الى حزب الله. الا ان البطريرك – كما تقول المعلومات- نصحه بان يتحرك مع المسيحيين ويترك بقية الاحزاب الى مرحلة لاحقة، مشددا على ان العلاقة مع حزب الله يجب ان تبقى من مسؤولية بكركي حصرا. وعليه تمنى سيد بكركي لراعي ابرشية انطلياس التوفيق في مهمته من دون ان يظهر حماسة تجعله راعيا لهذه المبادرة تحسبا لعدم وصولها الى خواتيم سعيدة فتتحمل بكركي اذ ذاك وزر عدم نجاحها في تحقيق اهدافها. وهكذا بدأ المطران بو نجم لقاءاته، المعلنة منها وغير المعلنة، مع رؤساء الكتل النيابية المسيحية، في وقت كان البطريرك الراعي يحمل في عظاته كل يوم احد، وفي كل اطلالاته الاعلامية، على النواب والسياسيين متهما اياهم بتعطيل الانتخابات الرئاسية وبالتقصير في تحمل مسؤولياتهم فيما البلاد تنزف وتتجه بخطى سريعة نحو الانهيار....

 

خلوة بيت عنيا جمدت حراك المطران؟

ولعل من ابرز ما اصاب مبادرة المطران بو نجم  بالجمود كانت محاولة بكركي جمع الاقطاب المسيحيين للبحث في الاستحقاق الرئاسي، ثم تطور الامر الى فكرة عقد لقاء موسع يحضره النواب المسيحيين الـــ 64، ثم تراجع الامر الى فكرة الخلوة الروحية للصلاة والتأمل في حريصا والتي حضرها المطران بو نجم الى جانب مطارنة  آخرين، واعطى البطريرك  لنائبه المطران انطوان  عوكر دور المرشد  الروحي للحاضرين الذين كان يتوقع بعضهم ان يتولى هذا الدور المطران بو نجم. وكان ما كان من عدم تحقيق خلوة الصلاة والتأمل اي نتائج سياسية عملية باستثناء لقاءات على هامشها بين النواب المسيحيين المختلفين لم تتجاوز  حدود  " الدردشة" وتبادل الآراء، عاد بعدها البطريرك الراعي الى تكرار حملاته على " تقصير" النواب ومن بينهم من استضافهم وصلىّ معهم ليحل الروح القدس عليهم ويقودهم الى الاتفاق على انتخاب الرئيس العتيد.... ومع انتهاء الخلوة توقفت مبادرة المطران بو نجم او هي دخلت في " اجازة" بررتها مصادر راعي ابرشية انطلياس بانها " استراحة " لتقييم ما اسفرت عنه جولاته ولقاءاته تحت عنوان ان مبادرته كانت لدفع القوى المسيحية الى التحاور " والحكي مع بعضن" وهو امر اقتصر على ما دار في حريصا  فقط حتى قيل ان كل ما نتجت عنه خلوة بيت عنيا كانت صورة تذكارية للنواب مع البطريرك امام مدخل كنيسة معبد سيدة حريصا فحسب. ولم يعد سرا ان من اسباب " تعثر" مبادرة مطران ابرشية انطلياس ما تسرب من لقاءاته عن لائحة اسماء كان ينقلها من مقر الى آخر حيث كانت تضاف الى اللائحة اسماء " طامحين" للوصول الى بعبدا،  بصرف النظر  ما اذا كانوا يستحقون  هذا الموقف ام لا. لكن المصادر المتابعة لتحرك المطران بو نجم باتت تنفي " هذه الاجواء" عن وجود لائحة حاول البعض اثارتها اذ ليس هناك لائحة عرضها المطران على من التقاهم، وان المسألة " غير دقيقة" وان كل ما قيل ويقال في هذا السياق لا يمت الى الحقيقة بصلة، لان ما اراده المطران بو نجم هو ان يكون هناك كلام بين رؤساء الاحزاب المسيحية ودون ذلك لا مبادرة رئاسية او اسماء جرى طرحها. وتؤكد هذه المصادر ان تحرك المطران لم ينته لكنه غير ملزم باي توقيت لمعاودة لقاءاته واتصالاته، لكن لا شيء واضحا في ما سيقوم به المطران لاحقا.

 

وتم خلال الايام الماضية تناقل معلومات مفادها ان مبادرة راعي ابرشية انطلياس " محدودة"  وانطلقت من خلال جولات على الاقطاب المسيحيين لتتوسع وتشمل كل الاطراف المسيحيين على اختلافها، لكن على الصعيد الوطني مع الاحزاب السياسية وفي طليعتها الحزب التقدمي الاشتراكي واحزاب اخرى، فان ذلك من مهمة البطريرك الراعي واللقاءات التي يعقدها  مع كل الشخصيات والاحزاب المسيحية والإسلامية، لكن المصادر المتابعة نفسها توضح ان لا جولات جديدة في هذه المرحلة لان لا تبديل في مواقف رؤساء الكتل النيابية المسيحية ولم " يتزحزح" احد منهم سواء من يدعم ترشيح رئس تيار " المردة" سليمان فرنجية او من يدعم ترشيح النائب ميشال معوض، فكل على مواقفه ولا يريد فك هذا الاشتباك السياسي، ونتيجة ذلك، فان الامور على حالها في انتظار الحوار الوطني الذي ينوي رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة اليه لان الامور بلغت حدا من التعقيد لا قدرة للمطران بو نجم ان يجد الحلول المناسبة لفكفكتها من خلال اقناع الاطراف المسيحيين بالحوار وضرورة انتخاب الرئيس العتيد، علما ان خيار " تلزيم" البلد من جديد دوليا واقليميا للوصول الى " تسوية" بدا وكأنه الاكثر تقدما من خلال اللقاءات التي تعقد في باريس. ولــــعل المناكفات التي عـــــادت من جديد بين حزب " القوات" اللبنانية و " التيار الوطني الحر" وتمسك الثنائي الشيعي" بموقفه الداعم لفرنجية، الا الدليل على ان الامور لا تسير في اتجاه توافق داخلي سيادي..... والكلمة الفصل عادت الى الخارج!