تفاصيل الخبر

جانيت فرنجية من الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك: المرأة اليوم بأمس الحاجة الى التمكين واحصاءات النقص في الغذاء والتسرب المدرسي مذهلة!

04/10/2022
جانيت فرنجية من الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك: المرأة اليوم بأمس الحاجة الى التمكين واحصاءات النقص في الغذاء والتسرب المدرسي مذهلة!

حضور لبناني ومن مختلف دول العالم دعما للمراة

 

بقلم عبير أنطون

 

قد يكون توجّه السيدة جانيت فرنجية معاكسا لمسار الكثير من الفتيات والسيّدات في لبنان اليوم. فالوضع الاقتصادي المنهك للعائلة في لبنان، كانت له تداعياته على الجميع لا سيما السيدات، اللواتي كن اكثر عملانية وانخراطا في مسار التقدم والتمكين وتحقيق الذات والطموحات، لتأتي الازمة الاقتصادية والمالية فتعيدهم خطوات الى الوراء وتطيح بجزء كبير من نضالهن، مبديّات في هذا الوقت الصعب تأمين لقمة العيش والانشغال بتسيير التفاصيل اليومية المرهقة التي فرضها الحال الاقتصادي، ما جعل السير بالنضال لتامين المساواة بين الجنسين يتراجع بنسبة كبيرة الى الخطوط الخلفية، وقد لا يكون ذلك واقع نساء لبنان وحده اليوم.

انطلاقا من ذلك، ومن المسؤولية التي تحملها شخصيا على عاتقها، وما يحمّل المجتمع سيدة من قماشتها بالسير قدما في هذا النضال تستمر السيدة فرنجية على هذا الخط، هي الام لاربعة اولاد، التي أسست جمعيتها لتمكين المرأة ودعم الطفل، مؤمنة بأن هذا الدور جوهري، ولا بد من الاستمرار بحمل شعلته ربما بالنيابة عن نساء كثيرات انشغلن عنه ولو مؤقتا.

مجهود فرنجية هذا تكلّل باختيارها سيدة وحيدة لتمثيل كافة الجمعيات المحلية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لحضور الجمعية العمومية للامم المتحدة التي عقدت في 22 ايلول المنصرم في نيويورك، حيث كانت لها كلمة حول الوضع الاقتصادي والازمة المالية والامن الغذائي في لبنان وتداعياته على المجتمع فضلا عن العنف القائم على النوع الاجتماعي وذلك بحضور كافة رؤساء ووزراء دول العالم.

 من هذا المنطلق، وايمانا بدورها وتميزها في رفع راية المراة التي يجب ان تبقى مرفرفة في أعلى المنابر الدولية كما في المنابر الوطنية والمحلية كان ل" الافكار" لقاء مع فرنجية واسئلة حول مشاركتها ومشاريعها المقبلة. وكان السؤال المدخل:

 - كيف تمت دعوتك، ولماذا تم اختيارك كممثلة عن دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لالقاء الكلمة في الامم المتحدة؟

 إن جمعية "حماية دعم وعطاء" وهي منظمة لبنانية غير حكومية اسستها في العام 2015هي عضو في المبادرة العالمية

(مبادرة العمل للحماية من العنف القائم على النوع الإجتماعي في حالات الطوارئ) "Call to Action  "وتضّم ممثلين عن كافة الدول والمنظمات المانحة في العالم، وهدفها تعزيز قدرات الجمعيات المحلية لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات خاصةً في حالة الطوارئ حيث أنَّ النساء والفتيات هنَّ الحلقة الأضعف والأكثر تأثراً خلال أية أزمة.

وتقسم هذه المبادرة الى ثلاث فرق:

            - فريق الدول المانحة

            - فريق الجمعيات والمنظمات الدولية

            -فريق الجمعيات المحليّة

وبما أنّ جمعية "حماية دعم وعطاء" هي عضو في الفريق الأخير، اي الجمعيات المحليّة التي تقودها النساء، تمَّ إختياري كوني مؤسسة ورئيسة جمعية تقودها سيدة وناشطة في الشأن العام ومناضلة لحقوق المرأة والفتاة، فضلا عن التزامي بمحاربة العنف القائم على النوع الإجتماعي في لبنان والشرق الأوسط. من هنا وقع علي الاختيار لتمثيل دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا .

- ما كانت الخطوط العريضة لكلمتك وعلى ماذا تم التركيز؟

خلال  كلمتي، تمَّ التركيزعلى أهمية دعم المرأة إقتصادياً لتصبح منتجة وبذلك تكون النتيجة الحد من العنف. ونعرف جميعا ان ذلك يتطلّب من المنظمات الدولية والدول المانحة تمويلاً طويل الأمد ليكون له أثر إيجابي.

كذلك، فقد شدَّدت على أن يكون التمويل موجّهاً مباشرةَ للجمعيات التي تقودها النساء لأنهن على اطّلاع مباشر على اوضاع السيدات والفتيات، وهن معنياّت مباشرة بقضايا المرأة وتعرفن حاجاتها والمشاكل التي تعترضها.

 -في كلمتك حول حقوق المرأة وعدم المساواة بين الجنسين او نقص الغذاء وعدم تأمينه، على ماذا ارتكزت؟ ما كانت المصادر وهل من ارقام او احصاءات في الدولة اللبنانية يمكن الركون اليها ؟

 لقد شدّدت في كلمتي على العلاقة المباشرة ما بين الأمن الغذائي وزيادة العنف القائم على النوع الإجتماعي بحيث أنَّ المرأة هي الأكثر هشاشة خلال أية أزمة، وبشكل خاص عند النقص في الغذاء، وقد استندت على احصاءات عدة.

  فقد أشارت الدراسات التي قامت بها اليونيسف و"خطة الاستجابة للازمة اللبنانية"

"LEBANON CRISIS RESPONSE PLAN" (LCRP) 

  مثلا، أنه في سنة2021، وفي مجتمع النازحين السوريين، فإن 33% من النازحبن يعانون من حالة نقص حاد في الغذاء، و 26% من النازحين يعانون من حالة نقص متوسطة في الغذاء.أمّا في المجتمع اللبناني فـ 22% يعانون من نقص في الغذاء. وقد تبين أنّ 57% منهم هن نساء معيلات لعائلاتهم فيما 43% منهم رجال معيلون لعائلاتهم، ما يؤكّد على ضرورة تمكين المرأة إقتصادياً.

جانيت فرنجية : تمكين النساء من منبر دولي

  -هل تعتقدين ان كلمتك ستلقى أذانا صاغية ومن اية جهات؟

لقد لقيت كلمتي صدىً كبيراً من الحاضرين عن المجتمع الدولي وخصوصاً من Ecco  و USAID  والدنمارك، الذين أبدوا رغبتهم بتمويل مشاريع تهدف لتمكين ودعم المرأة وذلك بمشاريع طويلة الأمد لاقتناعهم الأكيد بأنه خلال الأزمات، من المهمّ جداً حماية النساء والفتيات وتمكينهن .

وكذلك لقيت كلمتي الصدى الايجابي عينه من منظمة UNOCHA  - UNHCR  والمنظمة العالمية للغذاء  WFP وهم من جانبهم ايضا على استعداد لدعم مشاريع تمكين المرأة واقتنعاهم  بدور وقدرة الجمعيات التي تقودها النساء.

 -كيف يمكن ان تتم المساعدة خاصة وان انشغالات العالم اليوم بازمات الطاقة والغذاء والامن الناتجة عن الازمة الروسية الاوكرانية في اوجها؟

حالياً نحن على يقين بأنَّ العالم بأجمعه في أزمات وحروب، أكانت إقتصادية أم أمنية، كمثل الأزمة الإقتصادية والمالية التي نعيشها في لبنان أوالأزمة الأوكرانية، الى غيرها من الأزمات، الا ان المجتمع الدولي مقتنع أنه من اللحظة التي تلي انعقاد  المؤتمر لا بد من تخصيص ميزانية خاصة للمشاريع التي تحمي وتدعم وتمكّن النساء والفتيات، ما يفضي الى انخفاض نسبة العنف القائم على النوع الإجتماعي خاصة في المناطق والدول التي ترزح تحت وطأة الازمات.

النزوح والتسرّب...

- هل أثرت موضوع النزوح السوري في لبنان وانعكاساته على المجتمع اللبناني ككل وعلى المرأة والطفل بشكل خاص؟

إنَّ موضوع النزوح السّوري هو شكل من أشكال الأزمات، وتداعياته سلبية جداً على الطفل والمرأة ما أدى إلى ارتفاع في نسبة العنف بجميع اشكاله أكان بين النازحين أنفسهم، أو بينهم وبين المجتمع المضيف، من هنا كان تشديدي على ضرورة استعادة الطفل والمرأة حياتهم الطبيعية والعيش في استقرار.

- ماذا عن موضوع الاطفال في المدارس والتسرّب المدرسي وهو ما اشار اليه وزير التربية الوطنية عباس الحلبي في نيويورك ايضا ؟

بالنسبة لموضوع الاطفال والتسرّب المدرسي، فقد شددت على ضرورة دعم قطاع التربية في لبنان من خلال تأهيل المدارس الرسمية وتطوير البرامج وتقديم المساعدات المالية للمعلمين للمحافظة على نوعية وجودة التعليم التي لطالما ميّزت لبنان. فقطاع التربية بخطر كبير في بلدنا ونسبة التسّرب الدراسي عالية جداً بحسب دراسات اجرتها اليونيسف فانها فاقت ال 30%.ومن واجبات المجتمع الدولي الحفاظ على حقوق الطفل، ونعرف ان التعليم ركيزة اساسية في هذا الحقوق.

- ماذا عن مراكب الموت والهجرة غير القانونية من مناطق الشمال وطرابلس وفيها يلقى النساء والاطفال والرجال حتفهم، خاصة وانك من "الفيحاء"؟

  إن مراكب الموت والهجرة غير القانونية هي من إحدى تداعيات الوضع الإقتصادي المزري في البلد، لذلك فإن لبنان بحاجة ماسة للدعم الدولي أكثر من أي بلد آخر. الشعب اللبناني لم يعد يحتمل هذا العبء والذلّ فيركب مراكب الموت بحثا عن لقمة عيشه معرّضا نفسه لجميع انواع الخطر، وهذا ما  يناقض ويخالف إتفاقيات حقوق الإنسان الدولية بحيث أنَّ لكل مواطن الحق أن يعيش في وطنه بكرامة واحترام وإستقرار.

- ننهي بالجمعية التي اسستها" حماية دعم وعطاء" لتمكين المرأة ومساندتها.وما جديدكم في المشاريع التي تعملون عليها؟

لقد أسست هذه الجمعية وفي سلم اولوياتها حماية وتمكين المرأة والمطالبة بحقوقها، مع تمكين المرأة إقتصادياً وسياسيا ما اعتبره من الأساسيات، وذلك لأنني أؤمن بالمرأة وقدراتها على التغيير والتطوير. وقد برهنت المرأة في جميع الأزمات أنّها السّند لعائلاتها وكثيرا من نجدها تحرم نفسها لتعطي عائلتها.

 بالنسبة للمشاريع، فإنها لا تتوقف، بدءا من معمل الخياطة وتعليم الكومبيوتر واللغات وغيرها.. كما أننا ندعم التعاونيات النسائية ونساعدها في تسويق منتجاتها، ونقوم بتدريب النساء والفتيات على فن الكلام والقيادة.

 على المجتمع الدولي مساعدة لبنان في اكثر من مجال