تفاصيل الخبر

بطلة لبنان في الغوص الحر ريم الصايغ: عشقي للبحر كبير وأشعر بفخر برفع اسم لبنان عالياً

19/10/2022
بطلة لبنان في الغوص الحر ريم الصايغ: عشقي للبحر كبير وأشعر بفخر برفع اسم لبنان عالياً

ريم الصايغ تحمل العلم اللبناني بعد فوزها

 

بقلم وردية بطرس

 

ريم الصايغ ابنة بلدة العباسية في قضاء صور ترفع اسم لبنان عالياً اثر مشاركتها في بطولة العالم للغوص الحر التي أقيمت في مدينة "كاش" التركية، حيث استطاعت أن تحطّم رقمين قياسيين للبنان عن فئة النساء للزعانف الأحادية والمزدوجة التي شارك في هذه البطولة أكثر من مئة وخمسين غواص من 31 دولة مختلفة. لقد درست ريم

"Physiotherapy"

او العلاج الطبيعي، وعملت في المجال الا أن عشقها للبحر لا ينتهي، وهي لا تزال تعمل في مجال تخصصها، ولكن الغوص بالنسبة اليها مهم جداً، حيث حققت البطولة في الغوص الحر على صعيد لبنان، وها هي اليوم تحقق فوزاً في بطولة عالمية بفضل جدارتها وكفاءتها لترفع اسم لبنان عالياً في ظل الظروف القاسية التي يمر بها لبنان.

 

ريم الصايغ وحب الغوص

"الأفكار" هنأت البطلة ريم الصايغ ابنة صور وتحدثنا عن مغامراتها مع البحر وحبها للغوص وصولاً الى تحطيم رقمين قياسيين للبنان في بطولة عالمية، ونسألها أولاً:

* كيف بدأت بمزاولة الغوص؟

- أولاً أحب الماء كثيراً وكوني ابنة صور هذه المدينة التاريخية الجميلة أعشق البحر. في العام 2017 بدأت

"Scuba Diving"

أو الغوص مع معدات تحت الماء، حيث يتنفس الشخص تحت الماء، وهكذا بدأت بالغوص لغاية العام 2020 حيث شجعني أصدقائي لأقوم بـ

"Free diving"

أو الغوص الحر كوني أحب الغوص، فلماذا لا أنزل الى عمق البحر، الا أنني كنت أعتبر أن تنفسي قد لا يسعفني وبأنني لن أقدر أن أحبس أنفسي لأكثر من 10 ثوان، ولكنهم أقنعوني بأنني أقدر أن أقوم بالغوص، وبالفعل قصدت مدرّب الغوص حيث تمكنت من حبس أنفاسي لأربعة دقائق و10 ثوان، فكان الأمر جيد بالنسبة الي، وعندها أعلمني المدرب أن ذلك سيساعدني للقيام بالغوص بشكل جيد.

 

المشاركة في بطولة لبنان

 

 * وهل شاركت في بطولة للغوص على صعيد لبنان؟

- شاركت في بطولة صغيرة على صعيد لبنان فنلت المرتبة الأولى فتشجعت لأواصل

"Free diving"

أو الغوص الحر، فبدأت أتحضر جيداً في العام 2020،  عندما بدأت جائحة" الكورونا "في لبنان، مما ساعدني على  ملازمة البيت بعدما تركت عملي لأتفرغ للغوص أكثر، وبعد شهرين من التمرّن على الغوص الحر شاركت في بطولة لبنان ونلت المرتبة الأولى عن فئة النساء حيث حققت رقماً قياسياً للبنان. كما شاركت في بطولة ثانية وحققت رقماً قياسياً للبنان.

 

المشاركة في بطولة عالمية

 

* بعدما حققت الفوز على صعيد لبنان، هل تشجعت للمشاركة في مسابقة عالمية؟

- طبعاً شجعني أكثر، ولكن الآن بدأت أحب الغوص أكثر فأكثر قررت ان أكمل و احقق حلمي بأن أمارس الغوص على مستوى بطولات عالمية. السنة الماضية لم أقدر أن أشارك في لبنان ولم أتمرن كثيراً. وهذه السنة علمت ببطولة عالمية، ولكنني لم أكن قد اتخذت القرار للمشاركة فيها، ولكن قبل موعد البطولة بشهر قررت أن أشارك فيها التي أجريت في تركيا حيث شارك بهذه البطولة أكثر من 150 غواصاً من مختلف البلدان، وكانت بطولة عالمية، وهذه السنة كانت أكبر بطولة في العالم ككل. لقد فزت عن فئة النساء للبنان يعني حطمت رقماً قياسياً للبنان.

 

تحقيق الفوز في تركيا

 

* وكيف تحضرت للبطولة العالمية خصوصاً أنك تشاركين في ظل ظروف صعبة يمر بها بلدك؟

- كما ذكرت أنه قبل اقامة البطولة بشهر واحد قررت المشاركة فيها، بدأت أتمرّن بعد انتهاء دوام العمل، حيث كنت أتوجه من عملي الى البحر لأتمرن لساعتين وأحياناً لم أكن أتمكن من التمرين بسبب تيار البحر والموج العالي الى ما هنالك. وقبل اجراء المسابقة باسبوع أصبت بكريب لم أقدر أن أغوص، انما طبعاً كان علي أن أتمرن قبل موعد المسابقة فاضطرت أن أنزل الى البحر، ولكن كان الأمر صعباً بسبب الأذن فاستشرت طبيب الأنف والحنجرة وأعلمني بأنني التقطت فيروساً سبّب لي تضخم بالجيوب الأنفية فنصحني بدواء كان شديداً وبأنه قد اصبح أفضل خلال 5 أو 6 أيام، حاولت أن أطلب من الاتحاد

"Lebanon water festival"

 ألا أسافر للمشاركة في البطولة لأنني لا أقدر بسبب ما اصبت به، فاضررت أن أسافر الى تركيا فاتكلت على الله للقيام بالأمر. وعندما كنت هناك كنت أتمرن مع أشخاص في تركيا وكان صعباً بسبب أذني فبكيت واتصلت بالمدرب لأعلمه بأنني لا أريد أن أشارك بهذا الوضع، ولكن المدرب قال لي كوني وصلت الى هناك فعلي أن أعتبر نفسي قد تمرنت ولدي خبرة وبمجرد الوصول الى هذه المرحلة أنني بطلة، فاذا تمكنت من الفوز هذا جيد وحتى اذا لم أفوز اعتبر نفسي أنني قمت بما هو الأفضل. وهذا ما حصل، والحمدلله تمكنت من الفوز على الرغم من كل شيء. وسررت كثيراً أنني استطعت أن أحصل على الرقم الذي قررت أن أصل اليه. لقد شاركت في بطولتين في تركيا.ففي اليوم الأول اخترت أن أغوص 25 متراً فقط من أجل أذني، واستطعت ذلك، وهنا فرحت قليلاً أنني استطعت القيام بذلك على الرغم من مشكلة أذني، وهكذا تحمست لليوم الثاني من البطولة، لأنني شاركت في بطولتين في تركيا، أول بطولة

"KAS BASKA WORLD CHAMPIONSHIP"

وفي اليوم الثاني من البطولة وضعت في تفكير أن أصل الى خمسة أمتار وقلت اذا تفتحت أذني هذا جيد واذا لم يحصل ذلك، فوضعت بتفكيري 30 متراً ونزلت وربحت، مع العلم أنني كنت أرغب بوضع أرقام أعلى من ذلك الا انني لم اتمكن لأنه بعدما كنت أخرج من الماء كان أنفي ينزف دماً.

 

وأضافت: ارتحنا يومين من ثم شاركنا في بطولة ثانية البطولة الثانية تُدعى :

"CMAS WORLD CHAMPIONSHIP"

ولأنني لم أكن قادرة على وضع أرقام أعلى نظراً لوضعي الصحي، حيث كان أنفي ينزف مما يشكل ضغطاً علي، والحمدلله فزت كلبنان.

 

* وبماذا كنت تفكرين في تلك اللحظات؟

- بطبعي أتوتر كثيراً وأخاف، ولكنني شعرت أفضل شعور والجميع كان جيداً معي، لقد ذهبت الى تركيا وحدي من لبنان وكان هناك شاب لبناني يدعى مارك منصور يمثل لبنان، وكنا نساعد بعضنا هناك،  مع العلم أنني ذهبت وحدي وكل شيء قمت بنفسي، ولكن الجو كان جيداً والأشخاص الموجودين هم أيضاً أبطال بلدانهم فكنا جميعنا أبطال نأتي من مختلف البلدان والثقافات. وانا  كنت خائفة بسبب المشكلة الصحية ،ولكنني فرحت كونت حققت رقمين قياسييين للبنان. وآمل للسنة المقبلة سأكون جاهزة أكبر وأتمرن كثيراً.

 

رفع اسم لبنان عالياً

 

* الى أي مدى أسعدك كونك رفعت اسم لبنان عالياً في بطولة عالمية؟

- طبعاً شعرت بفرح كبير لذكر لبنان في بطولة عالمية لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها ،  حيث نشعر جميعنا بحاجة لنفس نظيف ونفس رياضي وللنجاح وحتى لو لم افوز، ذهبت لأشارك على الرغم من أنني لم أحظ  بأي دعم للمشاركة في هذه البطولة، بل فعلت كل شيء بنفسي، وكان هناك داعم واحد وهو محل رياضي يُدعى

"The avenue outlet"

حيث يدعم الرياضة وبالتالي دعمني باللباس وبالباقي تكفلت به، فالاتحاد

"Lebanon Water Festival"

 لم يقدم أي دعم مادي سوى أنها ساعد بتسجيل اسمي لكي نشارك في البطولة، والأمر نفسه بالنسبة لوزارة الرياضة والشباب حيث لم تدعم بشيء، وبالتالي قمت بكل شيء لوحدي. واذا شاركت العام المقبل آمل أن أحظي بدعم مادي للمشاركة.و بصراحة قمت بهذه المشاركة من أجل نفسي وأن أرفع اسم لبنان عالياً. ومواقع التواصل الاجتماعي تتداول خبر فوزي، واصبح لدي مسؤولية أكبر.

 

* الى أي مدى دعمك أهلك وأصدقائك للوصول الى البطولة العالمية؟

- لاشك أن عائلتي دعمتني كثيراً وشجعني والداي للمضي قدماً... أود أن أشكر أهلي وأصدقائي الذين وقفوا الى جانبي، وأيضاً أشكر

 "The avenue outlet"

 كما أشكر المدرب عبدالله فاعور الذي ساعدني كثيراً، وأيضاً المدرب مصطفى الحاج والاتحاد

"Lebanon Water Festival"

الذي ساعدني للتسجيل في البطولة، وطبعاً أشكر مجلة "الأفكار" للتحدث عن هذه البطولة.