تفاصيل الخبر

سعاد حسني بطلة معرض تشكيلي في القاهرة شارك فيه 50 فنانا!

05/04/2023
سعاد حسني بطلة معرض تشكيلي في القاهرة شارك فيه 50 فنانا!

الفنانة الراحلة سعاد حسني

 

تجمع فني كبير على شرف الفيلم المصري الشهير "خلي بالك من زوزو" شارك فيه 50 فناناً تشكيلياً من أجيال مختلفة، قدموا أعمالاً مستوحاة من الفيلم الذي يصنف واحداً من علامات السينما المصرية بحسب"اندبندنت عربية".

و"خلي بالك من زوزو"، الذي صنف ضمن قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، يعد من روائع صلاح جاهين كاتباً، وحسن الإمام مخرجاً، ويمثل حالة فنية متكاملة تجمع بين التمثيل والغناء والرقص والقصة، التي يتفاعل معها الجمهور، إضافة إلى الحضور الطاغي لسندريلا الشاشة سعاد حسني.

 حالياً، يستضيف غاليري أوديسي بالقاهرة معرضاً بعنوان "خلي بالك من زوزو" يضم رؤية تشكيلية للفيلم بأنامل نخبة من الفنانين، الذين قدموا إبداعاتهم بوسائل فنية مختلفة كشكل من أشكال الاحتفاء بالفيلم وأبطاله بعد مرور 50 عاماً على عرضه الأول.

وتنوّعت الأعمال المعروضة ما بين البورتريهات لأبطال الفيلم، على رأسهم سعاد حسني وحسين فهمي، ولوحات مستوحاة من المشاهد الأساسية للفيلم ما بين زيتية وكاريكاتور ونحت وأزياء، لتمثل في النهاية محاولة لتقديم رؤية معاصرة لعمل يمثل جزءاً رئيساً من ذكريات الجمهور ومن التراث السينمائي المصري.

يقول الفنان إبراهيم البريدي، وهو واحد من المشاركين في المعرض، "فيلم (خلي بالك من زوزو) جزء من تاريخنا وثقافتنا السينمائية، واستلهام أعمال تشكيلية منه كان من المتوقع لها أن تحقق نجاحاً كبيراً باعتبارها تلمس جزءاً من ذكريات الجمهور، فهو من الأفلام التي يتفق عليها جمهور العالم العربي كله".

ويضيف البريدي:"شاهدت الفيلم عدة مرات حتى أتمكن من اختيار اللقطة المناسبة التي سأقدمها في المعرض، ووقع اختياري على المشهد الذي تذهب فيه سعاد حسني إلى بيت حسين فهمي، وتقدم الرقصة الشهيرة. هذا المشهد مليء بالمشاعر المختلطة ما بين حزن وكبرياء وتحدٍ، وهو من المشاهد الأساسية التي قدمتها سعاد حسنى ببراعة".

وكان العرض الأول لفيلم "خلي بالك من زوزو" عام 1972 في الأجواء المصاحبة لما بعد نكسة 1967، واستمر عرضه حتى أكتوبر (تشرين الأول) 1973 مع بداية حرب أكتوبر، وحقق آنذاك نجاحاً ساحقاً ورقماً قياسياً في الإيرادات، واستمر عرضه في السينمات لأكثر من عام كامل.

ولاقت قصة الفيلم تفاعلاً كبيراً من الجمهور، حيث كانت تناقش الصراع بين زينب (زوزو) الطالبة الجامعية ابنه الراقصة (نعيمة ألمظية) التي جسدت دورها الراحلة تحية كاريوكا، التي كانت تعيش في صراع نفسي بين حياتها في شارع محمد علي ورغبتها في استكمال دراستها الجامعية والتخلص من هذه الحياة، بخاصة بعد ارتباطها بأحد أبناء الطبقة الراقية (سعيد) الذي مثل دوره الفنان حسين فهمي.

وبحسب مقال للناقد الفني طارق الشناوي فإن قصة الفيلم مستوحاة من حياة الكاتبة الصحافية الراحلة بجريدة "الأهرام" بهيرة مختار، التي كانت ابنة الراقصة نبوية مصطفى وبطل مصر والعالم في رفع الأثقال مختار حسين، حيث أصبحت في نهاية الستينيات كاتبة في واحدة من أعرق الصحف المصرية على رغم مواجهتها للكثير من التحديات.

ويقول الفنان محمد غالب، أستاذ الغرافيك بكلية الفنون الجميلة، وهو واحد من المشاركين في المعرض ان  "تجربة تقديم أعمال مستوحاة من فيلم (خلي بالك من زوزو) برؤية هذا العدد من الفنانين ثرية، باعتبار أن قصة الفيلم غنية، وتحتمل أن يخرج من وحيها عشرات الأعمال برؤى ووجهات نظر فنية مختلفة، ما يمنح الجمهور فرصة التعرف إلى عشرات الفنانين وعلى أسلوبهم وتوجهاتهم الفنية، وفي الوقت ذاته يمثل تحدياً للفنان للخروج بعمل متميز وسط هذا الكم من الأعمال، وفكرة التكامل بين الفنون ليست بجديدة" .

ويرى غالب أن تقديم أعمال فنية مستوحاة من أفلام يمكن أن يشكل فرصة جيدة للأجيال الجديدة التي أصبحت تبتعد بدرجة كبيرة عن ثقافتها.