بقلم عبير انطون
يحل الميلاد المجيد ورأس السنة هذا العام والعالم "مخبوط" بكامله، أزماته اكبر من آمال سكانه، بلاده في شرقها وغربها ترزح تحت نير الحروب وتداعياتها وعبثيتها، وتحل مآسيها مكان السلام الذي لطالما بشّر به المخلص الداعي لان يكون" على الارض السلام وفي النفس المسرة". للاسف، لا سلام ولا مسرّة انما امل بهما وصلاة على ان يحلّا فعلا، خاصة على ارضنا العطشى له.
وإذا ما كان اللبنانيون يتحايلون على ايامهم علّها تمر بأسودها القاتم الى غير رجعة، فتعود وتتنفس وتحيا اجواء الاعياد من جديد، تستنفر الشاشات اللبنانية نفسها لتقدم لمشاهديها في زمن الميلاد ما يفرح قلوبهم وينسيهم وهمومهم ولو على مدى ايام، مع ما يحمل لهم العيد من رسائل حقيقية او حتى بما يعكس حالهم ووجعهم، علّ الرجاء يعلو ويتقدّم، كمثل الدراما التي يحملها اليهم مسلسل "ضوّي يا نجوم" في رسائل تتماشى وروح الميلاد في العطاء والمساندة والمحبة، من خلال دراما "ميلادية" مخصصة لهذه الفترة اعتاد الجمهور على متابعة مثيل لها من خلال شاشة " ام تي في" في كل سنة في مثل هذا الموسم .
فما هو المسلسل الذي سنتابعه؟ من هم ابطاله؟ ما الرسالة منه، وما الذي ستقدمه مختلف الشاشات في الليالي المباركة؟
"الافكار"التي تتمنى للجميع اعيادا مجيدة تعود عليكم بالاجوبة...
وسط الازمات المتعددة الوجوه التي تضرب البلد، يصرّ الاخيرعلى تقديم الفرح لابنائه. ففي كل قرية وضيعة ومدينة لبنانية، من شمال لبنان الى جنوبه تعمّ الاحتفالات والنشاطات الميلادية، وتأبى انوار العيد ان تنطفئ. الزينة في الشوارع ليست ربما كسابقاتها من كل عام سوى في بعض الاماكن، لكن ما هو اكيد ان ما من حيّ او شارع يخلو من مبادرة تصنع الاجواء الفرحة المؤاتية للمناسبة، ولو"بما تيسّر".
الشاشات اللبنانية من جانبها، تفرد لمشاهديها مساحة لتمضية سهرات ميلادية دافئة خاصة ليلة الرابع والعشرين من الشهر، لتطلّ عليهم في سهرة آخر العام بباقة من الفلكيين وايضا المنجمين في ما سيجودون به علينا من ميشال حايك الى ليلى عبد اللطيف وآخرين وسط برامج الالعاب والربح والاغاني والموسيقى من النجوم والفنانين .
قناة المؤسسة اللبنانية للارسال "ال بي سي اي" ستعرض ليلة عيد الميلاد المجيد حلقة تعدنا بانها ستكون مميزة ستجمع ما بين النجوم يوسف الخال، نيكول سابا، ورد الخال والموزع الموسيقي والملحن باسم رزق بحيث تكون حلقة مليئة بالمفاجآت ومن المتوقع ان تحصد نسبة مشاهدة عالية جداً، فضلا عن عرض لحلقة صورت مع الفنانة نادين الراسي ستعرض في الليلة نفسها.
اما "تلفزيون الجديد" فقد اعلن عن برامجه خلال ليلة الميلاد، حيث من المنتظر أن يطل كل من الإعلامي اللبناني نيشان ضمن حلقة ميلادية بعنوان" أنا مين"، فضلا عن تقديم الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات حلقة ميلادية بعنوان "رسالة عيد" وقد تم تصويرهما بطريقة وثائقية، وتحمل طابعا انسانيا اجتماعيا. حلقة الزيات، ذات طابع انساني تشويقي وترفيهي، تم تصويرها في الخارج في قرية ميلادية بحضور مجموعة من النجوم من عالم الفن والسوشيل ميديا.
وقد جمعت رابعة على طاولات العشاء 100 يتيم ومسن من المتروكين ليعيّدوا ليلة عيد الميلاد بالفرح والهدايا والسهرة الغنائية والعشاء الميلادي واجواء الضحك والزجل والغناء مع مجموعة من الفنانين ابرزهم نادر الاتات، الين لحود، شيف أنطوان، حبيب ابو أنطون، عبير الصغير، وهؤلاء اجتمعوا في حلقة واحدة للتعاون من أجل إدخال الفرحة الى قلوب الفقراء، الأيتام، والعجزة. هذا، وستقوم رابعة في الحلقة بمصالحة أم باولادها بعد 10 سنوات من الزعل والفراق.
"ضوّي يانجوم"...
أما شاشة ال"ام تي في" وبغيرسهرة مميزة لليلة العيد، فإنها تطلّ على مشاهديها بمسلسل يلعب بطولته النجم المحبوب يورغو شلهوب. وفي هذا السياق، بدأات المحطة اللبنانية الأحد عرض مسلسل "ضوّي يا نجوم" (كتابة ديديه فرح وإخراج داني جبور).
من قلب مشاكل المجتمع اللبناني، يخرج العمل الذي يتناول قضايا إقتصادية وإجتماعية أبرزها أزمة الادوية. يتألف المسلسل من سبع حلقات، واللافت أنه يجمع قرابة 50 طفلاً ينقلون معاناة أطفال لبنان، وسط صعوبة في الحصول على الدواء بعد إرتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية وتحكّم مافيات الادوية بالطبابة.
"المسلسل مبني على قصة حقيقية" تقول كاتبته ديزيريه فرح(المعروفة ب دي دي) ويـحكي قصة حقيقية وقعت احداثها في فترة سابقة. فقبل عشر سنوات، رافقت ديزيريه طفلة آلمها المرض حدّ خطف روحها. كانت الصغيرة نجمة أحد برامجها، وحين غادرت، شعرت بحاجة إلى سرد قصتها. وفي حكاية الصغيرة ان هجر الأب ابنته المريضة وأمها كرد عكسي على عجزه، لتبقى الأم وحيدة مع ابنتها تُنازع. بعد سنة على وفاة طفلتها، عادت هذه الأم إلى المستشفى لتكون بعضاً من رحلة شفاء الأطفال المرضى تساند وتساعد.
تستعيد ديديه هذه القصة وتكملها في مسلسل" لا نواح فيه ولا كآبة. نصور الأمل" ولو انه يتحدث عن واقع الاطفال بالمستشفيات وعذاب الأهل لتوفير الدواء ووجع الأم على فقدان طفلتها بسبب مرض تبلغ كلفة علاجه 6 آلاف دولار شهريًا، لتلتقي بعد وفاتها بإعلامي ناجح فتبدأ الحكاية. ويسلّط العمل الضوء على دور الاعلام في ابراز معاناة الاهل والانسانية التي لا تغيب عن مجتمعنا رغم غياب الدولة.
يشارك في "ضوي يا نجوم" أكثر من 50 طفلاً (بينهم مرضى سرطان) وعدد من الممثلين أمثال يورغو شلهوب، إليز فرح باسيل، بياريت القطريب، ألين شمعون، هبى شيحان، الطفلة الاريا النشار، الطفلة كايت مرجانه، مع اطلالة خاصة للممثلة لمى لاوند، وقد تم تصويره في مستشفى سيدة المعونات الجامعي بجبيل حيث خصص له طابق كامل للتصوير طيلة 15 يوما.
وتلي الحلقة الأخيرة، في تمام التاسعة والنصف مساءً من ليلة العيد، حلقة مميزة تجمع الأطفال والممثلين مع إعلاميين وأطفال مرضى بحاجة للدواء في محاولةٍ لجمع التبرعات وتأمين العلاجات.
تأسف فرح لان شيئا لم يتغيّر اليوم، ف"ما زال الدواء مقطوعاً والعلاجات محتكَرة والأطفال يموتون على أبواب المستشفيات"... المكتوب في المسلسل هو خلاصة سنوات أمضيتها في المستشفيات، أشارك المعذبين آلامهم. وهو اختزال تجربة إنسانية أمام الشاشة ووراءها. المفارقة أن العلاج اليوم باهظ والدواء مقطوع. هذه فظاعة ّ! اما حول اختيارها "ضوّي يا نجوم"عنونا لمسلسها فتقول انها استلهمته "من روح كل طفل يعاني ثم يغادر هذه الأرض فيُشرق نجماً في السماء يشع نوراً وأملاً وسلاماً".
يورغو"لنفعل شيئا!
من جهته يلعب يورغو شلهوب دور الإعلامي وسام. مشاركته في المسلسل علمته، بحسب ما يقول"الكثير من الحب والقناعة والأمل. فهي قصة معاناة كل بيت لبناني يحتاج حبة دواء أو جراحة او علاجاً، وهي معاناة حاكها مسؤولون جشعون وبلا ضمائر"... وهو عبّر عن اندهاشه بالأطفال الذين يقتنعون بأصغر الأشياء، ففي أحد المشاهد يدخل عليهم بلباس بابا نويل سائلاً اياهم عما يريدونه من هدايا، ليتفاجأ بأن كل ما يطلبونه هو ان يعيشوا لحظة حب وابتسامة مع بابا نويل ليس إلا. اختصر هؤلاء معنى السعادة الحقيقية اي ان يقتنع المرء بما لديه ويعيش اللحظة.
من جانبها الممثلة ومقدمة البرامج بياريت القطريب، تشرح عن دورها بالقول:" أقدّم دور مديرة العلاقات العامة في مستشفى، وأتابع بحكم عملي فيها معظم الحالات، سواء المستعصية أو الصعبة التي تحتاج لإجراء عمليّات خارج لبنان".
اما الإعلامية إليز فرح باسيل- في تجربتها التمثيلية الاولى بعد 18 سنة من الخبرة في الحقل الإعلامي فتعتبر أن"مسؤولية نقل وجع الاهالي العميق كبيرة"، والأصعب كان تجسيدها لدور الأم التي خسرت فلذة كبدها، مضيفة انها تعلمت من هذه التجربة بأن الحياة رغم كل أوجاعها وخيباتها قد توصلنا الى نهاية سعيدة".
من ناحيتها تلعب ألين شمعون (دور الممرضة سينتيا والصديقة المقربة للأم الثكلى) وتعلق على مشاركتها بالتأكيد:"لم يكن دوري سهلاً خصوصاً ان معظم مشاهدي كانوا من الاطفال المرضى، وأحسست بوجعهم ولمست الخوف الذي يحاربونه بأمل وبراءة" مضيفة ان الدور علمها كيف تعتمد على نفسها، وكيف باتت تقدّر دور الممرضة التي تقدم تضحيات نفسية وجسدية بلا حدود.