تفاصيل الخبر

السباحة في الجليد مغامرة ام مخاطرة؟

10/05/2023
السباحة في الجليد مغامرة ام مخاطرة؟

رودولف والعميد حنا :غابة قرطبا—شلال مخفي

هل تريد أيها اللبناني المُحبط ان تصبح سعيدا كمواطني البلد الاكثر سعادة في العالم اي فنلندا؟ إليك الطريقة، اذ ما عليك سوى ان تغطس صيفا شتاء في المياه الباردة، لا بل المياه الثلجية او الجليدية او حتى المتجمدة وبذلك تصبح اقل الناس كآبة وتعاسة واكثرهم مناعة وحبا، لزعم علاقة هذه الرياضة ب"هرمون الحب". فإلى اي مدى تعود هذه الرياضة فعلا بالايجاب على ممارسيها؟ ما فوائد الغطس في المياه الباردة او الجليدية والتي تعود اصولها لطقوس دينية في بعض البلدان؟ وبالمقابل ما هي محاذيرها واخطارها خاصة وانها قد تكون قاتلة، ويعتبرها البعض ضربا من الجنون لا اكثر؟ و في لبنان اين نحن منها اليوم ومن يمارسها؟  "الافكار" تلقي الضوء وتستقبل أحد رياضيي السباحة في المياه الجليدية، والآتي اليها من عالم الادارة المالية رودولف خليل بهدف التعرف الى ايجابيات هذه الرياضة ومراحلها ومحاذيرها. السباحة في المياه الباردة رياضة تأخذ مداها في العديد من الدول الغربية والسكندينافية وتُنظم حولها مسابقات دولية، حتى ان الرئيس الروسي" فلاديمير بوتين" مثلا لا يستغني عنها، ومثله مئات الروسيين الذين يغطسون للسباحة فى المياه الباردة خلال استقبالهم لـ "عيد الغطاس المجيد". من ناحيتهم فإن الكثيرين في اميركا الشمالية يستقبلون العام الجديد ايضا  بممارستها تحت شعار"غطسة الدب القطبي"، ومثلهم يحتفل  التونسيون بها تحت مسمى "غطسة راس العام" استقبالا للسنة الجديدة في المياه الباردة، وذلك رغبة بتجربة إحساس مختلف عبر ملامسة المياه الباردة، وهي رياضة بحسب التونسيين تسللت الى بلدهم من الدول السكندنافية حيث تنتشر بكثافة، خاصة في فنلندا حيث تعدت عندهم مفهوم الرياضة لترتبط بمفهوم السعادة عند هذا الشعب وسر الحب لديه. فالسباحة في الجليد جزء من فلسفة الحياة لديهم ويقومون بها بنشاطات فردية وجماعية من الخريف الى الربيع. ويعتبٍر من يمارس الاستحمام او السباحة في المياه الباردة أنها تكسب صاحبها شجاعة كبيرة للتجرد من ثيابه رغم درجات الحرارة المنخفضة، وتعزز لديه ثقة أكبر بالنفس، وتدفعه الى الاستماع لأحاديث جسده والاستمتاع بهدوء المكان، فتقدّم تجربة ممتعة ومختلفة لمن يجرّبها منذ المرة الأولى، حتى أن معظم هؤلاء يرفضون الخروج من المياه، فضلا عن ان لها منافع صحية كثيرة من بينها تقوية مناعة الجسم والحماية من نزلات البرد، هذا بغير انها مفيدة لآلام الظهر والقلب والشرايين وتساعد في تقوية العضلات. المنافع الصحية هذه يؤكد عليها السيد رودولف خليل، المدير المالي لمجموعة شركات، والذي لم تأخذه مهنته في الارقام والحسابات من هوايته التي بدأ اهتمامه بها منذ الصغر بحكم ارتياده للمجمعات العسكرية مع والده الضابط حيث تمرس في السباحة منذ اعوامه الاولى، ليتعرف لاحقا بالعميد حنا معوّض المحب لرياضة السباحة في مختلف فصول السنة، وحتى في الثلج، وفي"عز العواصف"، وقد انتقلا تدريجيا من   السباحة في البحر (صيفا شتاء) الى الانهر حيث تنخفض الحرارة فيبقيان فيها لحوالي الساعة، ومن بعدها الى البرك المجمدة، من دون تخطي العشرين دقيقة فيها.   ويؤكد خليل في حديثه لـ"الافكار" ان السباحة والإستحمام بالمياه الباردة، هي "مغامرة" معتمدة في الدول الأوروبية وخاصة السكندينافية، وقد تزايدت ممارسة هذه الرياضة بشكل مضطرد بعد إنتشار فيروس "كوفيد 19" نظرا" لاثرها الايجابي على تقوية جهاز المناعة وزيادة معدل كريات الدم البيضاء والقدرة على مقاومة الفيروسات. ويشير الى انه من ابرز فوائدها المعروفة، تنشيط الدورة الدموية، تنشيط عضلة القلب وتقويتها، تخفيف الألم والإلتهابات داخل الجسم وفي العضل، خفض الوزن وزيادة نشاط الغدة الدرقية، تنشيط غدة البنكرياس، زيادة إفراز هرمون الأنسولين في الدم مما يزيد على سرعة حرق السكر  وحرق الدهون البنية، تحسين المزاج وتنشيط الأعصاب الحسية في الدماغ، فضلا عن تخفيض حدة الشعور بالإكتئاب عبر زيادة إنتاج عدد المركبات الكميائية في الجسم والدماغ.
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "الأفكار"
ب 1$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)

إشتراك إسبوعى

$1.00

إسبوعيا

إشترك الأن

إشتراك شهرى

$3.00

شهرياً

إشترك الأن

إشتراك سنوى

$30.00

لمدة 12 شهرا

إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول