تفاصيل الخبر

المخترع والباحث الفيزيائي ماهر عثمان: لدي ابتكارات عديدة تبنتها شركات عالمية ولكن للأسف في بلدي لم أحظ  بهذا الدعم والاحتضان

03/11/2022
المخترع والباحث الفيزيائي ماهر عثمان: لدي ابتكارات عديدة تبنتها شركات عالمية ولكن للأسف في بلدي لم أحظ  بهذا الدعم والاحتضان

المخترع اللبناني ماهر عثمان

 

بقلم وردية بطرس

 

يبقى لبنان هذا البلد الصغير بمساحته بلد المبدعين في مختلف المجالات حيث يساهم أبناؤه بعدد لا يُستهان به من ابداعات في الميادين كافة.  وها هو مشروع وقائي طبي لبناني يبصر النور في تركيا حيث قدم مركز تطوير الأعمال في "فان" تركيا

"Van ISGEM"

برئاسة البروفيسور محمود جيديك وممثلاً بالسيدة مريم الرهاوي شهادات تميز وتقدير للمخترعين اللبنانيين المهندس محمد اسماعيل والأستاذ ماهر عثمان عن مشروعهما

"AVMS Super Nebulizer"

والذي اختير من قبل المشاريع القابلة للانتاج والتسويق في

"Van Invest Summit"

وذلك بحضور رئيسة الجمعية اللبنانية للمبتكرين الأستاذة نور عيد لطوّف وخبير التكنولوجيا والتربية الأستاذ موسى سويدان وجانب من الاختصاصيين. والجدير بالذكر أن هذه المسابقة تمت في الفترة القريبة وشارك فيها أكثر من 200 مشروع علمي وتأهل مشروع

"AVMS Super Nebulizer"

للمرحلة النهائية بحيث أنه نال اهتمام القيمين على المسابقة ورواد الأعمال والشركات المختصة وتم اختياره كشروع قابل للانتاج والتسويق.

 

المخترع ماهر عثمان وابتكاراته الخمسة

 

المخترع والباحث الفيزيائي ماهر عثمان ابن بعلبك استاذ مادة الفيزياء ومادة الرياضيات منذ 21 عاماً، وهو حائز على كفاءة في علوم الفيزياء من الجامعة اللبنانية- كلية التربية، وجدارة في الفيزياء من الجامعة اللبنانية – كلية العلوم، عمل في السنوات الأخيرة على ابتكار نماذج علمية هادفة وتقدمت بمباريات للعلوم للعديد من المحافل العلمية الدولية، وحصدت الكثير من الجوائز وشهادات التقدير التي تنوعت بين الذهبية والفضية ونال براءات اختراع عدة. "الأفكار" هنأت المخترع ماهر عثمان وكان لها حديث مطول عن ابتكاراته ومشاريعه وبدأنا أولاً:

 

* تعمل منذ سنوات على مشاريع وابتكارات،  حيث نلت ميداليات وجوائز عالمية، هلا حدثتنا أكثر عن ابتكاراتك؟

- منذ 8 سنوات أعمل على مشاريع علمية في مجال البيئة والصحة. وسأذكر تلك الابتكارات: أولاً بدلة التخفي عن أنظمة الرصد الحراري، اختراع البدلة القادرة على اخفاء من يرتديها عن الطائرات الحربية والدبابات العسكرية وتساعد على تدفئة الجندي في الشتاء، حيث نلت الميدالية الذهبية وميدالية المخترعين الألمان في معرض ألمانيا الدولي للاختراعات والأفكار الجديدة وذلك من بين 721 مشروعاً مشاركاً في المعرض، وقد تم عقد اتفاق شراكة مع شركة المانية

"Howo – systec"

لتبني وانتاج المشروع. وحصد هذا الاختراع اهتمام شركات عالمية من دول عدة. وقد تمت تجربة البدلة من قبل الشركة الألمانية في تركيا، وأيضاً تم تجربتها من قبل قوات التدخل الأميركية

"American SWAT SUIT"

وبدأ هذا العام انتاج وتسويق المشروع من قبل شركة

"CACAMENA"

الألمانية.

ثاني اختراع:

"ANTI-CORONA SUIT"

والهدف من هذا الابتكار هو الحماية والحد من انتقال الفيروس وكبحه،  وهو موجه الى الأفراد الذين يتواجدون في الأمكنة الموبوءة أو للأفراد الذين يضطرون للتواجد في تلك الأمكنة مثل الأطباء وأفراد الاسعاف والدبلوماسيون والبعثات الدبلوماسية.

ثالث اختراع:

"Anti-touch system"

 وهو جهاز وقائي يعالج الثغرات الموجودة حالياً في المنظومة الوقائية المعتمدة عالمياً للوقاية والحماية من العدوى بفيروس "كورونا". وتبرز أهمية استخدام هذا الجهاز الوقائي لعامة الناس كما استخدامه أكثر من قبل الطاقم الطبي في المستشفيات والمستوصفات الطبية، ومن الممكن أيضاً استعماله في مجالات أخرى لدى الأطفال مثلاً وفي سن مبكر لحمايتهم من وضع الأشياء في أفواههم وخطر الاختناق أو التعرض لفيروسات أهرى غير فيروس" كورونا" المستجد. مع العلم أن هذا المشروع قد نال براءة اختراع من وزارة الاقتصاد وهو عمل مشترك مع الأستاذ أحمد ابراهيم.

ويتابع:

رابع ابتكار:

"Smart Trick"

الخدعة الذكية هو عبارة عن نموذج حراري ذكي يخدع آلات الرصد الحراري بوجود كائن حي أو أي آلة حركية (راجمة صواريخ، محرك حراري، سيارات...).

خامس ابتكار:

"Anti-Virus Medical System Super Nebulizer"

وهو جهاز طبي يُعنى بتعقيم الهواء في الأماكن المغلقة (مستشفيات، مستوصفات طبية) دون استخدام أي مواد معقمة وبتقنية الفلترة المتتابعة والحرارة المتفاوتة والأشعة الفوق بنفسجية. وأيضاً تقنية اعطاء الدواء للمرضى بطريقة مبتكرة تحول دون فرضية انتقال عدوى الفيروسات (سارس، كورونا...) بين الأفراد وخصوصاً بين الطاقم الطبي والمرضى. وقد نال هذا المشروع براءة اختراع من وزارة الاقتصاد وهو عمل مشترك مع المهندس محمد اسماعيل. كما ابتكرت اختراعات عدة ومنها "السومو روبوت" و "الجيوسنسور" ومشروع الطاقة الخضراء وهو عبارة عن تحويل زيت الغلي المستخدم الى "بيوديزل" طبيعي بيئي، وآلة توليد الكهرباء المنزلية من خلال موارد طبيعية، وجهاز منع التنصت والبدلة الذكية وهي بدلة ضد الطعن والحرق وفيها نظام الكتروني ذات وظائف متعددة ودرع واق من الرصاص. وأعمل حالياً على ابتكار آلة كهروحرارية لتوليد الطاقة الكهبربائية المنزلية وجهاز

"Siber Saver"

بالتعاون مع المهندس محمد اسماعيل.

 

 

مشروع تبنّته شركة المانية

 

* هلا شرحت لنا أكثر عن المشروع الذي تبنّته شركة المانية؟

- سأتحدث أولاً عن الأهداف الرئيسية للمشروع: للمشروع بقسميه هدف انساني بحت ألا وهو حماية أفراد وآليات منظمات المعونة والاغاثة الانسانية (الصليب الأحمر الدولي، الهلال الأحمر، أطباء بلا حدود) والمؤسسات الاعلامية والصحافية وبالتالي الوحدات الأمنية والعسكرية والمؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية عبر تمويه واخفاء أفرادها ومركباتها من أنظمة الرصد الحراري والقناصة وطائرات التجسس ذات الرصد الحراري وذلك أثناء العمل في مناطق النزاع المسلح من خلال

"Anti-Infrared suit"

ثانياً: مصدر الفكرة والحاجة لها ومدى استيعاب وفهم التحديات والتوجهات المحلية والاقليمية والعالمية: المشروع مستوحة من نظام التمويه للحرباء عند تعرضها لخطر وشيك، حيث يمكنها تغيير لونها عن طريق تعديل درجة حرارة جلدها. ومع توسع دائرة النزاعات المسلحة في العالم تحوّل العاملون في المنظمات الانسانية والطبية (الصليب الأحمر الدولي، الهلال الأحمر، أطباء بلا حدود) ،والعاملون في المجال الاعلامي والصحافي اضافة الى المدنيين الى ضحايا عمليات القصف والقنص والقتل والاختطاف خلال تواجدهم في ساحات عملهم التي لا بد من التواجد بها لانجاز عملهم الانساني والصحي والاعلامي. لذلك كان نظام التخفي عن أنظمة الرصد الحراري وذلك لمنع أنظمة الرصد الحراي من رصد الأفراد والآليات.

ويتابع:

ثالثاً: مستوى حداثة الفكرة واختلافها عن مثيلاتها في المجال نفسه: ابتكار فكرة حديثة وفريدة من نوعها وبتقنية علمية مبسطة تحمي مسعي "حقول النار والدمار" وتساعدهم في استكمال تأدية واجبهم تجاه كل محاصر وجريح أو جائع، وهذا النموذج له المقدرة على اخفاء وخداع الأفراد والآليات عن الطائرات الحربية والدبابات العسكرية والقناصات، حيث لا يوجد له مثيل في العالم،  ولهذا الابتكار أهمية كبرى خلال هذه الفترة من الزمن وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط حيث النزاعات المسلحة متفشية،  وحيث أنه من الضروري ايجاد حل وحالة من الأمان لأفراد وآليات العمل الانساني والصحي والاعلامي.

رابعاً: مدى مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية والتأثيرات الأخرى المحتملة لتنفيذ المشروع وتأثيرها على جودة الحياة: ان النموذج المبتكر قد راعى الضوابط الأخلاقية والقانونية. ومن التأثيرات: الوطنية: حماية الوطن والأجهزة الأمنية والعسكرية والعاملون في المنظمات الانسانية والطبية من أخطار الاستطلاع الحراري وبالتالي خطر الرصد ويليه القصف. الانسانية: لا يمكن لموظفي الاغاثة والمساعدات تقديم الدعم في أماكن الصراع العسكري دون أن يقعوا ضحايا الرصد الحراري الذي لا يعرف حقيقة الهدف سوى رصده وتشخيصه حرارياً. الاقتصادية: لا يزال هذا الابتكار غير متاح للعديد من الكيانات والمؤسسات الدولية التي تشارك في حماية الأفراد. هذا يفتح أمام فرص استثمارية كبيرة، وتقوية الاقتصاد وتنشيط القطاع الصناعي والمالي.

خامساً: غرض المشروع في بعض المعارض والمؤتمرات والمحافل العلمية وقد نال اعجاب مختلف الجهات العلمية والحكومية كما نال جوائز عدة ومن أهمها الميدالية الذهبية وميدالية المخترعين الألمان في معرض ألمانيا الدولي للاختراعات والأفكار الجديدة

"IENA"

والميدالية الذهبية في مبارات العلوم والتي أجرتها الهيئة الوطنية للبحوث والعلوم في لبنان عام 2018، وشهادة تقدير من دولة تايلاند، والميدالية الفضية خلال مشاركته في معرض بيروت الدولي

"BIIS"

للعلوم 2020، وشهادة تقدير من الولايات المتحدة الأميركية

LTC D.Dean Hutson

عام 2021، ونال اهتمام شركات عالمية عدة من أهمها شركة

"Howo- systec"

الألمانية وقد بوشر انتاج تسويق المشروع من قبل شركة

"CACAMENA"

في المانيا وتركيا عام 2022.

 

التحديات كبيرة خصوصاً في بلد يعاني من ازمات كثيرة

 

* لكي يبدع الانسان يحتاج لأجواء مريحة لكي يقدم لبلده الابداع والابتكارات ،فكيف تمكن من القيام بذلك في بلد يعاني من أزمات كبيرة ومعقدة تعيق تحقيق المشاريع العلمية وغيرها؟

- صحيح التحدي كان كبيراً خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة التي عشناها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن بما يتعلق بتطبيق الأمور العلمية أحياناً نتحدى الظروف لتنفيذها لأن الانسان يقرر أن يتحدى الصعاب لتقديم أفضل ما لديه في مجال العلم والمعرفة. وطبعاً على صعيد الدولة فلم أحظ  بالدعم مع العلم أنه في بلدنا هناك الكثير من الأشخاص الذين يبدعون ويبتكرون ولكنهم لا يحظون بأي دعم. والمشروع الذي قدمته ونلت براءة اختراع لم يحظ  بأي دعم مع العلم أننا استقبلنا عدد قليل من النواب والمسؤولين في المطار بعد نيلي جائزة المخترعين الألمان وقلة منهم حاول أن يساعدنا، أما عندما أتواجد في المانيا أو أفريقيا فيكون الأمر مختلفاً وهذا أمر يؤلمني، فمثلاً احدى الشركات الصينية أرسلت أشخاصاً ليروا كيف عملت المشروع الذي قدمته خلال جائحة الـ"كورونا". فمن المؤسف أن تبدي الدول اهتمامها بما قدمته بينما دولتنا لم تفعل شيئاً لدعمي وتبني مشاريعي واختراعاتي. ولهذا اضطر أن أترك لبنان لكي أواصل مشاريعي وابتكاراتي لأن الوضع في لبنان أصبح صعباً جداً، لأنه بدل أن أركز على تنفيذ المشاريع العلمية والابتكارات، أصبحنا نفكر بالأمور الحياتية حيث يصعب توفير حياة كريمة للعائلة.

 

مشروع تبنته حاضنة الأعمال التركية

 

* ما أهمية المشروع الذي تبنته حاضنة الأعمال التركية؟

- طبعاً هذا المشروع ولد خلال جائحة الكورونا حيث سبق أن عملت ضمن ابتكار

"Anti- Corona Suit"

حيث عمل معي ايضاً المهندس محمد اسماعيل، كما تواصلت مع جامعة في موسكو، وجامعة في بيلاروسيا، وجامعة في المانيا، وجامعة "هارفرد" الأميركية، ومنظمة الصحة العالمية، وتواصلت مع الدكتور حسن عثمان في جامعة موسكو. وهذا المشروع حصل على براءة اختراع والذي تبنته حاضنة الأعمال التركية من بين 200 مشروع مشارك، وهو جهاز طبي هو الأول من نوعه في العالم يعقم الهواء مئة بالمئة ويتيح اعطاء الدواء بشكل آمن للأمراض الصدرية عبر الجهاز التنفسي لمريض أو اثنين في الوقت نفسه.  

 

* كيف تصف لحظات نيلك الجائزة في تركيا لا سيما أنك تأتي من بلد يعاني من أزمات كبيرة وصعبة؟

- لا شك عندما نكون خارج البلد ونرى كيف يعاملوننا بحيوية نشعر بألم أكثر لأننا هنا في بلدنا لا نحظى بهذا الاهتمام والدعم.   ففي الخارج يقدرّون ابداع الانسان وانجازاته، وعندما عدت حاملاً جائزة المخترعين الألمان استقبلني بعض المسؤولين وأخذوا صورة تذكارية معي ومن ثم رحلوا، ولم أجد أحداً منهم يتبنى مشروعاً ما لكي يستفيد  بلدي منه، ولكن بالنسبة الي سأظل أعمل وابتكر مهما كان هناك صعوبات وتحديات.

 

مغادرة لبنان

 

* لا شك أنه يصعب عليك مغادرة لبنان،  فكيف تصف شعورك وهل تفكر بالعودة؟

- بالنسبة الي  لست في مقتبل العمر لكي أبدأ حياتي المهنية في بلد آخر، ولكن للظروف أحكاماً، لا سيما أنني متعلق بالوطن،  ولكن الظروف الاقتصادية تعيق كل شيء. ففي الخارج سأعمل وأكافح،  ولكنني حتماً سأعود الى وطني. وأتمنى أن أوفر حياة كريمة لأولادي كما فعل والدي لأن هذا أقل واجب تجاه أولادنا، الا أنه عندما أكون عاجزاً عن تحقيق ذلك فلا خيار آخر سوى السفر الى الخارج.