يعدّ زلزال تركيا وسوريا المدمر الذي وقع في 6 شباط (فبراير) الماضي من أسوأ الزلازل التي وقعت خلال قرنين من الزمن. ويرتفع العدد الاجمالي للوفيات في كلا البلدين الى 51 ألف. كما خلّف الزلزال دماراً مروعاً في عشرات المدن والقرى التركية والسورية مثل غازي عينتاب وادلب وانطاكية واللاذقية.
ولقد أثارت سلسلة الزلازل والهزات الارتدادية التي ضربت تركيا وسوريا فزعاً حول امكانية حدوث موجة تسونامي مدمرة في البحر الأبيض المتوسط خصوصاً مع أنباء عن تراجع مياه البحر في دول عدة، خاصة وان البحر الأبيض المتوسط يعد من المناطق النشطة جيولوجياً نتيجة اصطدام القارات الافريقية والأوروبية والآسيوية الغربية، وأدى هذا الاصطدام الذي يستمر منذ 65 مليون سنة الى تكوين جبال الألب، كما ساهم في تقليص مساحة المتوسط. وتتحرك القارة الافريقية بمقدار 2.5 سم في السنة تحت الصفيحة الأوروبية الشيء الذي يسبب زلازل متكررة ونشاطات بركانية.
وعلى الرغم من أن البنية الجيولوجية تحت السطحية للبحر الأبيض المتوسط قد تمت دراستها على نطاق واسع، فان البيانات الاقليمية القليلة المتاحة حتى الآن لا تسمح لنا بتحديد الحدود بين الصفيحتين وفهم النشاط التكتوني حولها.
وشهد البحر الأبيض المتوسط الكثير من موجات التسونامي التي تسببت بها الزلازل القوية أو الانهيارات الأرضية، بالاضافة الى البراكين النشطة الواقعة على طول الحدود بين القارة الافريقية والقارة الأوروبية والآسيوية الغربية. وكانت أكثر موجات التسونامي تدميراً في التاريخ قبل حوالي 3500 سنة، حيث تسببت بتدمير الحضارة المينوية وهي من أقدم الحضارات اليونانية وتعود الى العصر البرونزي.
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "الأفكار"
اشترك في خدمة Premium من "الأفكار"
ب 1$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشتراك إسبوعى
إشتراك شهرى
إشتراك سنوى
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول