تفاصيل الخبر

باسيل ابلغ الفرنسيين والقطريين وحزب الله والبطريرك ضرورة البحث عن مرشح ثالث غير فرنجية وقائد الجيش

04/01/2023
باسيل ابلغ الفرنسيين والقطريين وحزب الله والبطريرك ضرورة البحث عن مرشح ثالث غير فرنجية وقائد الجيش

النائب السابق سليمان  فرنجية

 

الجمود السياسي الذي شهده لبنان في فترة ما قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، لم يخرقه سوى تحرك رئيس " تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل من خلال اللقاءات التي عقدها مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار " المردة" سليمان فرنجية على رغم ان الطابع الاجتماعي كان عنوان هذه اللقاءات مع " شوية" سياسة ظلت في العموميات، الا ان الاعلام الذي كشف عقد هذه اللقاءات ذهب بعيدا في تحليلاته وتكهناته واذا بالايام التي تلت اللقاءات تكشف عن ان محتواها لم يتجاوز البحث في العناوين العريضة من دون الدخول في التفاصيل ولا حتى في طرح الاسماء الامر الذي دفع بالمراقبين الى اعتبار " استطلاع" باسيل يخرج بانطباع عام مفاده ان لا افق لتوافق رئاسي في الوقت الحاضر، وان جلّ ما تحقق يدخل في اطار شبكة العلاقات العامة التي يعيد باسيل ترتيبها بعدما وجد نفسه بعد الاعوام الستة المنصرمة من دون حلفاء، باستثناء حزب الله  على رغم التباين الحاصل حاليا بين الطرفين والذي لا يزال يحتاج الى معالجة سريعة قبل ان يتفاقم نتيجة " الكلام الكثير" الذي يصدر عن باسيل وبعض فريقه السياسي والنيابي، ناهيك بانصار " التيار" الذين وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي " ضالتهم" حتى يتمكنوا من " فش خلقهم" بعد سنوات الكبت في كل ما يتعلق بالعلاقة بين التيار والحزب.

 

لقد بدا واضحا من تحرك باسيل رغبته في اظهار قدرته، امام الحلفاء قبل الخصوم على " اللعب" ضمن مساحته الخاصة واعادة وصل ما انقطع درزيا وسنيا وحتى مسيحيا، ولو بنسب مختلفة، علما ان هذه اللقاءات لها مفاعيل شكلية ولم تخرق بعد الى العمق لانها تحتاج الى وقت حتى تصبح جاهزة لفرز الخيوط  الايجابية والسلبية من هذا التحرك، وان كانت المعطيات الاولية لها اعطت انطباعا ان لا شيء ممكنا بعد في الاستحقاق الرئاسي ولا حلحلة قريبة للاشكالات القائمة حول موقف باسيل الرافض لترشيح كل من فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون، ما جعل القناعة تترنح  لدى المتابعين بان رئيس " التيار" ليس في وارد التنازل عن موقفه الذي ابلغه الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ما خص ترشيح فرنجية، والى من يهمه الامر في الداخل والخارج بالنسبة الى ترشيح العماد عون، ولاسيما القطريين الذين حاولوا " تسويق" اسم قائد الجيش للمنصب الرئاسي الاول في البلاد، والى الفرنسيين الذين راودتهم فكرة تأييد عون في الاستحقاق الرئاسي المفتوح على كل الاحتمالات. وما قاله باسيل للفرنسيين والقطريين والسيد نصر الله، يكرره في كل اطلالاته الاعلامية هذه الفترة والتي كان آخرها يوم عيد الميلاد واليوم الذي تلاه والذي اعاد فيها التأكيد على مواقفه الثابتة وعلى ضرورة التفاهم على البرنامج ومن بعده على شخصية الرئيس التي تتناسب مع مقومات البرنامج ومفاعيله والمسؤوليات المترتبة على تطبيقه. لكن اللافت في كلام باسيل عدم استبعاده فكرة ان يكون هو من المرشحين الرئاسة وان كان اعتبر انه ليس مرشحا " حتى اليوم" وان كان لم ينزع نفسه هذا " الترشيح الطبيعي"، مستدركا بان الظرف غير مؤات " وما يعوضنا ان يكون للرئيس المقبل تأييد مسيحي ولن نقبل ان يأتي " مشلح" او " معرى" من التأييد المسيحي مثلما يحاول البعض ان يسوق، لكن الترشيح لم يسحب بشكل نهائي". ويروي باسيل انه خلال زيارته للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اصطحب احد نواب الكتلة المتشددين، الذي يحبه البطريرك، وقلت له ان الكتلة تريدني ان اترشح لكنني اريد التوافق. وقدمنا هذا التنازل ظرفيا، وقد اعيد طرح ترشيحي حين ارى ان عدم الترشح اخذ على انه ضعف، واستغل لاضعافنا في موقع رئاسة الجمهورية بدل ان يؤخذ بايجابية. فهذا ليس " اسقاط حق" ما اسعى اليه هو رئيس لديه القوة الشعبية والتمثيل المسيحي بدعم المسيحيين له ويحظى بالموافقة الوطنية اللازمة".

 

رفض قاطع لفرنجية وقائد الجيش

 لا يخفي باسيل في لقاءاته رفضه القاطع لترشيح فرنجية والعماد عون على حد سواء. برأيه ان ترشيح فرنجية " لا يتناسب مع المشروع الاصلاحي الذي يحتاج اليه لبنان، ولا بد من توسيع  النقاش خارج الاسماء والتفاصيل، فنحن في ازمة بلد ووجود وكيان وازمة اقتصادية كبيرة، وشخص الرئيس، على اهميته، لا يحل الازمة. نحن طرحنا في " ورقة الاولويات الرئاسية" ان المشروع هو الذي يخلص البلاد من ازمتها. هذا المشروع يبدأ برئيس الجمهورية، ورئيس حكومة، وحكومة، ومشروع كامل. هناك حركة داخلية واخرى خارجية. وصلنا الى مرحلة نحتاج فيها الى ان يساعدنا الخارج في الانقاذ المالي ويفك الطوق الاقتصادي الذي سببه سياسي، ونريد السماح بالمساعدة والاستثمار، لكن الداخل وفق توازناته هو الذي سينتخب. الخارج سيوفر " احاطة خارجية" لكن  لا يملك القرار بدلا منا. يجب ان نتفاهم في الداخل، سواء بالثلثين او بالنصف زائدا واحدا. ونحتاج الى مشروع اصلاحي نتوافق عليه في مجلسي النواب والوزراء. حين نتفق على المشروع نمنح الرئيس فرصة نجاح. اما المقاربات على اساس " من هو الشخص" و" اوافق وارفض" فستجعلنا نكرر الفشل". كذلك وبالصراحة نفسها يتحدث باسيل عن اسباب رفضه ترشيح قائد الجيش،، فيقول بان العماد عون لا يتناسب مع متطلبات المرحلة. ويسأل عن مشروعه " فنحن نعرفه في الجيش لكن لا نعرفه بالاقتصاد ولا بالمال ولا بالسياسة ثم لماذا نكرس بان يصبح كل قائد جيش مشروع رئيس للجمهورية. لقد تم تعديل الدستور في الطائف لمنع هذا الطموح المستمر فلماذا نكرر سوابق  وتجارب فاشلة". ويكشف باسيل ان النقاش بدأ داخل " التيار الوطني الحر" في ان يكون لديه مرشح رئاسي، وهو سيبحث في الموضوع خارج " التيار" ايضا بدءا من البطريركية المارونية، ويستدرك ان هذا المرشح ليس من " التيار"!.

في موازاة " صراحة " باسيل، ثمة من يؤكد انه طرح امام البطريرك وجنبلاط اسماء اعتبر انها قادرة على تحمل المسؤولية الرئاسية عرف منها الوزير السابق جهاد ازعور والوزير السابق زياد بارود وصاحب المؤسسة اللبنانية للارسال LBC  بيار الضاهر، لكن هذا الطرح لم يتفاعل مع جهات اخرى وسط كلام متزايد عن امكانية استبدال بعض الاسماء باخرى اكثر قبولا لدى الاطراف الاخرين. لكن هذه الاسماء وغيرها لم يطرحها باسيل على حليفه الاساسي اي حزب الله وبالتالي مع حركة " امل" ما يعني ان لا خرق جديا بعد في الملف الرئاسي لاسيما وان " الثنائي الشيعي" لا يزال على موقفه من دعم ترشيح فرنجية، فضلا عن ان تحرك باسيل يبقى ناقصا ايضا اذا لم يشمل " القوات اللبنانية" وهو امر صعب التحقيق، في الوقت الراهن على الاقل، لاسيما بعد المعلومات التي اشارت الى ان رئيس " القوات" الدكتور سمير جعجع رفض استقبال باسيل ووفد من " التيار" ولا حتى الاجتماع به تحت مظلة بكركي، وهو على موقفه بتأييد النائب ميشال معوض من جهة، ورفضه فكرة التحاور والتمسك بان الكلمة الفصل تكون تحت قبة البرلمان. وعليه فان من يتابع تحرك باسيل يرى ان التصريحات التي اطلقها في الاونة الاخيرة اثرت سلبا على حراكه، وبالتالي على مبادرته، وان الامر يستلزم وقتا اضافيا لتفعيل تحرك باسيل من جديد خصوصا اذا ما استمرت العلاقة مع حزب الله كما هي الان والتي قال عنها باسيل انها تقف " على اجر ونصف"، مع تأكيده بان لا مناص من الحوار مع الحزب " لاننا نتحاور مع الخصوم.... فكيف مع الحزب؟ ( ....) انا لا اسعى  الى تخريب العلاقة، لكن من الطبيعي بعدما جرى في السنوات الست الاخيرة وما تعرضنا له، ان نتحدث عن اعادة قراءة لــ " تفاهم مار مخايل" وان نقول اننا بحاجة الى تفاهم جديد".

 

على اي حال، اذا كان تحرك باسيل خرق ما قبل عطلة الاعياد، الجمود السياسي المتصل بالاستحقاق الرئاسي، فان ذك لا يلغي ما يدور وراء الكواليس من لقاءات واتصالات تتم متابعتها من الخارج لتوفير ما يعرف بــ " الخطة ب"، ومحورها الاتفاق على شخصية وسطية وعلى مسافة واحدة من الجميع، مقتدرة سياسيا واقتصاديا ولا يشكل اختيارها تحديا لاحد... لكن التوافق على هذه الشخصية سيأخذ وقتا ليقتنع " المرشحون الطبيعيون" ان موعدهم مع الرئاسة الاولى مؤجل حتى اشعار آخر!.