تفاصيل الخبر

مسلسل"الزمن الضائع": من يكشف السر لتعود عقارب الساعة الى الوراء؟

19/07/2023
مسلسل"الزمن الضائع": من يكشف السر لتعود عقارب الساعة الى الوراء؟

ابطال الزمن الضائع

  

بقلم عبير أنطون

 

موضوع جديد يتناوله المسلسل الدرامي اللبناني"الزمن الضائع" الذي تشارك في بطولته الممثلتان الاختان هيام ونغم بو شديد، مع باقة من الممثلين المخضرمين والشباب. المسلسل التي تعرضه قناة الـ"ال بي سي اي" اليوم بعد ان عرض سابقا، يشيد به البعض وينتقد البعض الآخر ثغرات عديدة فيه، لا سيما الاخراجية منها، فضلا عن بعض التطويل والملل في مسلسل يمتد الى سبعين حلقة شأنه شان الكثير من المسلسلات التركية او المعربة عن التركية التي تجتاح شاشاتنا، بعكس ما تتجه اليه المنصات مؤخرا في مسلسلات قصيرة رشيقة.

فما الموضوع الذي يتناوله "الزمن الضائع" ومن هم ابطاله؟ كيف حضّروا لشخصياتهم وما أصعب المشاهد التي ادوها؟ وما كانت الصعوبات التي تمّ تجاوزها؟

"عند الأفكار" مختلف التفاصيل  

مع باقة من الاسماء اللامعة وعلى رأسها الممثلين القديرين فادي ابراهيم واسعد رشدان ومجدي مشموشي، مع بطولة شبابية لكل من جو صادر وجوي هاني وجويل الفرن وحسن فنيش وغيرهم، تدور حكاية "الزمن الضائع" الذي كتبه غابي مرعب واخرجته ماريانا صقر. المسلسل اللبناني الصرف كتابة و اخراجا وتمثيلا يدورحول الطبيب المعروف رأفت نعوم الذي قام  بالمستحيل ليؤمّن قلباً بديلاً لابنته جنان المريضة وتنطلق الاحداث لما يصدم الطبيب بسيارته عن غير قصد منه بائعة يانصيب ويقرر أن ينقلها إلى منزله ليخضعها للعلاج المطلوب. وتنقلب الأحداث لما تموت ابنته ويقرر أن يدفنها بسرعة، ليدعي من بعدها أن بائعة اليانصيب هي ابنته ويسافر بها إلى فرنسا مدعياً بأن علاجها سيحصل هناك.

وبعد مرور أعوام، يتعرض الطبيب لعارض صحي، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أمور كثيرة كانت مخبأة وانكشاف حقائق عدة، إذ تأتي الإبنه من فرنسا فيبدأ نبش الماضي والجرائم المرتكبة. وتتعرف الابنه على الشاب الذي كانت تحبه في ذلك الزمن، الى أن تكتشف الحقائق كلها، وتستعيد الابنه هويتها الاصلية ويكون بانتظارها "سعد"، الشاب الذي أحبته وبيده خاتم الزواج. فهل يتم النصيب؟

صعوبات كثيرة واجهت المسلسل خاصة ان تصويره تزامن مع جائحة كورونا ليتوقف مرات عدة بسبب إنتشار الفيروس، الا ان ايلي معلوف صاحب "فينيكس بيكتشرز انترناشونال"منتجة المسلسل، اكمل بالمغامرة. فهو وجد في المسلسل ما يستحق، اذ انه وبحسب تعبيره "يتناول مواضيع لم تعالج اطلاقا في الدراما، وفيها الكثير من التشعبات والأحداث المثيرة للجدل".

كذلك، فإن المنتج "الصامد" في وجه الظروف الاقتصادية العاتية، متمسك بانتاج مسلسلات لبنانية صرف، رغم مختلف التحديات. وما سبق وانتجه في هذا الصدد لقي قبولا كبيرا من المشاهدين، حتى ان بعض مسلسلاته لاقت اعلى نسب من المشاهدة، على رغم ما يرافق عرض اي مسلسل له من انتقادات عديدة. ويكفي للدلالة على ذلك ذكر اسماء مسلسلات كمثل "كل الحب كل الغرام"، ياسمينا"، "عندما يبكي التراب" و"رصيف الغرباء" الذي كتبه انطوان شمعون في عدد كبير من الحلقات عن حقبة زمنية تمتد من منتصف الأربعينات لغاية أوائل السبعينات في قصة انتقام وطمع من ابن الاخ  تجاه عمته وابنتها، ويلقي فيه الضوء في سياق الاحداث على الفقر والإقطاع والصراع على النفوذ.   

 والى تمسكه بالانتاج اللبناني، يبقى المخرج ايلي معلوف متمسّكا بالتلفزيون. فهو لا يزال يؤمن بوقع الشاشة الصغيرة وتعلق الناس بها على الرغم من انتشار المنصات الالكترونية  شارحا ان "هناك شريحة لا يُستهان بها من الناس تجد صعوبة في الانفصال عنه والتوجه إلى المنصات الإلكترونية، خصوصاً أن لبنان لا يقدم خدمة جيدة في عالم الإنترنت؛ فهذه الأخيرة تلعب دورها الكبير في الانتشار، ولكن استخدامها يبقى محدوداً بالنسبة لجيل مخضرم".

لا يتكرر!

من الجيل المخضرم تمثيلا، يتعاون ايلي معلوف في العديد من الادوار مع الممثل القدير فادي ابراهيم الذي يصفه بالممثل الذي "لا بديل عنه" في العمل الدرامي اللبناني، ملقبا اياه ب"النجم الذي لن يتكرر وان  باستطاعته تقمص الشخصية التي يلعبها ويحوطها بكل ما يلزمها من عناصر لإبرازها وإقناع المشاهد بأدائه فيها".

 من ناحيته، يدعو فادي ابراهيم المشارك في "الزمن الضائع"و في سياق حديث له الى توخي الرحمة عند الحديث عن الانتاجات اللبنانية، ولما سئل عن رأيه في الانتقادات التي تطال اعمال معلوف من حيث نقاط الضعف العديدة فيها على الرغم من حصدها نسبة مشاهدات عالية بالقول:"لا يمكن لاي عمل ان يخلو من النقد انما اريد ان اطلب من الجميع ان يراعوا اوضاع المنتجين اللبنانيين لان الوضع العام صعب جدا والدراما اللبنانية البحتة يجب ان تكمل مسيرتها رغم كل الظروف الصعبة ولو ان الامكانيات المادية ضئيلة وبالنسبة للمنتج والمخرج ايلي معلوف فهو صديقي وقد اثبتت اعماله الدرامية انها تحقق نسب مشاهدة عالية ولا يمكن مقارنتها بالمسلسلات العربية المشتركة التي تنفذ بميزانية كبيرة وتباع في كل الدول العربية".

الى فادي ابراهيم، تشارك الممثلة والاعلامية هيام بو شديد في " الزمن الضائع" وهي تعودت على العمل مع شركة " فينيكس بيكتشور" التي تصف اجواءها بالعائلية خاصة وانها سبق شاركت في عدة مسلسلات للشركة، ولو ان المخرج والمنتج  معلوف "عصبي" احيانا، الا انها تعتبر ذلك امرا صحيا لان التعبير يريح الامور ولا يفاقمها فتزداد سوءا.

 في "الزمن الضائع" تشرح ابو شديد عن شخصيتها بالقول:" ألعب دور رشاد او"رشودة" كما تناديها "جنان"(جوي الهاني) في المسلسل وهي المرأة الحنون التي رافقت البنت التي فقدت والدتها وهي طفلة. ورشاد عاطفية، طيبة، الا انها تحمل عبء ماض ثقيل واسرار دفينة   على كاهلها، وهي مع  إبنة رأفت (أسعد رشدان) تخفيان سرًا خطيرًا قد يودي بهما الى السجن، خاصة أن هناك لعبة مزدوجة في حياتهما.

هذا الاصعب!

جوي الهاني التي تلعب دور "جنان" تعرف اليها الجمهور في مسلسلات كثيرة ناجحة من بينها "جذور"، "قلم حمرة"،  "موجة غضب" "حنين الدم" و "سرّ"،  فضلا عن  "أسماء من الماضي"  و"أقل من عادي"وغيرها...

 جوي تعتبر أن التمثيل هو شغفها، هي التي تخصّصت في علم النفس العيادي، ونالت شهادة الماجستير وتتمنّى أن تحقّق النجاح في الحفلين اللذين اختارتهما. عن اصعب المشاهد التي ادتها في "الزمن الضائع" تشير جوي الى ان المشهد الذي يموت فيه أسعد رشدان الذي تحبّه كثيرا كان الاصعب:"حتى حين قرأت النص شعرت بالخوف قليلاً من هذا المشهد خشية عدم إيصال الأداء كما يجب، وهذا الخوف شكّل حافزاً لي لإبراز قدراتي التمثيلية"..

الممثل الشاب حسن فنيش من جهته نراه يجسّد في المسلسل دور طبيب يُدعى "د. روجيه"، تلقى علومه في فرنسا وعاد إلى لبنان، ليواجه الكثير من الأحداث غير المتوقعة والتي ستفاجئ المشاهدين، بحسب تعبيره.

 اما عن قصة الحب التي يعيشها في "الزمن الضائع" فإنه يصفها بـ"الغريبة" نظرًا للأحداث التي تحيط بها، “"لا أنها تأتي ضمن حبكة درامية مميزة".وحسن،عرفه الجمهورايضا في "رصيف الغرباء" الذي نال الاعجاب عن الدور فيه وكان توجه لاجله  إلى العاصمة المصرية القاهرة ، حيث تم تكريمه عن دوره المميز، وذلك ضمن مؤتمر المنتدى الاجتماعي للثقافة العربية، الذي أُقيم وسط حضور إعلامي ودولي كبير على مستوى السفراء من سلطنة عمان والإمارات ولبنان.

واذا ما كانت نغم بو شديد شقيقة هيام تلعب بقدرة كبيرة دور "إنعام" الشخصية الشريرة والقوية في المسلسل، ويلعب جو صادر دور"سعد" بطبيعية مقنعة،  فإن جويل الفرن تؤدي فيه دور كارن الفتاة التي تدخل في الكثير من المتاهات في حياتها، وتجسد جويل من خلالها شخصية لصبية تدخل عالم المخدرات  مع ما تجره من تفاصيل صعبة ومتعبة. وتقول جويل حول مدى قربها من الشخصية هذه:"كارن" بعيدة كل البعد عن شخصيتي، لا تشبهني أبداً، فقد تربيت وسط عائلة تعطيني الإهتمام الكافي، ولم أجد فيها أية نقاط تشابه مع شخصيتي" مضيفة ان بعض المشاهد اخذت الكثير منها الجهد النفسي والمعنوي والجسدي، إذ"كنت أضطر لرفع "التخت" السرير أو حمل "جرة" الغاز، فشعرت بألم في الظهر والجسم، ولكن لست نادمة أو حزينة لأني أديته، لأنه يوصل رسالة مهمة جداً لفئة معينة من البنات والشباب الذين يعانون.

 وقد اعتبرت جويل الدور"تحدياً لنفسها ومغايراً لكل ما قدمته من قبل لاحتوائه على العديد من التفاصيل الدقيقة" مشيرة الى ان الاصداء كانت جيدة، وان عددا كبيرا من الجمهور شاهده وأحبه، خاصة وأنه صوّر بظروف صعبة في ظل جائحة كورونا، وأخذ وقتاً طويلاً حتى تم، لكنه نال نسب مشاهدة وإعجاباً جيدين.

 لكن بالمقابل تعترف جويل بالقول: لم يكن دور "كارن" ملائماً لي تماما لأن الشخصية طالبة جامعية وبالتالي غير متناسبة مع عمري الحقيقي. لكنني رغبت في أدائها لأنها توجّه رسالة جميلة جداً إلى طلاب الجامعة حول مخاطر الإدمان ومخاطر إهمال الأهل لأولادهم. لذلك حاولت تجسيد هذا الدور بطريقة لطيفة وجميلة". وتؤكد جويل انها لا تبحث عن "الشخصيات التي تفشّ خلقي كممثلة فحسب، بل عن الأدوار التوعوية التي تحمل رسالة إنسانية وإجتماعية"  وهي تشير الى انها تتلقى رسائل كثيرة من أناس يتحدثون عن خبراتهم الحياتية المشابهة للمواضيع المعالجة في المسلسل ما يدل على تأثر المجتمع بالأعمال الهادفة.