في ظل ارتفاع أسعار المحروقات ولمواجهة البرد الشديد اندفع الكثير من الناس في المناطق الجبلية الى الطبيعة لقطع الأشجار وتحويلها الى حطب. ومن لم يجد أشجاراً لقطعها أو لم يتمكن من شراء الحطب، حرق الأحذية والثياب القديمة في سبيل الحصول على القليل من الدفء خلال الشتاء القاسي. فقد لجأ الناس بعد ارتفاع أسعار المحروقات الى الحطب للبحث عن البدائل ليقيهم من برد الشتاء، وكان البديل عن المازوت "الوقدة البيئية" التي ستخفض بنسبة 35 في المئة كلفة التدفئة الشتوية لسكان المناطق الجبلية والذين باستطاعتهم تحضير موادها الأولية من بساتينهم ومن بقايا عصر الزيتون... فـ"الوقدة البيئية" هي عبارة عن خليط من أغصان أشجار مفرومة وبقايا الزيتون بعد عصره، وأن الكميات المصنعة حتى الآن تجاوزت حدود 1200 طناً، وأنهم سيعملون لاحقاً على رفع الكمية حسب الطلب وتعميم صناعة هذه الوقدة في مختلف المناطق اللبنانية، وبالتالي في ظل الظروف المعيشية القاسية عجزت شريحة واسعة من العائلات عن تأمين الوقود لمواجهة الصقيع في المناطق على ارتفاع 500 متر عن سطح البحر وما فوق بسبب ارتفاع أسعاره. وليس بالامكان تقدير حاجة السوق الى هذه الوقدة في الوقت الراهن، علماً أن سوق التدفئة تتوزع بين هذه الوقدة والديزل والحطب العادي والغاز والكهرباء الى جانب ذلك فـ"الوقدة البيئية" ليست البديل عن المازوت فقط في ظل الظروف الصعبة في البلد بل أنها صديقة للبيئة ولها قدرة اشتعال فعّالة، وتخفّف بنسبة مقبولة من أعباء التدفئة لقاطني المناطق الريفية الجبلية بعيداً عن الملوثات، كما تساهم في خفض خطر حرائق الأحراج وخفض مستوى الملوثات والغازات وزيادة انتاج الأشجار المثمرة.
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "الأفكار"
اشترك في خدمة Premium من "الأفكار"
ب 1$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشتراك إسبوعى
إشتراك شهرى
إشتراك سنوى
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول