تفاصيل الخبر

طبيب العيون الدكتور عمر سعود:  البحث الذي قدمته عالي الدرجة علمياً وهو بداية ويؤسس لمجالات عدة في جراحة العيون

26/10/2022
طبيب العيون الدكتور عمر سعود:  البحث الذي قدمته عالي الدرجة علمياً وهو بداية ويؤسس لمجالات عدة في جراحة العيون

الدكتور عمر سعود:  افتخر  انني ابن عكار هذه المنطقة الغنية بالعقول والمتعلمين في مختلف المجالات على الرغم من الحرمان الذي تعاني منه

 

بقلم وردية بطرس

 

على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان يحقق الطبيب اللبناني انجازاً تلو الآخر بفضل جدارته وبراعته ليثبت دائماً بأنه مهما اشتدت الصعاب سيظل متفوقاً يحصد الجوائز ويرفع اسم لبنان عالياً... لقد حقق طبيب العيون الدكتور عمر سعود ابن بلدة مشمش العكارية تميزاً مستحقاً بفوزه بجائزة أفضل بحث في طب العيون خلال المؤتمر الأوروبي الـ 23 لأبحاث الرؤية والعيون الذي عقد أخيراً في أسبانيا وشارك فيه أطباء باحثون من أوروبا وآسيا وأفريقيا. ولخّص الدكتور عمر سعود البحث الذي قدمه قائلاً: البحث هو نتيجة 3 سنوات من العمل والتجربة بين مختبرات وفي العيادات، والفكرة هي ايجاد طريقة جديدة في علاج انفصال شبكية العين وابتكار عمل جراحي جديد في علاج المصابين بانفصال الشبكية... المعروف عالمياً في جراحة انفصال الشبكية في وقتنا الحالي هو أن يتم تفريغ الجسم الزجاجي من العين بعملية تُسمى

"Vitrectomy"

وتوجيه ليزر معين على الشبكية ليتم الصاقها في مكانها. ثم تعبئة العين بالسيلكون أو غاز معين حتى يتم تثبيت الشبكية في مكانها،  ولكن هذه الطريقة أحياناً تسبب مضاعفات عند بعض المرضى مثل ارتفاع ضغط العين نتيجة السيلكون، أو المياه البيضاء نتيجة الغاز وأحياناً التهاب كلي للعين لأن الجراح يدخل الى داخل العين. وأيضاً تحتاج الشبكية الى اسبوعين حتى يم التصاقها لأن الليزر تأتي نتيجته بعد أسبوعين.

وأضاف:

أما البحث الذي عملت عليه هو أن يتم الصاق الشبكية من دون الدخول الى العين بل بطريقة خارجية عن طريق تردد كهربائي عالي الدقة

"High frequency electric current welding"

ولا يتم استعمال أي مواد داخل العين مثل السيليكون أو الغاز وأيضاً يتم التصاق الشبكية في مكانها في اللحظة نفسها التي تُجرى بها العملية، فشبكية العين ليست بحاجة الى اسبوعين انتظار.

كما لفت الدكتور سعود الى أن عرض البحث ونتائجه تم في المؤتمر الأوروبي الثالث والعشرين لأبحاث الرؤية والعيون، الذي عقد في أسبانيا والذي شارك به باحثين من جميع دول أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتم اختيار البحث كأفضل بحث من بين جميع البحوث التي قدمت في المؤتمر لعام 2022.

 

 

الدكتور عمر سعود وتطوير العلاج الجراحي

 

 

"الأفكار" هنأت الطبيب اللبناني عمر سعود لنيله جائزة أفضل بحث في طب العيون خلال المؤتمر الأوروبي الثالث والعشرون لأبحاث الرؤية والعيون الذي عُقد في أسبانيا وسألناه أولاً:

 

* حدثّنا عن أهمية نيلك جائزة أفضل بحث في طب العيون؟

- أهمية فوز البحث هي أهمية علمية قبل أن تكون شخصية، فأمراض الشبكية تزداد باستمرار لعوامل كثيرة، وتطوير العلاج الجراحي يسهل على المرضى التعافي السريع وتجنب الكثير من المضاعفات التي قد تفقد النظر.

 

تثبيت الشبكية في مكانها الطبيعي

 

* هلا شرحت لنا أكثر عن البحث الذي قدمته بما يتعلق بعلاج انفصال شبكية العين؟

- لقد مرّ علاج شبكية العين وانفصالها بمراحل عديدة وتطورت طريقة العلاج مع الوقت الى أن استقرت على ما هي عليه اليوم وذلك من خلال الدخول الى العين واستخدار الليزر وتثبيت الشبكية في مكانها الطبيعي، واستخدام مواد خاصة تكون داعم للشبكية مثل السيلكون أو غاز معين، وذلك حتى يتم التصاقها في مكانها ولكن هناك مضاعفات قد تحدث بعد العملية وهي شائعة جداً، مثل ارتفاع ضغط العين أو حدوث المياه البيضاء

"Cataract"

في عدسة العين، وقد يحدث التهاب كلي للعين، بالاضافة الى تكرار العملية وذلك لكي يتم ازالة المواد المؤقتة التي وضعت داخل العين. لهذه الأسباب دائماً يبحث الجراحون أو الباحثون عن طرق جديدة ويحاولون تطوير تقنيات العمليات الجراحية. ومنذ ثلاث سنوات بدأ مشروع البحث بمراحل تجريبية على الحيوانات وفي المختبرات والعيادات الطبية استطعنا أن نثبت أن هناك طريقة لا تقل أهمية عن الطريقة المتعامل بها حالياً، وهذه الطريقة لا تحتاج الى الدخول للعين ولا استعمال أي مواد كيميائية وذلك من خلال لصق الشبكية ومعالجتها عن طريق تردد كهربائي عالي الدقة يُسمى

"High frequency electric current welding"

تم تطبيق العملية على مصابين بانفصال الشبكية وكانت النتيجة أن غالبية المرضى لم يحتاجوا الى اعادة العملية وتم تحسن النظر تدريجياً. هذه الطريقة أو استخدام

"High frequency electric current welding"

يمكن أن يستخدم أيضاً في علاج أورام العين الداخلية واستئصالها.

 

التواصل مع باحثين أوروبيين

 

* هل واجهتك صعوبات أو تحديات أثناء التحضير للبحث لا سيما أن القطاع الصحي في لبنان يعاني من نقص في المعدات والتجهيزات بسبب الظروف القاسية التي يمر بها لبنان؟

- البحث لم يتم التحضير له في لبنان، بل تم اجراء الجزء الأولي منه في أوكرانيا والمانيا، وأيضاً بعد عرضي للنتائج التي حصلت عليها من المختبرات تم التواصل مع باحثين عدة من دول أوروبية وعرض البحث ونتائجه عليهم وذلك قبل المؤتمر الذي عقد وتم اعطائي الجائزة على البحث.

 

تقييم بحثي عالي الدرجة علمياً

 

 

* لقد عرضت البحث ونتائجه في المؤتمر الأوروبي الثالث والعشرين لأبحاث الرؤية والعيون الذي عقد في اسبانيا،  كيف تصف هذه التجربة خصوصاً أنك تأتي من بلد يعاني كثيراً من جميع النواحي؟

- كانت تجربة جيدة جداً، ولم أتوقع أن يتم اعتبار البحث عالي الدرجة علمياً، كما كتب في الدبلوم الذي حصلت عليه لأنه كان يوجد باحثين وأبحاث من كل الدول الأوروبية وغير الأوروبية من دول آسيوية وعربية وأفريقية. والمؤتمر عقد بعد انقطاع سنتين بسبب الكورونا، فكان الجميع متحمس له ويأمل أن يكون من بين الفائزين.

 

* ماذا يعني لك كابن عكار ان تنال جائزة قيمة في الوقت الذي نرى أن هذه المنطقة تعاني من الفقر والاهمال ولكن ابناءها لا يفقدون الأمل بتحقيق نجاحات في العديد من المجالات؟

- نعم أنا ابن عكار المنطقة المهملة على الصعد كافة، ولكن لطالما كانت هذه المنطقة منبع لطلاب العلم ويوجد بين أبنائها آلالاف من أصحاب الانجازات العلمية، فالمنطقة غنية جداً بالعقول والمتعلمين في كل المجالات. ومع كل الحرمان التي تمر به لا زال أبناؤها مصرين على أن العلم هو السبيل الوحيد الذي يحقق نهضتها، عسى ولعل أن ينتهي لبنان من أزماته، ويتم التوازن في الانماء على جميع الأراضي اللبنانية.

 

مشاكل العيون كثيرة وتتأثر بأمراض أخرى

 

* كطبيب عيون ما هي أبرز المشاكل التي تصيب العيون في يومنا هذا؟ وهل من نصائح معينة للحفاظ على العيون؟

- مشاكل العيون كثيرة جداً، وتزداد يوماً بعد يوم لأن العين تتأثر بأمراض أخرى أهمها داء السكري وارتفاع ضغط الدم، وأيضاً من خلال الاصابات المتكررة التي تتعرض لها العين. وأفضل طريقة للحفاظ هي الكشف المبكر خصوصا لمن يعاني من أمراض السكري والضغط، فكشفهم المبكر واجرائهم الفحوصات اللازمة يجنبهم الكثير من المصاعب التي سيواجهونها، وأن تتم حماية العين أثناء العمل بنظارات مخصصة للعمل. أما عند الأطفال وطلاب المدارس فيجب عليهم عند بداية كل عام دراسي أن يتم الكشف على أعينهم. فالأطفال لا يلاحظون مشاكل الرؤية ولا يشتكون منها لأن العقل يعمل على التركيز على العين السليمة وأخذ الصورة منها واهمال العين المصابة، وهكذا حتى تصبح العين المصابة مهملة من قبل العقل فيخف النظر تدريجياً حتى تُصاب بالكسل والحول.

 

هجرة الأطباء الى الخارج بسبب الوضع الاقتصادي المتردي

 

* لطالما كان لبنان مستشفى الشرق ولكن في السنوات الثلاث الأخيرة يشهد القطاع الصحي انهياراً بسبب الأزمات المتتالية التي يتخبط بها البلد هل تفكر بالهجرة الى الخارج كما فعل آلاف الأطباء اللبنانيين أم تسعى جاهداً للبقاء هنا مهما كانت الظروف صعبة؟

- للأسف لبنان يتعرض لموجة شديدة من هجرة الأطباء، فالوضع الاقتصادي السيء يجبر الناس من كل المهن والاختصاصات أن يبحثوا عن أماكن أخرى للعمل. أنا الآن موجود في المانيا ولكن بالتأكيد سأرجع الى لبنان عندما أنهي ما بدأت به.

 

* لا شك أنك ستواصل العمل على الأبحاث،  فالى أي مدى يشكل ذلك تحدياً لتقديم أفضل ما لديك باختصاص طب العيون؟

- البحث الذي قدمته هو بداية ويؤسس لمجالات عدة في جراحة العيون. أتمنى أن يُتاح لي الوقت والقدرة حتى الانتهاء منه. دائماً هناك أفكار وأبواب في طب العيون تفتح وهي بحاجة للدراسة والتطوير.