بقلم عبير أنطون

تشويق ومفاجآت من العيار الثقيل يقدمها مسلسل "ستيليتو" لمشاهديه. هو النسخة العربية من العمل التركي "جرائم صغيرة" الذي تم عرضه علي الشاشه التركية في 2017، اما سبب او معنى تسمية العمل بالعربية "ستيليتو" فليس واضحا تماما وما نعرفه انه يعني" الكعب العالي" أو الخنجر. احداث العمل تدور في إطار من الغموض والإثارة، في النسخة التي كتبتها بالعربية لبنى مشلح، فيما أعدت السيناريو لها مي حايك، وهي من إخراج نيقولا صباغ، وانتاج مجموعة "ام بي سي".

باقة المشاركين في المسلسل هي أسماء لامعة في سماء الدراما العربية، لبنانية وسورية، كافية لجذب انتباه المشاهد. كذلك فإن حبكة النص واحداثه المشوقة جعلته موقع متابعة حثيثة قد تستمرعلى مدى حلقاته التسعين التي يتكوّن منها، وهو احتل المرتبة الأولى من حيث عدد المشاهدات على منصة "شاهد" وقناة "ام بي سي فور" الفضائية"منذ اطلاقه.

 فما هي حكاية"ستيليتو"؟ كيف يشرح ابطال العمل عن شخصياتهم المثيرة وعن مشاركتهم فيه. أي دور للماضي وظلاله على الحاضر؟ ما الذي تخبئه الاحداث وما الانتقادات التي طالت العمل؟

" الافكار" تدخل عالم "ستيليتو" وتلقي الضوء على المسلسل الذي تم تصويره في تركيا ليحظى بجودة  المسلسل التركي المأخوذة عنه النسخه العربية.

تدور الحكاية حول اربع سيدات هن كاريس بشار، ديما قندلفت، ندى أبو فرحات، وريتا حرب، بموازاة أربعة رجال هم قيس الشيخ نجيب، سامر المصري، كارلوس عازار، وبديع أبو شقرا. يجتمع هؤلاء بعد سنوات طويلة في حفل كبير في بيت فخم، بعد ان  كانوا في الماضي أولادا وبنات على مقاعد الدراسة في ريعان الصبا. اليوم شخصياتهم تبدلت وكذلك ظروفهم. مع لقائهم هذا تفتح صفحات الماضي وتعود دفاتر الأشخاص القديمة إلى الواجهة، حاملة معها وقائع مثيرة.

فأثناء الحفل الذي يلتقون فيه تهوي جثة من الدور العلوي، ويقوم المحقق رامي بالتحري حول الجريمه من خلال استجواب كافة الموجودين. فتُفتح في أحداث متسارعة ملفات الماضي على حاضر غامض قوامه التشويق والمفاجآت من العيار الثقيل.

حدث مفصلي...

عن مشاركتها تشرح الممثلة كاريس بشار بالقول: هذه المرة الأولى التي تسنح لي الفرصة كي أقدم دورا يتحدث عن تجربة مجموعة من النساء في مقتبل العمر كنّ صديقات في مرحلة الدراسة إلى أن استجد حدث مفصلي غيّر من مجرى الأمور، ضمن خطوط درامية تشهد سلسلة أحداث ذات طابع بوليسي غامض".

  والشخصية التي جسّدتها في المسلسل التركي جوكتشا بهادر، هي التي تلعبها كاريس وتشرح تفاصيلها:   "ألعب دور ألمى التي تتعرض لحادثة خلال فترة الدراسة، لتنقلب حياتها بعد ذلك رأساً على عقب. قد يعتبر البعض أن ما حدث هو تصرف ناتج عن طيش اليافعين، لكن ما تعرضت له ألمى كان أعمق وأصعب...هي شخصية قوية ومتماسكة ومتوازنة، لم تفكر لحظة بالانتقام لأنها شخص إيجابي، لذا نراها تتعاطى بإيجابية مع صديقات الدراسة حينما تلتقي بهن بعد مرور السنوات".

 مساعد الدكتورة المى في المسلسل هو الممثل جاد خاطر بشخصية روي. وجاد درس التمثيل في الجامعة اللبنانية، وشارك في العديد من الأفلام القصيرة، كما شارك في عدد من المسلسلات ومنها: "كواليس المدينة، لآخر نفس،و بيروت سيتي".

فلك ...النرجسية

 عن دورها في "ستيليتو"بشخصية "فلك"، وهي ذاتها شخصية "مروة" في النسخة التركية والتي قدمتها "اصليهان جوربوز"، تقول الممثلة ديما قندلفت عن مشاركتها "إنها المرة الأولى التي أقدم فيها 90 حلقة بهذه الصيغة"، شارحة ان العمل "يطرح العلاقة الشائكة التي تجمع بين أربع شابات على اختلاف طباعهن وعوالمهن بموازاة علاقاتهن مع الآخرين. هذا الاختلاف يولد خلافات، نراها من خلال أحداث متسارعة وتبدل في طباع بعض الشخصيات".

 وتدخل قندلفت في اعماق شخصية فلك لتكمل بوصفها:"هي امرأة رفيعة المستوى تكاد أن تكون مثالية، تثير الإعجاب لولا أنها مريضة بالنرجسيّة. وتشير قندلفت بانها لا تدافع عن سلوك فلك بل عن شخصيتها، "فهي تمتلك مواصفات جذابة، كأم ومربية وتقوم بكل هذه الافعال المؤذية للآخرين دون أن تدرك أنها كذلك ومن دون أن تشعر بالذنب، بمعنى أنها كادت أن تكون امرأة عظيمة لولا هذا المرض".

عقد...

 الممثلة ندى أبو فرحات تؤكد من جانبها "أن العمل يحمل جميع عناصر التشويق والإثارة والجانب البوليسي في موازاة العقد الموجودة عند الشخصيات.. كل ذلك من دون إطلاق نار أو مشاهد مطاردات وأكشن، فالأكشن تحمله الأحداث".

اما الاعلامية والممثلة ريتا حرب التي تعرضت لحادث سير كبير في تركيا الزمها عمليات عدة تعافت منها ورأيناها مؤخرا تقدم حفل" مستر ليبانون" عبر شاشة "ام تي في" فتشرح عن دورها بالقول:" ألعب دور جويل ديب، وهي ابنة رجل ثري،  تحب طارق منذ أيام الدراسة وتغار عليه، وإن كانت مشاعره تجاهها آنذاك لا تتعدى الصداقة، لكنها بقيت تحبه إلى أن تمكنت من لفت نظره رغم بعض الأمور السيئة التي أقدمت عليها لتحقيق هدفها، إذ ان الأهم بالنسبة لها كان زواجها به".

الرجال محركون...

من ناحيته، لفت الممثل  قيس الشيخ  نجيب المشارك في العمل أن "المحور الأساسي في "ستيليتو" هو النساء، أما الرجال فهم بدورهم محركون أساسيون للأحداث، و"كريم -الذي ألعب دوره- هو محرك لأحداث تتعلق بالشخصيات النسائية الأربع اللاتي كنّ طالبات في المدرسة قبل سنوات مضت".

 اما سامر المصري فقال أنه كان متخوفاً من التجربة في البداية، لا سيما وأنه يخشى الالتزام بمسلسل ذي حلقات طويلة االا انه اكد قائلاً: "ما جرى أن شخصيات المسلسل الجذابة وأحداثه الشيقة جعلتني أتخلى عن تخوفي".

بدوره أشاد كارلوس عازار بالعمل الذي "يحمل نكهة خاصة، فهو لا يشبه المسلسلات التي اعتدناها، لا لجهة الإخراج ولا من حيث الطريقة التي يتم تناول الحكاية من خلالها، فضلاً عن التنوع في الشخصيات التي لا تشبه بعضها بعضا، فما من شخصيات نمطية".

ذكاء العمل...

  اما الممثل بديع أبو شقرا الذي يضفي في كل دور يلعبه نكهته الخاصة، فإنه وصف العمل بانه" يحمل حالة اجتماعية بكل تفاصيلها. فالمشاكل القائمة بين الشخصيات قد تكون مشاكل معتادة لكنها تقدم بشكل غير متوقع، ضمن إطار درامي مكثف وهذا شيء إيجابي في الدراما، وخصوصاً في أعمال الحلقات الممتدة أو السوب أوبرا. وأشار بديع إلى أن الذكاء في العمل يكمن في السيناريو أولاً، من خلال الجمع بين الماضي قبل 20 عاماً وبين الحاضر، كما بطريقة ربط الأحداث ببعضها بعضا".

 نذكر ايضا الدور الاداء اللافت للمحقق رامي في المسلسل وهو الممثل ميشال حوراني الذي درس الإخراج والمسرح في بيروت، وحصل على درجة الدراسات العليا في التمثيل، وعرفه الجمهور العربي الواسع من خلال مسلسلي"الهيبة" و" تانغو"، هذا بغير كوكبة الاسماء المعروفة مثل  نوال كامل ونور علي وغيرهما...

قبلة مقبولة؟

نجاح مسلسل "ستيليتو" لم يمر من دون ان تصيبه سهام الانتقادات التي صوبت على اكثر من جهة. فمنهم من اعتبر ان العمل كان يجب أن لا ينتج أصلاً، ولا سيما أن المسلسل التركي الأصلي قد سبق وأن دُبلج للعربية، وأن فكرة العمل ضعيفة ولا تستحق أن يُعاد إنتاجها إطلاقاً، فيما اعتبرت آراء اخرى ان العمل يرشح معايير ذكورية تحط من شأن المرأة، وتعلّي من مكانة الرجل،لا سيما اثناء التحقيقات التي يجريها المحقق رامي.

 كذلك فقد أدت بعض المشاهد التي وُصفت بالجريئة الى انقسام بالآراء ما اثار ضجة  بين الجمهور ورواد السوشال ميديا كمثل النظرات ما بين كاريس بشار وقيس الشيخ نجيب، وانما ايضا وبشكل اكبر القبلة الحميمة التي حملتها الحلقة ال24من المسلسل  بين ندى أبو فرحات وسامر المصري، وهي تجسد دور زوجته نايلة في العمل. فقد تفاعل الجمهوربشكل كبير مع مشهد القبلة مؤكدا بعضهم رفضهم الشديد لها، ومعتبرا أن تقليد الأعمال التركية أصبح أمرا مرفوضا خاصة أنه لا يراعي أيا من الضوابط الشرقية، فيما    رأى آخرون أن المشهد ليس خادشاً للحياء بل هو تشخيص واقعي لطريقة وداع أي زوجة لزوجها قبل ذهابه إلى العمل.

القبلة هذه سئلت عن رأيها بها الممثلة ريتا حرب المشاركة في المسلسل فأجابت بالقول: "مش غلط يكون في قبلات بالعمل، شرط أن تخدم مجريات الدراما ...وهي قبلات سريعة وليست اثارة كما يُحكى، وعندما تكون بخدمة الدراما فإنها تكون في محلها".