تفاصيل الخبر

باسيل يفتح باب التسويات بتُرشّيح أزعور

31/05/2023
باسيل يفتح باب التسويات بتُرشّيح أزعور

رئيس تيار" المردة" سليمان فرنجية .. صاحب الحظوظ  المتقدمة

 

بقلم علي الحسيني

 

عاد أسم الوزير السابق جهاد أزعور، إلى دائرة الضوء ضمن السباق الرئاسي وذلك بعد إعلان شبه التوافق على أسمه داخل ما يُسمّى اليوم بـ"المُعارضة" المسيحية بقيادة (الثنائي المسيحي) "التيّار الوطني الحر" و"حزب القوّات اللبنانية". وفي حين لم يخرج عن الأحزاب المسيحية حتّى الساعة، أي إعلان نهائي بتبنّي أزعور، شنّ "الثنائي الشيعي" على خطّ هذا الترشيح غير الرسمي، هجوماً واسعاً حيث اعتبر أن مُحاولات تبنّي ترشيح أزعور من الفريق الأخر لا يقوم على تفاهمات سياسية ولا حتّى حزبيّة، إنّما الهدف منها عرقلة ترشيح رئيس تيّار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية.

خلافات داخل البرتقالي!

ثمّة تسريبات من داخل التيّار الوطني الحر تُفيد بوجود خلافات كبيرة داخله على خلفيّة الأسماء التي تُطرح ضًمن السباق الرئاسي، ولعلّ أبرزها وجود دعم من بعض نوّاب "البرتقالي" لترشيح النائب إبراهيم كنعان مع سعيّ لاعتماده مُرشحاً أساسياً، بدل التلهّي بمجموعة أسماء لا طائل من وصولها إلى الرئاسة في ظل المُعارضة المتنوّعة سواء من "الثنائي الشيعي" وحُلفائه، أو حتّى من أطراف مسيحيّة. من هنا، فإن إعلان باسيل عن الوصول إلى شبه توافق مسيحي على أسم أزعور، هدفه الإلتفاف على مُحاولات ترشيح كنعان الذي يبدو أنه يحظى بأصوات مؤيدة يُمكن أن تجعل منه مُرشحاً توافقياً، أقله بين الأحزاب المسيحية.

وفي السياق، تُشير مصادر سياسية مُقربة من "البرتقالي"، إلى أن جهات من داخل "التيّار" تبلّغت خلال اليومين الماضيين، معلومات شبه مؤكدة أن البطريرك الماروني مار بشارة الراعي سيحمل معه خلال زيارته فرنسا التي سيلتقي رئيسها" إيمانويل ماكرون"  لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة من بينهم عضو تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان، لذلك سارع باسيل إلى إعلان موافقته المبدئية على أزعور وهذا الأمر يعني بكُلّ تأكيد، هروب باسيل إلى الأمام خشية حصول إهتزاز داخل تيّاره السياسي يُمكن أن يؤدي إلى مزيد من الشروخات والإنقسامات.

 الوزير السابق جهاد ازعور ..مرشح النائب جبران باسيل  ام الأكثرية المسيحية؟

هذا ما يتخوّف منه باسيل

أمّا من وجهة نظر مصادر مُقربة من "الثنائي الشيعي"، فهي أن باسيل يُمارس كُلّ الطُرق ويعتمد كافّة الوسائل الإلتوائية، فقط خشية أن يخرج من المولد بلا حُمّص وذلك منذ أن وقع الطلاق مع "حزب الله"، ولذلك فهو ما زال يُجاهد من أجل البقاء داخل اللعبة السياسية من خلال التسويق لنفسه على أنه الأجدر بصاحب لقب "بيضّة القبّان" باعتبار أن الفريقين المُتنافسين، يحتاجان إلى عدد الأصوات التي يمتلكها تيّاره السياسي داخل البرلمان، لإيصال مرشحهما إلى كُرسيّ الرئاسة. ومن هنا، جاء ترشيحه للوزير ازعور فقط من أجل أن يرفع من درجة الإعتراف الخارجي به وحصوله على مزيد من الدعم الدولي، علّه يتمكّن من مواجهة أي عقوبات يُمكن أن تُفرض عليه في المُستقبل.

وتُضيف المصادر، يبدو أن الأمور في النهاية، ستذهب نحو حلول وسطية بين فرنجية وباسيل وخلال الأيّام المُقبلة، سيكون هناك لقاء هام بين "حزب الله" و"التيّار الوطني الحر" سيؤسّس للقاء يجمع باسيل إمّا بالأمين العام السيّد حسن نصرالله أو بمُعاونه السياسي حسين الخليل سيُصار خلاله الإتفاق على مجموعة تفاصيل من شأنها أن توصل إلى انتخاب رئيس قبل نهاية شهر حزيران(يونيو) المقبل ، وهنا سيكتشف الجميع، أن جميع مُحاولات باسيل وطروحاته، كان الهدف منها العودة إلى الحوار المباشر مع "حزب الله"، بعد أن تأكّد بأن لا مكان له بين قوى المُعارضة وتحديداً المسيحية منها.

"الثنائي الشيعي" يُعلن موقفه من ترشيح أزعور

بالنسبة إلى "الثنائي الشيعي"، فإنه لم يطل الوقت لكي يرد على على ترشيح أزعور المبدئي، من جهته أعلن "حزب الله" على لسان رئيس كُتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن المرشح الذي يتداول بإسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه، داعياً الفريق الآخر الى التوقف عن هدر الوقت واطالة زمن الاستحقاق، مُعرباً عن أسفه لوجود أصوات ترتفع لترشح مثل هؤلاء ليصلوا الى قصر بعبدا.

وأشار رعد إلى أننا نريد تفاهما وطنيا وشراكة حقيقية تحفظ البلد الذي نحرص عليه لا مرشحي بدل ضائع، في حين أن التعليمات الخارجية كانت توجه البعض في لبنان الذين يملكون الوقاحة اللازمة للتصريح علناً برفضهم وصول مرشح للمانعة، في مقابل رضاهم بوصول ممثل الخضوع والاذعان والاستسلام، مُعتبراً أن من لا يريد ممثلا للممانعة هو نفسه يقول لنا "لنا جمهوريتنا ولكم جمهوريتكم" ويريد تقسيم البلد.

بدوره قال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل: إن ما يجري وما يتناقل خلال الايام الماضية أن قوى سياسية تجتمع فقط على قاعدة إسقاط المرشح الذي دعمناه او تبنيناه ، سمعنا جميعاً الى مواقف القيادات الاساسية في الفريق الآخر اذا صح التعبير يتحدثون بتشكيك عن بعضهم البعض ولم يطرح وأيّ منهم مشروعاً للشخص الذي يحاولون الإتفاق عليه لا في السياسة ولا في الإقتصاد ولا مشروع تفاهم حقيقي فيما بينهم لإنقاذ المرحلة المقبلة بل على العكس كل ما سمعناه هو أنهم يحاولون الاتفاق بشكل مرحلي من أجل اسقاط ترشيح الوزير السليمان فرنجيه للرئاسة.

 باسيل والسيد حسن نصرالله.. باب التسويات مفتوح 

هل ينحسب أزعور من السباق الرئاسي؟

في السياق، تُشير مصادر سياسية واسعة الإتصال، إلى إتصالات جرت خلال اليومين الماضيين بين "حزب الله" والوزير ازعور أبدى خلاله الأخير عدم رغبته بالإستمرار بالترشّح كونه يرى نفسه مُجرّد رقم يُريد من خلاله باسيل أن يواجه ترشيح فرنجية وسط تاكيد منه أنه لن يدخل في أي مواجهة مع "الثنائي الشيعي" أو حتّى أن يتم إستخدام أسمه لمواجه فرنجية.

واوضحت المصادر نفسها أن أزعور كشف لـ"حزب الله" وجود نوّاب مسيحيين تغييريين ومن داخل "التيّار الوطني الحر" و"القوّات اللبنانية" يرفضون ترشيحه، ولذلك هو يعتبر أن ترشيحه هدفه رفع النائب جبران باسيل سقف التفاوض معه من قبل "الثنائي" ضمن تسوية تُعطيه مراكز ومواقع سياسية في مؤسسات الدولة عقب إنتخاب رئيس وتأليف حكومة.