تفاصيل الخبر

"ام كلثوم" في "إثراء"السعودية ... ماذا عن "الماسة الخاشقجي"؟

08/02/2023
"ام كلثوم" في "إثراء"السعودية ... ماذا عن "الماسة الخاشقجي"؟

منى خاشقجي مع سناء نبيل حفيدة اخت ام كلثوم

 

بقلم عبير أنطون

 

المنتجة والكاتبة السعودية منى خاشقجي: أشعر بأنني مؤتمنة على التراث العربي والسعودي ومهمتي نقله الى الاجيال الجديدة في العالمين العربي والغربي! 

 

رؤية ...رسالة... شغف. أقانيم ثلاثة تعمل وفقها السيدة منى خاشقجي، واليها تضيف ثلاثا عجنت   شخصيتها من التعلق بالارث والجذور، الى الانفتاح على الشرق والغرب، وضرورة تعريف العالم في اعرق مسارحه وصالات عرضه الفنية بالتراث الشرقي الغني، السعودي بشكل خاص. فهذه السيدة السعودية، الكاتبة والمؤلفة والمنتجة والمؤسسة المشاركة في مؤسسة"منسوجات" للزي التقليدي السعودي تختصر في شخصها ما يمكن ان تقوم به مؤسسات كبرى، وتشكل نموذجا لامرأة عربية تخرج من عباءة المبادئ والاقوال التي اعتدنا في عالمنا العربي ان تبقى حبرا على ورق، الى ميدان العمل والمساندة والدعم الفعليّ، حتى يكون الفن العربي بزمنه الجميل ووجوهه المشرقة وأعلامه المميزة حاضرا من حول العالم، فتشمخ" ام كلثوم والعصرالذهبي" في ال"بلاديوم هول"في لندن، وتتالّق الازياء التراثية السعودية في ال"فكتوريا البرت ميزويوم" و"بريتيش ميوزيوم"وينهل الفنانون الشباب  المبادئ والمرتكزات الفنية من قلب سويسرا من خلال لوحات واقامات وورش فنية وغيرها.

ومثل"السندباد" الذي اعدّت حوله عملا نأمل ان نشاهده قريبا، كذلك هي منى خاشقجي التي ابصرت النور في السعودية، لتنتقل في طفولتها الى لبنان مع عائلتها ووالدها الطبيب الجراح،(الطبيب الخاص والمستشار للملك عبد العزيز والملك فيصل وهو من أدخل الكهرباء الى المملكة) وامها واخوتها واخواتها (مجلات اليوم في ميدان الثقافة والادب) يوم كان بلد الأرز في عز القه قبل ان تجبرهم الحرب فيه الى السفر الى لندن، حيث مرحلة تنقيب عن الذات والجذور والتعمق بالدراسات الشرقية، ثم الطيران  والابحار الى اسفار العالم على السجادة السحرية حاملة فانوس الفن العربي تضيئ به زوايا العالم الاربع وتحصد كما حصدت في عرض "ام كلثوم والعصر الذهبي" في قلب لندن التصفيق الحار، وهو عمل وصف بالرائع، تعرضه الشهر المقبل في ارض اجداها في السعودية.

فكيف سيكون العرض السعودي؟ وهل سنرى" ام كلثوم والعصر الذهبي" في احد مهرجاناتنا اللبنانية الدولية الكبرى هذا الصيف؟ ماذاعن اعمالها المقبلة من كتب ومسرح وسينما وغيرها وماذاعن القصة الحلوة لـ" الماسة الخاشقجي" العثمانية؟

 لقاء "الافكار" مع السيدة منى حمل الينا مختلف الاجوبة بنكهة سعودية حلوة ولغة عربية سليمة حافظت عليها، فهي جزء لا يتجزأ من هويتها، وسألناها اولا:

-الفترة التي قضيتها في لبنان، كم دامت، وما هي الذكريات التي تحملينها عن بلدنا؟

تياترو النيل ..على المسرح اللندني الشهير

انتقلنا الى لبنان وكنت بعمر الخمس سنوات في المرحلة الابتدائية وتركنا مع اندلاع الحرب للاسف. لقد شكّلت هذه السنوات احلى ذكريات الطفولة، وكنا مع العائلة، شأن الكثير من العائلات السعودية التي تعيش في لبنان، وكنت ارتاد المدرسة الانجيلية للبنات، وهي مدرسة مسيحية كما تعلمون، لكنها تضم الكثير من التلميذات السعوديات والكويتيات ومن مختلف انحاء العالم. كانت مدرسة جميلة جدا، اشترك فيها مع زميلة سعودية ايضا اسمها فدوى عبيد في فرقة الدبكة، وربما هذا ما جعلني  احب الخشبة والمسرح والميوزيكال...آه، كانت احلى الايام فعلا. صحيح اننا كنا نقيم في الحازمية-مار تقلا الا انه كان لنا بيت آخر صيفي في الجبل عند منطقة"حمّانا" وسط طبيعة ولا أجمل! نجول في الحقول، على الدراجة، مع الجيران، نحن مسلمون وهم مسيحيون، عرب واجانب نعيش مع بعضنا البعض، نتبادل الزيارات، وكانت الامهات ينهمكن في إعداد الطعام لنعود من لعبنا فنجد اشهى الاطباق الشرقية بانتظارنا من مشاوي وتبولة وحمص، وكلها من مكونات عضوية، سبقت بكثير موضة اليوم حيث الجميع يتطلع الى المنتجات العضوية والـ"بيو" الخالية من الكيماويات. طعامنا كله كان يدخل في هذا النطاق من الخضر والفواكه، الى البيض البلدي والحليب الطازج يزودنا به البدو وهذا كله جعلنا نتمسك اكثر بالطبيعة....كنا سعداء، نمثل ونرقص ونستعيد اغاني صباح وفيروز وسميرة توفيق وعبد الحليم وأم كلثوم التي كان الوالد يحبها جدا.

 متى زرت بلدنا آخر مرة؟

  زيارتي الاخيرة الى لبنان تعود الى ما قبل "كورونا" وادعو الله عزّ وجلّ ان  تتحسن الاوضاع لنعود ثانية الى هذا البلد الجميل، ونعرض فيه مسرحية"ام كلثوم والعصر الذهبي" في بيت الدين او بعلبك. في الاردن، اعربوا لنا عن رغبتهم في ان نعرضه، وكذلك في مصر وحتى اميركا. وفي 7 آذار( مارس) حتى 18منه، سنعرض في "اثراء" المركز الثقافي في أرامكو- الخبر. وستكون مسرحية اصغر من تلك التي عرضناها في البلاديوم هول في لندن حيث شارك يومها أكثر من 25 ممثلا وراقصة ومطربا مع 14 موسيقيا، مع ديكور ضخم، الا انني اعد بعمل جميل جدا مع فريق جديد من الممثلين، وستكون بطلة المسرحية من مصر كما ينضم الينا مواهب لافتة من المغرب والاردن والسعودية، ومغنية من الولايات المتحدة اسلمت، وتعلمت التجويد الفرآني وهي متخصصة بالاغاني الكلاسيكية. واتصور لو كانت كوكب الشرق على قيد الحياة لكانت سعدت جدا بأن ترى مجموعة الجنسيات هذه من االفنانين من مختلف انحاء الدول العربية والغربية، وهذا إنما يدلّ ما يبرهن على عظمة هذه السيدة التي لا تزال اغانيها تطبق الافاق حتى بعد رحيلها بسنوات طوال.

 - كسيدة سعودية تعيش في الغرب مع عائلتها، ما الذي يجعلك تتعلقين بالجذور الى هذا الحد وبنشر الثقافة والفنون والموسيقى الشرقية في مختلف أنحاء الغرب؟ هل وجدت فيها حاجة لبلدك ام تحقيقا لذاتك؟ وهل هي مهمة تتخذينها على عاتقك ككاتبة ايضا؟

انتقلت الى الغرب مع عائلتي وانا صغيرة وتزوجت بعد الجامعة. كنت اجد نفسي دائما اجيب وافسر للانكليز والأجانب اين تقع السعوية ولبنان والعراق ومصر... غالبيتهم لم تكن لديهم أدنى فكرة! حتى انهم كانوا يعتقدون ان والدتي هي راهبة ذلك انها تضع الحجاب على رأسها واجيبهم ضاحكة"هي ام لسبعة اولاد كيف تكون راهبة؟"وأشرح عن الزي الاسلامي والحجاب وديننا وأصلنا وجذورنا، وصرت لا شعوريا في الجامعة منخرطة في كل ما يشجّع ويدل على تراثنا وفنوننا العربية، واكتب مقالات صحفية وغيرها لاتكلم عن بلدي وأهلي. ولمّا سمع العديدون قصتي راحوا يشجعونني على كتابتها لانها تشبه قصص الكثير من السعوديين الذين يعيشون في الغرب. كذلك رحت انا اعلم نفسي واثقفها في هذا السياق، فتوجهت الى جامعة"سواس لندن يونيفيرستي"وتعمقت في دراسات الشرق الاوسط ودرست السياسة والقانون والانثروبولوجيا لأجيب بنفسي على الاسئلة التالية من انا؟ من نحن؟ ما هو تاريخنا وتاريخ الشرق الاوسط؟ وصرت اشارك في معارض واشجع الفنانين العرب، واضعة  نصب عينيّ نقل ذلك كله  لاولادي وللاجانب ولاجيالنا المقبلة. فبدأت باحياء التراث عن طريق الفنون والقصص والموسيقى والكتابة، وهذه تشكل شغفا لي صقلته في اتكال على نفسي، وكنت في مشواري، لمّا انتج عملا، لم اكن استخدم اسم عائلتي بل اقول "منى محمد" او "منى كاش" وهو اسم شركتي.

- وكيف انطلقت الفكرة حول"أم كلثوم والعصر الذهبي" تحديدا؟

 صحيح ان العمل"يدور" حول مطربة الشرق ام كلثوم الا ان العمل هو في الوقت عينه احياء للتراث وتحية تكريم من خلالها الى كل الفنانين العرب والؤلفين والشعراء والموسيقيين من ذاك العصر الذهبي من مثل محمد عبد الوهاب بليغ حمدي احمد رامي وغيرهم العديد ..وللمناسبة فإن ام كلثوم لم تحصر انتاجها الغنائي مع المصريين فقط، انما اخذت ايضا من الشاعر اللبناني جورج جرداق كما انها استقت من شعر محمد اقبال من باكستان"حديث الروح" واختارت مقطع "القلب يعشق كل جميل" الذي هوعن الله ومكة وجبال النور...كذلك هي توجّهت الى العراق للتعاون مع  ملحن يهودي عربي تسمع الحانه ومعها القصبجي، والاخير كان افضل من عزف العود. وتعرفون ان والدها كان شيخا وتعلمت تجويد القرآن وكان الشيوخ يعملون مع الملحنين لاقامة الموالد والاناشيد الدينية ...

وتضيف خاشقجي:

إن كلمات زمان واغاني زمان إرث غني فعلا، وقد انطلقت شرارة "ام كلثوم" لما شاهدت مسرحيات اجنبية فقلت في نفسي لماذا لا نقدّم كعرب مسرحيات على غرار "ماما ميا" و"تينا تيرنر"الخ... اعرف ان اغاني ام كلثوم لا يمكن التعاطي معها بسهولة فقررت أن ياتي العمل  ترفيهيا فقمت باختيار مقاطع الاغاني التي تخدم المشاهد وادخلت بعض الخيال لتعزيز المشاعر فضحك الجمهور وبكى وتفاعل، كما أنني ادخلت بعض الرقصات  كال"فالس"وال"صوفي" وال" شرقي القديم" على غرار ما كانت تقدمه تحية كاريوكا وسامية جمال وجاء يومها قمةً في الحداثة والاناقة والرقي شكلا ومضمونا. لقد قدمنا في"ام كلثوم والعصر الذهبي"عملا ناجحا جدا، وكان الفريق الذي يعاونني انكليزيا متخصصا بمسارح"وست اند" في لندن اهم مسارح العالم على الاطلاق، والذي يتجه الى خشبته اكبر نجوم الغناء في العالم حتى يقولوا انهم وقفوا يوما على خشبة هذا المسرح العريق من فرانك سيناترا وجودي غارلند ومادونا وغيرهم...وانا أتشرف بان اكون  اول سيدة سعودية وربما عربية تقدم مسرحية باللغة العربية والانكليزية عن تراثنا في البالاديوم من خلال "ام كلثوم".لقد كان حلمي ان اتي بام كلثوم الى لندن. من المعروف انها غنت في باريس الا انني احببت ايضا ان احيي ذكراها في البلاديوم، واتيت بحفيدة اختها سناء نبيل وغنت في العمل  وكانت فعلا" ليلة من الف ليلة".

-وكيف كان التجاوب الاجنبي مع المسرحية؟

  فاق التصور وقد حٌجزت 2500 كرسي اي الصالة بكاملها قبل شهر من موعد الاطلاق. الا ان الـ"كوفيد  19" اجبرنا على التوقف، ونتمنى اليوم ان نعود ونلف العالم بهذا العمل فام كلثوم عالمية واغانيها لا تموت، واتمنى ان اعود واستكمل الجولة الى مختلف الدول العربية والمغتربات.

وهنا اود ان اشير، الى ان اكثر ما فاجأني كان ترحيب الاطفال الذين يحبون الموسيقى، كما الشباب في مقتبل العمر وتصلنا رسائل من المانيا واميركا وفرنسا يشكروننا ويقولون لنا انهم يستمعون الى اغاني ام كلثوم. اليوم الشؤون الترفيهية في السعودية تحيي اغاني ام كلثوم وغيرها من العمالقة عبر حفلات مختلفة وأدعو الله بان اكون بين من فتحوا طريق نشر التراث، و ان اكون الهمت اخرين للقيام بالامر عينه والاستمرار فيه.

 تفاعل كبير

والازياء التراثية ...

       - لنتحدّث الآن عن مؤسسة "منسوجات" لاحياء الازياء التراثية السعودية. من استطعتم ان تساعدوا وما هي رؤيتكم لتطوير هذه المبادرة حتى تتجدد وتنتشر بعد؟

هي مؤسسة بدأناها منذ عشرين عاما ولانطلاقتها قصة جميلة. فقد كنت في زيارة الى السعودية وأطلعتني صديقة ان ضيوفا من اميركا سوف يزورونهم وتأمل ان تستقبلهم بطريقة جميلة فاقترحت ان تطلع كل سيدة منا بثوب جدّتها واقمنا عرضا بهذه الاثواب ولاقى ذلك اشادة واسعة.من هنا انطلقنا، نحن تسع سيدات، نجمع هذه الاثواب التراثية من مناطق مختلفة من المملكة، الطائف وأبها وغيرهما...  وزرنا الخياطات المختصات بذلك وكن يتفاجأن بمطلبنا، فأحيينا الحرفة من جديد، فضلا عن الاشغال اليدوية المختلفة، وباتت الطلبات تصل للسيدات اللواتي يخطن تلك الاثواب. واليوم مع الانفتاح السعودي السياحي صارت هذه الامور مطلوبة بعد ان كان نوعا ما "فنا ميتا"، لا من يسأل عنه، ولنا ايضا متحف "اونلاين" نعرض فيه مختلف هذه المنسوجات، كما لدينا وثائقيات عن هذه المنسوجات وكتابا حولها بعنوان"ملابس المملكة العربية السعودية -مجموعة مؤسسة منسوجات الخيرية". وقد عرضنا في متحف"فيكتوريا" و"اسماعيلي سنتر" والمتحف البريطاني في لندن، كما عرضنا في سنغافورة، وسوف نعرض في بينالي الفنون الاسلامية منتصف آذار ونتمنى مستقبلا ان نفتتح  متحفا مختصا بهذه المنسوجات ونقيم فيه الى جانب العرض تدريبات وورش عمل ومبادلات ثقافية وتعليمية.

 - كنت السباقة كسيدة سعودية في مجالات عدة. ما رأيك بالنهضة التي تشهدها السعودية اليوم، على صعيد المرأة بشكل خاص، وما ابرز ما هو مطلوب بعد؟ وفي اية قطاعات؟

 مع النهضة في السعودية تميّزت المرأة بشكل خاص وهي متفوقة في كافة القطاعات، وحتى قبل ان يضحي الاختلاط مسموحا كانت الكثير من النساء السعوديات في مواقع متقدمة في كل المجالات، من التعليم والابحاث والمصارف الى السياحة والترفيه ويحضرني الان اسم سفيرتنا في واشنطن سمو الاميرة ريم بندر وهي قدوة لكل سيدة عربية، تعطينا الوحي ونحن فخورون بها لانها  تشجع المراة العربية والسعودية تحديدا.

  كذلك فإن الشباب السعودي ينمّ عن قدرات مذهلة وتعرفون ان مجتمعنا السعودي مجتمع شاب إذ ان حوالي السبعين بالمائة هم دون سن الثلاثين، والكثير من الشباب عادوا الى السعودية لخدمة بلدهم وتنميته أكثر بعد ومنهم اولادي الذين عادوا اليه وكل ما يطلبونه متوفر فيه والحمدلله.

- ومن جانبك تساعدين الشباب السعودي والعربي في الخارج خاصة الفنانين منهم..  

صحيح اساعدهم للدخول والعرض في متاحف مختلفة من حول العالم او الدخول في مجموعات فنية وفي اقامات فنية مثل "دلفينا فاونديشن". واذكر هنا انني اشركت مجموعة من الشباب مع الـ"ايرل"ديفيد لينلي" ابن شقيقة الملكة الراحلة" إليزابيث الثانية" الذي بدأ كنجار وصار عالميا واضحت له علامة" لينلي"، حيث دعاني للاحتفال بعيد الاضحى في الغاليري التابع له والمختص بالخشبيات واثاث المنزل وهو يستوحى من الفن الاسلامي وقد انجز قطعة جميلة جدا استوحاها من هذا من التراث، اشتراها منه قطريون واحتفلنا بيوم فيه من التراث والموسيقى والازياء والطعام مع مجموعة من الشباب العرب والاجانب. كما ساهمت في ارسال 7 فنانين من الشرق الاوسط الى اقامة فنية في سويسرا. كذلك، انا اعمل الان على كتابة وانتاج مسرحيات اخرى مطلوبة مني واشجع الشباب السعوديين على الكتابة والمسرح واتقان هذا النوع من الفنون كما آمل ان يدرسوا و يتعملوا ليحترفوا ما يسمى بـ" ميوزيكال دايركتور" او الـ"مدير الفني"للميوزيكال على غرا"ر كوينسي جونز" المبدع، فالعالم العربي ينقصه متختصصون في هذا المجال.  علما انني شخصيا قمت بهذا الدور معتمدة على الفطرة وعلى الاذن الموسيقية، والفريق الاجنبي ساعد ايضا، وكم للفطرة والارتجال دور مهم وكانت السيدة ام كلثوم ملكة فيه وصولا الى إطراب الجمهور الذي عشق أغانيها. 

 كذلك تجدونني فخورة بالفنانين السعوديين التشكيليين وغيرهم المشاركين في المعارض والغاليرهات الفنية التي تزخر بها المملكة اليوم، والتي تقدم للزوار من مختلف انحاء العالم التسهيلات المطلوبة بشأن الفيزا والاوتيلات والمطاعم، ويبدون لي سعادتهم بالاختلاط مع ابناء البلد والتعرف اليهم.

   - ولبنانيا، هل يمكن ان تكوني منتجة لفيلم او عمل فني لبناني وما هي المعايير للموافقة؟

بعد ابتسامة تجيب: قد احول قصة طفولتي كابنة عائلة سعودية في لبنان الى فيلم وهي تمثل عائلات كثيرة. كذلك فانا كتبت "قصة بستان جافا" الذي نلت عنه افضل نص من "اثراء" وقد يتم تصويره في لبنان او في الاردن، كما اشترك في انتاج فيلم "سائقي وانا" قصة عهد كامل وهي ممثلة وكاتبة ومخرجة ومنتجة سعودية نفتخر بها جدا، حول علاقة العائلات السعودية بمن يساعدونهم في المنزل وكيف يضحون من اهلهم فنعرف الناس بهذه العلاقة، وهو يصور في جدة حاليا واتمنى لهم كل التوفيق.

وماذا عن "سندباد البحار" التي تنتجينه ايضا، ونعرف انك ترددت حياله لماذا؟

فعلا لقد اتصلت بي سيدة اجنبية تقول لي ان زوجها ملحن انكليزي وابنها يرقص الباليه وهم سمعوا قصة سندباد ويأملون الى تحويله عرضا مسرحيا. في البداية كنت متخوفة، الا انني وجدتها فرصة لاكمل  مسيرتي واقوم بتزاوج جميل ما بين الموسيقى الكلاسيكية والموسيقي العربية مع العودة الى الازياء القديمة ايام هارون الرشيد فاتصلت بصديقة عراقية ساعدتني في الامر، ثم رحت أبحث عن الدبكة العراقية القديمة ودمجتها في العمل الذي يتوجه الى الاطفال بقصة خفيفة لطيفة، بانتظار ان يحين الوقت المناسب لعرضها.

و"الماسة الخاشقجي" ماذا عنها، واين نجدها؟

 إنها قصة اخرى، جميلة جدا ايضا و لا زلت في طور الاعداد لها .فالماسة الخاشقجي معروضة في متحف "القصر العالي"( توب كابي) في اسطنبول  منذ آلاف السنين واحب ان اعرف تفاصيل قصتها وان كانت هي عائلة اجدادي ام عائلة اخرى من وجدها. والـ"خاشقجي" بالتركية تعني "صانع الملاعق" وسأروي عبرها عن عائلتي وكيف انتقلوا من تركيا واستقروا في المدينة المنورة من حوالي 500 سنة مثل الكثير من العائلات الحجازية الذين كانوا من كبار التجار. وتقول القصة انه اثناء البحث عن الحديد والنحاس وجدوا هذه الحجرة الكبيرة ولم يعرفوا ما هي، وتولى احدهم نقلها الى السلطان حينها وكانت رحلة طويلة وشاقة..  هذا السيناريو كنت اعمل عليه وانا طالبة في السعودية في احدى ورش كتابة السيناريو وابهرت الحاضرين فطلبوا مني ان احولها عملا مشهديا دراميا رومانسيا اوكتابا، وانا عازمة على ذلك الا انها تتطلّب بحثا دقيقا لاعرف على ايام اي سلطان اذ ان حكم السلطنة امتد لثمانماية عام.

 كذلك فأنا منهمكة حاليا باعداد مسرحية عن الاغاني السعودية القديمة من خلال  التراث والموسيقى بناء على طلب احد المهتمين، كما سيكون لي عمل مقبل مع الاوركسترا السعودية التي افتخر بها. وآمل ان تتوسع دائرة الانتاجات مع غيري ايضا لاعادة احياء المسرح على غرار اعمال السيدة فيروز وصباح وغيرهما مع تمنياتي بعودة الممثل الشامل الذي يغني ويرقص ويمثل، مع تشجيعي على بالمضي قدما في اتقان كل ما يتصل بالعمل المسرحي من اضاءة وهندسة وصوت وازياء، ففنون المسرح ومجالاته عالم قائم بذاته. وادعو الله ان نستكمل جميعا المسيرة للابقاء على شعلة التراث العربي والشرقي متّقدة!

عرض صفق له الجميع